جواز السفر لم يعد حلما.. أميركيون يتخلون عن جنسيتهم
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، بأن عددا متزايدا من الأميركيين المقيمين في الخارج بدأوا يتخلون عن جنسيتهم بسبب عدم رضاهم عن التوجه السياسي الأميركي.
واستعرضت الصحيفة قصة مواطن أميركي مقيم في الخارج، استيقظ صباح اليوم التالي للانتخابات الأميركية نوفمبر، على نبأ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فأرسل رسالة إلكترونية إلى السفارة الأميركية كتب فيها، باختصار: "أريد الطلاق".
الرجل، الذي تحدث مشترطًا عدم الكشف عن هويته خوفًا من "انتقام إدارة ترامب"، يعيش المرحلة الأخيرة من إجراءات التخلّي عن الجنسية الأميركية.
وفي يوم قريب، سيدخل السفارة بصفته أميركيا، ويؤدي القسم وجهًا لوجه بأنه يدرك أن طلبه لا رجعة فيه، وأنه يتخذه طوعا، ويدفع رسوما قدرها 2350 دولارا، ليخرج بعدها وقد أصبح "أميركي سابق"
يقول الرجل، الذي غادر الولايات المتحدة في سن الـ25 ليستقر في بريطانيا ويحمل جنسيتها: "حين أتكلم، يدرك الجميع أنني أميركي. لكن بعد التخلّي، سأكون بريطانيا فقط".
آخرون ممن أجرِي معهم الحديث قالوا إن الخوف من "انتقام" حكومة ترامب يعكس التحوّلات التي دفعتهم، بعد سنوات من التفكير، إلى قطع صلتهم ببلدهم الأم.
يُقدَّر أن بين 5000 و6000 أميركي يعيشون في الخارج يتخلّون عن جنسيتهم كل عام. وغالبًا ما تكون الأسباب ضريبية أو إدارية، إلا أن السياسة باتت اليوم عاملاً رئيسيًا في قرارات كثيرة، بحسب محامي الهجرة.
تُظهر بيانات شركة Greenback للاستشارات الضريبية أن نسبة الأميركيين المقيمين في الخارج الذين يفكرون في التخلي عن جنسيتهم ارتفعت من 30 بالمئة عام 2024 إلى 49 بالمئة عام 2025، مشيرة إلى أن 51 بالمئة منهم يُرجعون السبب إلى "عدم الرضا عن الحكومة أو الاتجاه السياسي في البلاد".
ويصف كثيرون أن حياتهم في الخارج أصبحت مرهقة بسبب الضرائب المزدوجة، القيود المصرفية، والتكاليف الإضافية، إلى جانب شعور متزايد بالاغتراب عن بلدهم الأصلي.
ومن بين من اتخذوا القرار أيضًا، كولين مكاتشين (33 عامًا) المولودة في أوهايو لأم أميركية وأب كندي، والتي قالت إن تدهور الخطاب السياسي والأزمات الاجتماعية جعلها تفقد إحساسها بالانتماء إلى الولايات المتحدة.
في يوم الانتخابات الأميركية عام 2024، وبعد أن تأكدت من حقها في الإقامة الدائمة ببريطانيا، أرسلت بريدها الإلكتروني إلى السفارة لتبدأ عملية التخلي عن الجنسية.
إجراءات التخلي معقدة وتتطلب امتلاك جنسية بديلة وتسوية الالتزامات الضريبية لآخر 5 سنوات، وقد يخضع أصحاب الثروات الكبيرة لما يُعرف بـ"ضريبة الخروج".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البيت الأبيض إدارة ترامب الجنسية الأميركية الولايات المتحدة بريطانيا حكومة ترامب الأميركيين الولايات المتحدة الانتخابات الأميركية أميركا جواز سفر ترامب البيت الأبيض إدارة ترامب الجنسية الأميركية الولايات المتحدة بريطانيا حكومة ترامب الأميركيين الولايات المتحدة الانتخابات الأميركية أخبار العالم فی الخارج
إقرأ أيضاً:
اقتصادي أميركي بارز: واشنطن ستخسر حربها التجارية مع بكين
وجّه الاقتصادي الأميركي البارز بول كروغمان انتقادات حادة لإدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن قراراتها المتعلقة بالرسوم الجمركية، خاصة حيال الصين، متوقعا أن تخرج الولايات المتحدة خاسرة من حربها التجارية مع الدولة الآسيوية.
