الثورة نت:
2025-12-14@18:23:37 GMT

حزب الله.. حضور راسخ ودور لا ينكسر

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

 

 

منذ استشهاد أمينه العام شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه-، تكاثرت الأصوات المشككة والمحرّضة ضدّ حزب الله وبيئته، وكثر الترويج لانحسار دوره أو حتّى نهايته، فجاء العرض الكشفي الأخير للحزب ليقدم مشهدًا يناقض ويدحض ويذيب كلّ هذه الادّعاءات، حيث شهد لبنان قبل أيام استعراضًا استثنائيًا نظمته كشافة الإمام المهدي (عج)، بمشاركة أكثر من 74 ألف كشاف ومرشدة، ضمن مهرجان عيد التأسيس وتحت عنوان “أجيال السيد”، في مشهد عكس التنظيم المحكم، والمظهر اللافت، والانضباط الدقيق، ومستوى عاليًا من الجهوزية والبنية المؤسسية المتينة التي يتمتع بها الحزب.


هذا الاستعراض، الذي أضاء مجددًا على الجيل القادم في بيئة المقاومة، شكّل ردًا عمليًا على كلّ محاولات التشكيك بوجود الحزب وقوته. كيف ذلك؟.
إذا أُخذ الرقم مجردًا، فهو أكبر من الحاصل الانتخابي لمجموعات في مجلس النواب اللبناني تقود حملة التضليل واستهداف الحزب وبيئته. هكذا علق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي.
ليس الرقم وحده ما يلفت النظر في المهرجان، بل الدلالات العميقة التي يحملها رقم كهذا، أكثر من 74 ألف كشاف ومرشدة، استعرضوا ضمن التنظيم الدقيق والانضباط اللافت ومظهر باهر يشي بما هو أبعد بكثير من مجرد فعالية كشفية.
فحين يتمكّن حزب الله من تعبئة عشرات الآلاف من الناشئة في حدث واحد، تحت راية واحدة، وبخطاب موحد، فإن ذلك يدل على حضور متجذر في المجتمع الجنوبي والبقاعي وفي الضاحية، وعلى امتداد بيئة المقاومة، وليس مجرد حشد جماهيري عابر، هؤلاء الفتية والفتيات هم أبناء هذه البيئة التي ما زالت تحتضن المقاومة وتنتجها وتربي أبناءها على قيمها وتعدهم ليتحملوا المسؤوليات في المستقبل سواء في ميادين الخدمة أو في خطوط الدفاع.
والأهم من ذلك، أن هذا الحجم من المشاركة لا يمكن تحقيقه من دون مؤسسة فعلية قادرة على التخطيط، والتدريب، والتنظيم، والتواصل، والتحكم اللوجستي، ما يعني أن حزب الله، بعيدًا عن الصورة النمطية التي يحاول خصومه ترسيخها، هو ليس مجرد السلاح، حزب الله بنية شاملة متكاملة ثقافية، تربوية، خدماتية، وأمنية. عرض الكشافة بهذا الزخم هو في جوهره عرض لقدرات التنظيم، ومتانة البنية، وسعة الانتشار، وليس لمجرد استعراض شكلي.
من الناحية السياسية، هذا العرض جاء في توقيت لا يمكن تجاهله. فمع تصاعد التصريحات “الإسرائيلية” والغربية حول “انكفاء” حزب الله، ومع الحملات المتواصلة التي تحاول رسم صورة توحي بتراجع الحزب أو فقدانه السيطرة، جاء هذا المشهد ليقول العكس تمامًا. فجيل “السيد” لم ينتهِ، بل هو أكبر، وأشمل، وأكثر حضورًا من أي وقت مضى. وهذه القوّة الناعمة التي رأيناها في العرض الكشفي، تشكّل في الحقيقة أرضية صلبة لأي مواجهة قادمة، ودعامة بشرية ومعنوية في معركة الوعي التي لا تقل خطورة عن المعارك العسكرية.
من هنا، لا يمكن فصل هذا المشهد عن السياق العام في لبنان والمنطقة. فما بين من يروّج لوهم انتهاء الحزب، ومن يراهن على تفكك بيئته، يأتي عرض الـ74 ألفًا ليُعيد التوازن إلى المشهد، ويقول بوضوح إن هذه ليست جماعة متناثرة، فحزب الله أمة تقف خلف مشروع، وأجيال تتسابق على حمل رايته.
ولم يكن العرض الكشفي الوحيد في سياق التأكيد على قوة الحزب واستمراريته، إذ سبقه نجاح سياسي كبير في الانتخابات البلدية، حيث تمكّن حزب الله، بتحالفه الوثيق مع حركة أمل، من حصد كلّ المقاعد الشيعية في الجنوب، وغالبية المجالس البلدية بالتزكية. وقد علق الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في خطابه بمناسبة سنوية شهيد الإسلام والإنسانية، على هذا الإنجاز “خضنا الانتخابات البلدية بتحالف متين وثيق بين حزب الله وحركة أمل، مع أهلنا وأحبتنا، وكان النجاح ‏عظيمًا، لفت ‏نظر الجميع: كيف ‏لهذه البيئة وهذه الجماعة أن تكون بهذا الزخم، وأن يكون هناك نجاحات ‏بالتَّزكية في أكثر من ‏نصف البلدات، كدليل على التوافق ‏والتعاون‎».
إلى جانب العمل السياسي كانت للحزب إنجازات كبيرة على الصعيد الاجتماعي والخدماتي لا سيما في ما يتعلق بعمليات ترميم وإيواء شملت أكثر من 400 ألف مسكن، وهذا الرقم يعد إنجازًا استثنائيًا في ظل الحصار والأزمات والتضييق والقيود.
كما شكل إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام علامة فارقة، من حيث الإقبال الكبير وروح التفاعل واستعداد الجمهور للتضحية وانخراط شرائح جديدة في مسيرة المقاومة.
كل هذه الوقائع تشير بوضوح إلى أن حزب الله لم يهزم، بل لم يضعف أصلًا، وأن ما تردّده ببغاوات الاحتلال “الإسرائيلي” وأدواتهم الإعلامية في الداخل والخارج لا يعدو كونه تمنيات وأوهام، أكثر من كونه قراءة واقعية. وهذه الحملات، وإن بدت صاخبة أحيانًا، فهي في جوهرها محاولات يائسة للتأثير على وعي الناس، وفصلهم عن واقعهم وبيئتهم. لكن الأحداث الأخيرة أثبتت أن جمهور المقاومة لا يزال وفيًا، واعيًا، وراسخًا في خياره.
بالمحصلة، يبقى حزب الله رقمًا صعبًا في معادلة الأمن والاستقرار في لبنان، ودعامة أساسية في محور المقاومة، وكلّ من يظن أن الحزب قد انتهى أو تراجع، إنما يقرأ الأحداث بعيون الوهم والتمني، لا بعين الحقيقة والواقع.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محطات مضيئة في تاريخ الوطن ودور الشباب في بناء الوطن فى ندوة بثقافة أسيوط

