اثنى عشر يوما فقط تفصلنا عن افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يعد أكبر متحف يضم مقتنيات أثرية على مستوى العالم، ويحظى افتتاحه باهتمام عالمي غير مسبوق، كونه حدثا استثنائيا في تاريخ علم الآثار والمتاحف.

وفي إطار الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف الكبير، تقوم وزارة السياحة والآثار، بغلق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير، اعتبارا من غد، لاستكمال أعمال نقل آخر القطع الأثرية الخاصة بالملك الذهبي إلى المتحف الكبير؛ حيث سيتم عرضها لأول مرة مجتمعة في قاعة واحدة مخصصة داخله.


وسيواصل المتحف المصري بالتحرير استقبال زائريه بشكل طبيعي خلال مواعيد العمل الرسمية له؛ حيث سيقتصر الغلق فقط على قاعة الملك توت عنخ آمون، نظرا لاستكمال عمليات التغليف والنقل للقطع المعروضة من مقتنياته.
وحرصت وكالة أنباء الشرق الأوسط على القيام بجولة تفقدية داخل المتحف الكبير قبل أن يفتتحه رسميا الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأول من نوفمبر المقبل، بحضور عدد من رؤساء وملوك وزعماء دول العالم.

"مداخل المتحف"

يضم مبنى المتحف الكبير 7 مداخل متنوعة، المدخل الأول وهو الخاص بالبهو العظيم، مخصص لكبار الزوار، والثاني مدخل للزائرين والسائحين، والثالث مخصص للمنطقة التجارية، والرابع مخصص للإدارة، والمدخل الخامس خاص بدخول القطع الأثرية، والسادس والسابع هما مدخلان للطوارئ.

"المسلة المعلقة"

في البهو الخارجي للمتحف الذي تبلغ مساحته 28 ألف متر مربع، تستقبل المسلة المعلقة الخاصة بالملك رمسيس الثاني زوار المتحف، وفي بانوراما تخطف الأنظار، سيتمكن الزائر من الدخول لقاعدة المسلة الأثرية، وبالنظر إلى أعلى، يمكن رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني، والذي ظل بعيدا عن الأنظار ما يقرب من 3500 عام تقريبا.
كلمة "مصر" محفورة على كسوات الأعمدة وعلى جوانب القاعدة الحاملة للمسلة وبكل لغات العالم، ليصبح هذا التصميم الهندسي الفريد الذي أعده عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف الكبير، مزيج بين عبقرية المصري في الماضي والحاضر والمستقبل.
وفي 2018، استقبل المتحف الكبير المسلة قادمة من منطقة صان الحجر الأثرية بالشرقية، وكانت عبارة عن عدة أجزاء، وتم ترميمها بأسلوب علمي حديث، وتعليقها على أربعة أعمدة، بسبب وجود "خرطوش" يوجد به ختم الملك رمسيس الثاني أسفل القاعدة، مع مراعاة الأحمال والاهتزازات على جسم المسلة.

"البهو العظيم.. الملك رمسيس الثاني"

