لانتهاكات «عُدّة شغل» سياسي.. والإدانة يجب أن تسع الجميع!
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
رشا عوض
بقدر ما إن إدانة الدعم السريع على كل جرائمه في حق الأبرياء واجبة بلا أدنى لجلجة، فإن هناك جانباً آخر من مأساة المدنيين يجب أن لا نغفله، وهو أن معسكر الجيش والكيزان لا يبذل أدنى مجهود في حماية المدنيين واتخاذ الخطوات المتاحة والممكنة لتجنيبهم كثيرا من الكوارث، بل بالعكس معسكر الجيش والكيزان يخطط مع سبق الإصرار والترصد لتوسيع دائرة الانتهاكات بهدف التكسب السياسي منها محليا ودوليا!!
لقد صنع نظام “الكيزان” الجنجويد خصيصا ليكونوا يدهم اليمنى في الإجرام والانتهاكات بمشاركة وغطاء الجيش!! فهم أدرى الناس بما يفعله الجنجويد في المواطنين ومع ذلك لم يجتهدوا في إخراج المدنيين من الفاشر رغم أن ذلك كان متاحا، وكان يمكن مطالبة الأمم المتحدة بالمساعدة على إجلاء المدنيين إلى خارج المدينة، ولكنهم أصروا على حبسهم داخل المدينة كدروع بشرية، واتخذوا من معسكرات النازحين ثكنات عسكرية ومخازن سلاح للتكسب من قتل المدنيين أثناء الحصار ثم التكسب من الانتهاكات بعد سقوط المدينة الذي كان في حكم المؤكد!
من الناحية الأخلاقية، فإن الإدانة يجب أن تسع الجميع، تسع “الجنجويد” الذين قتلوا وسلبوا ونهبوا وأشاعوا الرعب والفوضى أينما ذهبوا، ويجب أن تسع الإدانة كذلك من جزوا الرؤوس، وبقروا البطون وأحرقوا الكنابي، وارتكبوا المجازر العرقية في الجزيرة وجنوب الحزام، واعتقلوا وعذبوا بتهمة التعاون في كل المناطق التي كان يسيطر عليها الد.
هذه حرب قذرة وتافهة وجميع أطرافها لا يحترمون حياة المواطنين، حياة الإنسان في نظرهم مجرد ورقة في لعبة قمار سياسي أرعن، كل لاعب فيه شره ومتعطش للكسب السياسي، وفي سبيله مستعد للمغامرة بحياة الآلاف وحتى الملايين لو اقتضى الأمر!
طوبى لكل من حذر من هذه الحرب وقاوم اندلاعها من البداية، وطوبى لمن اعتزل فتنتها بعد اندلاعها، واصطف في صف السلام!
هذه الحرب هي محض صراع سلطة، دعاة السلام والديمقراطية يطالبون بأن ينتقل الصراع السياسي من ساحة الحرب والانتهاكات والقتل المتوحش للمدنيين إلى ساحة العمل السلمي بالأدوات السياسية، وهذا يتطلب الانخراط في مشروع سلام عبر المفاوضات لوقف إطلاق النار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وممتلكات، والذي يعرقل هذه المفاوضات ليس الترفع الأخلاقي لمعسكر الجيش عن الجلوس مع الدعم السريع لأنه ارتكب جرائم وانتهاكات في حق المواطنين، هذا كذب مفضوح تمارسه أبواق النفاق والارتزاق الإعلامي، فكلا الطرفين لا يقيم وزنا ولا قيمة لحياة المواطنين، السبب الحقيقي لعرقلة المفاوضات هو الأطماع السياسية للحركة الاسلامية اسما الإجرامية فعلا التي ترغب في استمرار الحرب حتى تعيد الكيزان إلى سلطة استبداد مطلق!
الوسومرشا عوضالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: رشا عوض
إقرأ أيضاً:
هل أعلن جوزاف عون الحرب على إسرائيل؟.. دعا الجيش اللبناني للقتال
طلب رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، من الجيش اللبناني، خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل التصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن لبنان والمواطنين، في طلب نادر في تاريخ الدولة اللبنانية.
ما اللافت في الأمر؟
تعتبر دعوة عون نادرة وجريئة، إذ لم يدخل الجيش اللبناني في حروب مع الجانب الإسرائيلي في العقود الأخيرة واقتصرت المواجهة على قوات حزب الله اللبناني، ومقاتلي حزب أمل، ولا يعتبر الجيش اللبناني بحال من الأحوال ندا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا تملك لبنان - حاليا على الأقل - مقومات الدخول في حرب مع دولة الاحتلال.
مؤخرا
توغلت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس في جنوب لبنان، وقتلت موظفا داخل مبنى إحدى البلديات في "حدث غير مسبوق" وبأحدث انتهاك لوقف إطلاق النار.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية: "في اعتداء خطير وغير مسبوق، توغلت قوة إسرائيلية معادية قرابة الأولى والنصف بعد منتصف الليل، داخل بلدة بليدا".
وأضافت أنها توغلت "لمسافة تتجاوز الألف متر عن الحدود، مدعومة بآليات عسكرية وATV، وأقدمت على اقتحام مبنى حكومة وقتلت الموظف البلدي إبراهيم سلامة".
ماذا قال الجيش؟
قال الجيش اللبناني في بيان إن "ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701".
وطلبت قيادة الجيش من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، بحسب البيان.
هل يستطيع الجيش القتال؟
رغم قرار الدولة اللبنانية، حصر السلاح بيد الجيش، باعتباره "حامي لبنان" إلا أن الأرقام والبيانات تقول إن الجيش اللبناني يفتقر إلى مقومات القوة من سلاح نوعي وتدريب.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر حلفاء إسرائيل وداعميها العسكريين، الداعم الأول للجيش اللبناني، وتدفع جزءا من رواتب قواته، وتقدم له الأسلحة الخفيفة والذخيرة، بحسب سفارة واشنطن في بيروت.
ما هي إمكانيات الجيش اللبناني؟
يبلغ عدد جنود الجيش اللبناني قرابة 50 ألفا بين مشاة وبحرية وقوات جوية.
وفي حين لا يمتلك لبنان طائرات مقاتلة، إلا أن لديه أقل من 70 مروحية بين مقاتلة، وما هو مخصص للإنقاذ، والتدريب، والإطفاء.
وعلى صعيد القوات البرية، يمتلك الجيش قرابة 200 دبابة، وآلاف من العربات المدرعة، جزء منها يعود إلى الحقبة السوفيتية، وفقا لموقع "غلوبال فاير بور".
ماذا يقول الإسرائيليون؟
◼ قال العميد احتياط في جيش الاحتلال عساف أوريون إن الجيش اللبناني "جيش أليف" تتبرع له العديد من الحكومات الغربية وتزوده الأمم المتحدة بالوقود والطعام.
◼ قال رئيس قسم الأبحاث في مركز ألما الإسرائيلي، تال بئيري إن أسلحة الجيش اللبناني قديمة ولا يمكن أن تشكل بشكل من الأشكال تهديدا للجيش الإسرائيلي.