قال مسؤولون أمنيون باكستانيون، الجمعة، إن سبعة جنود باكستانيين قتلوا في هجوم انتحاري قرب الحدود مع أفغانستان، في ظل وقف هش لإطلاق النار بين البلدين أوقف قتالا عنيفا استمر لعدة أيام هذا الشهر.

من جانبها، أعلنت أفغانستان، الجمعة، مقتل 40 شخصا وإصابة 170 بجروح جراء غارات جوية باكستانية استهدفت منطقة سبين بولدك التابعة لولاية قندهار جنوبي البلاد.





وقال مدير الصحة العامة في منطقة سبين بولدك الحدودية مع باكستان كريم الله زبير آغا إن باكستان شنت غارات جوية على المنطقة، بحسب شبكة "طلوع نيوز" التي تتخذ من العاصمة كابل مقرا لها.

ومعربا عن خشيته من ازدياد حصيلة القتلى، قال زبير آغا: "ثمة الآن ما مجموعه 170 مصابا و40 قتيلا".

وذكرت "طلوع نيوز" نقلا عن مسؤولين أفغان أن منازل مدنيين تعرضت لأضرار جراء قذائف مدفعية أطلقها الجانب الباكستاني على مناطق نوكلي ووردك وكوجيان وشورابك وشهيد.

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الباكستاني على التصريحات الأفغانية.

توتر باكستاني أفغاني

ونفذت باكستان بعض الغارات الجوية على كابل في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي في إطار ما سمته بـ"مكافحة تنظيم طالبان باكستان".

فيما ردت قوات الأمن الأفغانية بشن هجمات واسعة النطاق على المواقع باكستانية حدودية في 11 من الشهر نفسه، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في بعض المناطق بين الطرفين.



ورغم إعلان أفغانستان في 12 تشرين الأول/ أكتوبر وقف الاشتباكات مع باكستان بوساطة قطرية وسعودية، إلا أن التوتر تصاعد مجددا على حدود البلدين في 14 من الشهر نفسه.

بدورها، أعلنت باكستان وقف إطلاق النار مؤقتا لمدى 48 ساعة في 15 أكتوبر استجابة لطب أفغانستان.

مطالب باكستان من أفغانستان

تطالب باكستان الإدارة في كابل باتخاذ إجراءات بشأن "حركة طالبان باكستان" منذ سيطرة طالبان على أفغانستان في عام 2021.

وتقول سلطات إسلام آباد إن حركة طالبان باكستان التي تصنفها "منظمة إرهابية" ونفذت العديد من العمليات على أراضيها، تتمركز في أفغانستان، وتتهم كابل بعدم اتخاذ إجراءات ضد التنظيم.




في حين تنفي أفغانستان ممارسة حركة طالبان باكستان أي نشاط على أراضيها.

وتستخدم طالبان باكستان مناطق قبلية على طول حزام البشتون على طرفي الحدود بين أفغانستان وباكستان، وتقع على طول خط دوراند الذي أنشئ في عهد الاستعمار البريطاني ويشكل الحدود الفعلية بين البلدين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية باكستانيون قندهار طالبان طالبان باكستان باكستان افغانستان طالبان قندهار طالبان باكستان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طالبان باکستان

إقرأ أيضاً:

باحث أفغاني لـعربي21: باكستان تريد إبقاء كابول ضعيفة.. وقطر تتحركان لوقف التوتر

قال الأكاديمي والمحلل السياسي الأفغاني محمد هارون خطيبي إن الهدنة القصيرة التي جرت بين أفغانستان وباكستان لم تصمد أكثر من 48 ساعة، قبل أن تعود التوترات الأمنية والعسكرية بين البلدين، في ظل تفجير انتحاري على الحدود أسفر عن مقتل سبعة جنود باكستانيين.

