اليمن.. تحذيرات من زيادة معدلات الجريمة بمناطق الحوثي
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
حذر حقوقيون يمنيون من خطورة تزايد معدلات الجريمة في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، وهو ما يهدد أمن المجتمع اليمني واستقراره، مؤكدين أن منهج الجماعة الانقلابية يقوم على القتل والعنف والترويع، ونشر الأفكار المتطرفة بين صفوف المدنيين.
 وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قد كشفت عن زيادة غير مسبوقة في معدلات الجريمة في مناطق سيطرة الحوثي بنسبة تجاوزت 500%، خلال العام الجاري، موضحة أن غالبية الجرائم تُرتكب على أيدي قيادات حوثية أو عناصر عائدة من جبهات القتال والدورات الطائفية التي تنظمها الجماعة.
                
      
				
كما وثّقت دائرة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في مكتب رئاسة الجمهورية، ما لا يقل عن 778 حالة اختطاف وإخفاء قسري ارتكبتها مليشيا الحوثي منذ مطلع عام 2025، بينها 48 طفلاً و6 نساء، في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
 وشدد مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، على أن تفشي الجريمة بمناطق سيطرة الحوثي يعكس طبيعة هذه الجماعة التي تقوم على القتل والعنف والاختطاف والإرهاب، موضحاً أن غياب القانون والمساءلة جعل هذه المناطق بيئة خصبة للجريمة المنظمة والتجنيد القسري.
وذكر الزبيري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار الإفلات من العقاب أدى لتفكك النسيج الاجتماعي وارتفاع معدلات العنف الأسري، وأن ما يجري في مناطق الحوثي يمثل شكلاً من أشكال الإرهاب المنظم ضد المجتمع، داعياً المنظمات الدولية والأممية إلى فتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم والانتهاكات الواقعة داخل مناطق الحوثيين، مع إدراج القيادات المتورطة في قوائم العقوبات الدولية، وتوفير آليات فاعلة لحماية المدنيين ودعم المنظمات الحقوقية المحلية.
من جانبه، اعتبر نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية، أن ارتفاع معدلات الجريمة في مناطق الحوثي يُعد ظاهرة خطيرة تعكس حجم الانهيار الأخلاقي والفكري داخل صفوف الجماعة الانقلابية، محذراً من خطورة انتشار حالات الانتحار وجرائم قتل الأقارب، خصوصاً بين الشباب العائدين من الدورات الفكرية الحوثية.
وأوضح عبد الحفيظ، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الدورات الحوثية تهدف إلى غسل أدمغة الشباب اليمني وتحويلهم إلى أدوات طيّعة بيد قيادات الجماعة الانقلابية، ليعودوا وهم يرفضون أي نقد أو معارضة للجماعة، حتى من داخل أسرهم، مشيراً إلى أن بعضهم ارتكب جرائم قتل بحق آبائهم أو أمهاتهم بعد الحصول على هذه الدورات.
وأشار إلى أن ما يجري في مناطق الحوثي ليس مجرد جرائم فردية، بل نتيجة طبيعية لنهج تعبوي يقوم على بث الكراهية والتحريض واستخدام السلاح ضد اليمنيين في الطرقات والأحياء السكنية، منوهاً بأن وزارة حقوق الإنسان اليمنية تعمل على مواجهة هذه الظواهر عبر برامج توعية اجتماعية وإعلامية تستهدف الأسر اليمنية لتوعيتها بخطورة الفكر الحوثي المتطرف، وحثها على حماية أبنائها من الاستقطاب والتجنيد.
وشدد عبد الحفيظ على أهمية إشراك علماء الدين ورموز المجتمع المدني والإعلام الوطني في حملات التوعية، لنشر قيم التسامح والاعتدال، مؤكداً أن إنقاذ اليمن من براثن التطرف الحوثي يتطلب موقفاً وطنياً ودولياً حازماً. 