يضم البهو الرئيسي للمتحف الكبير التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، والذي تم نقله في 25 أغسطس 2006 من ميدانه الشهير "باب الحديد"، الذي سمى على اسمه "رمسيس" بوسط القاهرة، إلى مقره النهائي بالمتحف الكبير بميدان الرماية بالجيزة، وكان بمثابة يوما تاريخيا شاهده ملايين الناس من كافه أنحاء العالم.
وجاء قرار نقل التمثال في ذلك الوقت، بهدف حمايته من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات والاهتزازات التي تسببها حركة مترو الأنفاق الذي يمر قرب موقعه القديم.
وكان وصول تمثال الملك رمسيس الثاني للمتحف الكبير، حدثا مهما في حينه؛ حيث كان أول قطعة أثرية يتم نقلها له، فتم تصميم المتحف على أن يكون التمثال أول قطعة يراها السائح عند زيارته لهذا المكان.
وقبل أن يتم نقل التمثال من "ميدان رمسيس"، قام فريق عمل متكامل من المرممين والمهندسين بإجراء الترميمات اللازمة للتمثال بمعاونة شركة "المقاولون العرب"، واستغرقت هذه الخطوات نحو 8 أشهر.
وقطع التمثال مسافة 30 كيلومترا عند عملية النقل، بمتوسط 5 كيلو مترات كل ساعة، ووصل محمولا داخل سلة معدنية مرفوعة فوق مقطورتين تجرهما سيارة مخصصة لسحب مثل هذه الحمولات الثقيلة إلى مكانه الجديد في المتحف الكبير، وقدرت تكاليف رحلته بمبلغ 6 ملايين جنيه مصري في ذلك الوقت.
ويبلغ وزن تمثال الملك رمسيس الثاني بدون القاعدة نحو 83 طنا، وارتفاعه 11.35 متر، وحجم كتلته 20 مترا مكعبا، وكان قد عثر عليه عام 1888 في منطقة ميت رهينة، والتي تقع على بعد 50 كيلومترا جنوب غرب القاهرة؛ حيث كان مكسورا إلى 5 أجزاء، تم نقلها بناء على قرار من مجلس قيادة الثورة 1954 إلى ميدان باب الحديد بواسطة شركة ألمانية، وقام المرمم المصري الراحل أحمد عثمان بتجميع التمثال واستكمال الساق والقدم الناقصتين، إلى جانب ترميم التاج الملكي وبعض الأجزاء الصغيرة في التمثال.
وفي 25 يناير 2018، قامت وزارة السياحة والآثار المصرية بالتعاون مع شركة المقاولون العرب بنقل التمثال مسافة 400 متر، وسط موكب عالمي ضخم، ليستقر في مكانه النهائي في البهو الرئيسي بالمتحف، استعدادا للافتتاح النهائي له.
التمثال مصنوع من الجرانيت الوردي، والملامح الفنية له تظهر ملامح بروز الصدر والجسد والملك في وضع الوقوف، وهو يقوم بتقديم ساقه اليسرى للأمام، ويرتدي النمس، ويعلوه التاج المزدوج، وهو التاج الأحمر، والذي يمثل الشمال وهي الدلتا، وتاج الأبيض الذي يمثل الجنوب، وتظهر لحيته مستقيمة وهو يرتدي النقبة القصيرة ويوجد خنجر في حزام النقبة.

"تعامد الشمس في المتحف الكبير"

على خطى الأجداد، نجح أحفاد المصريين القدماء في تطبيق تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في البهو العظيم للمتحف؛ حيث نجح مهندسو المتحف في تطبيق فكرة التعامد مرتين سنويا، قبيل الموعد الأصلي بيوم واحد، على نهج قدماء المصريين الذين طبقوا نفس الفكرة مع ذات الملك قبل آلاف السنين في معبده بمدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان يومي 22 فبراير وأكتوبر من كل عام وحتى اليوم.
جاء العمل على إعادة تحقيق هذا الإنجاز مجددا، بعدما تبنى الفكرة عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف، ووجه بدراستها على الفور، عندما تقدم بها أحد المهندسين وتم تطبيقها في أكتوبر 2019؛ حيث كون فريقا من مهندسي وأثريي المتحف للعمل على إعادة تحقيقها هندسيا.

"عمود النصر لمرنبتاح"

يضم البهو العظيم للمتحف أيضا، عمود الملك مرنبتاح المعروف لدى علماء المصريات والآثريين المتخصصين في دراسات عصر الرعامسة باسم عمود “المطرية”، وهو أحد أهم الوثائق التاريخية المتعلقة بعهد الملك مرنبتاح رابع ملوك الأسرة ال 19 وخليفة وابن الملك رمسيس الثاني.
وهو عمود من الجرانيت الوردي يبلغ طوله 5,50 متر، وكان قد عثر عليه الأثري المصري الشهير منير بسطه في منطقة عرب الحصن بالمطرية، بالقرب من المسلة أثناء حفائر مصلحة الآثار المصرية أعوام 1967 - 1970، وهو الموقع الذي ظل قابعا فيه لسنوات قبل أن ينتقل إلى قلعة صلاح الدين لترميمه.
ويوجد على العمود نص من 4 أسطر، يتحدث عن الانتصار التاريخي العظيم الذي حققه الملك الباسل مرنبتاح على الليبيين في العام الخامس من عهده في حدود الدلتا الغربية (نحو عام 1208 ق.م)، وهى إحدى المعارك الحربية الشهيرة والخالدة خلال عصر الرعامسة، وخلال عصر الدولة الحديثة، والتي سجلت من خلال العديد من آثار الملك مرنبتاح، وذلك في نقش الكرنك الكبير، وكذلك في لوحة انتصاراته الشهيرة المعروفة ب “لوحة إسرائيل”.

