«ترامب منزعج من نتنياهو».. زيارة محتملة لويتكوف إلى الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أكدت دانا أبو شمسية، مراسلة القاهرة الإخبارية في القدس، أن الزيارة المرتقبة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل غدا تحظى بأهمية خاصة من حيث التوقيت والمضمون، في ظل الحديث المتزايد في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن زيارة محتملة أيضًا لنائب الرئيس الأمريكي يوم الاثنين المقبل.
وأوضحت أن هذه التحركات تأتي وسط حالة من التوتر الدبلوماسي بين واشنطن وتل أبيب، على خلفية تسريبات وتصريحات متبادلة كشفت عن تباين في وجهات النظر بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب الأخيرة على غزة وملف وقف إطلاق النار.
وأضافت أبو شمسية، أن تصريحات كلٍّ من كوشنر وويتكوف مؤخراً أظهرت أن ترامب شعر بالانزعاج من تصرفات نتنياهو خلال مراحل التفاوض الأخيرة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار الأخير لم يكن انتصاراً سياسياً لإسرائيل كما روّجت حكومتها، بل جاء نتيجة ضغوط مارسها ترامب على نتنياهو لإجباره على القبول بوقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أن عبّر ترامب عن شعوره «بالخيانة» عقب الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات من حركة حماس في قطر، في عملية وُصفت بأنها تمت دون تنسيق مسبق مع واشنطن، ما فاقم من حدة التوتر بين الجانبين
وأكدت مراسلة القاهرة الإخبارية أن أجواء الزيارة المنتظرة تتزامن مع تسريبات إسرائيلية تشير إلى ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية على حكومة نتنياهو لعدم اتخاذ أي خطوات عقابية ضد حركة حماس، وللحفاظ على استقرار اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت أن القنوات الإسرائيلية تحدثت عن توصيات أمنية أمريكية - إسرائيلية بضرورة تسريع عمليات انتشال جثامين المحتجزين لتفادي انهيار التهدئة، مشيرة إلى أن زيارة ويتكوف قد تمثل اختباراً جديداً للعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية في مرحلة دقيقة من مسار الصراع في المنطقة.
اقرأ أيضاًإدارة ترامب تمدد الإعفاءات الجمركية لصناعة السيارات الأمريكية
نائب ترامب يزور إسرائيل الاثنين لبحث المرحلة الثانية من خطة ترامب بشأن غزة
إدارة ترامب تجمد مشروعات بـ11 مليار دولار في ولايات ديمقراطية وسط استمرار الإغلاق الحكومي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ترامب مراسلة القاهرة الإخبارية في القدس دانا أبو شمسية حركة حماس في قطر إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في تأثير زيارة نتنياهو إلى واشنطن ومستقبل الترتيبات في غزة
في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتقال من تهديدات التصعيد إلى الدبلوماسية، وتدابير بناء الثقة، يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التشبث بمزاعم "النصر الشامل"، ونزع سلاح حماس، وفيما لا أحد يعلم إلى أين يتجه، يسعى جيش الاحتلال، إلى خطوة دبلوماسية أخيرة لإنهاء القتال الدائر، بعكس رغبة الحكومة.
وأكد محرر الشئون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أنه "في خضم الضجيج الإعلامي، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، الذي تُحدثه السياسة الداخلية للحكومة، غاب عن جزء كبير من الجمهور حقيقة مهمة وجلية وهي أننا دخلنا مرحلة "غسق الحرب"، التي يوجد فيها بالفعل وقف إطلاق نار مؤقت، حيث تعمل الأطراف والوسطاء على صياغة الترتيبات الدائمة التي ستُرسّخ وقف القتال لفترة طويلة.
وأضاف يشاي في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في هذه المرحلة، لا يزال ممكناً للأطراف استخدام القوة، لكن الأهم هو المفاوضات الدبلوماسية التي ستُصيغ الترتيبات الأمنية والسياسية الخاصة بالمنطقة في السنوات القادمة، مما جعل ترامب يوصي نتنياهو بالانتقال لهذه المرحلة، من المبادرات الهجومية والتهديدات بالتصعيد إلى الدبلوماسية وبناء الثقة، حتى يتسنى الانتقال للمرحلة المدنية لتطبيق خطته "العشرين نقطة" في غزة، والتوصل لوقف كامل ومستقر للأعمال العدائية، وربما حتى بعض اتفاقيات التطبيع على جبهات نشطة أخرى".
وأشار إلى أن "تفاصيل المحادثات التي سيُجريها نتنياهو وفريقه عند وصوله واشنطن تلبيةً لدعوة ترامب، تخللها تلقيه توصية مماثلة من كبار مسؤولي الجيش، الحريصين على البدء بإعادة بنائه بعد أكثر من عامين من الحرب، وبناء جيش كبير وحديث لمواجهة تحديات المستقبل، لذلك، ترى أغلبية في هيئة الأركان العامة أنه في الوقت الحالي، وفي كل ما يتعلق بغزة، ينبغي "التوافق" مع ترامب وتوصيات مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي في كريات جات، وتحقيق أهداف الحرب، أو معظمها، بترتيبات تُحدد وتُرسخ الإنجازات العسكرية".
وذكر أن "إعلان نتنياهو عن الموافقة على فتح معبر رفح لخروج الجرحى والمرضى من القطاع تحت إشراف ممثلي السلطة والدول الأوروبية، قابله رفض مصري لعدم فتحه في الاتجاهين، وليس بالضرورة أن تكون دبلوماسيًا ماهرًا كي تدرك أن مجرد الموافقة الإسرائيلية على هذه الخطوة يُعدّ تنازلًا سياسيًا واضحًا، مما يعني أن نتنياهو يريد من الترتيبات التي سيتم اتخاذها منع السلطة الفلسطينية من الحصول على موطئ قدم في غزة، لمنع إقامة دولة فلسطينية تشملها، وألا يكون لتركيا وقطر موطئ قدم عسكري أو مدني في إعادة إعمار غزة".
وأوضح أن "نتنياهو يريد تفكيك حماس في غزة بالوسائل الدبلوماسية، لكنه لا يزال يُصرّ على مطلبه بأنه إذا لم يتحقق ذلك في غضون بضعة أشهر، فإن الجيش سيتوغل في الأراضي التي تسيطر عليها غرب غزة لتفكيك بنيتها التحتية تحت الأرض، ونزع سلاحها، كما يفعل الجيش حاليًا في مناطق رفح وخانيونس وبيت حانون، حيث لا تزال هناك جيوب مقاومة تحت الأرض، ويُشدد الجيش حصاره عليها، مما يُجبر سكانها على الاستسلام أو الموت".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي الآن لديه مصلحة، مثل ترامب، في الانتقال من مرحلة القتال العنيف على مختلف الجبهات إلى وقف مستقر للقتال، ويؤكد رئيس الأركان إيال زامير، في غزواته المتكررة في الميدان في مختلف ساحات القتال، أنه مهتم الآن في المقام الأول بإعادة تأهيل وإعادة بناء الجيش بعد أكثر من عامين من القتال".
وأوضح أن "الجيش يسعى لاستعادة كفاءته من خلال إعادة التنظيم، وتجديد الاحتياطيات، وإنشاء وحدات وتشكيلات جديدة تعتمد على التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، والاستعداد للتحديات العملياتية المتوقعة في ساحات القتال السبع، وفقًا لمفهوم الأمن الجديد، وأهمها منع التهديدات في بدايتها، وإحباط التهديدات القائمة".