مادورو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة الاستيلاء على ثروات فنزويلا الطبيعية
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
الثورة نت/وكالات اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي إلى إشعال الحرب وتنظيم انقلاب في بلاده بهدف السيطرة على ثرواتها الطبيعية. وقال مادورو، في كلمة القاها الجمعة خلال اختتام المنتدى البرلماني لمنطقة الكاريبي الكبرى في كراكاس: “لقد حاولت الولايات المتحدة شن حرب ضد فنزويلا وتنظيم انقلاب وسرقة احتياطياتنا الهائلة من النفط والغاز.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل الولايات المتحدة وفنزويلا على مشارف حرب؟ خبير عسكري يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الحديث عن حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا غير دقيق في ضوء موازين القوى القائمة، مشيرا إلى أن الانتشار العسكري الأميركي في منطقة الكاريبي لا يرتقي إلى مستوى التحضير لعمل عسكري واسع النطاق.
وأوضح حنا أن هذا الانتشار جزء من سياسة أميركية قديمة تعود جذورها إلى ما يُعرف بـ"عقيدة مونرو" عام 1823، وهي التي أرست مفهوم الهيمنة الأميركية على نصف الكرة الغربي، لافتا إلى أن الحشد الحالي، رغم ضخامته، لا يمثل أكثر من 10% من القوة البحرية الأميركية.
ويرى أن هذا الانتشار يهدف أساسا إلى الضغط على فنزويلا عبر خلق مناخ من التهديد المستمر، أملا في زعزعة العلاقة بين النظام والجيش أو دفع الرئيس نيكولاس مادورو إلى التفاوض مع واشنطن.
وأكد أن واشنطن تسعى من وراء هذه الخطوة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، في مقدمتها السيطرة على جزء من احتياطي النفط الفنزويلي الهائل الذي يُعد الأكبر في العالم.
وتتزامن تصريحات حنا مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يفكر في شن ضربات داخل فنزويلا، رغم أن مسؤولا أميركيا قال للجزيرة إن هيئة الأركان قدمت للرئيس خيارات بشأن أهداف لتهريب المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية.
ضربات محدودةوأضاف المسؤول أن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية توجيه ضربات محدودة ضد مواقع لتهريب المخدرات، وأن حاملة الطائرات "فورد" ستصل إلى الكاريبي خلال أيام لتعزيز الانتشار العسكري هناك.
ويشير العميد حنا إلى أن السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بالعمل سرا داخل فنزويلا يوحي بوجود مرحلة تحضير متقدمة تجمع بين الضغط الخارجي والعمل السري الداخلي، وهو ما يعكس إستراتيجية مزدوجة تهدف إلى إنهاك النظام من الداخل.
ويضيف أن واشنطن تستخدم أدواتها في المنطقة ضمن ما يشبه "التطويق الكامل" لفنزويلا، يمتد من كوبا إلى بورتوريكو مرورا بترينيداد وبنما، في إطار محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا.
إعلانوفي موازاة هذه التطورات، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن وثائق أميركية أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده، بما في ذلك ترميم طائرات "سوخوي" الروسية التي اشترتها كراكاس في وقت سابق.
كما كشفت الصحيفة أن مادورو تواصل مع كلٍّ من الصين وإيران طلبا لدعم عسكري ومعدات دفاعية، في محاولة لتحصين بلاده أمام أي هجوم محتمل أو ضغط أميركي متزايد.
شبكة تحالفاتويعتبر حنا أن هذه التحركات الفنزويلية تأتي ضمن سياق طبيعي لمحاولة موازنة التهديد الأميركي، مؤكدا أن مادورو يسعى إلى خلق شبكة تحالفات تردع أي مغامرة عسكرية أميركية محتملة في المنطقة.
في المقابل، يرى كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي آدم سميث أن بلاده قد تشن في نهاية المطاف هجمات برية داخل فنزويلا بعد سلسلة ضربات جوية تستهدف عصابات المخدرات، داعيا إلى مزيد من الشفافية بشأن الأهداف العسكرية المعلنة.
ويرى حنا أن مثل هذه التصريحات قد تندرج ضمن الحرب النفسية الرامية إلى إبقاء النظام الفنزويلي تحت الضغط، مشيرا إلى أن أي تدخل بري أميركي سيكون مكلفا سياسيا وعسكريا، وقد يعيد للأذهان تجارب واشنطن الفاشلة في أميركا اللاتينية خلال العقود الماضية.
ويخلص الخبير العسكري إلى أن ما يجري في الكاريبي ليس سوى فصل جديد من سياسة "العصا القصيرة"، إذ تعتمد واشنطن على الإشارات العسكرية والضغوط الاستخباراتية لفرض وقائع سياسية جديدة بدون الانزلاق إلى حرب شاملة، لأن الحرب -وفق تقديره- ليست خيارا واقعيا في الوقت الراهن.
ويشير إلى أن الرئيس ترامب، الذي يسعى إلى إظهار حزم في ملفات السياسة الخارجية، يستخدم الملف الفنزويلي لتعزيز صورته الداخلية، معتمدا على خطاب القوة دون تحمل كلفة المواجهة المباشرة.
ويؤكد العميد إلياس حنا أن المشهد الحالي يعكس توازنا دقيقا بين استعراض القوة والردع المتبادل، إذ تحاول واشنطن فرض إرادتها عبر الضغط المركب، بينما تسعى كراكاس لتثبيت صمودها بالتحالف مع قوى دولية كروسيا والصين، في مشهد يعيد أجواء الحرب الباردة إلى سواحل الكاريبي.