"التمثال الثاني لرمسيس"

يزين البهو العظيم تمثال ثان للملك رمسيس الثاني، تم نقله من منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية إلى المتحف الكبير، ويبلغ ارتفاعه 8 أمتار ووزنه 30 طنا تقريبا، ويمثل الملك واقفا مقدما قدمه اليسرى عن اليمنى، ويمسك في يديه بعض اللفائف، ويرتدي النقبة الملكية القصيرة، والحزام الذي يلتف حول الخصر، مزين بزخارف ويحمل اسم الملك، ويوجد بين ساقي التمثال تمثال صغير للملكة.

"تماثيل سنوسرت"

ويعرض البهو العظيم للمتحف الكبير 10 تماثيل للملك سنوسرت، وهو ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر، وتولى حكم مصر من عام 1971 إلى عام 1926 قبل الميلاد، وكان واحدا من أقوى ملوك هذه الأسرة.
وتم تصنيع تلك التماثيل من الحجر الجيري، واكتشفت عام 1894 داخل حفرة في المعبد الجنائزي للمجموعة الهرمية للملك سنوسرت الأول بمنطقة اللشت بمحافظة الفيوم، وتم نقلها إلى المتحف المصري بالتحرير عام 1895، وتصور هذه المجموعة الملك سنوسرت الأول في مرحلة الشباب وهو جالسا على كرسي العرش.

"التماثيل الغارقة"

سيتمكن زوار البهو العظيم بالمتحف الكبير من رؤية تمثالين نادرين تم العثور عليهما عام 2000، من قبل بعثة مشتركة من المعهد الأوروبي للآثار الغارقة مع وزارة السياحة والآثار، تحت الماء بخليج أبي قير، على بعد 6.5 كم قبالة ساحل الإسكندرية.
التمثال الأول للملك بطليموس الثاني فيلادلفوس "277-270 قبل الميلاد"، وقد صنع من الجرانيت، ويبلغ ارتفاعه 5 أمتار، وهو تمثال ملكي مرمم، يرتدي التاج المزدوج، ويقف الوقفة التقليدية؛ حيث القدم اليسرى للأمام ويداه مضمومتين.
أما تمثال الملكة فهو مصنوع من الجرانيت، ويبلغ ارتفاعه 4.90 متر، ويمثل ملكة واقفة، ترتدي تاجا مكونا من قرص الشمس، وريشتين وقرنين، كما ترتدي رداء شفافا، والقدم اليسرى للأمام، وربما تكون الملكة هى "أرسينوى الثانية"، مرتدية زي المعبودة "إيزيس".

"الدرج العظيم"

ويعد الدرج العظيم بالبهو الرئيسي، والذي يحتوي على 108 درجات بارتفاع 26 مترا، أبرز ما يميز المتحف الكبير؛ حيث أن ارتفاعه يماثل ارتفاع عقار مكون من نحو 9 أدوار، ويعرض عليه 72 من أكبر القطع الأثرية بالمتحف، وسط إضاءة بديعة، منها ثالوث الملك رمسيس الثاني مع بتاح وسخمت، وتمثال الملك امنحتب الثالث، وتمثال الملكة حتشبسوت، وتمثالي الاله بتاح، وتمثال الالهه حتحور، وتمثال سنوسرت الثالث، بالإضافة إلى مجموعة متميزة من الآثار الثقيلة الأخرى.
وللدرج العظيم سيناريو عرض مميز، يتناول أربعة موضوعات مهمة، الأول يعرض على بداية الدرج، ويجسد الصورة الملكية، من خلال عرض العديد من التماثيل الكاملة والنصفية الضخمة لملوك وملكات من العصر المبكر وحتى العصر اليوناني الروماني، فيما يصور الموضوع الثاني مفهوم العبادة عند المصري القديم، عن طريق عرض العناصر المعمارية الخاصة بتخطيط المعابد خلال الدولة القديمة، والوسطى، والحديثة والعصر المتأخر.
ويتناول الموضوع الثالث من الدرج العظيم، فكرة تمثيل الملوك مع المعبودات المختلفة، من خلال عرض مجموعات من التماثيل بأحجام متفاوتة، تصور الالهه منفردة، أو مجتمعة برفقة الالهه، بالإضافة إلى تمثيل الملوك أثناء تأديتهم للطقوس والشعائر الدينية والطقسية أمام الالهه أو الملوك في الهيئة الاوزيرية، بينما يستعرض الجزء الرابع والأخير بالدرج العظيم، رحلة الملك المتوفي إلى العالم الأخر، والأدوات الخاصة بحماية جسد الملك المتوفي أثناء هذه الرحلة، من خلال مجموعة من التوابيت والصناديق الكانوبية والأبواب الوهمية.

