كان يتخبط في التيه ، ممزقا بين جلال اسمه وضعة واقعه يومها قررت أن اكون يقظته الذابحة وأول مشيعيه في دار القرار ،
كتبت اليه :
إسمك أثقل منك، ومجبرٌ أنت على حمله بصبر مقهور كسير عليك ابقاءه مرفوعا كما هو أعلى الصفحة، أعلى العمود مبجلا في مقامه اللائق ،محميا ومصانا مما يحدش القدر والزهو ، ليس مهماً سقوطك في البؤس الملازم، وتخبطك في المعاناة، مادام اسمك في أسمى مكان منظوراً إليه كما ينبغي بكل تقدير واجلال .
يا لهذا الهراء ، ويالهزالك ، يلتهمك الإسم الثخين!. يبرق وتشحب في العتمة .يضيء وينطفئ القلب.
يعيش وتموت.يصير قيداً يفرض عليك تقاليد شهرته الصارمة، يوجب أن تكون جديراً به، أن يغدو سلوكك تجلياً للمعانِه .
مشكلتك أنك ظللت تسحب كل الهواء الذي تحتاجه حياتك من أجل النفخ في اسمك المنفصل عنك، عشت في حالة تواطؤ قسرية، مغذياً خيانة اسمك لوجودك المتعيّن. تخدمه على حساب نفسك وحياتك ، تبالغ في انصافه وهو يجور عليك بإفراط .
لقد طار بعيداً ، تاركا اياك تقبع في القاع ،تمدّدَ على حساب كينونتك الضامرة، صار أكبر مما تحتمل، لم يعد يشبهك. لم يعد أنت ، هو اسم لرجل لا تعرفه ، اسم معروف لكائن انكرته الحياة .
إسم أنت خادمه الرّث، تابعه المتعب، سادنه الأكثر كفراً بكراماته المتوهمة. وصيته الخداع .
هل يمكن أن تكون الكتابة ممارسة عقابية لذات الكاتب،؟ عملاً تدميرياً منمقاً لوجوده، ؟ رفضاً استعراضياً زائفاً لمذعن صميم.؟
هل كانت العزلة اختيارك أم انهيارك؟ هل كانت منتهى سخريتك في مواجهة السخريات القاهرة، ؟ أم استسلامك التهكمي الأخير وخضوعك النهائي للعقوبة الهازلة؟
أهو ثمن غيريّتك، حيث تفوّت العين اللامة للوجود ذاتها على الدوام؟ فتغدو غير منظورة، غير مرئية تختفي وتتلاشى حتى يتساوى حضورها والغياب؟.
أيها المؤجّل والمرحّل والمغيّب هَا أنت يتقدمّك اسمك في الموكب الأخير الضاجّ بالحشد، هَا أنت ذا
يحملك الموت بأكثر مما حملتك الحياة.
هَا أنت ذا مشيعاً بأسى فقير من جموع تدّعي الحزن لرحيلك الفاجع، أنت الفجيعة و المفجوع الكبير.أنت المنكوب بك وبهم وبحياة لم تعشها إلا مغادراً ومغدوراً مُذْ كنت.
هَأَ أنت ذا مطموراً بتراب شهرتك الفقيرة ترقد بغير سلام.
⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار غواية الإسم الشهير صحيفة إماراتية تكشف عن الحيلة التي لجأت إليها... درجات الحرارة في اليمن اليوم السبت عبدالملك الحوثي يُعطي الضوء الأخضر لاغتيال ”الزنبيل” مهدي... مقالات غواية الإسم الشهير الجمهورية بصنعاء كرة متفجرات تتدحرج نحو المليشيا كيف نحقق التوازن النفسي في زمن الحرب؟ اخترنا لك عبدالملك الحوثي يُعطي الضوء الأخضر لاغتيال ”الزنبيل” مهدي... لاعب الهلال السعودي ”البليهي” يقترب من جماهير الاتحاد... انفراجة في الرواتب.. الخارجية الحوثية تحذف ”تغريدة مثيرة”... عاجل: هجوم عسكري مباغت للحوثيين في محافظتين والطيران... الأكثر قراءةً عبدالملك الحوثي يُعطي الضوء الأخضر لاغتيال ”الزنبيل” مهدي... لاعب الهلال السعودي ”البليهي” يقترب من جماهير الاتحاد... انفراجة في الرواتب.. الخارجية الحوثية تحذف ”تغريدة مثيرة”... عاجل: هجوم عسكري مباغت للحوثيين في محافظتين والطيران... نبوءة مفزعة لأوروبا.. بوتين بتنبأ بما سيحدث في... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023⇡ ×Header×Footer
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
نصير شمة: أبحث عن صوت اللون وسكون الضوء
فاطمة عطفة
أخبار ذات صلةعاشقاً للجمال والتعبير الفني، مبدعاً استثنائياً حين يمسك بعوده كأنما أصابعه مغطاة بالموسيقى، وحين تّلوح يده بفرشاة الرسام يصبح للون نغمة، وللظلال إيقاع، هكذا هو الفنان نصير شمة عبر رحلته بين الموسيقى والتشكيل، يقدم عبر تجاربه المتنوعة عطاءً فنياً فريداً منذ تخرجه في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد عام 1987، مروراً بمحطات فارقة في مسيرته الإبداعية عربياً وعالمياً، وصولاً إلى مكانته الراهنة في صدارة المشهد الموسيقي والفني، وتأسيسه لبيوت العود في عدد من العواصم العربية (أبوظبي، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الرياض).
في حديثه إلى (الاتحاد)، تعود بدايةً الفنان نصير شمة إلى سنوات النشأة وتفتح الهواية الموسيقية، وبالذات الشغف المبكر بآلة العود، قائلاً : «نشأت في بيئة عائلية تحتفي بالفن وتحترم الإبداع، في مدينة الكوت جنوب العراق، حيث كانت الطبيعة هي المعلم الأول: صوت النهر، حركة الأشجار، وغناء الطيور»، مبيناً أن آلة العود جذبته في سن مبكرة، وكأنها كانت تناديه من مكان بعيد، وكان وقتها في الثامنة من عمره حين بدأت علاقته بها، خاصة أن أحد أصدقاء أخيه كان يعزف على القانون ويدرس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وقد فتح له هذا الباب منصة الانطلاق، لكنه يؤكد أن الإلهام كان الدافع الأول وليس المعلم، حيث كان يشعر بأن العود ليس مجرد آلة، بل كيان حي يعبر عما يصعب قوله، ومنذ تلك اللحظة بدأ شغف الفنان شمة يتحول إلى مسار حياة.
وحول أهمية مرحلة التدريب والاستمرار في تعلم العزف، ومن هم أهم الأساتذة الذين تأثر بهم، يشير نصير شمة إلى أنه التحق بمعهد الدراسات الموسيقية في بغداد عام1982، وهناك بدأ التكوين الأكاديمي الحقيقي، رغم أن الشريف محيي الدين حيدر، رحل قبل ولادة نصير، إلا أن مدرسته كانت حاضرة في مناهج المعهد، وهو يتذكر أن اللقاء الحاسم جاء مع الأستاذ علي الإمام، ثم الأستاذ منير بشير، الذي يعتبره المعلم والملهم، فقد زرع في نفس الطالب نصير شمة الإيمان بأن على كل فنان أن يخلق صوته الخاص وأسلوبه المتفرد، كما بدأ وقتها تأثره كذلك بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، ومن ثم بدأت رحلة البحث عن أسلوبه الخاص الذي يدمج بين الموروث والابتكار.