نظم قصر ثقافة أسيوط ندوة تحت عنوان محطات مضيئة في تاريخ الوطن ودور الشباب في بناء الوطن ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان قدمها الكاتب المسرحي حسام الدين عبدالعزيز، واستهدفت تسليط الضوء على أهم المحطات التاريخية البارزة التي ساهمت في تشكيل مسيرة الوطن وإبرازه على مختلف الأصعدة

 

وتقام الفاعليات بالمجان للرواد ضمن خطة إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة  جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم وفرع ثقافة أسيوط بإدارة خالد خليل، وإدارة المكتبات بالفرع برئاسة آدم توفيق، ونفذها القصر برئاسةصفاء حمدان

وتطرّق عبدالعزيز خلال الندوة إلى مجموعة من المحطات المضيئة، مستعرضًا الأمثلة التاريخية التي تعكس التضحيات والإنجازات الوطنية، كما ناقش الدور الحيوي للشباب في بناء المستقبل وتعزيز الانتماء الوطني. وقد ركّز على عدة محاور أساسية من بينها: أهمية التعليم والتدريب في صقل مهارات الشباب، وأهمية العمل الجماعي والتكاتف الوطني كركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الوطن.

وجاءت الندوة بمشاركة فعّالة من الحضور، الذين تفاعلوا مع المحاور المطروحة، مؤكدين على دور الشباب في استكمال مسيرة البناء والتطوير المستمرة، وتجسيد روح الوطنية في أفعالهم اليومية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: الحزب يواصل انتهاك التفاهمات مع لبنان
  • حماس في ذكرى انطلاقتها: طوفان الأقصى معلم راسخ لبداية زوال الاحتلال وفشل العدوان الأميركي
  • أسوأ سيناريو يواجهه حزب الله.. قوات دولية ستدخل الحرب؟
  • حزب بارزاني:منصب رئيس الجمهورية من حصتنا لحصولنا على أكثر من مليون صوت في الانتخابات
  • لا بدّ للقيد أن ينكسر.. الشارع التونسي يعود للاحتجاج
  • محطات مضيئة في تاريخ الوطن ودور الشباب في بناء الوطن فى ندوة بثقافة أسيوط
  • ر بو عاصي: لا توازن قوى مع إسرائيل والتفاوض ضرورة لحماية لبنان
  • هل يجوز للمرأة حضور صلاة الجمعة؟ الإجابة الشرعية من الكتاب والسنة
  • حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
  • بينحزب الله وحاكم مصرف لبنان: هواجس متبادلة قيد البحث