اكتشاف أثري في ذمار .. قناة مائية قديمة تعود إلى الحضارات السبئية والحميرية
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
يمانيون |
 أعلن فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة ذمار عن اكتشاف أثري جديد في منطقة وادي هجرة منقذة، شمال مدينة ذمار، حيث تم العثور على قناة مائية قديمة أو نفق مائي تحت الأرض. 
القناة تمتد بعمق يتراوح بين 1.5 إلى 2 متر، وعرضها نصف متر، وقد بنيت باستخدام أحجار مهندمة، وتعد جزءًا من منظومة ري تاريخية تمتد عبر الوادي.
                
      
				
وأكد الدكتور فضل العميسي، مدير فرع الهيئة في المحافظة، أن هذا الاكتشاف يعكس مهارة الفلاح اليمني القديم في تنظيم وتوزيع المياه لري الزراعة.
وأضاف أن القناة، التي تتجه من الجنوب إلى الشمال، مبنية باستخدام أحجار كلسية كبيرة ومصقولة جيدًا، ومسقوفة بأحجار جيرية صلبة تُعرف محليًا بـ “الصلل”، وتغطي عمقها ترسبات طينية.
وأشار العميسي إلى أن القناة تعود إلى فترات تاريخية قديمة، ويُحتمل أن تكون قد شُيدت خلال الحقبتين السبئية والحميرية.
وتقع القناة في الجهة الشرقية من سائلة “مجرى سيل” في وادي هجرة منقذة، وهو أحد أخصب وديان قاع ذمار، بالقرب من مواقع ثلاث مدن يمنية قديمة هي: “هجر منقذة”، و”هجر قريس”، و”هجر بدش”.
وأوضح أن هذا الاكتشاف له قيمة علمية وتاريخية هامة، حيث يُبرز براعة الإنسان اليمني القديم في استغلال المياه وتصريفها، وهو ما ساهم في بقاء وازدهار الحضارة اليمنية عبر العصور.
كما أضاف أن الاكتشاف جاء بالصدفة خلال أعمال إنشاء “كريف” لحصاد مياه الأمطار، ما دفع فريق العمل لإبلاغ الهيئة التي أجرت دراسة ميدانية للموقع.
وتابع العميسي قائلاً إنه تم تدمير نحو عشرة أمتار من القناة نتيجة للأعمال السابقة، لكن الهيئة، بالتنسيق مع المحافظة، قررت إيقاف العمل في الموقع وجمع الأحجار لإعادة ترميم القناة باستخدام الطرق الأثرية العلمية.
كما أكد على أهمية إجراء ترميم جزئي للقناة في الموقع المتضرر، وتوعية المجتمع المحلي بطرق الحفاظ على الآثار.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاكتشاف يضاف إلى سلسلة من الاكتشافات المائية في ذمار، حيث كانت المنطقة قد شهدت اكتشاف شبكة قنوات مائية مشابهة في منطقة “الزبل” بمديرية ميفعة عنس في عام 2010، وهي قنوات شُقت يدوياً بين الصخور الرطبة وتعمل على نقل المياه من مناطق عدة إلى الوادي.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
فقرات موسيقية وعروض فنية| أثري يكشف تفاصيل حفل افتتاح المتحف الكبير: 40 رئيسا وملكا.. و400 قناة ومحطة دولية تذيع الحدث
قال الدكتور ممدوح المصري أستاذ الآثار عميد كلية الآداب بجامعة طنطا، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثاً استثنائياً سيخلده التاريخ المعاصر، ليس لمصر فقط، بل للعالم أجمع، مؤكداً أن هذا الافتتاح هو بمثابة رسالة حضارية من مصر الحديثة إلى البشرية، تعلن فيها استمرار عطائها الثقافي وريادتها التاريخية الممتدة منذ آلاف السنين.
وأضاف الدكتور المصري أن هذا المتحف العملاق الذي يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، يجسد عبقرية المصري القديم الذي بنى حضارة علمت الدنيا معنى الخلود، كما يعكس في الوقت ذاته قدرة الدولة المصرية الحديثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استعادة وهج التاريخ في صورة معاصرة تجمع بين العراقة والتطور.
حفل يليق بعظمة مصر... واستعدادات غير مسبوقةوأوضح عميد كلية الآداب أن فقرات حفل الافتتاح ستكون على أعلى مستوى من التنظيم والإبهار، مشيراً إلى أن عشرات القنوات الفضائية حول العالم طلبت رسمياً نقل الحدث التاريخي عبر البث المباشر، وهو ما يؤكد أن أنظار البشرية كلها ستتجه إلى القاهرة في تلك الليلة.
