خبيرة تغذية تكشف السر وراء الهوس بشوكولاتة دبي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
تتصدر شوكولاتة دبي الفاخرة المحشوة بالفستق قائمة الوجبات الخفيفة الأكثر رواجا، حتى وصل الطلب على الفستق إلى مستويات قياسية نتيجة الإقبال الكبير على هذه الحلويات اللذيذة.
لكن وراء هذا الإقبال يكمن سر صحي مذهل، إذ أظهرت الأبحاث أن الفستق يعد خيارا غذائيا فريدا يجمع بين المذاق الشهي والفوائد الصحية العديدة، وخاصة لصحة الأمعاء والمناعة.
تشير دراسة أمريكية حديثة نشرتها مجلة Current Developments in Nutrition إلى أن تناول الفستق مساء قد يعيد تشكيل الميكروبيوم المعوي، أي النظام البيئي للبكتيريا المفيدة في الأمعاء، خصوصا لدى البالغين الذين يعانون من مقدمات السكري. كما أظهرت دراسة أخرى في عام 2023 أن الفستق يزيد من عدد البكتيريا المفيدة أكثر من المكسرات الأخرى.
وتوضح خبيرة التغذية فيديريكا أماتي:"الفستق مليء بالألياف والبولي فينولات، التي تزدهر عليها ميكروبات الأمعاء الجيدة، وتساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء وتقليل الالتهابات."
ويؤكد اختصاصي التغذية روب هوبسون أن الألياف والدهون الصحية والبروتينات في الفستق تساعد على تخميرها في القولون لإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل البوتيرات والبروبيونات، التي تدعم بطانة الأمعاء وتقوي المناعة. كما أن البوليفينول والتوكوفيرول واللوتين في الفستق يعززون نشاط الميكروبيوم ويحافظون على توازن الأمعاء.
ويضيف هوبسون:"استبدال وجبة خفيفة عالية السكر والملح بحفنة من الفستق طريقة بسيطة ولذيذة لدعم صحة أمعائك دون أي مواد مضافة ضارة."
وبهذا، يتضح أن الفستق ليس مجرد وجبة خفيفة فاخرة، بل غذاء متكامل يعزز الهضم والمناعة ويحافظ على صحة الأمعاء، مما يبرر شعبيته المتزايدة حول العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شوكولاتة دبي الفستق الحلويات صحة الأمعاء المناعة
إقرأ أيضاً:
الأسعار تحرم التلاميذ من الغذاء الصحى
وقرار الوزارة بتوفير وجبة خارج إطار التنفيذ .. خبراء تغذية: فترة النمو تحتاج كل العناصر الغذائية
مع كل عام دراسى، تبدأ رحلة الأمهات مع الحيرة اليومية مع ساندوتش المدرسة أو «اللانش بوكس» والبحث عن مكوناته الصحية والمشبعة، إذ إن الوجبة المدرسية ضرورة تساعد الطفل على التركيز والتحصيل الدراسى داخل الفصل.
ولكن مع ارتفاع أسعار السلع، باتت الأمهات فى حيرة كبيرة من حساب التكلفة والحرص على تقديم وجبة متكاملة، حيث تقف كثيرات منهن أمام معادلة شديدة الصعوبة للتوفيق بين ما هو صحى وما هو متاح، فيما تكتفى أخريات بما يمكن تدبيره، حتى وإن لم يكن الخيار الأفضل.
وفى حين يرى الخبراء أن طعام الطفل يجب أن يحتوى على العديد من العناصر الغذائية خاصة وجبة الإفطار التى يجب أن تتضمن عناصر غذائية عديدة، تجد الأمهات أنفسهن عاجزات أمام طوفان الأسعار الذى طال كل شىء بما فى ذلك الخبز الفينو الذى كان خياراً مفضلاً للأطفال، والأطعمة المختلفة التى يمكن وضعها فى الساندوتش.
