خبير عسكري: انسحاب الجيش من الفاشر يهدف لتعزيز الدفاع الإستراتيجي
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني أن انسحاب الجيش السوداني من الفاشر جاء ضمن قرار عملياتي محسوب للحفاظ على القوة وإعادة توظيفها دفاعيا، مؤكدا أن الفرقة السادسة لم تقاتل حتى الرمق الأخير بل انسحبت قبل الإنهاك الكامل لتعزيز الدفاع عن مناطق إستراتيجية أخرى، وفي مقدمتها منطقة الأبيض.
وأعلنت قوات الدعم السريع صباح الأحد الماضي سيطرتها على المدينة، وذلك بعد حصار استمر أكثر من عام.
وفي فقرة التحليل العسكري على شاشة الجزيرة، أوضح العميد جوني أن ما حدث في الفاشر لم يكن انهيارا عسكريا بقدر ما كان قرارا تكتيكيا محسوبا.
ويلفت الخبير إلى أن الانسحاب التكتيكي مفهوم عملياتي معروف في العمليات العسكرية، يلجأ إليه القادة العسكريون عندما تصبح الظروف معقدة لدرجة لا تسمح بإكمال المعركة أو خوضها حتى النهاية.
وعادة ما تلجأ القوة العسكرية لهذا النوع من الانسحاب عندما يكون استمرار القتال غير محقق للنتيجة المرجوة، وقد يرتب خسائر فادحة في صفوف القوات المقاتلة.
وفي هذه الحالة، يصبح من المفيد عسكريا تراجع القوات وسحبها للحفاظ عليها دون إنهاكها كليا، ثم إعادة توظيفها لتعزيز الدفاع في مكان آخر أكثر أهمية إستراتيجيا وفقا لظروف العمليات العامة.
حكمة عسكرية
ولم تقاتل قوات الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني في الفاشر حتى الرمق الأخير، وهذا ليس ضعفا بقدر ما هو "حكمة عسكرية" بحسب العميد جوني، الذي رأى أن تقدير الموقف الميداني أظهر أن القتال حتى النهاية لن يحقق المهمة المطلوبة.
ولذلك جاء القرار العسكري بتنفيذ الانسحاب التكتيكي للحفاظ على قدرة قتالية معينة يمكن استغلالها واستثمارها وتوظيفها في مكان دفاعي آخر يأتي ضمن الخطة العامة للقيادة، وهذا لا ينفي وفقا للخبير العسكري أن الفرقة المنسحبة منهكة دون شك، لكنها لم تصل إلى مرحلة الاستنزاف الكامل.
إعلانويحمل سقوط مدينة الفاشر دلالات عملياتية مهمة على خريطة الصراع في السودان، فالمدينة -وفقا لجوني- كانت بمثابة شبه جزيرة معزولة، إذا صح التعبير، مُسيطَر عليها من قبل الجيش السوداني داخل عمق معين محاط ومحاصر من جميع الجهات من قبل قوات الدعم السريع.
وبسقوط هذه "الجزيرة المعزولة"، اكتمل المشهد العملياتي في إقليم دارفور بشكل نسبي، ولكن الحديث هنا عن سيطرة نسبية وليست مطلقة، فالمعارك في السودان تتسم بوجود جيوب قتالية وتحركات مرنة للطرفين، ولا يمكن الحديث كليا عن سيطرة تامة لأي طرف.
ويعتقد العميد جوني أن التركيز الآن سيكون على حماية منطقة الأبيض والمنطقة المحيطة بها، وأن الهدف الرئيسي هو منع قوات الدعم السريع من التوسع شرقا باتجاه الأبيض، التي يتوقع أن تكون الهدف التالي للدعم السريع في خطتها العملياتية.
ويرى الخبير أن المكان الذي قررت القوة المنسحبة أن تتموضع فيه يدخل ضمن هذا التصور الإستراتيجي، حيث تسعى القيادة العامة للجيش السوداني لبناء خط دفاعي جديد يحول دون تقدم قوات الدعم السريع نحو المناطق الإستراتيجية في وسط البلاد.
ويخوض كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وقد قُتل خلالها نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بعد انسحاب الجيش من الفاشر.. البرهان يتوعد "الدعم السريع" بالقصاص
أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، انسحاب الجيش من مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقال البرهان في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني اليوم "وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن"، مؤكدًا أن قواته "ستقتص لما حدث لأهل الفاشر".
أخبار متعلقة سوريا.. قوات الاحتلال تواصل عدوانها على القنيطرةالسودان.. الأمم المتحدة تتهم "الدعم السريع" بارتكاب فظائع في الفاشر