وأكد خطيبي في حوار خاص مع "عربي21" أن "الوساطة التي تعمل عليها كل من قطر وتركيا قد تشكل فرصة حقيقية لإيقاف التصعيد وفتح باب التفاوض لتهدئة الأوضاع بين الجارتين المسلمتين"، مشيراً إلى أن "استراتيجية باكستان القديمة تقوم على إبقاء أفغانستان ضعيفة وتابعة سياسياً لها، وهو ما ترفضه كابول رفضاً قاطعاً".

هدنة قصيرة وانفجار مدمر
وأوضح خطيبي أن الهدنة التي اتفق عليها بين الجانبين كانت محددة بـ48 ساعة فقط، وانتهت عند السادسة مساء الجمعة٬ لكن التفجير الذي وقع قرب الحدود داخل الأراضي الأفغانية وأدى إلى مقتل سبعة جنود باكستانيين أعاد التوتر إلى الميدان.

وقال: "الهدنة كانت فرصة جيدة لكنها قصيرة جداً، ومع ذلك هناك تطور إيجابي يتمثل في رغبة قطر وتركيا بالقيام بوساطة جديدة لتمديد وقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة طويلة الأمد بإذن الله".

وعن الجذور التاريخية للصراع، أوضح المحلل الأفغاني أن الخلاف بين كابول وإسلام أباد "ليس بين الشعبين، وإنما بين الحكومتين"، مضيفاً: "الشعبان الأفغاني والباكستاني شعب واحد، يجمعهما الدين واللغة والمذهب الحنفي والعادات المشتركة، لكن المشكلة تكمن في سياسة باكستان التي تقوم منذ عقود على إضعاف أفغانستان وجعلها تابعة لنفوذها".

وقال إن "إسلام أباد تعتبر أفغانستان حديقتها الخلفية، وتسعى لإبقائها غير قادرة على الدفاع عن نفسها أو إدارة شؤونها الداخلية"، مشيراً إلى أن باكستان تستخدم أدوات اقتصادية للضغط، "مثل إغلاق المعابر أمام الصادرات الأفغانية في مواسم الثمار، ما يؤدي إلى تلفها، إلى جانب التضييق على منح التأشيرات للأفغان، الذين يضطرون للبحث عن بدائل عبر إيران أو دول أخرى".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
دولة حبيسة تحت رحمة الجغرافيا
وبين خطيبي أن أفغانستان "دولة حبيسة بلا منفذ بحري، وتعتمد على باكستان في تجارتها الخارجية"، ما يجعلها عرضة للابتزاز الجغرافي والسياسي.

وأضاف أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث مراراً عن استعادة قاعدة بغرام الجوية، وباكستان التي تمر بأزمات اقتصادية وسياسية وأمنية خانقة، تحاول استرضاء واشنطن عبر التعاون في هذا الملف، وهذا ما يجعلها أكثر تشدداً مع كابول".

وعن أبرز أسباب التوتر الأمني، أشار خطيبي إلى ملف حركة طالبان باكستان، قائلاً إن "باكستان تتهم أفغانستان بإيواء عناصر الحركة والسماح لهم بتنفيذ هجمات عبر الحدود، بينما تنفي كابول ذلك بشكل قاطع".

وأوضح أن جذور القضية تعود إلى عهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، عندما "شن الجيش الباكستاني عمليات ضد المناطق البشتونية داخل البلاد، ما دفع الآلاف للنزوح إلى أفغانستان، وحمل بعضهم السلاح ضد القوات الباكستانية".

وتابع: "الأمر تكرر في بلوشستان عندما هاجمت القوات الباكستانية المتمردين البلوش، فهاجر بعضهم إلى أفغانستان وواصلوا القتال من هناك، وهذا خلق أزمات مزمنة في العلاقة بين الجارتين".

وأضاف أن "باكستان تطالب اليوم الإمارة الإسلامية بترحيل مقاتلي طالبان باكستان أو تسليمهم، لكن أفغانستان ترفض لأن هؤلاء لاجئون منذ عهد النظام الجمهوري السابق"، مشيراً إلى أن الحكومة الأفغانية تؤكد أن "الهجمات ضد باكستان تُنفذ من داخل أراضيها، وليس من أفغانستان".

