مصر تحكي قصتها للعالم.. المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه في مشهد يروي التاريخ
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أسدل منذ قليل الستار على الاحتفالية بالحدث الأعظم الذي ترقبه الملايين من مختلف أنحاء العالم، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، الصرح الذي جمع بين عبق الحضارة الفرعونية وأحدث تطورات العصر الحديث في مشهد تاريخي أبهر الحضور وخلّد لحظة فارقة في مسيرة مصر الثقافية.
احتشدت عدسات الإعلام الدولي أمام بوابات المتحف الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم، حيث امتزجت الإضاءة المبهرة بالعروض الموسيقية والتراثية التي جسدت ملامح الحضارة المصرية الممتدة عبر آلاف السنين.
وبدا الافتتاح كرحلة عبر الزمن، انتقلت بالحضور من عظمة الملوك والفراعنة إلى روح مصر الحديثة التي لا تزال تصنع التاريخ بثقة وثبات.
ولم يكن المتحف المصري الكبير مجرد مبنى يضم آثارًا فريدة، بل منصة عالمية تُجسد قصة أمة بأكملها، فمنذ اللحظة الأولى لافتتاحه، خطف الأنظار بجدرانه المزينة بروائع الفن المصري القديم، وتماثيله العملاقة التي تُروى من خلالها أساطير القوة والإبداع، كما سلط الضوء على فلسفة التصميم التي جمعت بين العراقة والحداثة، ليصبح المتحف بوابة تربط الماضي بالحاضر في أبهى صورة.
وفي لافتة مميزة أبهرت الجميع، لم تقتصر الاحتفالات على قاعات المتحف فحسب، بل امتدت إلى ميادين وأماكن أثرية وسياحية عدة في مختلف المحافظات المصرية.
وشهدت القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان عروضًا تراثية واستعراضات راقصة تحكي تاريخ مصر وثقافتها، منها: كنيسة مارجرجس، مسجد الفتاح العليم، البرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية، فندق أولد كتاراكت، شارع المعز، قصر الجزيرة، العاصمة الإدارية، قلعة صلاح الدين، حيث خرجت فرق فنية لتقدم لوحات فلكلورية تصحبها أضواء مبهرة ومؤثرات بصرية جعلت الشوارع نابضة بالحياة والفرح، في رسالة فخر واعتزاز بما حققته الدولة من إنجاز حضاري غير مسبوق.
وحرص المواطنون والسياح على متابعة الحدث عبر شاشات العرض العملاقة المنتشرة في الميادين العامة في مختلف المحافظات، وسط أجواء من البهجة والفخر الوطني.
واختتمت فعاليات الافتتاح بعرض ضوئي ساحر أضاء وجه تمثال رمسيس الثاني عند مدخل المتحف، ليعلن للعالم أن مصر، بتاريخها الممتد لسبعة آلاف عام، لا تزال تصنع المجد وتروي قصتها بطريقتها الفريدة، فهو ليس مجرد افتتاح لمتحف، بل ولادة جديدة لحضارة تعيد تعريف الهوية المصرية أمام العالم، وتجسد التقاء الماضي المجيد بالحاضر المتطور في مشهد لن يُمحى من ذاكرة التاريخ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سعر تذكرة المتحف المصري الكبير سعر تذكرة المتحف المصري الكبير 2025 المتحف المصري الكبير تذاكر المتحف المصري الكبير شرح المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير 2025 تذكرة المتحف المصري الكبير زيارة المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير جولة في المتحف المصري الكبير موعد افتتاح المتحف المصري الكبير من داخل المتحف المصري الكبير حفل افتتاح المتحف المصري الكبير تابوت توت عنخ آمون توت عنخ آمون تابوت الملك توت عنخ امون كنوز توت عنخ امون من هو توت عنخ امون افتتاح المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
المتحف المصرى الكبير يفتح أبوابه والعالم يصفق
عند أقدام الأهرامات، حيث تصغى الرمال لوشوشات الزمن منذ آلاف السنين، اشتعل ليلُ الجيزة نوراً، وأشرقت مصر من جديد على وجه التاريخ. فها هو المتحف المصرى الكبير، أضخم صرح ثقافى فى العالم، يبدو كأنّه بوّابةٌ من المجد تُفضى إلى الخلود، يُعلن أن الحضارة المصرية لا تُروى فى كتب الماضى، بل تنبض اليوم بالحياة، وتتجدّد فى أبهى تجلّياتها أمام أنظار العالم.
