نقص وغش الأدوية.. عقوبات مشددة ومطالب برقابة صارمة على السوق الدوائي
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
أثار عدد من أعضاء مجلس النواب، خلال الأيام الماضية، تساؤلات برلمانية حادة بشأن أزمة نقص الأدوية وغشها في السوق المصرية، بعد تزايد شكاوى المواطنين من اختفاء عدد من المستحضرات الحيوية مثل أدوية السكر، ا
. النيل للأدوية تحقق 106.5 مليون جنيه أرباحا خلال 3 أشهر
لحساسية، وموانع الحمل، الأمر الذي دفع إلى التساؤل عن العقوبات المنتظرة بحق المتورطين في الغش الدوائي.
وأكد قانون العقوبات المصري أن الاتجار في الأدوية المغشوشة أو التسويق لها عبر الإعلانات ومواقع التواصل الاجتماعي، يُعد جريمة يُعاقب مرتكبها بالحبس والغرامة المشددة. حيث نصت المادة (7) على عقوبة الحبس مدة لا تقل عن شهر وغرامة من 50 إلى 100 ألف جنيه، وترتفع العقوبة إلى السجن من 3 سنوات وغرامة تصل إلى 500 ألف جنيه إذا تسبب الدواء المغشوش في ضرر جسيم أو عاهة مستديمة للمريض.
عقوبات غش الدواء في مصركما شدد القانون رقم 48 لسنة 1941 المعدل عام 1994 على معاقبة كل من يجلب أو يصنّع منتجات دوائية دون ترخيص، بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات، في إطار جهود الدولة لردع التلاعب بصحة المواطنين.
وفي هذا السياق، تقدم النائب أشرف أمين، عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، بشأن استمرار أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات الحكومية والصيدليات، وخطط الحكومة لتشجيع التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأوضح النائب أن فاتورة الأدوية في مصر تبلغ نحو 350 مليون دولار شهريًا (بما يعادل 16.8 مليار دولار سنويًا)، مؤكدًا أن الأزمة تمس قدرة المواطنين على الحصول على الأدوية الأساسية، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة. وطالب ببيانات تفصيلية حول حجم النقص الحالي، مشيرًا إلى أن النواقص كانت قد تجاوزت في فترات سابقة ألف مستحضر دوائي قبل أن تنخفض إلى نحو 580 نوعًا، تم توفير 470 منها، وبقي 110 أصناف فقط قيد التوريد.
كما تساءل النائب عن حجم الدعم المالي الذي خُصص لمعالجة الأزمة، والذي بلغ نحو 7 مليارات جنيه لضمان توافر الأدوية والمخزون الاستراتيجي، داعيًا الحكومة إلى إعلان خطة زمنية واضحة تضمن استدامة المخزون لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
وأشار أمين إلى أن الدولة، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أولت اهتمامًا غير مسبوق بملف الدواء، عبر تكليفات رئاسية مباشرة لتوطين الصناعة، وهو ما رفع نسبة الاعتماد على الإنتاج المحلي إلى 91% من احتياجات السوق مقابل 9% فقط مستوردة.
من جانبه، أشاد النائب حسن المير، عضو مجلس النواب، بإطلاق هيئة الدواء المصرية لمنظومة «تتبع الأدوية» مطلع نوفمبر المقبل، معتبرًا أنها نقلة نوعية لضبط السوق ومكافحة الغش والتهريب.
وأشار المير إلى أن المنظومة الجديدة ستُنفذ تدريجيًا على مدار 3 إلى 5 سنوات حتى تشمل جميع المستحضرات الدوائية في السوق المحلي، مشددًا على أهمية أن تُسهم في توفير الأدوية النادرة وضمان الشفافية في سلاسل الإمداد.
وقدّم المير ستة اقتراحات لضمان نجاح المنظومة، من بينها: إنشاء قاعدة بيانات مركزية دقيقة تربط الشركات والمصانع والصيدليات إلكترونيًا بهيئة الدواء، وتدريب الصيادلة على النظام الرقمي، وتأمين البنية التكنولوجية ضد الاختراق، وتخصيص خط ساخن لتلقي شكاوى المواطنين، وضمان توافر المواد الخام، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة التنفيذ.
