مأساة حافلة اليمن... اشتاقوا للوطن فماتوا على أعتابه
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
لقي 17 شخصا يمنيا حتفهم، في مأساة أصابت الوجدان اليمني بجرح جديد، وأثارت كثيراً من ردود الفعل الحزينة.
في ذروة الانتشاء بتفاصيل الحياة، ثمة أقدار أخرى تخبئها الأيام، وتخفيها الأحلام وأمنيات اللقاء بالأحباب ولثم تربة الوطن بعد فراق فرضته ظروف المعيشة والحال الصعب الذي فرضته الحرب لأعوام طوال.
في إحدى رحلات النقل البري اليمني القادمة من الجارة السعودية أمس الأربعاء، بمحافظة أبين جنوب اليمن، ظلت البهجة تملأ ركابها بأهازيج العودة للوطن وسط التساؤلات المتبادلة عما بقي من الطريق وساعاته قبل أن يحل القدر الفاجعة.
وزارة الداخلية اليمنية ذكرت في بيان أن الحافلة القادمة من السعودية انقلبت أثناء نزولها من مرتفعات العرقوب في محافظة أبين، مما أدى إلى احتراقها بالكامل، موضحة أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 17 جثة متفحمة من الركاب، بينهم سائق الحافلة، فيما أصيب سبعة آخرون بإصابات متفاوتة جرى نقلهم إلى مستشفيات العاصمة الموقتة عدن لتلقي العلاج.
تعاطف شعبي ورسمي
الحادثة أثارت اهتماماً وتعاطفاً واسعاً في اليمن نظراً إلى كثرة عدد الضحايا، خصوصاً بعدما تبين أن بعضهم عاد لأسرته بعد قضاء فترة اغتراب لأعوام طويلة.
وربما أن قصة الشاب سيف قاسم اليافعي واحدة من بين قصص كثيرة أنهاها القدر بنيرانه، وهو الذي عاد فرحاً بمولودته الجديدة التي انتظرها وزوجته 15 عاماً منذ زواجهمان لكنه غادر الحياة قبل رؤيتها.
وآخرين من الشباب الراحلين قضوا أعوام من عمرهم في البحث عن فرص أخرى للحياة وراء الحدود وكانوا عائدين وهم محملون بالأمل والهدايا وأحلام الغد الذي التهمته نيران الحافلة قبل ساعات من الالتقاء بأسرهم وأهاليهم.
النوافذ للحياة
ولعل جزءاً من أسباب ارتفاع عدد الضحايا تأخر فرق الإنقاذ التي واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الحادثة بسبب وعورة الطريق وشدة النيران المشتعلة فور انقلاب الحافلة التي تحولت إلى كتلة مشتعلة، فيما تمكن عدد محدود من النجاة بعد كسر النوافذ والقفز من الحافلة قبل وصول الحريق، في واحدة من أكثر الحوادث مأسوية وسط دعوات إلى فتح تحقيق عاجل في أسبابها ومحاسبة من يثبت تورطه في غياب استيفاء معايير السلامة الفنية في وسائل النقل العامة.
وتؤكد تقارير دولية أن اليمن واحد من أكثر الدول في تسجيل حوادث المرور حول العالم.
مواساة حكومية
في مواساة رسمية وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الحكومة والسلطات المحلية والأجهزة المعنية بمعالجة المصابين وتقديم العون لأسر الضحايا وإجراء الصيانة الدورية للطرق العامة، وتعزيز عوامل السلامة المرورية والحد من تكرار مثل هذه الحوادث المأسوية، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
العليمي يوجه بتقديم الرعاية الصحية لمصابي حادث العرقوب واعانة أسر الضحايا
وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الأربعاء، الحكومة والسلطات المحلية والأجهزة المعنية بتقديم أوجه الرعاية الكاملة لمصابي حادث العرقوب المروع في محافظة أبين، ومساعدة أسر الضحايا، وتسهيل نقل الحالات الحرجة لتلقي العلاج اللازم في المستشفيات المتخصصة.
جاء ذلك خلال إتصالين أجراهما الرئيس العليمي، مع محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين، ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، للاطلاع على مستجدات الحادث المروري المروع الذي وقع في طريق العرقوب بمحافظة أبين، وأودى بحياة عدد من المواطنين وإصابة آخرين.
وعبر الرئيس خلال الاتصالين عن بالغ الحزن والأسى لهذا الحادث الأليم، موجها الحكومة والسلطات المحلية والأجهزة المعنية بتقديم أوجه الرعاية الكاملة للمصابين، ومساعدة أسر الضحايا.
كما وجه بإجراء الصيانة الدورية للطرق العامة، وتعزيز عوامل السلامة المرورية، والحد من تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية التي تحصد أرواح عشرات الأبرياء.
واستمع الرئيس من المحافظ ووزير الصحة، الى تقارير حول عمليات الإسعاف وحالات المصابين، والإجراءات اللازمة للتعامل مع آثار الحادث، مؤكداً أهمية التنسيق بين الجهات المركزية والمحلية لضمان الاستجابة السريعة وتخفيف معاناة الأسر المتضررة.
وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الداخلية، إن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 17 جثة متفحمة بينهم السائق، في حين أصيب 7 آخرون بإصابات مختلفة، جرى نقلهم إلى مستشفيات عدن لتلقي العلاج.
وأشارت إلى أن الباص، الذي كان يقوده السائق (س. ش. ح)، والبالغ من العمر 45 عامًا، انقلب أثناء نزوله من مرتفعات العرقوب، مما أدى إلى احتراقه بالكامل، نتيجة ضغط السائق المفاجئ على الفرامل أثناء النزول الحاد، ما تسبب في اشتعال النيران على المركبة، إضافةً إلى اصطدامها بباص آخر نوع فوكسي قُدّرت أضراره المادية بنحو 400 ألف ريال يمني.
وأوضحت أن فرق الحوادث بشرطة السير في محافظة أبين باشرت نزولها إلى موقع الحادث فورًا، لاستكمال الإجراءات القانونية وجمع الأدلة، فيما تواصل الجهات الأمنية والإسعافية أعمالها في الموقع.
ودعت شرطة السير، جميع سائقي مركبات النقل الثقيل والجماعي إلى توخي الحذر أثناء القيادة في المنحدرات الجبلية، والالتزام بتعليمات السلامة المرورية لتجنب الحوادث المأساوية.