"خبيئة العساسيف"

من بين المعروضات التي سيشاهدها الزائر بالمتحف الكبير، "خبيئة العساسيف"، والتي تم اكتشافها عام 2019 في جبانة العساسيف الأثرية بمحافظة الأقصر، وتضم مجموعة متميزة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال، في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة.
وتم الكشف على هذه الكنوز، بالوضع الذي تركه المصري القديم عليها؛ حيث وجدت التوابيت مغلقة وبداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتا والمستوى الثاني 12 تابوتا.
 

طباعة شارك الحضارة المصرية القديمة المتحف المصري الكبير وزارة السياحة توت عنخ آمون المتحف المصري بالتحرير الرئيس عبد الفتاح السيسي الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحضارة المصرية القديمة المتحف المصري الكبير وزارة السياحة توت عنخ آمون المتحف المصري بالتحرير الرئيس عبد الفتاح السيسي الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني المتحف المصری بالتحریر الملک رمسیس الثانی المتحف الکبیر وزارة السیاحة الدرج العظیم توت عنخ آمون من الجرانیت تمثال الملک من خلال

إقرأ أيضاً:

من خبيئة وادي الملوك إلى قاعات المتحف المصري الكبير.. رحلة الفرعون الذهبي عبر العصور

بعد أكثر من قرن على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي، تعود كنوز توت عنخ آمون لتسطع من جديد داخل المتحف المصري الكبير، في عرض غير مسبوق يجمع أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية في مكان واحد لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.

لحظة ينتظرها العالم بشغف، حيث تلتقي عظمة التاريخ بأحدث تقنيات العرض المتحفي لتروي حكاية الفرعون الشاب الذي رحل مبكرا وبقي اسمه خالدا في الذاكرة الإنسانية.

اكتشاف غيّر وجه التاريخ

في الرابع من نوفمبر عام 1922، وبين كثبان وادي الملوك بمدينة الأقصر، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مقبرةً صغيرة ظنها في البداية مثل سائر المقابر الملكية، لكنها سرعان ما تحولت إلى أهم اكتشاف أثري في القرن العشرين.

كانت المقبرة شبه مكتملة، تضم مئات القطع الذهبية والتماثيل والعربات والعقود، وكل ما كان يرافق الفرعون في رحلته إلى العالم الآخر.

وعندما رفع كارتر الغطاء عن القناع الذهبي لتوت عنخ آمون، وقف مبهورا أمام لمعان الذهب الخالص وعيني الملك المتحديتين للزمن.

ذلك الاكتشاف لم يكشف فقط عن حياة ملك شاب حكم مصر نحو تسع سنوات، بل أزاح الستار عن أسرار المعتقدات الجنائزية والفنية في الدولة الحديثة، وأعاد للعالم شغفه بالحضارة المصرية القديمة، وحتى لعنة الفراعنة التي راجت حينها زادت الأسطورة بريقا وجعلت اسم توت عنخ آمون يتردد في أرجاء المعمورة.

ومن بين مقتنيات المقبرة التي تجاوزت الخمسة آلاف قطعة، يظل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون أيقونة لا يضاهيها عمل فني في التاريخ، حيث صنع القناع من أكثر من 10 كيلو جرامات من الذهب الخالص، وزين بأحجار الفيروز واللازورد والعقيق، ليجسد ملامح الملك الشاب في أبهى صورة.

وإلى جانب القناع، تضم المجموعة عرشا مرصعا بالمينا الزرقاء يصور الملك والملكة في مشهد عائلي، وأربع عجلات حربية فاخرة، وتماثيل حراسة ذهبية، وأسرة جنائزية على هيئة آلهة مصرية.

تلك القطع لا تحمل فقط قيمة مادية مذهلة، بل تسجل ذروة ما بلغته الحرف المصرية من دقة وإبداع في زمن كانت فيه الحضارة تكتب أولى صفحات الفن الخالد.

