«Pomelli».. ذكاء جوجل الجديد الذي يصمم إعلانك نيابةً عنك
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
أعلنت جوجل، عبر قسم الأبحاث التابع لها (Google Labs) بالتعاون مع فرعها للأبحاث المتقدمة DeepMind، عن إطلاق أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحمل اسم «Pomelli»، تهدف إلى مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تصميم حملات إعلانية رقمية بسرعة واحترافية، حتى وإن لم تمتلك فرق تسويق أو ميزانيات ضخمة.
تعمل الأداة بثلاث خطوات: أولاً، تطلب من المستخدم إدخال عنوان موقعه الإلكتروني، ثم تقوم الأداة بتحليل الموقع والصور والنصوص لاستخراج هوية العلامة التجارية — ما تسميه «الحمض النووي التجاري (Business DNA)» — ويتضمن ذلك الألوان والخطوط والأسلوب البصري ونبرة المحتوى.
ثانياً، تولِّي الأداة اقتراح أفكار حملات إعلانية مخصصة للعلامة التجارية، مع إمكانية أن يكتب المستخدم فكرة محددة ويحوّلها النظام إلى حملة.
ثالثاً، تولّد «Pomelli» تصاميم قابلة للتنزيل تشمل محتوى لمنصات التواصل الاجتماعي والإعلانات والمواقع، مع إمكانية تعديل النصوص أو الصور داخل الأداة قبل النشر.
وأوضحت جوجل أن «Pomelli» تتوفّر حالياً في نسخة تجريبية عامة (public beta) في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، باللغة الإنجليزية فقط، دون الإعلان بعد عن تسعير أو موعد إطلاقها الكامل عالمياً.
من وجهة نظر استراتيجية، تُعدّ هذه الخطوة تحوّلاً مهما لجوجل نحو تمكين الشركات الصغيرة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي كانت حكراً على الشركات الكبرى، ما قد يُغيّر قواعد اللعبة في تصميم المحتوى الإعلاني الرقمي ويساهم في رفع مستوى التنافسية.
إلا أن الأداة — وإن واعدة — ما تزال في مرحلة تجريبية، الأمر الذي يعني أن المستخدمين يجب أن يأخذوا في الحسبان أن النتائج قد تحتاج إلى تدخّل بشري، وأن الأداة قد لا تغني عن خبرة التصميم أو التسويق المتخصصة تماماً.
يبقى أن نرى كيف ستستجيب الشركات لهذه الأداة وكيف سيؤثر هذا الإطلاق على مشهد الإعلان الرقمي، لكن من المؤكد أن «Pomelli» تمثل إشارة واضحة إلى اتجاه الذكاء الاصطناعي نحو تسهيل الوصول إلى أدوات احترافية بتكلفة أقل وسرعة أعلى.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التسويق الإلكتروني الذكاء الاصطناعي جوجل
إقرأ أيضاً:
أدوبي تطلق إصدارًا ثوريًا من Firefly لتحويل صناعة المحتوى بالذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة أدوبي عن إطلاق أحدث إصدار من منصتها الإبداعية Firefly، الذي يمثل خطوة جديدة في توظيف الذكاء الاصطناعي لتغيير مستقبل صناعة الفيديو والصور.
الإصدار الجديد لا يكتفي بمساعدة المستخدمين في إنشاء الصور والنصوص، بل أصبح قادرًا على توليد السرد والموسيقى ومقاطع الفيديو بالكامل، مما يجعل Firefly واحدًا من أكثر الأنظمة تكاملًا في عالم المحتوى الرقمي.
رغم هذا التوسع الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي، تصر أدوبي على أن Firefly ليس بديلًا عن الإبداع البشري، بل أداة داعمة له، الشركة تقول إن هدفها هو تمكين المبدعين من التركيز على الفكرة، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي الجوانب التقنية المعقدة من عملية الإنتاج.
الإصدار الجديد من Firefly يقدم لأول مرة محرر فيديو تجريبي متكامل قائم على الويب، يشبه إلى حد كبير برنامج Adobe Premiere Pro، لكنه أكثر بساطة وسلاسة.
يتيح المحرر للمستخدمين إنشاء مقاطع الفيديو وتنظيمها وقصها وإضافة التعليقات الصوتية والعناوين والموسيقى التصويرية—all في واجهة واحدة تعتمد على الأوامر النصية.
