احتفلت سلطنة عُمان بيوم الغذاء العالمي 2025، الذي يصادف السادس عشر من أكتوبر من كل عام، في فعالية وطنية نظمتها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبنك الطعام العُماني، وبرعاية سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي، وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية، من بينها وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، تأكيدًا على أهمية العمل المشترك لتعزيز منظومة الأمن الغذائي.

وجاء تنظيم الفعالية هذا العام تحت شعار “يد بيد من أجل أغذية ومستقبل أفضل”، ويهدف إلى تعزيز العمل المشترك لبناء نظم غذائية مستدامة تضمن الأمن الغذائي وتدعم مستقبلًا صحيًا وآمنًا للجميع.

وقال الدكتور حمدان بن سالم الوهيبي، مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: إن عُمان تشارك دول العالم هذا الاحتفال “من منطلق رفع الوعي بأهمية الغذاء وتسليط الضوء على قضايا سوء التغذية، مؤكدًا أن الوزارة تعمل من خلال خططها على تعزيز الأمن الغذائي عبر برامج نوعية واستثمارات استراتيجية.

وأضاف: إن الوزارة نفذت منذ عام 2021 وحتى 2025 مختبرات الأمن الغذائي التي تهدف إلى التركيز على المشاريع الاستثمارية في هذا المجال، إلى جانب جهودها في التخزين الاستراتيجي لعدد من السلع الأساسية مثل الأرز والقمح، والتوسع في زراعة محاصيل مثل القمح وربط المزارعين بالشركات الوطنية لشراء الإنتاج المحلي.

وشهد الحفل تقديم عروض مرئية ومعلومات تفصيلية من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه استعرضت من خلالها أهم المقومات التي تتمتع بها السلطنة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وموارد المياه، بالإضافة إلى جهود تعزيز المخزون الاستراتيجي الغذائي.

من جانبه، قال ثائر ياسين، المسؤول الإقليمي لوقاية النبات في منطقة الشرق الأدنى وشرق أفريقيا والممثل بالإنابة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في سلطنة عمان: يُصادف هذا العام الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة، وهي ثمانية عقود من العمل مع دول العالم كافة لزيادة إنتاج الغذاء وتحقيق الاكتفاء، رغم تضاعف عدد سكان الأرض ثلاث مرات منذ عام 1946 وحتى اليوم. ومع ذلك لا يزال أمامنا الكثير لننجزه، فهناك أكثر من 600 مليون إنسان حول العالم لا يمتلكون القدرة على الحصول على غذاء كافٍ.

وأضاف: تواصل سلطنة عمان خطواتها الواثقة في هذا المجال، وحققت في السنوات الأخيرة تقدمًا ملموسًا في تعزيز إنتاجها الغذائي وتحقيق الأمن الغذائي المستدام، من خلال التعاون الوثيق بين وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارتي التربية والتعليم والصحة، من أجل بناء مستقبل أفضل لأطفال السلطنة وتعزيز الوعي بالغذاء الصحي.

وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على توفير الغذاء فحسب، بل من المهم أن نركز على جودة الغذاء وتحسين العادات والسلوكيات الغذائية للأجيال القادمة، لضمان مستقبل صحي ومستدام للجميع.

وبحسب بيانات الوزارة فإن سلطنة عمان تمتلك خمسة ونصف مليون فدان من الأراضي الزراعية أو القابلة للاستصلاح تمثل نحو 7.5% من إجمالي مساحة السلطنة، فيما بلغت المساحة المزروعة بنهاية عام 2024 نحو 312 ألف فدان، ويعمل في القطاع الزراعي أكثر من 256 ألف عامل عماني، كما تحتضن السلطنة أكثر من 9 ملايين نخلة ويوجد بها 26 مركزًا ومحطة بحثية زراعية و18 محجرًا زراعيًا و6 وحدات متخصصة في تربية نحل العسل.

أما في جانب الإنتاج الحيواني، فتبلغ مساحة المراعي الطبيعية نحو 3.2 مليون فدان، ويقدر عدد الحيوانات المزرعية بحوالي 5 ملايين رأس، وتتوفر في السلطنة بنية تحتية بيطرية تشمل 69 عيادة بيطرية ومستشفى بيطري واحد و41 عيادة بيطرية متنقلة و15 مكتبًا للحجر البيطري و5 محاجر متخصصة للحيوانات الحية، إلى جانب مشاريع استثمارية متقدمة في مجال إنتاج الحليب والدواجن وبيض المائدة، من بينها شركة مزون للألبان والصفاء للأغذية وشركة المزارع الحديثة للدواجن.

