وثائق أميركية: فنزويلا تستنجد بـ3 دول لصد هجوم محتمل
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست إنها حصلت على وثائق داخلية للإدارة الأميركية تفيد بأن فنزويلا بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو تواصلت مع روسيا والصين وإيران لطلب صواريخ ومسيّرات ورادارات، تحسبا لهجوم محتمل من جانب الولايات المتحدة التي تعزز حشودها العسكرية في البحر الكاريبي.
وبحسب تلك الوثائق، فقد أرسل مادورو خطابين إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ لطلب الأسلحة والمعدات العسكرية لتعزيز دفاعات فنزويلا.
وفي رسالته إلى بوتين طلب الرئيس الفنزويلي المساعدة لتحديث مقاتلات عدة من طراز سوخوي "سو-20 إم كيه 2" كانت بلاده قد اشترتها من روسيا.
كما طلب إصلاح 8 محركات و5 رادارات في روسيا وشراء 14 مجموعة من الصواريخ ودعما لوجستيا لم تُحدد طبيعته، وفقا للوثائق الأميركية.
أما في رسالته إلى الرئيس الصيني فقد طلب مادورو "توسيع التعاون العسكري" لمواجهة "التصعيد بين الولايات المتحدة وفنزويلا".
ودعا الرئيس الفنزويلي بكين إلى تسريع إنتاج أنظمة رادار لدى شركات صينية، بحسب الوثائق.
وفي الوقت نفسه، تشير الادعاءات الواردة في تلك الوثائق إلى أن وزير النقل الفنزويلي نسق مؤخرا شحنة معدات عسكرية ومسيّرات من إيران.
مع تصعيد #ترمب ضد فنزويلا.. مجلة أمريكية تستعرض تاريخا من التدخلات والانقلابات التي ساهمت فيها #واشنطن في أمريكا الجنوبية#الجزيرة_ألبوم pic.twitter.com/d88tl5daLg
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 28, 2025
وقد نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة أن يكون بصدد إعطاء أوامر بشن ضربات داخل فنزويلا، وذلك رغم الحشد العسكري لقوات بلاده في البحر الكاريبي، حيث من المتوقع أن تصل حاملة الطائرات جيرالد فورد خلال الأيام المقبلة، وفقا لما ذكره مسؤول أميركي للجزيرة.
وخلال الأسابيع الماضية نفذت الولايات المتحدة سلسلة غارات جوية قالت إنها استهدفت سفنا لتهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادي، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا.
إعلانويتهم ترامب إدارة مادورو بالتعاون مع إحدى عصابات الجريمة الفنزويلية وإدارة تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة، وهو ما نفته أجهزة استخبارات أميركية.
وتثير القوة البحرية التي حشدتها الولايات المتحدة قبالة سواحل أميركا الجنوبية مخاوف من غزو فنزويلا وتكهنات بأن ترامب قد يحاول الإطاحة برئيسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل الولايات المتحدة وفنزويلا على مشارف حرب؟ خبير عسكري يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الحديث عن حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا غير دقيق في ضوء موازين القوى القائمة، مشيرا إلى أن الانتشار العسكري الأميركي في منطقة الكاريبي لا يرتقي إلى مستوى التحضير لعمل عسكري واسع النطاق.
وأوضح حنا أن هذا الانتشار جزء من سياسة أميركية قديمة تعود جذورها إلى ما يُعرف بـ"عقيدة مونرو" عام 1823، وهي التي أرست مفهوم الهيمنة الأميركية على نصف الكرة الغربي، لافتا إلى أن الحشد الحالي، رغم ضخامته، لا يمثل أكثر من 10% من القوة البحرية الأميركية.
ويرى أن هذا الانتشار يهدف أساسا إلى الضغط على فنزويلا عبر خلق مناخ من التهديد المستمر، أملا في زعزعة العلاقة بين النظام والجيش أو دفع الرئيس نيكولاس مادورو إلى التفاوض مع واشنطن.
