بوابة الوفد:
2025-06-27@07:40:47 GMT

«أشياء تتداعى» واختزان عبقرية إفريقيا

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

 

 

تظهر رواية «أشياء تتداعى» التى نشرتها دار هاينمان البريطانية 1958باعتبارها التجسيد الحى لما قام به الكاتب النيجيرى تشينوا أتشيبى، فتبدو فيها نيجيريا ما قبل الاستعمار ونيجيريا ما بعده. وقد جسدت حالة إنسانية كاشفة عن ضمير شعب. وذلك من خلال شخصية بطلها المزارع أوكونكوا الذى كان مفعما بالحيوية والحرية الدافقة قبل الاستعمار.

وحينما جاء الاستعمار ووقع هذا البطل تحت طائلته فقد تماما حريته، بل إن هذا الاستعمار الغاشم دفعه لكى يشنق نفسه فوق شجرة، وظل معلقا عليها ـ وكأنه مصير إفريقيا كلها ـ لا يجرؤ أحد على دفنه،  لأن القبائل الإفريقية تنظر للمنتحر على أنه سيدنس الأرض إذا دفنوه هم. وهنا تأتى كلمة صديقه الكاشفة لمفوض الشرطة الإنجليزى، وذلك حينما رآه معلقا على شجرة وقد شنق نفسه، حيث قال: «ذلك الرجل كان واحدا من أعظم الرجال فى أومووفيا، لقد دفعتموه إلى قتل نفسه، وسيدفن الآن ككلب».

لقد كشفت الرواية عن لحظة فارقة فى حياة إفريقيا وهى لحظة التجريف المنظم لثقافتها وخصوصيتها الإنسانية من قبل الرجل الأبيض، وألقت الضوء على المد التبشيرى ودوره فى ذلك التجريف.

وفى هذه الرواية استطاع تشينوا أتشيبى أن يمزج اللحظة الحاضرة بالماضى السحيق، وكان للأسطورة والحكايات الشعبية  أكبر دور فى ذلك، فقد استطاعت أساطير إفريقيا وحكاياتها الشعبية ان تجعل كل شىء مليئا بالروح الخالد، فظهر الإحساس الكبير بأن كل شىء ملىء بالحياة، وهذه عبقرية إفريقيا.

وهنا يظهر بقوة أن سر العالمية هو التكلم بخصوصية الوطن، والارتفاع بهذه الخصوصية إلى النبض الإنسانى الخالد، وهذا ما حدث مع نجيب محفوظ وماركيز وتشينوا أتشيبى.

والحقيقة أن تشينوا أتشيبى قد جعل إفريقيا هى التى تتكلم، ولذا فقد أنصت العالم كله لصوتها، وظهر ذلك بوضوح من خلال ترجمة هذه الرواية لأكثر من خمسين لغة، وبيعها ما يقرب من عشرة ملايين نسخة.

ولم يكن صدى هذه الرواية مقتصرا على جماهير القراء العريضة فقط، وإنما كان صداها يرن بقوة فى صوت نقاد الأدب العالميين، ويرن أيضا فى صوت الشخصيات العالمية الكبرى، حتى قال الزعيم الإفريقى الخالد نيلسون مانديلا إن جدران السجن تسقط أمامها.

وعلى الرغم من انتهاء اللحظة الاستعمارية فى إفريقيا فإن هذه الرواية تظل خالدة لأنها لمست الإنسان.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

«أفريسكم بنك»: 1.5 تريليون دولار أمريكي حجم تجارة السلع في قارة إفريقيا

أظهر تقرير صادر من البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد «أفريسكم بنك» أن حجم تجارة السلع في قارة إفريقيا سجل 1.5 تريليون دولار أمريكي خلال عام 2024، بنسبة ارتفاع 13.9% عن العام 2023، ومع ذلك، لا تزال أفريقيا تمثل 3.3% فقط من الصادرات العالمية.

وذكر «أفريسكم بنك» أن حجم التجارة البينية للدول الأفريقية خلال العام الماضي وصل إلى 220.3 مليار دولار، بزيادة نسبتها 12.4%، مقارنة بتقلص نسبته 5.9% خلال عام 2023.

وأفاد، أن الاقتصاد الأفريقي حافظ على وتيرة نمو مستقرة نسبتها 3.2% خلال العام 2024، في حين تباطأ الاقتصاد العالمي ليسجل نمو نسبته 3.3% فقط.

وأكد أن على قارة إفريقيا بذل المزيد من الجهود من خلال التخلي عن صادرات السلع الأساسية وتسريع عملية التصنيع لديها لتعزيز اندماجها في سلاسل القيمة العالمية وتعزيز التجارة البينية الأفريقية، كما أنها بحاجة إلى تحسين فرص الحصول على تمويل التجارة لسد الفجوة المُقدرة بحوالي 100 مليار دولار أمريكي.

وأشار البنك إلى أنه صرف أكثر من 17.5 مليار دولار أمريكي لتمويل التجارة خلال العام 2024، ويعتزم البنك زيادة هذا المبلغ إلى 40 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026.

تقرير | «البنك الإفريقي» للتصدير والاستيراد يتوقع نموا لاقتصاد القارة بمعدل 4% خلال 2025

بعائد 19%.. شهادات الادخار في بنك البركة بعد خفض أسعار الفائدة

بنك مصر يطرح برامج مرابحات لتمويل الحج والعمرة والرحلات السياحية

مقالات مشابهة

  • "أسترازينيكا مصر" تشارك في "صحة إفريقيا" للعام الثالث على التوالي
  • الإمارات تتضامن مع إفريقيا الوسطى وتعزّي في ضحايا حريق مدرسة
  • «أفريسكم بنك»: 1.5 تريليون دولار أمريكي حجم تجارة السلع في قارة إفريقيا
  • النور الخالد تطلق دورتها الثانية لبرنامجها الصيفي
  • أبو العينين: مصر بوابة إفريقيا والشرق الأوسط أمام الصناعات الخضراء
  • جمال شعبان: مؤتمر صحة إفريقيا يعيد مصر للعمق في القارة
  • شفاء الأورمان تشارك في معرض صحة إفريقيا
  • لماذا النزوح العربي إلى الرواية التاريخية؟
  • وزير الصحة: مصر الأولى إفريقيا في صناعة الدواء
  • من إفريقيا إلى أمريكا.. غزو النحل القاتل يتوسع ويوقع ضحايا جدد