وفي مجال الثروة السمكية، يعمل أكثر من 63 ألف صياد عماني باستخدام ما يزيد عن 27 ألف قارب صيد مرخص و1243 سفينة صيد، إضافة إلى 62 سوقًا للأسماك و24 ميناءً قائمًا مع العديد من مواقع الإنزال السمكي المنتشرة على طول السواحل، و1009 محلات لتسويق الأسماك و114 مصنعًا للأسماك، إلى جانب أكثر من 4 آلاف رخصة لنقل وتسويق المنتجات البحرية.

وفيما يتعلق بقطاع المياه، تمتلك عُمان موارد مائية جوفية استراتيجية في مناطق عدة مثل حوض رمال الشرقية ووادي رونب وحوض المسرات وحوض النجد، وتضم السلطنة 71 سدًا بسعة 108.78 مليون متر مكعب لتغذية المياه الجوفية، و117 سدًا للتخزين السطحي بسعة 0.584 مليون متر مكعب في المناطق الجبلية، و7 سدود للحماية من الفيضانات و13 محطة للاستمطار الصناعي، بالإضافة إلى 4173 فلجًا منها 3050 فلجًا حيًا، و3475 محطة مراقبة هيدرومترية منها 639 محطة تعمل بالاتصال عن بُعد.

وعلى صعيد المخزون الغذائي الاستراتيجي، تمتلك السلطنة 48 مخزنًا موزعة على عدد من المحافظات، وتعمل الوزارة على تعزيز المخزون من خلال رفع مستوى السلع الغذائية الأساسية مثل الأرز والعدس والسكر، وتنفيذ مشروع صوامع الغلال في ميناء صحار الصناعي، إلى جانب مبادرات مثل استقرار أسعار القمح وتوفير مخازن مجانية لتخزين حبوبه، ودعم الأعلاف الحيوانية والإعفاء الضريبي لمدخلاتها، وضمان إتاحة السلع الأساسية في الأسواق المحلية للحفاظ على استقرار الأسعار.

وبحسب مؤشرات الأداء، فقد بلغ حجم الإنتاج الزراعي في عام 2024 حوالي 3.9 مليون طن بنسبة نمو سنوية بلغت 5.3%، فيما بلغ الإنتاج الحيواني نحو نصف مليون طن بنمو متوسط قدره 3.5%، وبلغ الإنتاج السمكي حوالي 0.9 مليون طن بنسبة نمو 1.4% خلال الفترة من 2020 إلى 2024، وبلغت القيمة الإجمالية للناتج المحلي الزراعي والسمكي حوالي 1.028 مليار ريال عماني.

ويأتي هذا الاحتفال ليؤكد التزام سلطنة عمان بدعم الجهود الدولية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاستدامة في مختلف سلاسل الإنتاج والتوزيع الغذائي، مع التركيز على التكامل بين القطاعات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص، لضمان مستقبل غذائي آمن ومستدام للجميع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الثروة الزراعیة والسمکیة وموارد المیاه الأمن الغذائی سلطنة عمان إلى جانب أکثر من

إقرأ أيضاً:

دبلوماسيات عُمانيات: أعلينا راية وطن يؤمن بكفاءة المرأة ودورها في صنع القرار

تتجلى إسهامات المرأة في مختلف المجالات، حيث تجاوزت حدود الوطن لتكون صوتًا حاضرًا ومؤثرًا في أروقة الأمم المتحدة. فالعُمانيات اللاتي حملن راية الدبلوماسية الأممية قدّمن نموذجًا رائدًا يعكس ما وصلت إليه سلطنة عُمان من مكانة على صعيد تمكين المرأة، ويؤكدن أن الحضور النسائي العُماني في اللجان الدولية ليس مجرد تمثيل رسمي، بل رسالة وطنية تحمل في جوهرها قيم السلام والحوار والتنمية.

واحتفاء بيوم المرأة العُمانية، ترصد «عُمان» تجارب الدبلوماسيات في الأمم المتحدة ليقدّمن شهادات حيّة عن دورهن المهم والتحديات التي واجهنها، وتطلعاتهن المستقبلية التي رسمنها لتعزيز حضور سلطنة عمان عالميًا.

