في وقتٍ تتزايد فيه التحذيرات الدولية من المخاطر البيئية في البحر الأحمر، أطلق عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، الفريق الركن طارق صالح، تحذيرًا  دقّ من خلاله ناقوس الخطر بشأن مستقبل البيئة في اليمن والمنطقة.

محذّرًا من العواقب الكارثية لـ السلوك الإجرامي لميليشيا الحوثي الإرهابية، التي تسببت بتسربات نفطية وتلوث بحري واسع، وأحدثت أضرارًا بالغة بالأنظمة البيئية البحرية.

وأكد صالح أن هذه الممارسات لا تهدد اليمن وحده، بل تمسّ أمن واستقرار واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم اليمن في تعزيز قدراته على الاستجابة للطوارئ البيئية وحماية التنوع البيولوجي البحري.

كلمة صالح لم تكن مجرد تصريحٍ سياسي، بل جاءت كجرس إنذار بيئي وإنساني في وجه تصاعد الانتهاكات الحوثية التي تسببت بتسربات نفطية وتلوثٍ بحري واسع، وألحقت أضرارًا جسيمة بالأنظمة البيئية البحرية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية في العالم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها طارق صالح خلال مشاركته في أعمال قمة المناخ "كوب 30" المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية، حيث دعا المجتمع الدولي إلى تبنّي نهج أكثر عدلاً وإنصافًا في التعامل مع تداعيات التغيّر المناخي، مؤكدًا أن اليمن، رغم أنه لا يتحمّل مسؤولية الانبعاثات الكربونية، إلا أنه من أكثر دول العالم تضرّرًا من آثارها المدمّرة، في ظل حربٍ تشنها الميليشيا الحوثية فاقمت الأزمات الإنسانية والبيئية.

وأوضح صالح أن الحرب الحوثية لم تدمّر فقط الإنسان والبنية التحتية، بل امتد أثرها ليطال البيئة البحرية التي أصبحت مهددة بالتلوث والانقراض البيولوجي، مشددًا على أن حماية البحر الأحمر مسؤولية جماعية تتطلب دعم اليمن في تعزيز قدراته على الاستجابة للطوارئ البيئية والتصدي لمخاطر التلوث.

وأشار عضو مجلس القيادة إلى أن أولويات اليمن في القمة تتمحور حول ثلاث قضايا رئيسية، أبرزها تحقيق العدالة المناخية والتمويل المستدام عبر آليات ميسّرة وشفافة تُمكّن الدول المتأثرة بالصراعات من إعادة بناء قدراتها البيئية، داعيًا إلى تفعيل صندوق الخسائر والأضرار ليصل إلى الدول المتضررة مثل اليمن دون تعقيدات بيروقراطية.

كما دعا إلى استثمارات حقيقية في قطاعات المياه والزراعة والبنية التحتية المقاومة للمناخ، لافتًا إلى أن الحكومة اليمنية أطلقت خطة وطنية للتكيف وأنشأت مركزًا للذكاء الاصطناعي لإدارة البيانات البيئية والمناخية، في خطوة تهدف إلى بناء منظومة استجابة مبكرة للأزمات البيئية.

وشدّد طارق صالح على أن البيئة لا يمكن حمايتها في ظل غياب السلام، مؤكدًا أن استدامة الموارد الطبيعية تتطلب إنهاء الحرب وإرساء الأمن، وأن العالم بحاجة إلى جعل قمة المناخ الحالية قمةً للتنفيذ والعدالة، بما يحمي مستقبل الأجيال ويصون كوكب الأرض من الانهيار البيئي.

وأشار إلى أن الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي منذ أكثر من عقد فاقمت الأزمات الإنسانية والبيئية، وتسببت في تدهور غير مسبوق في الموارد الطبيعية، وتفاقم موجات الجفاف والفيضانات وانهيار الغطاء النباتي، ما يهدد الأمن المائي والغذائي لملايين اليمنيين.

وختم عضو مجلس القيادة كلمته بالتأكيد على أن اليمن رغم ظروف الحرب يؤمن بضرورة المضي في مسار التنمية المستدامة وتنفيذ أهداف اتفاق باريس للمناخ، مشددًا على أن التعاون في بناء القدرات ونقل التكنولوجيا والتمويل العادل ليس ترفًا بل شرطًا أساسيًا لتمكين الدول النامية من الإسهام الفاعل في حماية كوكب الأرض.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: طارق صالح على أن

إقرأ أيضاً:

إطلاق المبادرة البيئية “العالم غير المرئي 2.0” لحماية الشعاب المرجانية في دولة الإمارات

إطلاق مشروع FreeFrame  في مدينة الفجيرة لإستعادة الشعاب المرجانية بالشراكة متعددة الأبعاد بين كانون وفريستايل دايفز الشراكة تمثل انطلاقة جهود كانون في دولة الإمارات ضمن إطار مبادرتها الأوسع لاستعادة الشعاب المرجانية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تجمع بين الابتكار في مجال التصوير والعمل الميداني للحفاظ على النظم البيئية البحرية

