موقف عربى موحد من الحرب فى السودان
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
تفجعنا الأنباء الواردة من السودان بشأن الانتهاكات والاعتداءات الجارية كل يوم ضد الأبرياء، فى صراع دموى سافر يخلف آلاف الضحايا، فضلا عن عشرات الآلاف من المُشردين والجوعى.
فقبل سنوات اشتعل الصراع، وتأججت الحرب، وغلبت المصالح الشخصية على مصلحة البلاد، فارتُكبت أعمال القتل، واتسع الخراب، وعمت الفوضى، وتعطلت كافة مشروعات التنمية.
وحسبنا أن نؤكد أن غياب المؤسسية، وضعف الحكم الرشيد، والاستبداد السياسى، وانسداد الآفاق المستقبلية كانت أسبابا مباشرة فيما آل إليه الأمر هناك.
إن عدد سكان السودان الشقيق يزيد قليلا على خمسين مليون نسمة، لكن أكثر من نصفهم يعانون نقص الغذاء، وضعف الرعاية الصحية، وغياب الخدمات الأساسية، وغلاء المعيشة. كما أن العملية التعليمية متدهورة للغاية، وتكاد تكون غائبة فى بعض المناطق، وهو ما يسهم فى زيادة أعمال العنف.
ولا شك في أن الموقف الإنسانى فى السودان يزداد سوءا يوما بعد يوم، فى ظل احتدام الحرب الطاحنة، وارتفاع أعداد الجوعى والمشردين، وهذا ما يضع المُجتمع الدولى أمام مسئوليات عظيمة، ويدفع مؤسسات العالم العربى، وعلى رأسها جامعة الدول العربية إلى ضرورة اتخاذ موقف موحد وواضح يضمن الاستقرار ويحمى أرواح الأبرياء.
لقد كان الموقف المصرى مما يحدث فى السودان الشقيق نزيها وواضحا وقويا ومستندا إلى احترام الشرعية القائمة على مؤسسات الدولة، والحفاظ التام على الاستقرار، والتمسك بوحدة الأراضى السودانية.
وفى ظل الحرب المستعرة، وحياة السكان المهددة، وعلى مدى سنوات متتالية استقبلت مصر بترحاب شديد ومسئولية حقيقية، أعدادا كبيرة من السودانيين، عاشوا فى أمان واستقرار، ولم تبخل مصر بالجهد والدعم والسعى لرأب الصراع، ووقف الفوضى.
ولاشك في أن هذا الموقف يُمثل تأكيدا لرؤية مصر الثابتة باعتبار السودان البلد الشقيق الأقرب لمصر، وأنه الامتداد الطبيعى لوحدة وادى النيل، ووحدة التاريخ، والمصالح المشتركة. ونتذكر جميعا المقولة الشهيرة لزعيم الوفد مصطفى النحاس التى كان يقول فيها «تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر»، وهى مقولة لا تحمل توجه هيمنة أو تسلط كما قد يتصور البعض، وإنما تنبع من شعور حقيقى بوحدة الهدف والمصير.
لقد كتبت من قبل أن الحكمة تقتضى من كل محب للسودان الشقيق أن يرفع راية السلام ويتبنى كل طرح ممكن للتسوية السلمية للصراع، لأننا جميعا نعرف أنه لا غالب فى هذا الصراع، فالكل مغلوب، والشعب السودانى هو الأكثر تأثرًا وتضررًا.
واليوم أقول بصراحة شديدة، وبراحة ضمير وإيمان حقيقى بالعدل إن الاصطفاف خلف المؤسسات الوطنية فى السودان هو الحل، وأنه لا بد من موقف عربى غالب فى هذا الشأن، يضع فى حسابه المواطن السودانى ومصلحته فى الحياة فى وطن موحد ومستقر. إنه حق لازم يجب أن نسعى إلى تحقيقه، ودور مصر فى هذا الشأن لا ينتهى.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كل يوم ضد عشرات الآلاف من كافة مشروعات فى السودان
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع
قالت مصادر سودانية إن قوات الدعم السريع تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع.
ويأتي ذلك في إطار تواصل جرائم الدعم السريع تجاه أبناء الشعب السوداني.
وقال حسن داوود، وزير الدفاع السوداني، إنه تم تشكيل لجنة وطنية بشأن المسائل المتعلقة بالوضع الإنساني.
وأضاف :"التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأشار وزير الدفاع السوداني إلى أن مجلس الأمن والدفاع ناقش جرائم الدعم السريع في الفاشر.
وقال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يجب وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان.
وتابع :"يجب إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المدنيين في السودان دون عوائق".
ودعا جوتيريش إلى وقف فوري للحرب في السودان.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ويونيسف من المجاعة في السودان.
وقالت المنظمات الأممية الثلاث :"حالة المجاعة تأكدت في مدينة الفاشر".
وأضافت :"من المتوقع أن يتفاقم الجوع في السودان اعتبارا من فبراير 2026 مع نفاد مخزونات الغذاء واستمرار القتال".
وأكملت :"انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وصلا لأعلى مستوياتهما في الفاشر".
وذكرت وسائل إعلام سودانية، اليوم الثلاثاء، أن اجتماع مجلس الأمن والدفاع بالخرطوم انتهى ىدون الاتفاق على هدنة.
وأكدت لجنة الإنقاذ الدولية، اليوم الثلاثاء، على ارتفاع في عدد الأطفال اللاجئين إلى مخيم طويلة من دون ذويهم.
وأوضحة اللجنة أن هناك 170 طفلا وصلوا من الفاشر لمخيم طويلة من دون ذويهم.
وذكرت شبكة أطباء السودان، اليوم الثلاثاء، أن هناك عشرات الجثث مكدسة في منازل بمدينة بارا بشمال كردفان وقوات الدعم تمنع الأهالي من الاقتراب منها.
وأضافت :"ما يحدث في مدينة بارا جريمة ضد الإنسانية واستمرار الصمت الدولي تجاهها تواطؤ مخز.
قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إنه قد آن الأوان لوقف الحرب في السودان.
ودعا أمير قطر إلى إيجاد حل سياسي يضمن وحدة السودان وسيادته.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن إدانته الشديدة للهجمات التي شهدها السودان مؤخراً، مؤكداً أنه لا يمكن التسامح مع أعمال العنف ضد المدنيين.
ودعا جوتيريش، في تصريح اليوم، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التعاون مع مبعوثه الخاص للسودان من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع الدامي.
وشدد الأمين العام على أن كابوس العنف في السودان يجب أن ينتهي، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لجميع الجهود الرامية إلى وقف القتال وإغاثة المتضررين وتعزيز السلام الدائم.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتصفية جميع الأطباء داخل المستشفي بالإضافة إلى النساء الحوامل والمواليد.
وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة واقتحمت المستشفى الطبي بمدينة بارا بولاية شمال كردفان.
قالت المفوضية الأوروبية، في وقت سابق، إنهم يستخدمون أدواتهم للبحث عن حل سلمي في السودان.
وأدانت المفوضية الأوروبية بشدة الهجمات ضد المدنيين في السودان.