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الحوثي الحوثيين حقوق الإنسان صنعاء معدلات الجریمة مناطق الحوثی فی مناطق
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: السعودية نفذت 145 مهمة قتالية واستطلاعية فوق اليمن وعجزت عن إخراج الحوثي من كهوفه
كشفت صحيفة أمريكية، عن تنفيذ السعودية أكثر من 145 ألف مهمة قتالية واستطلاعية فوق اليمن، خلال الثلاث السنوات الأخيرة لما قبل الهدنة الأممية المعلنة في ابريل 2022م، في الوقت الذي أكدت أن الحوثي تمكن من الصمود أمام عدة حروب تصاعدت حتى وصلت للمواجهات مع قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
ونقلت وول ستريت جورنال، عن مسؤولين سعوديين، أنهم شنوا أكثر من 145 ألف مهمة قتالية واستطلاعية فوق اليمن على مدار ثلاث سنوات، مشيرة إلى أنهم "ما زالوا عاجزين عن إخراج الحوثي من كهوفه. وفي نهاية المطاف، توسطت الأمم المتحدة في هدنة بدعم سعودي، كان من المفترض أن تتطور إلى اتفاق أوسع لتقاسم السلطة بين الحوثيين والفصائل اليمنية الأخرى. لكن المحادثات تعثرت".
وأضافت الصحيفة: "بدعم من إيران، صمد الحوثي أمام الضغوط، وردّ على السعودية والإمارات باستخدام تقنيات رخيصة للطائرات المسيرة والصواريخ. ورغم اعتراض معظمها، هددت مقذوفاته منشآت النفط، مصدر التمويل الرئيسي لخصومه".
وأوضحت أن هذه المقذوفات قوّضت الصورة السائدة عن المدن السعودية والإماراتية كأماكن آمنة للعيش والعمل، مما هدد الإصلاحات الرامية إلى تنويع اقتصاداتهما بعيدًا عن النفط.
ومع اندلاع الصراع في غزة، حوّل الحوثيون هجماتهم إلى استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وتل أبيب، مُظهرين تضامنهم مع حماس والفلسطينيين. وارتفعت فجأةً مكانة الحوثيين عالميًا، وفقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن مسؤولين مصريين استضافوا الحوثيين في القاهرة مرارا وتكرارا، وطلبوا منهم التوقف عن مهاجمة البضائع وعرضوا المساعدة على المجموعة للحصول على تأييد دبلوماسي مع الولايات المتحدة. لكن الرسالة من الحوثي كانت دائما هي نفسها: إنه لن يخفف التصعيد إلا إذا أوقفت إسرائيل حربها في غزة.
ومع تزايد إحباطه من هجمات الحوثيين، أرسل الرئيس ترامب أسطولًا عسكريًا لمواجهة الجماعة ربيع هذا العام، ولكن بعد خسارة ثلاث طائرات حربية أمريكية في حوادث مؤسفة، أبرم ترامب اتفاقًا اتفق فيه الطرفان على عدم مهاجمة بعضهما البعض.
ونقلت الصحفية عن مسؤولين عمانيين، شاركوا في التوسط في تلك الهدنة، أن الحوثيين كانوا حريصين على المشاركة في المحادثات، إذ استهدفت الضربات الأمريكية المناطق التي يسيطرون عليها ليلًا ونهارًا، مُلحقةً أضرارًا بالغة بالبنية التحتية. لكن الولايات المتحدة رأت أيضًا أن الحوثيين يتمتعون بقدرة كافية على الصمود لمواصلة القتال، لذا سعت إلى التوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه حتى بعد انتهاء الحرب في غزة، من المتوقع أن يظل الحوثيون يشكلون تحدياً كبيراً وتركيزاً جديداً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن زعيم الحوثيين يرى القتال ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وضع حركته على مستوى القوى الأكبر وهو ما كان يبدو أمراً لا يمكن تصوره عندما أعلن شقيقه لأول مرة مبادئ المجموعة، وفقاً لأشخاص يدرسون المجموعة.
وقال محمد الباشا، المحلل المقيم في الولايات المتحدة والمتخصص في الشأن اليمني: "يعتبر عبد الملك الحوثي نفسه قائدًا مختارًا من الله. وقد عززت سلسلة انتصارات الحوثيين الميدانية هذا التصور".