يمكن أيضًا إنشاء محتوى جديد مباشرة من داخل المحرر باستخدام إعدادات مسبقة للأنمي، الرسوم المتحركة الطينية أو ثنائية الأبعاد، ودمجه مع الوسائط الملتقطة لتشكيل عمل متكامل.
إحدى أكثر الإضافات اللافتة في Firefly هي أداة “Generate Soundtrack”، وهي نظام ذكاء اصطناعي قادر على توليد موسيقى متوافقة مع الفيديو. يمكن للمستخدم اختيار نمط موسيقي معين، أو ترك الذكاء الاصطناعي يقترح إيقاعات جديدة تتناغم مع المشاهد، ليقوم بعدها Firefly بمزامنتها تلقائيًا مع إطارات الفيديو بدقة. هذه الخاصية وحدها قد تختصر ساعات من العمل اليدوي للمونتاج الصوتي.
أما أداة Generate Speech فتضيف بعدًا جديدًا لتجربة المبدعين، إذ تتيح توليد أصوات بشرية واقعية بعدة لغات ولهجات، مع إمكانية التحكم في الإيقاع والمشاعر وطريقة النطق.
وتعتمد هذه الميزة على نموذج Firefly الصوتي إلى جانب تقنيات ElevenLabs، لتوفير جودة صوت تضاهي الأداء البشري.
ولم تقتصر تحديثات Firefly على الفيديو فحسب، إذ قدمت أدوبي أدوات جديدة لتحرير الصور تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل. من أبرزها أداة Firefly Creative Production، وهي نظام متكامل لتجميع المقاطع واستبدال الخلفيات وتوحيد الألوان عبر أوامر نصية بسيطة، دون الحاجة لأي خبرة في البرمجة أو التصميم. هذه الميزة متاحة حاليًا في إصدار تجريبي خاص داخل تطبيق Firefly.
كما كشفت أدوبي عن لوحات Firefly — مساحة رقمية مفتوحة تتيح للمبدعين تبادل الأفكار وتطوير المفاهيم البصرية بشكل تعاوني. من خلالها يمكن تحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد بفضل ميزة تدوير الكائن، التي تتيح للمستخدمين إعادة توجيه الأجسام والأشخاص بزوايا مختلفة لمحاكاة مشاهد أكثر واقعية.
أضافت الشركة أيضًا خاصية تصدير ملفات PDF وتنزيل الصور دفعة واحدة لتسريع وتيرة العمل في المشاريع الجماعية.
ميزة الطلب إلى التحرير، وهي واجهة جديدة تتيح للمستخدم كتابة أوامر نصية بسيطة لإجراء تعديلات على الصور، جاءت لتجعل تجربة التحرير أكثر سهولة. على سبيل المثال، يمكن كتابة “اجعل السماء أكثر إشراقًا أو أضف ضوءًا ناعمًا على الوجه، ليقوم النظام تلقائيًا بتنفيذ الأوامر دون الحاجة لأدوات معقدة.
ويستند هذا التحديث إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Firefly Image Model 5، إلى جانب تكامل مع نماذج من شركات مثل Google وOpenAI وBlack Forest Labs، ما يجعل Firefly منصة مفتوحة ومتطورة قادرة على مواكبة مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي في السوق.
ورغم الإمكانات الهائلة التي يقدمها النظام، فإن تكلفة الاشتراك ليست منخفضة. فخطة Firefly الأساسية تبلغ 10 دولارات شهريًا (لإنتاج 20 فيديو مدة كل منها خمس ثوانٍ)، والخطة الاحترافية 20 دولارًا (40 فيديو قصيرًا)، بينما الخطة المميزة بسعر 199 دولارًا توفر عددًا غير محدود من الفيديوهات. ومع ذلك، تقدم أدوبي فترة مجانية حتى الأول من ديسمبر تتيح للمستخدمين اختبار الأدوات الجديدة داخل Firefly وCreative Cloud Pro.
بهذا التحديث، يبدو أن أدوبي تسعى إلى جعل Firefly منصة متكاملة تغطي جميع مراحل الإنتاج الإبداعي من الفكرة إلى النشر، عبر الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي الموجه. ومع تصاعد المنافسة في مجال أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعي، يمثل هذا الإصدار نقطة تحول في العلاقة بين التقنية والإبداع البشري، ويمهد الطريق لجيل جديد من صناع المحتوى الذين يعملون جنبًا إلى جنب مع الآلة لإعادة تعريف مفهوم الفن والإنتاج في العصر الرقمي.