وقال: "زعيم طالبان باكستان نور والي محسود أعلن بنفسه أنهم داخل باكستان، وأن عملياتهم تتم من هناك، ما يثبت أن المشكلة داخلية بحتة".


خط دوراند.. جرح لم يندمل
ووصف خطيبي خط دوراند الحدودي بأنه "قضية تاريخية معقدة ومصدر دائم للتوتر"، قائلاً: "هذا الخط الذي رسمه البريطانيون يفصل بين عائلات من أصل واحد؛ أعرف عائلات نصفها في باكستان والنصف الآخر في أفغانستان، لذلك لا يمكن لأي حكومة أفغانية أن تعترف به كحد رسمي".

وأضاف أن "باكستان تطالب منذ عقود باعتراف أفغاني بخط دوراند كحد دولي، لكن كابول تعتبر أن القضية تتعلق بالشعب كله، ولا يمكن حسمها إلا عبر استفتاء شعبي شامل"، مشيراً إلى أن هذه القضية نوقشت في عهد الرئيس محمد داود ثم خلال فترات الشيوعيين والمجاهدين "لكنها ظلت دون حل حتى الآن".

ورأى خطيبي أن من أسباب تأزم العلاقة الحالية أيضاً انفتاح حكومة طالبان على دول عدة، قائلاً إن "إسلام أباد لا ترتاح لسياسة الإمارة الإسلامية التي تقيم علاقات متوازنة مع الهند وروسيا والصين، لأنها تريد أن تبقى السياسة الخارجية الأفغانية خاضعة لنفوذها".

وأوضح أن "أفغانستان تحاول اليوم فتح منافذ بديلة نحو إيران ودول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان، إلى جانب روسيا والصين"، مشيراً إلى أن "الهند بدورها أعادت فتح قنوات دبلوماسية مع كابول ليس حباً في أفغانستان، بل رغبة في موازنة نفوذ باكستان".

وأضاف أن "تصريحات وزير الخارجية الهندي الأخيرة التي أعلن فيها دعم بلاده لأفغانستان ضد باكستان، أثارت غضباً واسعاً، خصوصاً بعد أن أدلى وزير الخارجية الأفغاني مولوي متقي بتصريح من نيودلهي بدا وكأنه يعترف بالسيادة الهندية على كشمير، وهو ما رفضه الشعب الأفغاني رفضاً قاطعاً".

"طالبان باكستان" ليست تابعة لطالبان الأفغانية
وأكد خطيبي أن "طالبان باكستان لا تتبع حركة طالبان الأفغانية حاليا"، موضحا أن "الجيش الباكستاني يقصف مناطق البشتون بحجة ملاحقة عناصر الحركة، بينما تعتبر كابول أن الأزمة داخلية تخص باكستان وحدها".

وقال: "صحيح أن طالبان باكستان بايعت في السابق أمير المؤمنين في أفغانستان خلال الحرب ضد الاحتلال الأمريكي، لكنها اليوم تنظيم مستقل لا يتلقى أوامر من كابول".

وأضاف: "الحكومة الأفغانية الحالية ترفض التدخل في شؤون الدول الأخرى، وحتى المظاهرات التضامنية مع فلسطين لا يُسمح بها في كابول، تجنباً لاتهام الإمارة بالتدخل الخارجي".

وحول النهج الجديد لحكومة طالبان، قال خطيبي إن "طالبان اليوم تتصرف كدولة لا كحركة، وتسعى لعلاقات ندية مع جميع الدول".

وأضاف أن "تحسن العلاقات مع موسكو يمثل مفارقة تاريخية بالنظر إلى الغزو السوفيتي الذي أودى بحياة أكثر من مليون أفغاني، لكن روسيا والصين اليوم تتقاربان من الإمارة الإسلامية، بل إن الصين على وشك الاعتراف الرسمي بها، وربما تلحق بها الهند قريباً".