على صعيد آخر تؤكد وزارة التربية والتعليم كل عام أنها تعد برنامج للتغذية المدرسية كان يتضمن من قبل البسكويت المزود بالحديد، وفى هذا العام أعلنت الوزارة أن البرنامج سيشمل تقديم وجبات ساخنة متكاملة لطلاب التعليم الأساسى، وأعلن الوزير أنه سيتم تعميم هذه التجربة فى المحافظات المختلفة بعد نجاحها فى بعض المحافظات مثل الفيوم. كما تستهدف الوزارة لتغطية ما بين 2 إلى 3 ملايين طالب من خلال هذه الوجبات كأولوية وطنية لتحسين الصحة والتحصيل التعليمى.
ورغم أهمية القرار، إلا أنه لم يطبق حتى الآن فى كل المحافظات ليبقى التحدى الأكبر أمام الأمهات فى تحقيق التوازن بين جودة الوجبات وتكلفتها، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد غانم، طبيب الأطفال، إن وجبة الطفل اليومية يجب أن تكون متكاملة وتحتوى على جميع العناصر الغذائية الأساسية، فالكربوهيدرات تمنح الطفل الطاقة التى يحتاجها للحركة والتركيز، بينما يساعد البروتين على بناء العضلات إلى جانب الفيتامينات والمعادن الموجودة فى الخضراوات والفواكه، والماء الذى لا يقل أهمية عن أى عنصر غذائى للحفاظ على نشاط الجسم وحيويته.
وأضاف أن الطفل يحتاج إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين خلال اليوم، موضحاً أن وجبة البيت تختلف عن وجبة المدرسة فى الكمية والنوعية؛ فالأولى تكون أشمل وتضم مكونات متعددة وغنية بالعناصر الغذائية، بينما وجبة المدرسة يجب أن تكون خفيفة وسهلة الهضم وتمنح طاقة سريعة، مثل السندويتشات الصحية والفواكه والزبادى.
وأشار «غانم» إلى أن الأطفال (من سن 6 إلى 12) يحتاجون لأطعمة تساعد على التركيز والتحصيل الدراسى، مثل الأسماك لاحتوائها على الأوميجا 3، والمكسرات، والبيض، والحبوب الكاملة، والخضراوات الورقية والفواكه الطازجة التى تحسن الذاكرة والانتباه.
وحدد «غانم» عدداً من القواعد الأساسية لتغذية الأطفال فى سن المدرسة، من أبرزها: الحرص على تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة، وتنويع الوجبات التى تُقدَّم لهم لتشمل جميع العناصر الغذائية (الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن، والماء)، وتناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين على مدار اليوم، بالإضافة إلى تقليل تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون المشبعة لتفادى السمنة ومضاعفاتها، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة ومنتجات الألبان قليلة الدسم كمصدر أساسى للكالسيوم.
وشدد أيضاً على ضرورة النوم المبكر، وتجنب استخدام الشاشات والهواتف قبل النوم، مع تناول وجبة عشاء خفيفة ومغذية قبل النوم بوقت كافى.
واختتم طبيب الاطفال الحديث مؤكداً أن وجبة المدرسة لا يمكن الاعتماد عليها وحدها كوجبة أساسية، ولكنها تكملة لوجبة البيت، لأن الطفل فى هذا العمر يحتاج إلى تنوع غذائى أكبر يضمن له النمو السليم والطاقة الكافية طوال اليوم الدراسى.
الوعى الغذائى
وفى هذا السياق قالت الدكتورة انتصار سعد، استاذة التغذية العلاجية، أن مرحلة المدرسة تعد من أهم المراحل العمرية التى يجب الاهتمام فيها بالتغذية، فالغذاء هو الوقود الأساسى للجسم ومصدر النشاط والحيوية للطفل.