التجربة العُمانية

المستشارة رحمة بنت خلفان العبرية تؤكد دور المرأة العُمانية في نقل تجربتها إلى العالم، وقالت: من خلال عملي كدبلوماسية عُمانية في الأمم المتحدة لمدة 4 سنوات، كانت لديّ الفرصة لإلقاء بيانات أمام الجمعية العامة لإبراز دور المرأة العُمانية ومشاركتها الفاعلة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب دورها في بناء الأسرة، كما استطعت أن أنقل توجه سلطنة عُمان في تمكين المرأة ومشاركتها في صنع القرار وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، وهو ما أكّدته "رؤية عُمان 2040".

وعن أبرز التحديات، أوضحت العبرية أن الصعوبات كانت موجودة لكنها تمكنت من تجاوزها بالإصرار على العمل وتحقيق الأهداف وتمثيل سلطنة عمان أفضل تمثيل، إلى جانب الدعم العائلي، مشيرة إلى أن أبرز هذه التحديات كان عامل الوقت والعمل لفترات طويلة ومحاولة التوفيق بين العمل والعائلة قدر الإمكان.

وشدّدت على أن المرأة العُمانية يمكن أن تؤدي دورًا كبيرًا في تعزيز حضور سلطنة عمان في المحافل الدولية، أهمها إبراز ما حققته سلطنة عُمان من إنجازات في تمكين المرأة ودعمها في مختلف المجالات بما يعكس صورة إيجابية عن سلطنة عمان في المحافل الدولية.

وأضافت: كما يمكن لها أن تشارك في الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات وبناء علاقات جديدة مع مختلف الدول وبناء شبكات تواصل تستطيع من خلالها نقل توجهات سلطنة عمان ودورها البارز في تمكين المرأة.

وتابعت: رسالتي للمرأة العُمانية الطامحة أن تكون قدر هذا الطموح، وأن تسعى لتحقيقه بشتى الطرق، واكتساب المهارات المطلوبة للعمل الدبلوماسي، أهمها الاطلاع ومتابعة القضايا الدولية ومواقف الدول من تلك القضايا، وإتقان اللغات واللباقة والبروتوكول الدبلوماسي.

حضور فاعل

بدورها، أعربت المستشارة عبير بنت مرهون السيابية عن فخرها بالمشاركة ضمن أعضاء الوفد المشارك في الدورة الـ79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2024، حيث قالت: كان لي الشرف بتمثيل سلطنة عمان في اللجنة الخامسة الخاصة بإدارة الميزانية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي من خلالها قمت بإلقاء بيان باسم سلطنة عمان، والذي عُني بإبراز موقف سلطنة عمان تجاه مختلف القضايا الدولية السياسية والاقتصادية، وذلك بحضور سعادة الأمين العام للأمم المتحدة.

وأضافت: عكست مشاركتي في الأمم المتحدة إبراز صوت المرأة العُمانية في القضايا الدولية، كما تعد مشاركتي في اجتماعات الأمم المتحدة ومداولاتها فرصة استراتيجية لإبراز صوت سلطنة عمان في القضايا الدولية من منظور نسائي وطني. فهي تسهم في نقل التجربة العُمانية في مجال تمكين المرأة إلى المحافل العالمية، وتؤكد حضور سلطنة عُمان الفاعل في مناقشة القضايا التنموية والإنسانية، كما تعكس هذه المشاركة صورة إيجابية عما وصلت إليه المرأة العُمانية من مكانة رائدة، وتدعم توجه سلطنة عمان نحو تعزيز المساواة وإبراز الكفاءات الوطنية في مختلف الساحات الدولية.

وحول التحديات، أوضحت السيابية أنه على الرغم مما تحققه المرأة العُمانية من إنجازات على الصعيد الدولي، إلا أن مشاركتها في اللجان المتخصصة قد تواجه تحديات متعلقة بتباين الثقافات وتعدد الخلفيات الفكرية، إضافة إلى متطلبات التفاوض وإدارة الحوار في بيئات معقدة ومتنوعة. وأشارت إلى أن تجاوز هذه التحديات يتطلب الاستثمار في تنمية القدرات الدبلوماسية والمهارات التفاوضية، إلى جانب توفير الدعم المؤسسي والرسمي لتعزيز حضور المرأة العُمانية وتمكينها من أداء أدوارها بكفاءة وفاعلية، بما يتناسب مع المكانة التي تحظى بها سلطنة عمان في المجتمع الدولي.

وتابعت: إن المرأة العُمانية تمتلك من الكفاءة العلمية والخبرة العملية ما يؤهلها للقيام بدور فاعل في تعزيز حضور سلطنة عمان على المستوى الدولي. فهي قادرة على تمثيل عُمان بما يعكس قيمها القائمة على السلام والحوار والتسامح، والمشاركة في صياغة رؤى وحلول للقضايا العالمية من منظور متوازن. ومن خلال الجمع بين الأصالة العُمانية ومتطلبات الدبلوماسية الحديثة، تستطيع أن تكون واجهة مشرّفة تعزز مكانتها في مختلف المحافل الأممية.

