سلطنة عُمان تؤكد دعمها للحوار الشامل للأمن والسلام والازدهار في المنطقة
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
المنامة ـ العُمانية: شدد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أن الأمن الحقيقي لا يُبنى بسياسات العزلة أو الاحتواء أو الإقصاء، بل يقوم على الشمولية والانخراط الإيجابي بين دول المنطقة، لافتًا إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أن سياسات التهميش لم تؤدِّ إلا إلى تفاقم التوترات وإطالة أمد الصراعات.
جاء ذلك خلال مشاركة معالي السيد في منتدى حوار المنامة 2025 الذي تستضيفه مملكة البحرين بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين والخبراء في قضايا الأمن والسياسة الدولية.
وأعرب معاليه في مداخلته عن شكره لمملكة البحرين والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على تنظيم هذا الحدث الذي أصبح منصة مهمة لتبادل الآراء وتعزيز الفهم المشترك، مؤكدًا أن الاستقرار الإقليمي لا يتحقق إلا من خلال الحوار البنّاء والتفاهم المتبادل.
وأوضح معالي السيد أن سلطنة عُمان ترى منذ زمن بعيد أن سياسة عزل إيران لم تكن حلًّا، وأن إشراكها في منظومة الأمن الإقليمي الشامل يُسهم في ترسيخ الاستقرار والتعاون المشترك، مؤكدًا أن إيران أظهرت في مراحل مختلفة انفتاحًا واستعدادًا للحوار البنّاء، وأبدت في أحداث متعددة ضبطًا للنفس رغم الاعتداءات المتكررة، وهو ما يؤكد أهمية تبنّي نهجٍ دبلوماسيٍّ شامل يضم جميع الأطراف لمعالجة التحديات المشتركة مثل أمن الملاحة ومكافحة التهريب والتغير المناخي.
وفي هذا السياق، أشار معاليه إلى أنه في وقتٍ سابق من هذا العام، أحرز ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تقدمًا ملموسًا خلال خمس جولات من المحادثات بين الجانبين، غير أنه، وقبل أيام قليلة من انعقاد الجولة السادسة التي كادت أن تكون الحاسمة، قامت إسرائيل بشن هجماتٍ عسكرية غير قانونية ضد إيران.
وأوضح أن الممارسات الإسرائيلية المتعمدة لإطالة أمد التوتر قد تسببت في هذه الحالة، بمقتل مئات المدنيين الإيرانيين الأبرياء، مشيرًا إلى أن إيران ردّت رغم ذلك بضبط نفسٍ لافت، تمامًا كما فعلت عندما قصفت إسرائيل قنصليتها في سوريا، وأصابت سفيرها في لبنان، واغتالت أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين في طهران.
وأكد معاليه أن مثل هذه الأعمال التخريبية يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي ويكشف بوضوح أن إسرائيل – وليس إيران – هي المصدر الرئيسي لغياب الأمن في المنطقة.
كما أكد معاليه أن السياسات القائمة على الإقصاء تغذّي التطرف وعدم الاستقرار، بينما تسهم الشراكة الشاملة في إيجاد مناخٍ من الثقة والاحترام المتبادل والازدهار المشترك، داعيًا إلى إقامة إطارٍ أمنيٍّ إقليميٍّ يضم جميع الدول، بما فيها إيران والعراق واليمن، للتعامل بفعالية مع التحديات المشتركة.
واختتم معالي السيد وزير الخارجية مداخلته بالتأكيد على أن سلطنة عُمان ستواصل دعمها للحوار الشامل كخيارٍ استراتيجيٍّ لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحوار وحده هو السبيل لبناء مستقبلٍ أكثر استقرارًا وتنميةً لشعوبها.
شارك في الجلسة الحوارية إلى جانب معالي السيد وزير الخارجية كلٌّ من معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة، ومعالي جورجوس جرابيتريتيس وزير خارجية جمهورية اليونان، وسعادة لويجي دي مايو مبعوث الاتحاد الأوروبي لشؤون الخليج.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: معالی السید إلى أن
إقرأ أيضاً:
معالي وزير الداخليه… وتعدّد الاختصاص بحماسةٍ عشوائية
صراحة نيوز- بقلم ماجد ابورمان
قرأت تصرّيح لمعالي وزير الداخلية مؤخرًا وعلى موقع صراحه نيوز صاحب المصداقيه العاليه بين المواقع وينص التصريح بأن على الشباب أن يجدوا فرص عمل أثناء دراستهم.
تصريح بدا أقرب إلى توصيةٍ فلسفية من خارج المنهج، إذ جاء من وزيرٍ يُفترض أنه مشغول بالأمن والحدود لا بسوق العمل.
والأطرف أن وزير العمل – وهو الأقدر والأعلم – لم يقل مثل هذا القول، رغم نشاطه المعروف.مع أن وزير العمل يعمل على نقل الوزاره الى مسار أخر مسار فيه تطور ومؤسسيه
ولكم يبدو أن معالي الوزير قد قرّر أن يجرب حظه في حقولٍ جديدة:
يومٌ للداخلية، ويومٌ للرياضة، ويومٌ للمبادرات، ويومٌ للعمل!
وزيرٌ واحد بثلاث وظائف، يتحدث في كلّ الملفات بروحٍ منفتحة لا يحدّها اختصاص ولا واقع.
لكن يبدو أيضًا أن معاليه لم يطّلع على التعليقات التي صاحبت الخبر، أو ربما قرأها ثم آثر الصمت.
ولو قرأها بتجرّدٍ، لعلم أن الواقع الذي يعيشه الشباب لا يُختصر في “ابحثوا عن فرصة”،
فالأمر لا يحتاج إلى عظةٍ، بل إلى رؤيةٍ تُنظّم الفرص بدل أن تُلقيها في الهواء عشوائيًّا كما تُلقى العينات في الدراسات غير المنهجية.
وأنا – كاتب هذه السطور – أقولها بوضوح:
ليس بيني وبين معالي الوزير أي خصومة، وعلى العكس مما يعتقد بعض شذاذ التفكير أنا أحترم مسيرة هذا الرجل على الصعيد الشخصي ولا أستهدفه شخصيًّا،
ولا أكتب بإيعازٍ أو توجيهٍ من أحد،
لكنّ من واجبي أن أذكّر: الاختصاص ليس ترفًا إداريًّا، بل ميزانٌ للقول والفعل.
فكثرة الظهور لا تعني عمق التأثير،
وكثرة التصريحات لا تصنع سياسة،
والدولة التي تخلط بين الأدوار، ستجد نفسها يومًا بلا بوصلة…
ولا عمل.