أمازون تزيد الاعتماد على روبوتات الذكاء الاصطناعي لتقليل العمالة البشرية
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة أمازون تسير بخطى متسارعة نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات في قطاع التجارة الإلكترونية، في مسعى لزيادة الكفاءة وتقليل الاعتماد على العمالة البشرية.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن الشركة أعلنت عن ثلاث تقنيات جديدة تختبرها أو تستعد لاعتمادها في مستودعاتها وشاحنات التوصيل، تشمل ذراعا روبوتية تدعى "بلو جاي" لفرز الطرود، ووكيل ذكاء اصطناعي باسم "إيلونا" لمساعدة المديرين في توزيع العمال وتجنب الاختناقات التشغيلية، إضافة إلى نظارات واقع معزز مخصصة لسائقي التوصيل في الميدان.
وتأتي هذه الابتكارات ضمن جهود أمازون المستمرة منذ استحواذها على شركة كيفا سيستمز عام 2012، والتي مهدت لأتمتة واسعة في مرافق الشركة. وتشير الشركة إلى أن نحو 75 بالمئة من عمليات التوصيل اليوم تتم بمساعدة الروبوتات بطريقة أو بأخرى.
ويواصل الرئيس التنفيذي، آندي جاسي، دفع الشركة نحو تبني أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى تقليص الحاجة إلى العمال ذوي الياقات البيضاء.
وتظهر الاتجاهات الحالية أن الأمر نفسه بدأ ينعكس في المستودعات؛ إذ انخفض متوسط عدد العمال في مرافق أمازون إلى 670 عاملا في عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ 16 عاما، وفقا لتحليل الصحيفة.
ويتوقع المحللون أن تحقق الشركة وفورات سنوية بمليارات الدولارات مع توسع الأتمتة، عبر زيادة الإنتاجية وتقليص تكاليف العمالة، حيث يتوقع أن تدير أمازون نحو 40 مركز توصيل روبوتي بحلول نهاية العام المقبل، ما قد يوفر قرابة 4 مليارات دولار سنويا.
وأوضحت أمازون أنها تختبر روبوتات "بلو جاي" في منشأة بولاية ساوث كارولينا بهدف تعميمها في شبكة التوصيل السريع، في حين تجرى تجربة تشغيلية لوكيل الذكاء الاصطناعي "إيلونا" في مستودع بولاية تينيسي، حيث يمكن للمديرين الاستفسار منه حول توزيع الموظفين الأمثل لتفادي الازدحام التشغيلي.
وفي منشأتها المتطورة في شريفبورت، لويزيانا، تعمل أذرع روبوتية على فرز الطرود ونقلها إلى الشاحنات عبر آلات ضخمة تشبه المكانس الآلية، مما زاد من سرعة العمل بنسبة 25 بالمئة مقارنة بالمواقع الأخرى.