وبعثت رسالتها إلى الشابات العُمانيات، والتي تتمثل في الثقة بالقدرات الشخصية والسعي المستمر لتطوير المعارف والمهارات، ولا سيما في مجالات اللغات والحوار والتواصل، باعتبارها أدوات أساسية للنجاح في العمل الدبلوماسي. وشدّدت على أن تمثيل سلطنة عمان في المحافل الأممية مسؤولية وطنية تتطلب الالتزام بالقيم العُمانية الأصيلة وروح المسؤولية، مؤكدة أن المستقبل رحب أمام الطاقات الشابة، وأن الدبلوماسية العُمانية بحاجة إلى جيل قادر على مواكبة المتغيرات العالمية وتعزيز حضور سلطنة عمان في الساحة الدولية.

نموذج فاعل في القضايا الدولية

أكدت السكرتير ثاني ميادة بنت يعقوب الخصيبية أن حضور المرأة العُمانية في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومناقشتها وتفاعلها مع القضايا الدولية يظهر مدى اهتمامها بالقضايا المطروحة ورغبتها في إيجاد حلول لها. وأوضحت أن المحافل الدولية تُعد مساحة يمكن للمرأة العُمانية من خلال صوتها التأثير على القرارات وإبراز دورها الفعّال في معالجة القضايا المختلفة، منها السياسية والاقتصادية والإنسانية، مشيرة إلى أن مشاركتها تعكس قدرة المرأة العُمانية على بناء مفاوضات وصياغة قرارات والمساهمة في المناقشات وإلقاء خطابات نيابة عن سلطنة عمان، الأمر الذي يجسد اهتمام سلطنة عمان بنهوض المرأة العُمانية وإبراز صوتها وإشراكها في حل القضايا الدولية.

وقالت الخصيبية: لم تواجهني تحديات كبيرة أثناء تمثيل سلطنة عمان في اللجنة الثالثة (اللجنة الاجتماعية والثقافية والإنسانية) للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعتقد أن السبب يعود لكون المرأة العُمانية موجودة من قبل في هذه المحافل الدولية، وبسبب تلقي تدريب مرتبط بالعمل في الأمم المتحدة، وأيضًا بسبب الدعم المستمر المقدم من وزارة الخارجية وبعثة سلطنة عمان في نيويورك. أحد التحديات التي واجهتها هو إيجاد متسع من الوقت بين الجلسات والاجتماعات الخاصة باللجنة الثالثة لحضور بعض جلسات اللجان الأخرى ومجلس الأمن.

وأكدت أن زيادة مشاركة المرأة العُمانية في المحافل الدولية وقيادة المفاوضات السياسية والدبلوماسية ستسهم في إنشاء وتعميق العلاقات الدولية والدبلوماسية مع مختلف الدول والأقاليم حول العالم، إلى جانب إبراز وترويج مقومات سلطنة عمان الاقتصادية والعلمية والثقافية، والمساهمة في حل القضايا السياسية والدولية في مختلف المجالات. واستطردت قائلة: ستكون المرأة العُمانية بخبرتها الدبلوماسية والسياسية قدوة للأجيال القادمة في العمل الدبلوماسي والمحافل الأممية، ما يمنح الدبلوماسية العُمانية الخارجية أثرًا مميزًا وملموسًا.

وأشارت إلى أن المجال الدبلوماسي والدولي واسع ويمنح المرأة العُمانية فرصة كبيرة للعمل فيه، مشددة على ضرورة انتهاز الفرص للعمل أو التدريب في المحافل أو المنظمات الدولية، وتنمية المعرفة بالسياسة العُمانية والخارجية، وتعزيز الثقافة عن مختلف الدول والشعوب حول العالم. كما رأت أن الاطلاع المستمر لمختلف المجالات مثل الاقتصاد والإعلام والتكنولوجيا، إلى جانب الإلمام المستمر بالقضايا الدولية المختلفة، والتدريب على العمل في المجال الدبلوماسي، وتنمية مهارات التواصل والتفاوض وتعلم اللغات، جميعها عوامل أساسية لصقل المهارات اللازمة للعمل في هذا المجال.