وأوضح أن "باكستان تبقى الاستثناء الوحيد، إذ ما زالت تتعامل مع أفغانستان بعقلية الوصاية، وتريدها تابعة في سياستها الخارجية، بينما تصر كابول على استقلال قرارها وسيادتها".

وعن سبب امتناع طالبان عن ترسيم الحدود مع باكستان، أوضح خطيبي أن "الاعتراف بخط دوراند لا يمكن أن يصدر عن أي حكومة، لأنه قضية وطنية تمس هوية الشعب الأفغاني بأكمله"، مشدداً على أن "حلها يحتاج إلى استقرار داخلي واستفتاء شعبي من الجانبين".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
ترحيل اللاجئين الأفغان.. ورقة ضغط سياسية
وأشار خطيبي إلى أن "الحكومة الباكستانية منذ وصول طالبان إلى الحكم بدأت بترحيل أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان في محاولة للضغط على كابول"، معتبراً أن "هذا التصعيد الإنساني والسياسي يزيد من تعقيد الأزمة، ولا يخدم العلاقات بين الشعبين".

وأعرب خطيبي عن تفاؤله بالتحركات القطرية والتركية الرامية إلى التوسط بين البلدين، قائلاً:
"نأمل أن تؤدي هذه الوساطة إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، فالحرب بين دولتين مسلمتين لا تخدم سوى الأعداء".

وأضاف: "لا بد أن تعترف باكستان بسيادة أفغانستان واستقلالها، وأن تتعامل معها كدولة ندية لا كدولة تابعة، فاستقرار أفغانستان هو مفتاح استقرار آسيا كلها"، مستشهداً بالمقولة الشهيرة: "أفغانستان قلب آسيا، وإذا استقر القلب استقر الجسد.".


دعوة إلى الحوار والعقلانية
وفي ختام حديثه لـ"عربي21"، وجه الأكاديمي الأفغاني رسالة إلى قادة البلدين قائلا: "على العقلاء من الطرفين أن يجلسوا إلى طاولة الحوار لمعالجة الخلافات السياسية بعيدا عن السلاح، فالدمار لا يخدم أحداً".

وأضاف مخاطبا قادة باكستان: "وعدكم للرئيس ترامب بالسماح له باستخدام قاعدة بغرام لن يفيدكم، فقد تكسبون بضعة دولارات مؤقتة، لكنكم ستخسرون علاقة تاريخية مع شعب وقف معكم طيلة العقود الماضية".

وختم بالقول: "الشعبان الأفغاني والباكستاني شقيقان قاتلا معاً ضد الاحتلالين السوفيتي والأمريكي، ولا يجوز أن تتحول هذه الأخوة إلى صراع سياسي أو عسكري. علينا أن نستثمر هذا التاريخ المشترك في بناء مستقبل من التعاون لا المواجهة."

مقالات مشابهة

  • باحث أفغاني لـعربي21: باكستان تريد إبقاء كابول ضعيفة.. وقطر تتحرك لوقف التوتر
  • باحث أفغاني لـعربي21: باكستان تريد إبقاء كابول ضعيفة.. وقطر تتحركان لوقف التوتر
  • محلل باكستاني لـعربي21: أفغانستان أصبحت بوابة للهند.. وباكستان ردت بقصف كابل
  • معارك ضارية على الحدود الباكستانية الأفغانية.. واتفاق لوقف إطلاق النار
  • أول تعليق من باكستان على هجوم طالبان ضد أراضيها
  • العلاقات الأفغانية الباكستانية.. تاريخ من التوتر وصراع الهوية
  • باكستان.. هجوم انتحاري يودي بحياة 7 جنود قرب الحدود الأفغانية
  • ظهور زعيم طالبان باكستان بعد مزاعم باغتياله
  • باكستان: الكرة في ملعب طالبان لتحقيق هدنة دائمة