الإفتاء: الرشوة أحد أوجه الفساد التي ظلَّت قِيَمنا الحضارية والإسلامية تحاربه
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الرشوة أحد أوجه الفساد التي ظلَّت قِيَمنا الحضارية الوطنية والإسلامية تحاربه وتكافحه بشراسة، بل إن دستورَ الإسلامِ قد نصَّ على أن الله عز وجل لا يحب المفسدين؛ فقال تعالى: {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77] وقد كان ذلك نواةً أساسيةً لقيام الحضارة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.
وأوضحت الإفتاء أن من سُبُل مكافحة الرشو، الآتي:
تربية الفرد وتنشئته على حب الله.
مراقبة الناس لله في كل سلوك وتصرف يصدر منهم
سدُّ الطريق أمام كافة الأسباب المؤدية إلى الفساد
وضع المزيد من التشريعات الصارمة على المخالفين.
التأكيد على آليات فاعلة للمكافحة الشاملة.
تعزيز الدور الرقابي.
الرشوة في الإسلام
وأكدت الإفتاء أن الرشوة كبيرة من الكبائر، والمرتشي يحرم نفسه من نعمة استجابة الدعاء؛ بسبب تلك الرشوة التي هي أكل لأموال الناس بالباطل؛ وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ» أخرجه الطبراني.
وأضافت أن المرتشي إذا قبل الرشوة فإنه يُدخل في جوفه وجوف من يَعول السحت والمال الحرام، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يدخل الجنة مَن نَبَتَ لَحْمُهُ مِن سُحْتٍ» أخرجه أحمد.
الرشوة شرعًا:
وقالت إن المال قوام الحياة، وأساس نهضة الأمم وتقدم الدول وبناء الحضارات؛ لذا حث الإسلام على كسبه من طرقه الصحيحة وبالوسائل المشروعة، وأرشد إلى إنفاقه فيما يعود بالنفع على الإنسان والأكوان، ويكون محقِّقًا لرضا الرحمن.
وأوضحت الإفتاء المصرية، أن هناك صور كثيرة لأكل أموال الناس بالباطل كثيرة متعددة، وقد جاء الإسلام بتحريمها؛ حمايةً للناس من عواقبها الوخيمة على الأفراد والمجتمعات، ولِما يترتب عليها من إثم وعقوبة في الدنيا والآخرة؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» أخرجه البيهقي.
صور أكل أموال الناس بالباطل وعلاقتها بالرشوة:
وقالت الإفتاء إن احترام أموال الغير وحفظه هو عين الاحترام والحفظ لمالِك؛ لأن استحلال التعدي، وأخذ المال بغير حق يعرِّض كلَّ مالٍ للضياع، وقد قررت أحاديث البشير النذير صلى لله عليه وآله وسلم هذه المعاني؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» أخرجه مسلم.
وأضافت أنه يجب على المكلَّف شرعًا الامتناع عن أكل أموال الناس بالباطل أيَّا كانت صورة ذلك، ومن ذلك الرشوة؛ لأنَّ مصير مَنْ سيأكل الحرام سيكون إلى النار، فكلُّ ما نبت من حرامٍ فالنارُ أولى به.
حكم الرشوة:
وأكدت أن النفوس البشرية جلبت على حب الدنيا، والرغبة الشديدة في الاستزادة من متاعها، والحرص البالغ على ما فيها مشتهيات؛ يقول تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14]، فيجب أن يوطن المسلم نفسه على أن تكون هذه الرغبة في حدود ما تقوم به الحياة فقط وبما يرضي الله تعالى، دون نَهَمٍ في طلبها من أي طريق.
كما جُبلت النفوس على حب المال باعتبار أنه من زينة الحياة الدنيا؛ ولكن ليعلم المسلم أن العمل الصالح هو الباقي فعليه أن يهتم بما يبقى على ما يفنَى؛ قال الله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرشوة الرشوة الكبرى الرشوة والتزوير الرشوة والفساد أموال الناس بالباطل علیه وآله وسلم الله ع
إقرأ أيضاً:
اعتقال شرطي هندي لحظة تلقيه رشوة من متهم بالاغتصاب (شاهد)
وثق مقطع فيديو لحظة استلام محقق شرطة في مدينة لكناو، الهندية، رشوة مالية بلغت 200 ألف روبية هندية٬ أي ما يعادل نحو 2266 دولار أمريكي، مقابل إزالة اسم أحد الأشخاص من قائمة المتهمين في قضية اغتصاب جماعي.
وأظهرت التفاصيل أن المتهم، ويدعى "غوبتا"، تواصل مع المحقق مؤكدا براءته وأنه لم يكن موجودا في موقع الحادثة، لكن المحقق رفض التدخل إلا بعد دفع مبلغ مالي كبير.
pic.twitter.com/hvVmRO4m8B — مكة (@maka85244532) October 31, 2025
وفي خطوة مدروسة، تعاون "غوبتا" مع مكتب مكافحة الفساد الهندي لتوثيق عملية الرشوة، حيث أظهر الفيديو تسليم المبلغ للمحقق الذي وافق لاحقا على شطب اسمه من القضية.
وبعد توثيق الواقعة، ألقى مكتب مكافحة الفساد القبض على المحقق متلبسا بالرشوة، فيما أكدت السلطات الهندية أنه سيواجه عقوبات صارمة قد تصل إلى السجن لعقود، طبقا لقانون منع الفساد الهندي، الذي يفرض عقوبات مشددة على المسؤولين العموميين الذين يتلقون رشاوى تتراوح بين الغرامة والسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات، بحسب درجة الجريمة وظروفها.
وتعتبر الرشوة من الجرائم الجنائية الخطيرة في الهند، حيث تهدد نزاهة المؤسسات العامة وتؤثر على العدالة، خصوصا في القضايا الجنائية الحساسة مثل حالات العنف والاغتصاب.
ويأتي هذا الحادث في وقت تعمل فيه الحكومة الهندية على تعزيز مراقبة المسؤولين العموميين وتشديد الرقابة على الشرطة لضمان حماية حقوق المواطنين وتحقيق العدالة.
ويذكر أن ملفات الرشوة في الهند شهدت ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة، ما دفع السلطات إلى اعتماد أساليب أكثر صرامة في التحقيق والتوثيق، بما يشمل التعاون مع المواطنين للإبلاغ عن الانتهاكات وتسجيل عمليات الرشوة بالكاميرات لضمان تقديم المتهمين أمام القضاء وهم متلبسون بالجرم.