وول ستريت جورنال: هكذا يرى ترامب النظام العالمي
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
في مقال رأي بصحيفة وول ستريت جورنال، يجادل الكاتب والتر راسل ميد بأن رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسياسة الخارجية ليست انعزالية، بل تهدف إلى إعادة تشكيل النظام العالمي وفق رؤيته الخاصة.
ويرى أن ترامب يسعى إلى تخليص الولايات المتحدة من الأعباء الناتجة عن التحالفات والمؤسسات التقليدية من خلال تبني إطار "القوى الكبرى" حيث تختار واشنطن شركاءها بعناية أكبر وتسعى الى مصالحها بقوة أكبر.
ويعتقد ميد في مقاله أن هذا التحول في رؤية الإدارة الأميركية ينطوي على مخاطر واستحقاقات، فمن جهة يمكن أن تتخلص من التمدد المفرط، ومن جهة أخرى قد يفقدها ذلك مصداقيتها وريادتها العالمية والاستقرار الذي بنته منذ الحرب العالمية الثانية.
نشاطه ليس عشوائياوفي تقديره، أن نشاط ترامب المفرط المتمثل في تهديده بغزو نيجيريا، وصدامه التجاري مع الصين، وإدارته للأزمات في الشرق الأوسط وأفريقيا، ليس عشوائياً كما يبدو، بل يقوم على منطق داخلي يعتبر أن سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي منذ نهاية الحرب الباردة أضعفت الولايات المتحدة وقوّضت مكانتها.
وطبقا للمقال، فإن ترامب ينظر إلى العولمة على أنها أدت إلى إفقار الطبقة الوسطى الأميركية وتعزيز صعود الصين، في وقت فشلت النخب السياسية والدبلوماسية في تحقيق الأمن أو السلام.
وانطلاقا من هذا التصور، يسعى ترامب -كما يزعم الكاتب- إلى استعادة ثقة الداخل الأميركي عبر نجاحات خارجية ملموسة. وتمثل فنزويلا في رأيه "هبة من السماء" لتحقيق ذلك باعتبارها مصدرا رئيسيا للمخدرات والمهاجرين غير النظاميين، لكنها أيضا نقطة ارتكاز جيوسياسية تتنافس فيها روسيا والصين وإيران مع الولايات المتحدة على النفوذ.
غير أن السيطرة على فنزويلا -بحسب المقال- قد تُحدث تحوّلا طويل الأمد في موازين الطاقة والقوة العالمية.
هيمنة بأساليب جديدةويستحضر الكاتب حقبة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون التي اعتمدت مبدأ التوازن بين القوى الكبرى، محذِراً من أن نموذج ترامب، إذا ما نُفّذ بشكل كامل، قد يترك الدول الصغرى عرضة للخطر ويقوض النظام الدولي القائم على القواعد.
إعلانكما يلفت أيضا إلى الأبعاد الاقتصادية، إذ يعتقد أن إقدام ترامب على فرض رسوم جمركية، وتصعيد النزاعات التجارية، وممارسة ضغوط على العملات، قد يكون بقصد إحداث تغيير بنيوي في العلاقات الاقتصادية العالمية، غير أن هذه الأدوات تُعرّضه للرد والمخاطر بنشوء اضطراب نظامي، وفق المقال.
ويخلص ميد إلى أن ترامب في ولايته الثانية يتصرف كزعيم عازم على بناء نظام عالمي جديد لا يقوم على الانكفاء، بل فرض الهيمنة الأميركية بأساليب غير تقليدية، وسط فوضى محسوبة تضمن له البقاء في مركز المسرح الدولي.
وبهذا المعنى فإن ترامب لا ينسحب من العالم، بل يعيد تشكيله على صورته، كما يقول الكاتب في الصحيفة الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
ترامب: الشركات الأميركية فقط تستحق الحصول على شرائح إنفيديا
يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الشركات الأميركية وحدها هي من تستحق الحصول على شرائح الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا من "إنفيديا"، مضيفا أن شركات الصين والدول الأخرى لن تحصل على هذه الشرائح، وفق تقرير "رويترز".
وجاءت تعليقات ترامب هذه ضمن مقابلة بثت على قناة "سي بي إس" (CBS) أجريت على متن الطائرة الرئاسية الأولى.
وقال ترامب: "لن نسمح لأحد غير الولايات المتحدة بالحصول على الشرائح الأكثر تطورا.. لن نعطي شريحة بلاكويل لأشخاص آخرين".
وتشير تصريحات ترامب إلى نيته فرض قيود تصدير على شرائح "إنفيديا" الأكثر تطورا، إذ يبدو أن الحكومة الأميركية تنوي ضم بقية دول العالم إلى القيود المطبقة على الشركات الصينية فيما يتعلق بالشرائح.
ويذكر أن إدارة ترامب حاولت خفض القيود المفروضة على "إنفيديا" وتصدير شرائح الذكاء الاصطناعي في يوليو/تموز الماضي، وذلك سعيا لتوسيع النفوذ الأميركي في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع تصريحات ترامب الجديدة.
كما أن "إنفيديا" كشفت في الأسبوع الماضي نيتها تصدير 260 ألف شريحة "بلاكويل" إلى كوريا الجنوبية وشركاتها الرائدة، بما فيها "سامسونغ".
وبينما رفض ترامب بيع الشرائح الأكثر تطورا للشركات الصينية، فإنه ترك الباب مفتوحا أمام الشركات الصينية للحصول على الأجيال الأقدم من شرائح الذكاء الاصطناعي، مضيفا: "سنتركهم يتعاملون مع إنفيديا".
وقد أثار احتمال بيع شرائح "إنفيديا" الرائدة سخطا واسعا لدى المتخوفين من الشركات الصينية، إذ يرون أن هذه الشرائح تستخدم في تعزيز القدرات العسكرية للصين ومنافسة الشركات الأميركية.
ويرى عضو الكونغرس الجمهوري جون مولينار، الذي يرأس اللجنة الخاصة بالصين في مجلس النواب، أن منح الصين بطاقات "إنفيديا" المتطورة يشبه منح اليورانيوم إلى إيران وتمكينهم من صنع الأسلحة النووية.
إعلانومن جانبها، ترى "إنفيديا" أن وجودها في الوقت الحالي داخل الصين أمر غير مرحب به، لذلك لم تسع الشركة للحصول على رخصة تصدير الشرائح إلى الصين، وأضاف جينسن هوانغ المدير التنفيذي للشركة أن بيع الشرائح في الصين أمر ضروري لتطوير عمليات البحث والتطوير الموجودة بالولايات المتحدة.
ولم يتطرق ترامب للحديث عن أزمة الشرائح مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء القمة المشتركة التي جمعتهم في كوريا الجنوبية وفق ما جاء على لسان ترامب نفسه وتقرير "رويترز".