الإنفلونزا المزمنة.. تهديد "خطير" للقلب والدماغ
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة أن الإصابة بالإنفلونزا أو بكوفيد أو بعض العدوى الفيروسية المزمنة قد تزيد بشكل كبير من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأجرى الباحثون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس مراجعة شملت 155 دراسة، فوجدوا أن الأشخاص المصابين بكوفيد أو الإنفلونزا كانوا أكثر عرضة لهذه المضاعفات القلبية بنسبة تصل إلى 5 أضعاف خلال الأسابيع التي تلت الإصابة، مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
وأظهرت النتائج أن الإصابة بالإنفلونزا تضاعف خطر النوبة القلبية أربع مرات، وتزيد خطر السكتة الدماغية 5 أضعاف خلال شهر من الإصابة.
أما المصابون بكوفيد، فكانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية 3 أضعاف خلال 14 أسبوعا بعد العدوى، مع استمرار ارتفاع الخطر لمدة عام كامل.
وبالنسبة للعدوى الفيروسية المزمنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد C والحزام الناري، وجد الباحثون زيادة في خطر النوبات القلبية بنسبة تصل إلى 60 بالمئة والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 45 بالمئة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بهذه العدوى.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور كوسوكي كاواي: "لقد أصبح معروفا أن بعض الفيروسات يمكن أن تسبب السرطان، لكن العلاقة بين العدوى الفيروسية والأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب لا تزال أقل وضوحا. أظهرت دراستنا أن العدوى الفيروسية الحادة والمزمنة مرتبطة بمخاطر قصيرة وطويلة الأمد للنوبات القلبية والسكتات الدماغية".
ويعتقد الخبراء أن تفعيل جهاز المناعة خلال العدوى يسبب التهابا واسع الانتشار، ما يزيد من احتمال تجلط الدم وبالتالي ارتفاع خطر المضاعفات القلبية.
كما أشارت الدراسة إلى أن كبار السن أكثر عرضة لهذه المخاطر مقارنة بالشباب.
ويؤكد الباحثون أن نتائج الدراسة تدعم أهمية الحصول على لقاحات كوفيد والإنفلونزا، خاصة مع توقع ارتفاع معدلات الإنفلونزا خلال الأشهر القادمة، في ظل استمرار تذبذب مستويات الفيروسات في المجتمع.
واستعرضت الدراسة، التي نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، أبحاثا منشورة بين 1997 و2024، شملت التحليل الموسع للعدوى المزمنة طويلة الأمد مثل الحزام الناري، والتهاب الكبد C، وHIV، لتسليط الضوء على المخاطر القلبية المرتبطة بهذه العدوى.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النوبة القلبية السكتة الدماغية خطر النوبات القلبية السرطان جهاز المناعة كوفيد الإنفلونزا الانفلونزا الانفلونزا الموسمية كوفيد نوبات قلبية سكتات دماغية صحة النوبة القلبية السكتة الدماغية خطر النوبات القلبية السرطان جهاز المناعة كوفيد الإنفلونزا صحة والسکتات الدماغیة
إقرأ أيضاً:
علماء يتوصلون للقاح تجريبي ضد جميع سلالات إنفلونزا الطيور
طور علماء لقاحا تجريبيا يمكن أن يوفر حماية شاملة ضد جميع السلالات المعروفة والناشئة من فيروس إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض (A5)، بما في ذلك السلالات المستقبلية التي لم تظهر بعد.
ويتميز اللقاح بإمكانية إعطاء جرعة واحدة فقط، ما قد يعزز دفاعات البشر ضد خطر حدوث جائحة مستقبلية.
وتعد فيروسات إنفلونزا الطيور A5 مصدر قلق صحي عالمي، إذ تسببت في إصابات لدى الطيور والدواجن والأبقار الحلوب، وانتقلت أحيانا إلى البشر مسببة أمراضا خطيرة ووفيات. وتعتمد الاستراتيجيات الحالية على تطوير لقاحات لكل سلالة على حدة، وهي عملية بطيئة تتطلب انتظار ظهور سلالات جديدة قبل إنتاج لقاح مطابق، ما يترك السكان عرضة للخطر في المراحل المبكرة من التفشي.
ووصف فريق العلماء، بقيادة ماتيلد روشارد من المركز الطبي لجامعة إيراسموس في هولندا، طريقة لتصميم لقاح يستهدف جميع السلالات بدلا من التركيز على واحدة فقط.
أولا، أنشأ الفريق خريطة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة تبين كيفية تغير بروتين HA للفيروس A(H5) عبر العقود، ما أتاح تتبع تاريخ وتنوع السلالات المختلفة بسهولة. (HA أو الهيماغلوتينين، هو البروتين السطحي الرئيسي في فيروس الإنفلونزا، ويعتبر المفتاح الأساسي لعدة وظائف حيوية للفيروس).
ثم استخدموا هذه الخريطة لإنشاء بروتين HA مركزي مستضديا، يقع في مركز الخريطة ويمثل الخصائص المشتركة لجميع سلالات فيروس A(H5) المعروفة، ويظل قادرا على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة فعّالة ضد مجموعة واسعة من الفيروسات، بما فيها السلالات المستقبلية. ويهدف هذا التصميم إلى توفير حماية أوسع مقارنة باللقاحات التقليدية التي تستهدف سلالة واحدة فقط.
اختبر الفريق اللقاح على حيوانات النمس، وهي نموذج شائع لدراسات الإنفلونزا، ووجدوا أنه وفر حماية واسعة ضد سلالات H5 متعددة، بما يعادل فعالية اللقاحات الخاصة بكل سلالة، كما كان فعالا ضد فيروسين مختلفين عن مكونات اللقاح، ما يشير إلى نطاق حماية موسع.
وكتب العلماء: "نقدم دليلا عمليا على تصميم وتقييم لقاحات A(H5) المركزية المستضدية باستخدام رسم الخرائط المستضدية، وهي استراتيجية قابلة للتوسيع لتشمل فيروسات إنفلونزا حيوانية أخرى".
رغم النتائج المشجعة على الحيوانات، لا يزال العمل قيد الدراسة. ويتطلب الأمر إجراء تجارب سريرية على البشر للتحقق من سلامة وفعالية اللقاح، لكن إذا نجح، فإن هذا النهج قد يُستخدم لمواجهة تهديدات الإنفلونزا الخطيرة الأخرى مستقبلا.