 

شهدت مدينة الفجيرة مؤخراً إطلاق المبادرة البيئية العالمية “العالم غير المرئي 2.0” لنشر الوعي بأهمية النظم البيئية البحرية الحيوية والهشة، وذلك بالتعاون بين شركة “كــــــانون” ومؤسسة “فريستايل دايفرز“، وهي إحدى المنظمات الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية وتعليم الغوص في دولة الإمارات، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته المبادرة في أوروبا وأفريقيا. وتهدف هذه المبادرة الفريدة المتمثلة بمشروع FREEFrame والتي انطلقت من ميناء الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى دعم تكاثر الشعاب المرجانية في المنطقة واستكشاف الجمال الطبيعي الكامن في أعماق المحيطات والتأكيد على ضرورة حمايتها والحفاظ عليها. كما تشجع الناس على اكتشاف الغموض الذي يكتنف عوالم المحيطات المجهولة مع استخدام التكنولوجيا والفن والشراكات لتحقيق نتائج ملموسة، وبالتالي تعزيز العمل الإقليمي لحماية المحيطات.

شهدت فعالية الإطلاق في دولة الإمارات تقديم تجربة غامرة، حيث تضمنت عرض لقطات حصرية تحت الماء، وأنشطة تعليمية، ومنصات تفاعلية مصممة لسبر أغوار العالم غير المرئي تحت سطح البحر. كما تهدف المبادرة إلى دعم الجهود الإقليمية للحفاظ على البيئة البحرية من خلال بناء شبكة تعاون قوية تربط مبادرة “العالم غير المرئي” – التي أطلقتها “كانون أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا”- بالمنظمات المحلية والغواصين المهتمين بالحفاظ على البيئة البحرية.

ومن خلال هذا التعاون، تُقدّم مبادرة “العالم غير المرئي 2.0” تجارب تفاعلية، وأنشطة توعوية تعليمية، ومبادرات تصوير في دولة الإمارات بهدف تعميق وعي الجمهور – بما في ذلك السكان والغواصون والشباب – بأهمية النظم البيئية البحرية الحيوية والهشة. ويُسلّط المشروع الضوء على التأثيرات المدمرة لتغير المناخ والتلوث وظاهرة ابيضاض المرجان على البيئة البحرية، إلى جانب استعراض الجهود المحلية للحفاظ على البيئة البحرية التي تقودها فرق البحث والمجتمع في “فري ستايل دايفرز”.

وقال فينكاتاسوبرامانيان (سابو) هاريهاران، مدير عام “شركة كانون الشرق الأوسط وتركيا”: “تلعب الشعاب المرجانية دوراً أساسياً في حماية السواحل، ودعم مصايد الأسماك، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز الاقتصاد الأزرق في دولة الإمارات. ومن خلال توفير الأدوات التي تتيح قياس ورصد وتوثيق عمليات استعادة الشعاب المرجانية على نطاق واسع، فإننا نُسهم في تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية للحفاظ على البيئة البحرية، ونساعد في بناء مستقبل أكثر استدامة لهذه النظم البيئية الحيوية.”

استرشاداً بفلسفة كانون العالمية “كيوسي” – التي تعني العيش والعمل معاً من أجل المصلحة العامة – تركز هذه الحملة على إرساء دعائم تعاون هادف مع المؤسسات المحلية القادرة على إحداث تغيير بيئي حقيقي، حيث ستدعم كانون بشكل مباشر خدمات البنية التحتية الخاصة باستعادة الشعاب المرجانية، وتوفير تقنيات التصوير اللازمة للرصد العلمي والتوثيق، بالإضافة إلى دعم الابتكار في أنظمة المراقبة الذاتية للشعاب المرجانية، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي من خلال برامج تدريب علمي ومبادرات تعليمية متخصصة.

ويُعد مشروع REEFrame برنامجاً مجتمعياً قائماً على أسس علمية، يهدف إلى حماية وتوسيع وإنشاء شعاب مرجانية جديدة بالاعتماد على نهج “الاستعادة الشاملة للموقع”، الذي يدمج بين الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية والمحار وبلح البحر وأشجار القرم (المانغروف)، بهدف إعادة بناء النظم البيئية الساحلية المتكاملة. ويمتد المشروع على مساحة 40 ألف متر مربع في منطقة دبا – الفجيرة، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، ووفق تصريح بيئي قابل للتجديد صادر عن هيئة الفجيرة للبيئة. ويهدف المشروع إلى إنشاء موائل بحرية جديدة ودائمة، مع تدريب المجتمعات المحلية على ممارسات الحفاظ على البيئة البحرية.