وأضافت: إن انتهاز فرص التدريب وتنمية المهارات وامتلاك ثقافة واسعة في عدة مجالات له دور محوري في تكوين وتطوير العلاقات الدولية، داعية المرأة العُمانية إلى دراسة التخصصات ذات العلاقة بالسياسة والعمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية، الذي سوف يساهم بشكل مباشر في الانخراط في العمل الدبلوماسي والدولي.

شراكة في التنمية والسلام

بيّنت السكرتير ثالث مرام بنت أسعد الشبلية أن مشاركتها في أعمال الأمم المتحدة شكّلت فرصة لعرض التجربة العُمانية وإبراز المكانة التي وصلت إليها المرأة في البلاد، مؤكدة أنها لم تكن تمثل نفسها فقط، بل حملت رسالة مجتمع يؤمن بكفاءة المرأة ودورها في صنع القرار. ولفتت إلى أن هذه المشاركة مكّنتها من إيصال صوت المرأة العُمانية باعتبارها شريكًا فاعلًا في قضايا التنمية والسلام والحوار الدولي.

وعن أبرز التحديات التي اعترضت طريقها أثناء تمثيل سلطنة عمان في لجان دولية، أشارت الشبلية إلى أن التعامل مع مختلف الخلفيات الثقافية والسياسية للدول الأعضاء كان من أبرزها، إلى جانب سرعة الإلمام بالملفات المعقدة المطروحة للنقاش في الأمم المتحدة.

وأردفت قائلة: إنها تمكنت من تجاوز هذه التحديات عبر الاستعداد الجيد والتشاور المستمر مع فريق الوزارة ووفد سلطنة عُمان في نيويورك، والاستفادة من الخبرات المتراكمة في العمل الدبلوماسي، معتبرة أن الدعم المؤسسي من وزارة الخارجية كان ركيزة أساسية في تسهيل مهمتها.

كما رأت الشبلية أن المرأة العُمانية مؤهلة لتولي أدوار أكبر في العمل الأممي من خلال الانخراط في مجالات الوساطة وحل النزاعات، وقضايا البيئة والتنمية المستدامة، إضافة إلى حقوق الإنسان وتمكين الشباب، مشددة على أن حضورها في هذه المسارات يعزز صورة سلطنة عمان كدولة تؤمن بالسلام والتعاون الدولي.

ووجّهت الشبلية رسالة إلى الشابات العُمانيات الطامحات إلى الانخراط في العمل الدبلوماسي والدولي، قائلة: رسالتي لهن أن يؤمنَّ بقدراتهن، وأن يدركن أن العمل الدبلوماسي يحتاج إلى صبر، وإعداد معرفي عميق، وإتقان للغات وثقافة الحوار. لا توجد حدود لما يمكن أن تحققه المرأة العُمانية إذا ما توفرت لها الإرادة والعزيمة. كما أن تمثيل الوطن في المحافل الدولية شرف ومسؤولية كبيرة، ومن المهم أن يحملن دائمًا صورة مشرّفة عن سلطنة عمان وقيمها.

هكذا، ومن خلال تجارب واقعية في أروقة الأمم المتحدة، تؤكد الدبلوماسيات العُمانيات أن المرأة في سلطنة عمان تجاوزت مرحلة التمكين لتصل إلى مرحلة التأثير المباشر في صناعة القرارات الدولية، فحضورهن الفاعل يعكس ما أولته الدولة من ثقة ورعاية، ويثبت أن صوت المرأة العُمانية أصبح اليوم جزءًا من الحوار الأممي في قضايا التنمية والسلام وحقوق الإنسان، لترسم صورة مشرقة لسلطنة عمان في العالم.

مقالات مشابهة

  • «صادرات قطر» تقود البعثة التجارية القطرية إلى سلطنة عُمان
  • تحديات بيئة الاستثمار وحلولها
  • دبلوماسيات عُمانيات: أعلينا راية وطن يؤمن بكفاءة المرأة ودورها في صنع القرار
  • تنافس كبير في سباق جري واستكشاف بالجبل الأخضر
  • محاضرة عن يوم الأغذية العالمي بولاية ضنك
  • الأونروا: ارتفاع أسعار الغذاء في غزة جرّاء تدمير إسرائيل الأرض الزراعية
  • 37 مليون ريال عُماني استثمارات 27 مشروعًا في ختام مختبر الأمن الغذائي
  • دار الوثائق القطرية تحتفل بيوم الوثيقة العربية
  • بأكثر من 37 مليون ريال عُماني.. مختبر الأمن الغذائي يخرج بـ 27 مشروعًا استثماريًّا