وفي أحدث فصول التصعيد الاقتصادي بين الطرفين، أعلن الرئيس الأميركي قبل أيام قليلة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية بدءا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وذلك ردا على إعلان بكين فرض قيود تصدير جديدة على المعادن النادرة والمنتجات التكنولوجية الحساسة الموجهة إلى أميركا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بلومبيرغ: الصين ترد على أميركا بالطريقة الترامبيةlist 2 of 4نيويورك تايمز: حرب ترامب التجارية مع الصين تغير المشهد الاقتصادي بالعالمlist 3 of 4بلومبيرغ: البحر ساحة نزاع اقتصادي جديد بين أميركا والصينlist 4 of 43 علماء يفوزون بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025end of listوفي مقال على منصة "سبستاك" (substack)، قال كروغمان إن الرئيس ترامب قرر شن حرب تجارية على الصين منذ بداية فترته الرئاسية الثانية، وإن أميركا تتلقى حاليا ضربات قوية من الصين.
دول قادرة على الردوفي السياق العام للمواجهة الاقتصادية بين البلدين، ذكر كروغمان أن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس ترامب قبل 6 أشهر، في ما سماه "يوم التحرير"، كانت ضخمة وأعادت بشكل مفاجئ متوسط الرسوم الجمركية إلى مستويات عام 1934، مما اعتبره "خيانة كبرى لثقة العالم".
ولاحظ كروغمان أن الرئيس ترامب بدأ الآن يدرك أن دولا أخرى قادرة على الرد على قراراته وعلى الدخول في مواجهة تجارية كما هو حال الصين، التي اتخذت عدة قرارات كان أحدثها فرض قيود تصدير جديدة على المعادن النادرة والمنتجات التكنولوجية الحساسة.
ويرى كروغمان، الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2008، أن العامل الحاسم في هذه المواجهة هو الفرق الكبير بين سياستي البلدين الذي يكمن في أن الصينيين يبدون واعين بما يفعلون، على عكس الأميركيين.
وأضاف كروغمان، الذي كان إلى وقت قريب من أبرز كتاب الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، أنه كان متوقعا منذ البداية أنه إذا دخلت أميركا في حرب تجارية شاملة مع الصين، فإن الغلبة ستكون لبكين لأنها -في نظره- هي صاحبة الاقتصاد الأكبر من حيث القيمة السوقية.
إذا دخلت أميركا في حرب تجارية شاملة مع الصين، فإن الغلبة ستكون لبكين لأنها هي صاحبة الاقتصاد الأكبر من حيث القيمة السوقية
ترابط الاقتصادينأوضح كروغمان أن ثمة ترابطا وثيقا بين اقتصادي البلدين، فالصناعة الصينية تعتمد إلى حد كبير على صادرتها الموجهة إلى الولايات المتحدة، في حين يعتمد الاقتصاد الأميركي على الصين في توفير المدخلات الأساسية، وعلى رأسها المعادن النادرة.
إعلانوبناء على هذا الترابط، يرى كروغمان أن أميركا أكثر عرضة للانهيار من الصين لأن الأخيرة قادرة على تعويض فقدان سوق التصدير الأميركية بسرعة، ولو جزئيًا، من خلال تحفيز الطلب المحلي، لكن أميركا قد تحتاج لعدة سنوات كي تتخلص من اعتمادها على الصادرات الصينية.
وأشار كروغمان إلى أنه قبل عام كانت الولايات المتحدة متقدمة على الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا وكانت لها تحالفات دولية واسعة مبنية على قيم ومصالح مشتركة، لكن واشنطن بدأت تفقد تلك الأوراق بسبب سياسات الإدارة الحالية التي لا تدعم البحث العلمي الجاد وبدأت تفقد الكثير من الحلفاء الدوليين.
وخلص كروغمان إلى أنه بعد أن فقدت أميركا كل عناصر القوة التي كانت تتمتع بها سابقا والمتمثلة في ريادتها العلمية وتحالفتها الدولية، فإنها أصبحت ضعيفة أمام الصين، وستكون هي الخاسرة في الحرب التجارية بين الطرفين.