لقد كان المشهد مهيباً بكل المقاييس: أعلام عشرات الدول ترفرف إلى جانب العلم المصرى، وملوك ورؤساء وأمراء يشاركون شعبنا فرحته، بينما ألقى الرئيس عبد الفتّاح السيسى خطابا رحّب سيادته فيه بالملوك والرؤساء وضيوف مصر الكرام، مؤكداً أن مصر هى أقدم دولة عرفها التاريخ، ومن أرضها انطلقت شرارة الحضارة الإنسانية، حيث وُلد الفن والفكر والكتابة والعقيدة. وأشار إلى أن المتحف المصرى الكبير لا يُعدّ مجرد صرح لحفظ الكنوز الأثرية، بل شهادةٌ حية على عبقرية الإنسان المصرى الذى شيّد الأهرام وخلّد اسمه فى ذاكرة البشرية.
وليس غريباً أن تُعلن الحكومة هذا اليوم عطلةً وطنية، فالمناسبة ليست حدثاً ثقافياً فحسب، بل احتفالٌ بالذات المصرية، بما تختزنه من عمق حضارى لا يضاهيه عمق. المصريون فى كل مكان تزيّنوا بصور فرعونية، بعضهم ارتدى التونيك الذهبى وبعضهم رسم على وجهه عين حورس، وكأنهم جميعاً أرادوا أن يقولوا للعالم: نحن أبناء هذه الأرض التى أنارت أول حضارة عرفتها البشرية.
ولم يكن هذا الفخر وليد اليوم؛ فمنذ عام ١٩٢٢، يوم أزاح العالم البريطانى هوارد كارتر الستار عن كنوز الملك توت عنخ آمون فى وادى الملوك، اشتعلت فى قلوب المصريين شعلة الكبرياء الوطنى. كان ذلك بعد ثلاث سنوات فقط من ثورة ١٩١٩، فامتزجت لحظة الاكتشاف بروح التحرّر، وولد من رحمها وعى جديد بأن ماضى مصر جزءٌ من حاضرها، وأن استرداد آثارها لا يقلّ قداسةً عن استرداد استقلالها.
ليلة أمس، انطلقت الطائرات المسيّرة فى سماء الجيزة، تُحلّق فى تشكيلات بديعة، تحمل لافتات تضيء بكلمة واحدة عظيمة: السلام. كانت السماء تكتب رسائل مصر إلى العالم، لا بالنار والحديد، بل بالنور والجمال. لقد أدهشنى المشهد فقد ظهرت لى المفارقة المؤلمة بين ما رأيته الليلة وما نراه من حولنا فى أماكن قريبة منّا، حيث تُستخدم المسيرات للقتل والدمار، ولزرع الخوف فى قلوب الأبرياء.
ليلةَ أمس، كنّا نحتفى بمعنى الحياة ذاتها: بالعلمِ نوراً، وبالبناءِ رسالةً، وبالإنجازِ الثقافى تاجاً على جبين الوطن. كانت المفارقة دامغةً بين من يصنع آلاتِ الدمار ويُفاخرُ بالابادة، ومن يُشيّد صروحَ الأمل ويُغنّى للحياة. عندها اجتاحنى إحساس عارم بالفخر، إذ أدركتُ أننى أنتمى إلى وطن يزرعُ فى الأرض حبّاً لا حقداً، ويُرسلُ إلى العالم سلاماً لا رُعباً، ويُقيمُ جسورَ المودّة بدلاً من أن يحفرَ خنادقَ العداء.