مجلس الشورى.. البداية والنهاية
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
يحسب للرئيس السادات عودة الأحزاب السياسية إلى الحياة بعد موتها بفعل الآثار السلبية لثورة 23 يوليو 1952، كما أنشأ السادات مجلس الشورى ليكون مجلسا ثانيا إلى جانب مجلس الشعب ويتخذ بمثابة مجلس العائلة المصرية كلها على اختلاف انتماءاتها الحزبية والسياسية، ويكون جامعًا للخبرات والكفاءات، التى تحتاج البلاد إلى مشاركتها فى الحياة السياسية والقواعد العامة للمجتمع حماية لمصلحته العليا وضمانًا لحفظ مبادئ ثورتى 23 يوليو 1952 و15 مايو 1971، ودعم الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى وتحالف القوى السياسية والمكاسب الاشتراكية وتحقيق النظام الاشتراكى الديمقراطى وتوسيع مجالاته.
عقد أول مجلس شورى جلساته أول نوفمبر 1980، بعد أن تشكل طبقًا للدستور والقانون من 270 عضوًا، ومدته ست سنوات على أن تجرى انتخابات للتجديد النصفى كل 3 سنوات.
قبل إجراء الانتخابات الأولى لمجلس الشورى كتب الأديب الكبير نجيب محفوظ صاحب نوبل مقالاً فى صحيفة الأهرام، جاء فيه: «انه لا معنى لمجلس الشورى، إذا لم يشتق من مضمون واحد وهو الخبرة بمعناها العلمى الدقيق، وأنه لا فائدة ترجى من انتخاب أعضائه بالأسلوب العام للانتخابات، حيث إن الجمهور غير مؤهل عادة لمعرفة الخبرة وأهميتها».
وجرت الانتخابات، وانتخب الشعب 180 عضوا للشورى، وقام السادات بتعيين 90 عضوًا، واعتمد فى التعيين على الخبرات فكان من بينهم: توفيق الحكيم، أمينة السعيد، الشيخ الباقورى، الشيخ الشعراوى، مراد وهبة، الدكتور عبدالفتاح القصاص، الاعلامية همت مصطفى، مصطفى كامل مراد، عبدالرحمن الشرقاوى، محمد عبدالوهاب، محمود المليجى، الدمرداش العقالى، ثروت أباظة، أنيس منصور، سليمان الطماوى.
جاءت الجلسة الأولى لأول مجلس شورى برئاسة الكاتب والأديب توفيق الحكيم باعتباره أكبر الأعضاء سنًا، وأدى النواب اليمين الدستورية، وهى توجب طبقًا للتقاليد التى أرساها المجلس، أن يؤدى كل عضو اليمين الدستورية بالصيغة الواردة فى الدستور دون أى صيغة أهرى، وجواز حلف أعضاء المجلس لليمين فى الجلسة التى يرأسها أكبر الأعضاء سنًا، وفى غيبة رئيس المجلس.
أول رئيس لمجلس الشورى الذى انتخبه الأعضاء كان الدكتور صبحى عبدالحكيم، واستمرت رئاسته للمجلس من أول نوفمبر 1980 إلى 31 أكتوبر 1986 (6 سنوات)، وجاء بعد الدكتور على لطفى (3 سنوات) والدكتور مصطفى كمال حلمى (15 سنة) وصفوت الشريف (7 سنوات) والدكتور أحمد فهمى (فى عهد حكم الإخوان) سنة واحدة من 20 ديسمبر 2012 إلى 3 يوليو 2013.
بعد ثورة 30 يونيو 2023، والتى أقصت عصابة جماعة الإخوان الفاشلة عن السلطة، صدر دستور عام 2014 متضمًا إلغاء مجلس الشورى بعد 34 عامًا من وجوده غرفة ثانية إلى جانب مجلس الشعب وتم اعتباره كيانًا غريبًا، وأن مجلس الشعب يكفى كمؤسسة برلمانية وحيدة تتحمل مسئولية التشريع والرقابة وحماية مصالح الشعب، وجاء دستور 2019، المعدل لدستور 2014 ليرد اعتبار مجلس الشورى، وتعود إلى الحياة السياسية والنيابية مرة أخرى باسم مجلس الشيوخ، وتعتبر عودة هذا المجلس مرة أخرى فى عهد الرئيس السيسى احياء للحياة البرلمانية والسياسية، لأن البرلمان الذى يقوم على جناح واحد، تعتبر حياته ناقصة تفتقد التوازن فى الحياة السياسية والبرلمانية، ورؤى أن وجود غرفتين يزيد مساحة التمثيل المجتمعى وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، وتجويد العمل التشريعى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن للرئيس السادات الآثار السلبية مجلس الشورى مجلس ا
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الشورى يجتمع مع رئيس مجلس الأمة الجزائري
اجتمع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، اليوم، مع سعادة السيد عزوز ناصري رئيس مجلس الأمة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، وذلك في إطار زيارته للبلاد للمشاركة في فعاليات مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية بالدوحة.
في مستهل الاجتماع، رحّب سعادة رئيس مجلس الشورى بسعادة رئيس مجلس الأمة الجزائري، مشيدًا بالعلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع بين البلدين، وما تشهده من تطور مستمر في مختلف المجالات، لا سيما في الجانب البرلماني.
وأكد سعادته حرص مجلس الشورى على تعزيز التعاون البرلماني وتبادل الخبرات مع مجلس الأمة الجزائري، بما يسهم في دعم العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، أعرب سعادة السيد عزوز ناصري عن شكره وتقديره لسعادة رئيس مجلس الشورى على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا تطلع بلاده إلى مزيد من التعاون والتنسيق مع دولة قطر في المجالات البرلمانية والاقتصادية والثقافية، مثمنا الدور البارز الذي تضطلع به الدوحة في دعم الحوار والتفاهم وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
كما أشاد سعادته في هذا السياق بمواقف دولة قطر الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني، وجهودها الإنسانية والدبلوماسية المتواصلة لوقف العدوان ورفع المعاناة عن المدنيين، مؤكدًا أن هذه المواقف تجسد نهجًا مبدئيًا تقوم عليه السياسة القطرية في نصرة القضايا العادلة.
واستعرض الجانبان خلال الاجتماع، العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها، إلى جانب بحث عددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة وما يشهده من تطورات إنسانية وسياسية بالغة الخطورة.
وأكد الجانبان أهمية تضافر الجهود البرلمانية الإقليمية والدولية في دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وشددا على ضرورة مواصلة التحركات البرلمانية الهادفة إلى تعزيز العدالة والسلام، وحشد المواقف الدولية الداعمة للجهود الرامية إلى إنهاء معاناة المدنيين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.