واختتم المير تصريحه مؤكدًا أن منظومة تتبع الأدوية مشروع وطني ضخم يستحق الدعم الكامل من الدولة والبرلمان، قائلاً: “التحول الرقمي في قطاع الدواء لن ينجح إلا بالتنفيذ المحكم والتعاون الكامل بين الحكومة والقطاع الخاص لضمان أمن الدواء المصري.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أزمة نقص الأدوية الرئيس عبدالفتاح السيسي الدواء المصري قطاع الدواء مشروع وطني مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
الدولة تنظم تراخيص تعلية البناء.. إجراءات مبسطة وضوابط صارمة لضمان السلامة الإنشائية
في إطار خطة الدولة لتنظيم قطاع البناء وتحقيق التوازن بين التوسع العمراني وضمان السلامة الإنشائية، أعلنت الجهات المعنية التفاصيل الكاملة للمستندات المطلوبة للحصول على تراخيص التعلية أو التعديل للمباني التي يتجاوز ارتفاعها من أرضي و4 أدوار حتى أرضي و11 دورًا، وذلك ضمن حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى الحد من العشوائية وتبسيط خطوات استخراج التراخيص للمواطنين.
وأكدت الحكومة أن هذه الخطوة تمثل انفراجة عمرانية جديدة تتيح للمواطنين تطوير مبانيهم بشكل قانوني ومنضبط، بما يسهم في الحفاظ على النسق الحضاري للمناطق السكنية ورفع جودة البناء وسلامته، مع تشجيع الملاك على الالتزام بالضوابط الهندسية بدلاً من اللجوء إلى البناء العشوائي.
المستندات المطلوبة للترخيصأوضحت وزارة الإسكان أن التقديم على تراخيص التعلية أو التعديل يتطلب استيفاء **مجموعة من المستندات الأساسية تشمل:
نموذج طلب ترخيص بناء وفق اللائحة التنفيذية المنظمة.
تقرير التربة والنوتة الحسابية ونموذج حساب تكاليف الأعمال.
نموذج تأمين سلامة المنشآت المجاورة وشهادة صلاحية الأعمال للترخيص موقعة من مهندس أو مكتب هندسي معتمد.
إقرار من مالك الأرض طبقًا للنموذج المعتمد، وإيصال سداد رسوم المعاينة (2000 جنيه).
صورة بطاقة الرقم القومي للمالك ولمن يصدر الترخيص باسمه، مع تفويض أو توكيل رسمي للمهندس أو المكتب الهندسي لاستكمال الإجراءات.
ضوابط هندسية صارمة
حددت الجهات المختصة مجموعة من المستندات الفنية الإلزامية الواجب تقديمها مع الطلب، من بينها:
بيانات المكتب الهندسي أو المهندس القائم على المشروع (رقم عضوية النقابة، البطاقة الضريبية، السجل الهندسي، الرقم الاستشاري).
شهادة صلاحية الأعمال وثلاث نسخ من الرسومات المعمارية والإنشائية المعتمدة.
وثيقة تأمين من المجمعة المصرية للتأمين على المسؤولية المدنية، مرفقة بتقرير استشاري حول أبحاث التربة والنوتة الحسابية.
تقرير فني استشاري معتمد يفيد بتحمل الهيكل الإنشائي وأساسات المبنى لأعمال التعلية أو التعديل المزمع تنفيذها.
اشتراطات الموقع والموافقات التخطيطية
كما تتضمن المستندات بيان صلاحية الموقع من الناحية التخطيطية والاشتراطات البنائية، وقيود الارتفاع من القوات المسلحة وسلطة الطيران المدني، ومحضر قياس أو شهادة إحداثيات من جهة حكومية معتمدة، إضافة إلى دفتر الاشتراطات الخاصة بقطعة الأرض أو قرار التقسيم أو المخطط التفصيلي المعتمد.
ويُلزم المتقدم بالحصول على موافقات الجهات الرسمية** ذات الصلة، منها:
جهاز التنسيق الحضاري للمناطق ذات القيمة المعمارية أو التاريخية.
الحماية المدنية للتأكد من توافر اشتراطات الأمن والسلامة.
شركات المرافق العامة (كهرباء، مياه، صرف، غاز).
إدارة المرور لاعتماد الدراسة المرورية.
شهادة من حصر التراث تفيد بعدم إدراج العقار ضمن المباني التراثية.
نموذج التصالح 8 أو 10 في حال وجود مخالفات سابقة تمت تسويتها.
التزام وتوازن عمراني
وشددت الحكومة على أن الهدف من هذه الإجراءات هو تحقيق توازن بين التنمية العمرانية والانضباط الفني، وضمان تنفيذ أي أعمال تعلية أو تعديل وفق معايير هندسية دقيقة تحافظ على السلامة الإنشائية للمباني وتمنع التكدس أو التشويه البصري.
وأكدت الجهات المعنية أن أي تجاوز أو مخالفة لهذه الضوابط سيُعرض صاحبها للمساءلة القانونية وإيقاف الأعمال فورًا، داعية الملاك والمطورين إلى الالتزام التام بالمستندات المطلوبة قبل الشروع في أي أعمال تطوير أو تعلية، في إطار جهود الدولة لضبط منظومة البناء وتحقيق عمران منظم ومستدام.