وأكدت أن الأسرة والمدرسة يشتركان فى مسئولية غرس الوعى الغذائى لدى الأطفال، موضحة أن شكل الطعام وطعمه يلعبان دوراً كبيراً فى تشجيع الطفل على تناول الغذاء الصحى، لذلك من الضرورى أن تكون الوجبات المقدمة ذات مظهر جذاب وطعم محبب إلى جانب قيمتها الغذائية.
وأشارت إلى أن الوجبات المدرسية لا تناسب كل الأطفال، إذ تختلف احتياجات كل طفل عن الآخر، وقد يتسبب التدعيم العشوائى فى مشكلات صحية خطيرة، فمثلاً الطفل المصاب بمرض فى الكبد لا يجوز أن يتناول بسكويت مدعم بالحديد، لأن جسمه لن يتمكن من التعامل مع هذا العنصر، مضيفة أن الأمر ذاته ينطبق على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات فى الغدة الدرقية، حيث يُضاف أحياناً اليود إلى بعض الأطعمة دون مراعاة الحالات الفردية.
وتشدد على أن الفيتامينات أيضاً تحتاج إلى توازن وحساب دقيق، فهناك أنواع تذوب فى الماء مثل فيتامينات «ب» و«ج»، بينما أخرى تذوب فى الدهون، مثل «أ» و«د» و«هـ» و«ك»، وهذه الأخيرة قد تؤدى زيادتها إلى ما يُعرف بـ«تسمم الفيتامينات» لأنها لا تذوب فى الماء ولا يتخلص منها الجسم بسهولة بل تتراكم فى أنسجة الجسم مسببة أضراراً صحية بالغة.
وأوضحت «سعد» أن التغذية السليمة تساهم بشكل مباشر فى تحسين التحصيل الدراسى للطلاب، إذ إن “العقل السليم فى الجسم السليم”، مشيرة إلى أن سن المدرسة هى الفترة المثالية لبناء الجسم وتعزيز المناعة، لذا من المهم تعريف الطفل بأنواع الغذاء وفوائده الصحية ودوره فى النمو والتركيز والانتباه، وأن الوجبة المتوازنة سواء لطفل أو لشخص بالغ، هى التى تحتوى على جميع العناصر الغذائية الأساسية من كربوهيدرات، وبروتينات، ودهون صحية، إلى جانب الألياف والماء.
وتشير إلى أن كثيرين يغفلون أهمية الماء رغم أنه المسؤول عن تنظيم درجة حرارة الجسم والتخلص من السموم، فضلاً عن أنه الوسط الذى تتم فيه كل التفاعلات الحيوية داخل الجسم.
وتحذر أستاذ التغذية من الاعتماد على السكريات البسيطة والمكرّرة كالحلويات والمشروبات المحلّاة، لأنها ترفع سكر الدم بسرعة، ما يؤدى إلى فرط الحركة وقلة التركيز، وقد تسبب السمنة أو مقاومة الأنسولين على المدى الطويل.
أما الدهون الصحية فيفضل أن تكون من مصادر طبيعية مثل زيت الزيتون أو الزبدة غير المصنعة، مع إدخال خضروات طازجة كالفلفل الأخضر والطماطم والجرجير، لاحتوائها على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة التى تضر بالخلايا وتسبب الالتهابات.
وتوضح أنه يمكن تزويد الجسم بالبروتين من مصادر حيوانية مثل البيض، الجبن القريش، اللبن، والزبادى، أو من مصادر نباتية مثل البقوليات، مؤكدة أن وجود البروتين فى الوجبة ضرورى لبناء العضلات والأنسجة ودعم النمو السليم للطفل.
وفى النهاية يظل التحدى قائما أمام الأسر لتوفير وجبات صحية بأسعار مناسبة، وتأمين طعام يومى متوازن للأطفال، إذ أن التغذية المدرسية هى خط الدفاع الأول عن صحة التلاميذ، وعن مستقبل جيل يعتمد أداؤه الدراسى على ما يتناوله كل صباح.