ومن الموسيقى إلى التشكيل، يبحث نصير شمة عن أشكال متعددة من التعبير الفني، ومنها التشكيل الذي يقول عنه: «منذ سنوات وأنا أرسم، لا بصفتي رساماً محترفاً، بل كعازف يبحث عن صوت اللون وسكون الضوء»، موضحاً أن المعرض التشكيلي في أبوظبي كان امتداداً موسيقياً بصرياً، حيث تحولت الأصوات إلى ألوان، والمقامات إلى خطوط وتكوينات، وقد استخدم خامات أعيد تدويرها، وكأنه يعيد تشكيل الذاكرة والزمان، معتبراً أن هذه التجربة كانت كشفاً عن جانب خفي من تجربته، وقد منحته يقيناً أن الموسيقى والتشكيل ينبثقان من نبع واحد، هو الرغبة في التعبير والبحث عن الجمال، ثم جاء الطلب الثاني من القاهرة، حيث أقام فيها معرضه التشكيلي الشخصي الثاني، بالإضافة إلى ثلاث مشاركات متتالية في «أبوظبي آرت»، معلناً أن لديه حالياً عدة دعوات لإقامة معارض في روما والبحرين والسعودية.
وينتقل الفنان نصير شمة بالحديث إلى «بيت العود» في أبوظبي، والتطور الذي مر به حتى أصبح أكاديمية متميزة، فيقول : (تأسس «بيت العود» في أبوظبي عام 2008، بدعم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كمنارة تعليمية تعنى بالعود والموسيقى الشرقية، بدأ كمركز لتعليم العود، ثم تطوّر ليصبح أكاديمية متكاملة تخرج فنانين قادرين على الأداء، والإبداع، والتعليم، حيث يعتمد منهجاً يجمع بين الصرامة الأكاديمية والحرية الإبداعية)، لافتاً إلى أن بيت العود في أبوظبي يعد اليوم نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، وواجهة مشرقة للفن العربي في الإمارات، كذلك البيت الذي سبقه في القاهرة وبغداد والخرطوم والرياض.
وحول الفنون المتنوعة التي أُدخلت على تجربة بيت العود من غناء وآلات الموسيقية، وهل كان هذا لصالح الفنون السمعية؟، يؤكد نصير شمة، بلا شك أن تنوع الآلات مثل القانون والناي، الكمان، التشيللو، وإدخال الغناء العربي التقليدي، مكن الطلبة من فهم البيئة الصوتية والمقامية، وهذا التنوع أسهم في خلق فنانين أكثر وعياً وإدراكاً، وهو ما يخدم الفنون السمعية بشكل مباشر، ويعيد للموسيقى العربية تكاملها الذي افتقدناه في بعض المراحل»، كاشفا أنهم لا يخرجون عازفين فقط، بل يخرجون فنانين قادرين على التفكير والإبداع، وآخر فرع تم إطلاقه هو تعليم البيانو.
ويضيف : «نعمل على ربط بيوت العود (في أبوظبي، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الرياض) بمنصة رقمية تعليمية واحدة تشمل مناهج موحدة، ومحتوى مرئياً، وتواصلاً مباشراً بين الطلبة والأساتذة، كما نستعد لإطلاق مهرجان «ترددات»، وهو مهرجان دولي مخصص لآلات العود، يشمل حوارات فكرية، مسابقات، وحفلات موسيقية»، كاشفاً أن لديهم أيضاً خطة لإدماج ذوي الهمم عبر مناهج مصممة خصيصاً لهم، بالإضافة إلى ورش بحثية لصناعة الآلات الموسيقية التقليدية.
ويختتم نصير شمة حديثه، بالتأكيد على دور الإعلام في متابعة البرامج الثقافية والفنية، حيث يرى أن الإعلام هو الحامل الأول للرسالة الثقافية، مضيفاً أن الإمارات تتمتع بمشهد إعلامي ناضج ومهني، يواكب الحركة الثقافية بجدية واحتراف، وخص جريدة «الاتحاد» بالثناء لأنها لعبت دوراً بارزاً في تسليط الضوء على الفن والموسيقى بوصفهما جزءاً من بناء الهوية الوطنية، مبيناً أن الإعلام مسؤول عن خلق وعي جماهيري وتقدير للفن، ومتى كان شريكاً في التنمية الثقافية، تصبح النتائج أعمق وأكثر استدامة.