كما تختبر الشركة روبوتات بشرية تعرف باسم "ديجيت "Digit، يمكنها نقل الأشياء داخل المستودعات، بينما يختبر سائقو التوصيل نظارات واقع معزز ذكية تساعدهم في تحديد الطرود الصحيحة، وتوجيههم بدقة إلى مواقع التسليم، وحتى تحذيرهم من وجود كلاب في الموقع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية أمازون الذكاء الاصطناعي روبوتية روبوت أمازون ذكاء اصطناعي سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي المشترك هو التعددية الجديدة
جاكوب تايلور ـ جوشوا تان
مؤخرًا، أنجز تحالف دولي من مختبرات الذكاء الاصطناعي ومزودي الخدمات السحابية شيئًا عمليًا إلى حد مثير للحماس: فقد جمع أعضاء التحالف مواردهم الحاسوبية لكي يقدموا لنا Apertus، وهو نموذج لغوي ضخم مفتوح المصدر (LLM) سويسري الصنع، متاح بالمجان للمستخدمين في مختلف أنحاء العالم. والاستفسارات التي يتلقاها Apertus من الممكن أن تُـعالَج في سويسرا، أو في النمسا، أو سنغافورة، أو النرويج، أو المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة، أو البنية الأساسية الحاسوبية الوطنية في أستراليا. تُـرى هل يشير هذا المشروع إلى التقدم في مجال التعاون الدولي؟
في القرن العشرين، أصبح التعاون الدولي مرادفًا عمليًا للنظام المتعدد الأطراف القائم على القواعد، والذي تدعمه مؤسسات قائمة على معاهدات مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية. لكن منافسات القوى العظمى وفجوات التفاوت البنيوية تسببت في تآكل أداء هذه المؤسسات، الأمر الذي أدى إلى ترسيخ حالة الشلل وتسهيل إكراه الضعفاء من جانب الأقوياء. كما يشهد تمويل التنمية والمساعدات الإنسانية انحدارًا متواصلًا، حيث أصبحت مبادئ أساسية مثل التسوية، والمعاملة بالمثل، والسعي إلى تحقيق نتائج ترسخ المنفعة المتبادلة موضع تساؤل وتشكك. لقد أفضى تراجع التعاون من جانب الحكومات الوطنية إلى زيادة الحيز المتاح لقوى فاعلة أخرى ـ بما في ذلك المدن، والشركات، والمؤسسات الخيرية، وهيئات تحديد المعاييرـ لتشكيل النتائج. في قطاع الذكاء الاصطناعي، تتسابق حفنة من الشركات الخاصة في شينزين ووادي السيليكون لتعزيز هيمنتها على البنية الأساسية وأنظمة التشغيل التي ستشكل أسس اقتصاد الغد. إذا سُمح لهذه الشركات بالنجاح دون ضابط أو رابط، فسوف يُترَك الجميع غيرها تقريبا للاختيار بين التبعية وانعدام الأهمية. لن تكون الحكومات وغيرها من الجهات التي تعمل من أجل المصلحة العامة معرضة بشدة للتسلط الجيوسياسي والاضطرار إلى الاعتماد الشديد على بائعين بعينهم فحسب، بل ستكون الخيارات المتاحة لها أيضا قليلة عندما يتعلق الأمر بالانتفاع من فوائد الذكاء الاصطناعي وإعادة توزيعها، أو إدارة العوامل الخارجية البيئية والاجتماعية السلبية المرتبطة بالتكنولوجيا. ولكن كما أظهر التحالف الذي يقف وراء النموذج اللغوي الضخم Apertus، فإن نوعًا جديدًا من التعاون الدولي أصبح في حكم الممكن، وهو لا يستند إلى مفاوضات مضنية ومعاهدات معقدة، بل إلى بنية أساسية مشتركة لحل المشكلات. وبصرف النظر عن سيناريو الذكاء الاصطناعي الذي قد يحدث في السنوات القادمة ــ الهضبة التكنولوجية، أو الانتشار البطيء، أو الذكاء الاصطناعي العام، أو الفقاعة المنهارة ــ فإن أفضل فرصة لتمكين القوى المتوسطة من مواكبة الولايات المتحدة والصين، وزيادة استقلاليتها ومرونتها، تكمن في التعاون. يشكل تحسين توزيع منتجات الذكاء الاصطناعي ضرورة أساسية. ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي للقوى المتوسطة ومختبرات وشركات الذكاء الاصطناعي التابعة لها أن تعمل على توسيع نطاق مبادرات مثل «أداة استدلال الذكاء الاصطناعي المشترك»، وهي منظمة غير ربحية مسؤولة عن توفير الوصول العالمي عبر الإنترنت إلى النموذج Apertus وغيره من النماذج المفتوحة المصدر. ولكن من الأهمية بمكان أن تعمل هذه الدول أيضا على سد الفجوة في القدرات مع النماذج الرائدة مثل GPT-5 أو DeepSeek-V3.1 ــ وهذا يتطلب تحركًا أكثر جرأة. لن يتسنى للقوى المتوسطة أن تشارك في تطوير حزمة من الذكاء الاصطناعي عالمية المستوى إلا من خلال التنسيق بين الطاقة، والحوسبة، وخطوط أنابيب البيانات، والمواهب.