وأضاف أن الحفل سيضم عروضاً فنية وثقافية تمزج بين فنون الحضارة المصرية القديمة والتقنيات الحديثة في الإبهار البصري، إلى جانب فقرات موسيقية تعبر عن روح مصر القديمة والحديثة في آنٍ واحد. وأكد أن المتحف المصري الكبير سيشهد حدثاً أسطورياً يفوق في فخامته موكب المومياوات الملكية واحتفالية طريق الكباش التي أبهرَت العالم من قبل.
وأشار إلى أن الاستعدادات تجري على قدم وساق داخل المتحف والمنطقة المحيطة به، سواء من حيث تنظيم المحاور المرورية الجديدة أو تأمين محيط الحدث وتسهيل حركة الضيوف، بما يليق بمكانة مصر الدولية.
مشاركة عالمية رفيعة المستوىأكد الدكتور ممدوح المصري أن قائمة المدعوين لحفل الافتتاح تعكس الثقل السياسي والثقافي لمصر، إذ تضم نحو 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة من مختلف قارات العالم، فضلاً عن وزراء الثقافة والسياحة وكبار الشخصيات الدولية، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الثقافية والمنظمات الأثرية العالمية.
وأشار إلى أن من بين الضيوف المتوقع حضورهم، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعدداً من قادة وزعماء الدول الذين تربطهم بمصر علاقات استراتيجية وثقافية عميقة. كما لفت إلى أن الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي الواسع يعكس إدراك العالم لقيمة المتحف كأكبر صرح أثري في التاريخ الحديث.
وأوضح الدكتور المصري أن عدد وسائل الإعلام التي تقدمت بطلبات رسمية لتغطية الحدث تجاوز 400 قناة ومحطة دولية، في مؤشر على أن مصر ستتربع مجدداً على عرش المشهد الحضاري العالمي ليلة الافتتاح.
متحف يروي قصة الإنسانية عبر كنوز مصروأضاف عميد كلية الآداب أن المتحف المصري الكبير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، بدءاً من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد.
وأشار إلى أن المتحف لا يُعد مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مؤسسة علمية وثقافية متكاملة تضم معامل ترميم، ومراكز بحثية، وقاعات عرض رقمية، ومناطق تعليمية وتفاعلية، مما يجعله نموذجاً عالمياً فريداً في مجال المتاحف الحديثة.
وأوضح أن تصميم المتحف الذي يمزج بين الطراز الفرعوني والتكنولوجيا المعاصرة يعكس رؤية مصر الجديدة في الحفاظ على التراث وفي الوقت ذاته التوجه نحو المستقبل.
رسالة من مصر إلى العالموشدد الدكتور ممدوح المصري على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكبر حملة ترويجية لمصر في القرن الحادي والعشرين، حيث سيعيد رسم صورة الدولة المصرية كقبلة للسياحة الثقافية والتاريخية في العالم، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمثل تتويجاً لجهود استمرت لأكثر من عقدين من العمل الدؤوب.
وأضاف أن المتحف سيجعل من منطقة الأهرامات أكبر مجمع ثقافي وسياحي في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيضاعف من أعداد الزوار ويعزز الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط السياحة والأنشطة المرتبطة بها.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى هذا المشروع اهتماماً خاصاً، ووجّه الحكومة بإخراج الافتتاح في أبهى صورة تعكس ريادة مصر الحضارية والثقافية، موضحاً أن هذا الحدث لن يكون مجرد حفل، بل مناسبة عالمية تُجسّد دور مصر كحارسة للتراث الإنساني.
مصر تكتب فصلاً جديداً من مجدهاواختتم الدكتور ممدوح المصري تصريحه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو لحظة استعادة الهوية المصرية بكل أبعادها التاريخية والإنسانية، وأنه ليس مجرد حدث ثقافي بل ولادة جديدة لمصر الحضارة والإنسان.
وقال إن هذا الافتتاح سيعيد للأذهان مشاهد النهضة التي قادها ملوك الفراعنة، ويرسخ في الوعي العالمي أن مصر كانت وما زالت منارة الإنسانية، مشيراً إلى أن كل مصري يجب أن يشعر بالفخر وهو يرى بلاده تقدم للعالم أجمل هدية من قلب التاريخ.
مصر تعانق التاريخ من جديدفإن افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، ليس مجرد حدث احتفالي، بل هو إعلان عن عودة مصر إلى الصدارة الحضارية والثقافية، حيث يجتمع الماضي العريق بالحاضر المزدهر في لوحة تروي قصة أمة لا تعرف إلا البقاء والعظمة. إنها لحظة سيذكرها التاريخ طويلاً، يوم رفعت مصر الستار عن كنوزها لتقول للعالم.. “هنا كانت البداية... وهنا لا يزال المجد يُكتب.”
 محافظ أسيوط يتفقد إنشاء أول معرض دائم لمنتجات المحافظة أسفل كوبري فيصل
محافظ أسيوط يتفقد إنشاء أول معرض دائم لمنتجات المحافظة أسفل كوبري فيصل