أعلنت هيئة الإذاعة الباكستانية الرسمية "بي تي في" أن وزير الدفاع خواجة آصف ومدير الاستخبارات، اللفتنانت جنرال عاصم ملك، سيشاركان في المباحثات في العاصمة القطرية. اعلان

في محاولة عاجلة لاحتواء التصعيد العسكري الأخير، توجّه وفدان رفيعا المستوى من أفغانستان وباكستان، السبت 18 تشرين الأول/أكتوبر، إلى الدوحة لإجراء محادثات مباشرة، بعد ساعات من انهيار هدنة حدودية استمرت يومين فقط.

وقال الناطق باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر منصة إكس، إن "وفدًا رفيع المستوى من الإمارة الإسلامية بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب توجّه إلى الدوحة اليوم".

وأضاف: "احترامًا لفريقنا التفاوضي، على القوات الأفغانية الامتناع عن أي تحركات جديدة. نؤمن بالحل السلمي والأمن الإقليمي، ولكن ما يحدث هو نتيجة عدوان باكستاني".

من جهتها، أعلنت هيئة الإذاعة الباكستانية الرسمية "بي تي في" أن وزير الدفاع خواجة آصف ومدير الاستخبارات، اللفتنانت جنرال عاصم ملك، سيشاركان في المباحثات في العاصمة القطرية.

ضربات جوية بعد انتهاء الهدنة

أفادت الشرطة الأفغانية، الجمعة، بأن الجيش الباكستاني شنّ ضربات جوية على مناطق حدودية في ولاية باكتيكا جنوب شرق أفغانستان، بعد ساعات من انتهاء وقف إطلاق النار الذي بدأ الأربعاء.

وقال المتحدث باسم شرطة الولاية، محمد الله أميني مويا، إن القصف استهدف مواقع قريبة من الحدود، بينها منزل مدني في قرية خانادار، ما أسفر عن وقوع ضحايا. ولم يُفصّل مويا في عدد القتلى أو طبيعة الأهداف، كما لم يصدر أي تعليق فوري من الجانب الباكستاني.

هجوم انتحاري يسبق التصعيد

جاء القصف الباكستاني بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مجمعًا أمنيًا قرب الحدود في مدينة مير علي بإقليم خيبر بختونخوا، وأسفر عن سقوط قتلى.

وأعقب الهجوم اشتباك عنيف قُتل فيه ستة مسلحين وجندي باكستاني. وأعلن فصيل تابع لحركة طالبان باكستان، بقيادة حافظ غل بهادر، مسؤوليته عن العملية.

اتهامات متبادلة وارتباطات أمنية معقدة

تُعد "حركة طالبان باكستان" (تي تي بي) منظمة مصنفة إرهابية من قبل السلطات الباكستانية، وتؤكد أنها منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية رغم الروابط الأيديولوجية والتنظيمية بين الجانبين.

وتتهم إسلام آباد الحركة باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان، وهو ما تنفيه كابول. ومنذ كانون الثاني/يناير، شهدت باكستان تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الهجمات المنسوبة لطالبان باكستان، ما دفع الجيش إلى شن سلسلة عمليات في المناطق القبلية الحدودية، أسفرت هذا الأسبوع وحده عن مقتل 102 مسلح، وفق مصادر أمنية.

أعنف مواجهات منذ انسحاب القوات الدولية

تُعد المواجهات الحالية الأعنف بين البلدين منذ عام 2021، عندما استولت طالبان على السلطة في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية وقوات الناتو.

ويأتي التصعيد الجديد بعد اتهامات سابقة من كابول لإسلام آباد بتنفيذ ضربة جوية في العاصمة الأفغانية، وهي اتهامات لم تؤكدها باكستان، غير أن مسؤولين أمنيين باكستانيين أشاروا إلى أن الهدف كان نور ولي محسود، زعيم حركة طالبان باكستان.

