صحيفة بريطانية: المتحف المصري الكبير .. السباق إلى الماضي يبدأ الآن
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
بعد أكثر من عشرين عامًا من بدء العمل، وعدد لا يحصى من التأجيلات السياسية والمالية، يستعد المتحف المصري الكبير في الجيزة لفتح أبوابه أخيرًا أمام الجمهور يوم الثلاثاء 4 نوفمبر، في حدث وصفه الكاتب البريطاني سايمون كالدر بـ«السباق إلى الماضي» بعد أن وصلت رحلة البناء الطويلة إلى خط النهاية، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.
ويقف المتحف، الذي أعلن عنه لأول مرة في عام 2005، على مقربة من أهرامات الجيزة، متماهياً في تصميمه مع هندستها الخالدة، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم، بمساحة تتجاوز مساحة دولة الفاتيكان، ومجموعة تضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية معروضة — من إجمالي 100 ألف قطعة — تغطي خمسة آلاف عام من التاريخ المصري القديم.
تأخيرات أسطورية وميلاد من قلب الأزماتيقول كالدر في مقاله المنشور بالصحيفة البريطانية، إن “التأخيرات الكارثية ليست جديدة على مشاريع النقل أو الثقافة”، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير واجه مصيرًا مشابهًا لتأجيلات مشاريع عالمية مثل مطار برلين أو متحف ريكسميوزيم في أمستردام.
ويرجع الكاتب أسباب التأخير إلى “تتابع الأزمات” — من ثورة يناير 2011 إلى جائحة كورونا، مرورًا بتقلبات اقتصادية وحروب إقليمية — قبل أن يصل المشروع أخيرًا إلى لحظة الافتتاح التي طال انتظارها.
لكن بالنسبة إلى معروضات يعود عمرها إلى خمسة آلاف عام، كما يقول كالدر، فإن “عقدًا أو اثنين لا يعدان سوى لحظة عابرة في عمر الزمن”.
من معبد رمسيس إلى متحف المستقبلويصف الكاتب انطباعه الأول عند زيارته للمتحف قبل عامين، حين سُمح له فقط بدخول البهو الرئيسي مقابل 20 جنيهًا إسترلينيًا، ليتأمل تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا، والذي أعيد نقله من موقعه السابق في ميدان رمسيس إلى قلب المتحف.
ويقول: “لقد شيد المبنى حول هذا التمثال المهيب. تجربة مذهلة لكنها مؤلمة أيضًا، لأنك كنت تقف على أعتاب أعظم كنوز الأرض المحجوبة خلف الأبواب المغلقة.”
كنوز توت عنخ آمون.. قلب المتحف النابضتعد قاعتان من المتحف مخصصتين بالكامل لكنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشاف مقبرته على يد البريطاني هوارد كارتر عام 1922، أي قبل 103 أعوام بالضبط من تاريخ الافتتاح الحالي.
وتضم المجموعة القناع الذهبي الشهير، والعجلات الحربية، والمجوهرات، والدروع النادرة المصنوعة من الجلد والنسيج، وهي المعروضات التي يتوقع أن تصبح “مغناطيس المتحف” على غرار لوحة الموناليزا في متحف اللوفر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير أهرامات الجيزة الأهرامات المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
عظمة الماضي وطموح المستقبل.. أطباء القاهرة عن المتحف المصري الكبير
هنأ مجلس نقابة أطباء القاهرة برئاسة د. شيرين غالب، الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري العظيم والعالم أجمع، بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذى يتجاوز كونه تحفة معمارية أو ثقافية، لافتا إلى أن هذا الصرح الحضاري العظيم، الشامخ عند أقدام الأهرامات، يُجسد عظمة تاريخنا القديم وروعة حاضرنا المشرق.
وأضافت "غالب"، أن هذا الإنجاز الضخم، الذي يتطلب دقة وتفانيًا مُماثلًا للعمليات الجراحية الكبرى يؤكد أن مصر قادرة على الإبهار عندما تتوحد الإرادة والرؤية، وهو رسالة واضحة للعالم بأن مصر هي جسر الحضارة، وأن جذورنا التاريخية العميقة هي سر قوتنا المتجددة .
ومن جانبه قال الدكتور مينا سمعان وكيل النقابة، أن اللحظة التي نشهد فيها افتتاح المتحف المصري الكبير هي تتويج لرحلة لم تكن مجرد مشروع معماري، بل كانت تجسيدًا حقيقيًا للإرادة السياسية الواعية والقيادة الرشيدة، مؤكدة أن هذا الصرح العظيم، الذي يقف شامخًا كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، هو بصمة حضارية جديدة تُضاف إلى سجل إنجازات الجمهورية الجديدة،
وأضاف الدكتور عماد سلطان أمين صندوق النقابة، أن القيادة السياسية مثلت القوة الدافعة التي لا تلين، والتي عملت على تذليل كافة التحديات الهندسية والمالية واللوجستية، مُؤمنة بأن الاستثمار في التراث هو استثمار في القوة الناعمة للوطن ومستقبله الاقتصادي، موضحة أن المتحف الكبير هو رسالة مصر للعالم؛ رسالة سلام وتنمية، تؤكد أننا نمتلك القدرة على الجمع بين عظمة الماضي وطموح الحاضر، وأن مصر ماضية بثقة في طريقها لتكون منارة ثقافية عالمية.