وعاشت مقتنيات توت عنخ آمون لعقود طويلة في قاعات المتحف المصري بالتحرير، لكنها كانت موزعة في مساحات ضيقة لم تكشف عظمتها.

ومع بداية مشروع المتحف المصري الكبير على هضبة الأهرامات، تقرر أن تنتقل المجموعة بأكملها إلى موطن يليق بمكانتها، حيث كانت عملية النقل واحدة من أدق العمليات الأثرية في التاريخ الحديث، فكل قطعة، مهما صغرت، خضعت لدراسات علمية دقيقة لتحديد أفضل طرق التعبئة والنقل، ورافقها فريق من المرممين والخبراء المصريين المدربين على أعلى مستوى.

ونقلت أغلب مقتنيات الملك إلى مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، حيث أعيد ترميم عدد من القطع التي لم تر النور منذ اكتشافها.

وفي المتحف المصري الكبير، تمتد قاعة توت عنخ آمون على مساحة تزيد على سبعة آلاف متر مربع، صممت لتمنح الزائر تجربة حسية فريدة، فالإضاءة الهادئة، والممرات المائلة، والحوائط المائلة بخفة كأنها جدران مقبرة ملكية، تجعل الزائر يشعر أنه يسير في ممرات وادي الملوك نفسها.

وتتيح شاشات العرض التفاعلية وتقنيات الواقع المعزز للزوار مشاهدة القطع في بيئتها الأصلية، بل وإعادة تركيب المشاهد التي كانت عليها داخل المقبرة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.

كما يستخدم المتحف أنظمة عرض متطورة للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة، بما يحافظ على القطع من أي تلف ويطيل عمرها لقرون قادمة.. إنها تجربة لا تشبه زيارة متحف تقليدي، بل رحلة زمنية تعيد إحياء حضارة بأكملها.

توت عنخ آمون لم يكن أعظم ملوك مصر من حيث الإنجازات السياسية أو العسكرية، لكنه أصبح رمزا خالدا للحضارة المصرية، بسبب ما تركه من كنوز، وبفضل قصة اكتشافه المدهشة التي أسرت خيال العالم.

وفي الأول من نوفمبر المقبل ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، يعود الملك الشاب ليجسد من جديد عبقرية المصريين القدماء، وقدرتهم على صنع الجمال من حجر ومعادن وتراب.

وبينما يتجمع الزوار أمام القناع الذهبي، تلمع انعكاسات الضوء على وجه الملك كأنه يبتسم للعالم من جديد، مؤكدا أن الحضارة المصرية لا تزال نابضة بالحياة، وأن الذهب ليس في المعدن وحده، بل في روح الإنسان الذي صنعه.

ولن يكتفي المتحف المصري الكبير بعرض كنوز الماضي، بل يقدم رسالة متجددة عن الإبداع الإنساني، ويمنح العالم فرصة فريدة ليتأمل عظمة مصر التي كانت وما زالت، موطن النور والحضارة والخلود.

اقرأ أيضاًالوزراء: حريصون على أن يكون افتتاح المتحف المصري الكبير يليق بمكانة مصر

إطلاق الموقع الإلكتروني لـ المتحف الكبير.. خطوة لتعزيز التفاعل مع التراث المصري العريق

المتحف المصري الكبير.. قصة تحويل التاريخ إلى مستقبل

مقالات مشابهة

  • مدير متحف التحرير: غدا غلق قاعة توت عنخ آمون استعدادا لنقل المقتنيات للمتحف المصري الكبير
  • إغلاق قاعة توت عنخ آمون بالمتحف المصري نهائيا خلال ساعات (تفاصيل)
  • مفاجآت تُكشف لأول مرة.. المتحف المصري الكبير أيقونة حضارية على أرض مصر
  • من خبيئة وادي الملوك إلى قاعات المتحف المصري الكبير.. رحلة الفرعون الذهبي عبر العصور
  • الثقافة: تعامد الشمس على وجه رمسيس بأبو سمبل سيتكرر في المتحف المصري الكبير
  • المتحف المصري الكبير يكشف موعد افتتاح قاعة توت عنخ آمون
  • المتحف المصري الكبير يعلن افتتاح قاعة توت عنخ آمون في نوفمبر
  • مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير يكشف تفاصيل عمله
  • مدبولي يتفقد المتحف المصري الكبير استعدادا لافتتاحه