ترحيل جماعي يزيد من حدة التوتر

في سياق متصل، أعلنت الحكومة الباكستانية أنها أعادت 1.4 مليون لاجئ أفغاني إلى بلادهم منذ بدء خطة الترحيل التدريجي عام 2023، في خطوة من شأنها أن تُعقّد العلاقات الثنائية أكثر، خصوصًا في ظل التوتر الأمني المتصاعد والخلافات حول إدارة الحدود واللاجئين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل محكمة غزة دراسة دونالد ترامب إسرائيل محكمة غزة دراسة باكستان قطر أفغانستان هجمات عسكرية هدنة دونالد ترامب إسرائيل محكمة غزة دراسة حركة حماس الصحة روسيا السعودية الضفة الغربية فلاديمير بوتين طالبان باکستان

إقرأ أيضاً:

عودة التوتر إلى الحدود الأفغانية الباكستانية.. وقتلى من الطرفين

قال مسؤولون أمنيون باكستانيون، الجمعة، إن سبعة جنود باكستانيين قتلوا في هجوم انتحاري قرب الحدود مع أفغانستان، في ظل وقف هش لإطلاق النار بين البلدين أوقف قتالا عنيفا استمر لعدة أيام هذا الشهر.

من جانبها، أعلنت أفغانستان، الجمعة، مقتل 40 شخصا وإصابة 170 بجروح جراء غارات جوية باكستانية استهدفت منطقة سبين بولدك التابعة لولاية قندهار جنوبي البلاد.



وقال مدير الصحة العامة في منطقة سبين بولدك الحدودية مع باكستان كريم الله زبير آغا إن باكستان شنت غارات جوية على المنطقة، بحسب شبكة "طلوع نيوز" التي تتخذ من العاصمة كابل مقرا لها.

ومعربا عن خشيته من ازدياد حصيلة القتلى، قال زبير آغا: "ثمة الآن ما مجموعه 170 مصابا و40 قتيلا".

وذكرت "طلوع نيوز" نقلا عن مسؤولين أفغان أن منازل مدنيين تعرضت لأضرار جراء قذائف مدفعية أطلقها الجانب الباكستاني على مناطق نوكلي ووردك وكوجيان وشورابك وشهيد.

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الباكستاني على التصريحات الأفغانية.

توتر باكستاني أفغاني

ونفذت باكستان بعض الغارات الجوية على كابل في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي في إطار ما سمته بـ"مكافحة تنظيم طالبان باكستان".

فيما ردت قوات الأمن الأفغانية بشن هجمات واسعة النطاق على المواقع باكستانية حدودية في 11 من الشهر نفسه، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في بعض المناطق بين الطرفين.



ورغم إعلان أفغانستان في 12 تشرين الأول/ أكتوبر وقف الاشتباكات مع باكستان بوساطة قطرية وسعودية، إلا أن التوتر تصاعد مجددا على حدود البلدين في 14 من الشهر نفسه.

بدورها، أعلنت باكستان وقف إطلاق النار مؤقتا لمدى 48 ساعة في 15 أكتوبر استجابة لطب أفغانستان.

مطالب باكستان من أفغانستان

تطالب باكستان الإدارة في كابل باتخاذ إجراءات بشأن "حركة طالبان باكستان" منذ سيطرة طالبان على أفغانستان في عام 2021.

وتقول سلطات إسلام آباد إن حركة طالبان باكستان التي تصنفها "منظمة إرهابية" ونفذت العديد من العمليات على أراضيها، تتمركز في أفغانستان، وتتهم كابل بعدم اتخاذ إجراءات ضد التنظيم.




في حين تنفي أفغانستان ممارسة حركة طالبان باكستان أي نشاط على أراضيها.

وتستخدم طالبان باكستان مناطق قبلية على طول حزام البشتون على طرفي الحدود بين أفغانستان وباكستان، وتقع على طول خط دوراند الذي أنشئ في عهد الاستعمار البريطاني ويشكل الحدود الفعلية بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • الدوحة تستضيف محادثات التهدئة بين باكستان وأفغانستان
  • الدوحة تستضيف محادثات سلام بين أفغانستان وباكستان
  • الباكستان تقصف الأراضي الأفغانية
  • العاصمة القطرية الدوحة تستضيف مباحثات السلام بين باكستان وأفغانستان
  • تصاعد التوتر بعد انتهاء الهدنة.. طالبان تتهم باكستان باستئناف القصف
  • العلاقات الأفغانية الباكستانية.. تاريخ من التوتر وصراع الهوية
  • عودة التوتر إلى الحدود الأفغانية الباكستانية.. وقتلى من الطرفين
  • الحكومة الأفغانية تتهم باكستان بخرق الهدنة وتحذرها من العواقب
  • مقتل العشرات في اشتباكات بين طالبان والجيش الباكستاني.. وانفجارات تهز كابول قبل وقف إطلاق النار