وأكد أن واشنطن تسعى من وراء هذه الخطوة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، في مقدمتها السيطرة على جزء من احتياطي النفط الفنزويلي الهائل الذي يُعد الأكبر في العالم.
وتتزامن تصريحات حنا مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يفكر في شن ضربات داخل فنزويلا، رغم أن مسؤولا أميركيا قال للجزيرة إن هيئة الأركان قدمت للرئيس خيارات بشأن أهداف لتهريب المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية.
ضربات محدودةوأضاف المسؤول أن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية توجيه ضربات محدودة ضد مواقع لتهريب المخدرات، وأن حاملة الطائرات "فورد" ستصل إلى الكاريبي خلال أيام لتعزيز الانتشار العسكري هناك.
ويشير العميد حنا إلى أن السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بالعمل سرا داخل فنزويلا يوحي بوجود مرحلة تحضير متقدمة تجمع بين الضغط الخارجي والعمل السري الداخلي، وهو ما يعكس إستراتيجية مزدوجة تهدف إلى إنهاك النظام من الداخل.
ويضيف أن واشنطن تستخدم أدواتها في المنطقة ضمن ما يشبه "التطويق الكامل" لفنزويلا، يمتد من كوبا إلى بورتوريكو مرورا بترينيداد وبنما، في إطار محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا.
إعلانوفي موازاة هذه التطورات، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن وثائق أميركية أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده، بما في ذلك ترميم طائرات "سوخوي" الروسية التي اشترتها كراكاس في وقت سابق.
كما كشفت الصحيفة أن مادورو تواصل مع كلٍّ من الصين وإيران طلبا لدعم عسكري ومعدات دفاعية، في محاولة لتحصين بلاده أمام أي هجوم محتمل أو ضغط أميركي متزايد.
شبكة تحالفاتويعتبر حنا أن هذه التحركات الفنزويلية تأتي ضمن سياق طبيعي لمحاولة موازنة التهديد الأميركي، مؤكدا أن مادورو يسعى إلى خلق شبكة تحالفات تردع أي مغامرة عسكرية أميركية محتملة في المنطقة.
في المقابل، يرى كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي آدم سميث أن بلاده قد تشن في نهاية المطاف هجمات برية داخل فنزويلا بعد سلسلة ضربات جوية تستهدف عصابات المخدرات، داعيا إلى مزيد من الشفافية بشأن الأهداف العسكرية المعلنة.
ويرى حنا أن مثل هذه التصريحات قد تندرج ضمن الحرب النفسية الرامية إلى إبقاء النظام الفنزويلي تحت الضغط، مشيرا إلى أن أي تدخل بري أميركي سيكون مكلفا سياسيا وعسكريا، وقد يعيد للأذهان تجارب واشنطن الفاشلة في أميركا اللاتينية خلال العقود الماضية.
ويخلص الخبير العسكري إلى أن ما يجري في الكاريبي ليس سوى فصل جديد من سياسة "العصا القصيرة"، إذ تعتمد واشنطن على الإشارات العسكرية والضغوط الاستخباراتية لفرض وقائع سياسية جديدة بدون الانزلاق إلى حرب شاملة، لأن الحرب -وفق تقديره- ليست خيارا واقعيا في الوقت الراهن.
ويشير إلى أن الرئيس ترامب، الذي يسعى إلى إظهار حزم في ملفات السياسة الخارجية، يستخدم الملف الفنزويلي لتعزيز صورته الداخلية، معتمدا على خطاب القوة دون تحمل كلفة المواجهة المباشرة.
ويؤكد العميد إلياس حنا أن المشهد الحالي يعكس توازنا دقيقا بين استعراض القوة والردع المتبادل، إذ تحاول واشنطن فرض إرادتها عبر الضغط المركب، بينما تسعى كراكاس لتثبيت صمودها بالتحالف مع قوى دولية كروسيا والصين، في مشهد يعيد أجواء الحرب الباردة إلى سواحل الكاريبي.