واشنطن - الوكالات

تسرّع الولايات المتحدة خطواتها لتطوير جيل جديد من القنابل الخارقة للتحصينات، بعد أن كشف الاستخدام القتالي الأول للقنبلة الضخمة "جي بي يو-57" (GBU-57) في الهجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية في 22 يونيو/حزيران الماضي، عن محدودية في قدرتها على تدمير المنشآت المدفونة على أعماق كبيرة.

ففي تلك العملية، أطلقت القاذفات الشبحية "بي-2 سبيريت" عدة قنابل ثقيلة بلغ وزن الواحدة نحو 13 طنا، لاستهداف منشأة إيرانية محصّنة داخل جبل من الحجر الجيري. ورغم الإعلان الأميركي الرسمي عن "تدمير كامل للموقع"، أظهرت التقييمات الاستخباراتية اللاحقة أن الضربة أحدثت أضرارا كبيرة لكنها لم تُنهِ المشروع، ما عزّز قناعة داخل المؤسسة العسكرية بأن السلاح الحالي بلغ حدود أدائه.

وتزامن ذلك مع إعادة تداول معلومات حول برنامج "مخترِق الجيل التالي" (NGP)، الذي تعمل عليه واشنطن منذ أكثر من عام، لتطوير قنبلة جديدة يقلّ وزنها بنحو 25% عن "GBU-57"، وتتميز بقدرة اختراق أعمق ودقة توجيه أعلى، إضافة إلى احتمال تزويدها بمحرك صاروخي يسمح بإطلاقها من مسافات بعيدة.

ويهدف هذا التطوير إلى مواءمة السلاح الجديد مع القاذفة الشبحية "بي-21 رايدر" القادمة، وإتاحته للاستخدام على منصات أصغر، بما يمنح القوات الأميركية مرونة أكبر في مواجهة منشآت محصّنة في إيران أو كوريا الشمالية أو الصين.

وتشير التقديرات إلى أن القنبلة المقبلة ستجمع بين قوة الاختراق والشظايا والانفجار الداخلي، مع تحسين منظومة الملاحة بحيث تصمد أمام التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

ويمثّل هذا التوجه اعترافا بأن العمق الجيولوجي أصبح سلاحا دفاعيا رئيسيا لدى خصوم واشنطن، من شبكات الأنفاق الكورية الشمالية إلى "السور العظيم تحت الأرض" في الصين، والمنشآت المحصّنة في جبال الأورال بروسيا. وفي مقابل ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى سلاح قادر على كسر "حصانة الجبال"، في سباق يبدو أنه ينتقل شيئا فشيئا من السماء إلى أعماق الأرض.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

طلب أمريكي «غريب».. لماذا تطلب واشنطن من بيروت إعادة قنبلة لم تنفجر؟

طلبت الولايات المتحدة من لبنان إعادة قنبلة «GBU-39» صغيرة الحجم أطلقتها القوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي نحو بيروت خلال العملية التي أسفرت عن مقتل القائد العسكري في حزب الله «هيثم الطبطبائي» في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد فشلها في الانفجار، وفقا لوسائل إعلام لبنانية.

ووفقا للتقارير اللبنانية، يخشى مسؤولو الولايات المتحدة من أن تقع القنبلة في يد روسيا أو الصين.

ما هي القنبلة الانزلاقية؟

القنبلة «GBU-39» هي قنبلة انزلاقية مصنعة بواسطة بوينج. بمجرد إطلاقها، تنشر أجنحتها ويمكنها الانزلاق لمسافة تصل إلى 110 كم، رغم عدم وجود محرك خاص بها، مما يسمح للطائرة بالبقاء خارج نطاق الرادار أثناء نشر القنبلة.

وبسبب غياب المحرك، فهي أيضا رخيصة نسبيا، حيث تبلغ تكلفتها حوالي 50، 000 دولار فقط.

وقد أصبحت القنابل الانزلاقية أمرا شائعا، لكن ما يميز هذه القنبلة هو رأسها الحربي الفعال بشكل خاص، الذي يسمح لها بإحداث أضرار كبيرة نسبيا إلى وزنها، بما في ذلك القدرة على اختراق الهياكل الخرسانية.

وتزن القنبلة حوالي 110 كجم وهي مدمجة، لذا يمكن حمل 4 منها بدلا من قنبلة مارك 84 وزنها طن واحد، مما يسمح لمقاتلة واحدة بضرب عشرات الأهداف في مهمة واحدة.

وتحتوي القنبلة «GBU-39» أيضا على أنظمة توجيه GPS وقصور ذاتي مصممة لتوفير دقة تصل إلى متر واحد عند الإصابة، مما يقلل من الحاجة إلى إطلاق قنابل إضافية، ويخفض المخاطر على الطائرات الأخرى، ويقلل من الأضرار البيئية والتكاليف المالية.

وتشير القوات الجوية الإسرائيلية إلى القنبلة باسم «المطر الحاد» وتستخدمها جميع الطائرات المقاتلة الإسرائيلية.

اقرأ أيضاًبينهم «الطبطبائي».. حزب الله اللبناني يعلن استشهاد 5 من عناصره في الغارة الإسرائيلية

مسؤول أمريكي: إسرائيل أبلغتنا بغارة الضاحية الجنوبية بعد تنفيذها

السجن 4 سنوات للنائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي.. اعرف السبب

مقالات مشابهة

  • طلب أمريكي «غريب».. لماذا تطلب واشنطن من بيروت إعادة قنبلة لم تنفجر؟
  • تخشى من قوعها بيد روسيا أو الصين .. أميركا تدعو لبنان لإعادة قنبلة لم تنفجر في بيروت
  • واشنطن تطلب قنبلة من بيروت.. ما علاقتها بـالطبطبائي؟
  • فيلم زوتوبيا 2 يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية
  • طلب أميركي لاستعادة قنبلة قصفت بها إسرائيل لبنان يشعل غضب المنصات
  • واشنطن تطالب بيروت بإعادة قنبلة بشكل عاجل
  • أميركا تطوّر قنبلة جديدة خارقة للتحصينات
  • أميركا تطوّر قنبلة جديدة خارقة للتحصينات.. لماذا الآن؟
  • لأول مرة.. فولكس فاجن تطور وتصنع سياراتها بالكامل داخل الصين