ويشمل هذا التعاون:

الأثر المباشر للحفاظ على الشعاب المرجانية: إذ سترعى كانون أحواض حضانة الشعاب المرجانية والبنية التحتية للشعاب المرجانية، داعمةً بذلك انتشار آلاف القطع المرجانية وزراعتها في هياكل الشعاب المرجانية الدائمة. وتشمل الشراكة تمويلاً لعمليات الصيانة الشهرية، والرصد العلمي، وإعداد تقارير الأثر على مدى عامين.

إستخدام التكنولوجيا لدعم العلوم والأبحاث: تزود كانون كاميرات PowerShot G7 X Mark III وEOS R8 المدعومة بأنظمة إضاءة وغلاف تحت الماء، لالتقاط بيانات فوتوغرافية بالغة الأهمية حول نمو الشعاب المرجانية وصحتها واستقطاب التنوع البيولوجي. وتتيح هذه الصور إجراء تحليل علمي لحجم الشعاب المرجانية، ومقدارها، ومعدلات بقائها، وهي مقاييس أساسية لقياس نجاح عمليات الاستعادة. ولدعم سير عملية التصوير، بدءاً من التقاط الصور وصولاً إلى عرضها، ستقدم كانون أيضاً طابعاتها، مما يتيح إمكانية إنشاء معارض عالية الجودة تعرض الصور الرائعة تحت الماء والتي تم التقاطها أثناء جهود الترميم، وتشارك قصة استعادة الشعاب المرجانية مع جمهور أوسع.

المشاركة المجتمعية ونشر التعليم: ستتاح لموظفي كانون والمجتمع عموماً فرص المشاركة في أنشطة الحفاظ على البيئة البحرية، بما في ذلك دورات الغوص العلمي، وتدريب محللي الشعاب المرجانية، والغوص التطوعي. كما تشمل الشراكة ورش عمل في التصوير الفوتوغرافي، وتسجيل الفيديوهات تحت الماء، من خلال مبادرة “أكاديمية كانون”، التي تهدف إلى تمكين المشاركين من توثيق ومشاركة قصة استعادة الشعاب المرجانية.

وفي إطار تعليقه على الموضوع، قال داريل أوين، المالك المشارك لشركة “فريستايل دايفرز”: “يعتمد مشروع REEFrame على التوثيق البصري الدقيق لقياس تأثيرنا وتعزيز فهمنا العلمي. وستُشكل تقنيات التصوير التي توفرها كانون أساساً لعمليات الرصد لدينا، من متابعة نمو الشعاب المرجانية الفردية إلى تطوير أنظمة مراقبة مستقلة تتيح توسيع جهودنا على كامل مساحة الموقع البالغة 40 ألف متر مربع. ويتيح لنا هذا التعاون تحقيق أثر بيئي ملموس، مع تدريب مجتمع متنوع في علوم البحار وتقنيات الاستعادة.”

وتواجه الشعاب المرجانية في دولة الإمارات تحديات بيئية كبيرة. ففي عام 2021، تسببت درجات حرارة سطح المياه غير المسبوقة، والتي بلغت 34 درجة مئوية، في تدمير واسع للشعاب المرجانية الضحلة على الساحل الشرقي، مع تكرار حوادث ابيضاض الشعاب وموتها الجماعي على الساحل الغربي في عامي 2023 و2024.

يُمثّل توسيع نطاق عمل مبادرة العالم غير المرئي 2.0″ ليشمل الشرق الأوسط خطوةً محورية في تأسيس حركة عالمية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المحيطات، وتفعيل التعاون العلمي، واستخدام السرد الإبداعي كأدوات لحماية مستقبل بحارنا. وتعد هذه الشراكة استكمالاً لجهود كانون الأوسع في الحفاظ على الشعاب المرجانية في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتعكس التزام الشركة بترسيخ معايير الاستدامة البيئية وإيمانها بدور تقنيات التصوير — من الكاميرات إلى الأقمار الصناعية — في دعم جهود الحفاظ على البيئة وبناء مستقبل أكثر استدامة.


مقالات مشابهة

  • اتهامات للخائن طارق صالح بحماية القتلة والفاسدين بالمخا
  • الشاعر السعيدي يهاجم طارق صالح بعد لقاء عابر مع الرئيس السوري
  • صورة تجمع طارق صالح وأحمد الشرع تُثير تندر اليمنيين.. لقاء بين خائن وبطل
  • وفد رسمي برئاسة طارق صالح يصل البرازيل  
  • طارق صالح يحمل ملف الإعمار الأخضر إلى قمة المناخ في البرازيل
  • استنفار عسكري للانتقالي وطارق صالح لمواجهة محتملة مع فصائل الإصلاح في تعز
  • د. حسن محمد صالح يكتب: الحول الأخلاقي في بيان صمود
  • إطلاق المبادرة البيئية “العالم غير المرئي 2.0” لحماية الشعاب المرجانية في دولة الإمارات
  • طارق صالح في البرازيل.. زيارة غامضة تكشف شبكة استخباراتية تمتد من البحر الأحمر إلى “تل أبيب”