هذا النمط من التعاون ليس بلا سابقة. ففي سبعينيات القرن الماضي، عملت الحكومات الأوروبية على تجميع رؤوس أموالها ومواهبها، وتنسيق سياساتها الصناعية، لإنشاء شركة تصنيع طائرات قادرة على منافسة شركة بوينج الأمريكية. قد تستلزم استراتيجية «الذكاء الاصطناعي على غرار مشروع إيرباص» إنشاء مختبر دولي مشترك بين القطاعين العام والخاص مكرس للتدريب المسبق لطائفة من النماذج الأساسية المفتوحة المصدر وإتاحتها مجانا كبنية أساسية على مستوى المرافق. لن تكون النتيجة عملاقًا آخر موحدًا من عمالقة الذكاء الاصطناعي، بل بنية أساسية مفتوحة من الممكن أن تشارك قوى فاعلة عديدة في البناء عليها.
هذا النهج من شأنه أن يدفع الابتكار من خلال السماح للمختبرات الوطنية، والجامعات، والشركات المشاركة القريبة من حدود الإبداع (مثل Mistral وCohere) بإعادة تخصيص ما يصل إلى 70% من تمويلها المخصص لمرحلة ما قبل التدريب على النماذج لاستغلاله في مرحلة ما بعد التدريب (النماذج المتخصصة أو الاستدلالية)، والتوزيع، وحالات الاستخدام المدفوعة بالطلب. علاوة على ذلك، سيساعد هذا في تمكين الحكومات والشركات من السيطرة على الأنظمة البيئية التي تحكم عمل الذكاء الاصطناعي والتي تعتمد عليها على نحو متزايد، بدلًا من أن تظل رهينة انعدام اليقين الجيوسياسي وقرارات الشركات، بما في ذلك تلك التي تؤدي إلى «تدهور الجودة والانحدار تدريجيا». لكن الفوائد المحتملة تمتد إلى أبعد من ذلك؛ فمن الممكن إعادة استخدام هذه البنية الأساسية المفتوحة ــ وخطوط أنابيب البيانات المبنية عليها ــ لمواجهة تحديات مشتركة أخرى، مثل خفض تكاليف معاملات التجارة العالمية في الطاقة الخضراء أو تطوير إطار عمل دولي للمفاوضة الجماعية لصالح العاملين في الوظائف المؤقتة. لإظهار كامل إمكانات هذا الإطار التعاوني الجديد، ينبغي للقوى المتوسطة أن تستهدف المشكلات التي وُجِـدَت أنظمة البيانات البيئية والتكنولوجيات الناضجة بالفعل من أجل حلها؛ وأن تحرص على تقديم مصلحة المشاركين الذاتية في الأهمية على تكاليف المعاملات المرتبطة بالتعاون؛ وأن تجعل قيمة العمل المشترك واضحة للمواطنين والقادة السياسيين. في غضون سنوات قليلة، عندما تبلغ دورة إبداع ورأسمال الذكاء الاصطناعي الحالية منتهاها، سيكون أمام القوى المتوسطة إما أن تتحسر على زوال النظام القائم على القواعد وتشاهد كيانات الذكاء الاصطناعي العملاقة وهي ترسخ خطوط الصدع الجيوسياسية أو تجني فوائد أطر الإبداع الجديدة في تعزيز أواصر التعاون.
جاكوب تايلور زميل في مركز التنمية المستدامة التابع لمؤسسة بروكينجز وزميل الذكاء الاصطناعي العام.
جوشوا تان المؤسس المشارك ومدير الأبحاث في ميتاجوف.
خدمة بروجيكت سنديكيت