Sora يحطم المليون تحميل في 5 أيام ويشعل الجدل حول حقوق النشر والمحتوى المسيء
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
أصبح تطبيق Sora من شركة OpenAI متاحًا رسميًا لمستخدمي نظام أندرويد عبر متجر جوجل بلاي، بعد فترة من الإطلاق المحدود، التطبيق الذي يتيح تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو واقعية عبر الذكاء الاصطناعي حصد أكثر من مليون عملية تنزيل خلال أقل من خمسة أيام، في مؤشر واضح على الإقبال الكبير من المستخدمين على أدوات توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي.
ورغم أن إصدار التطبيق على نظام iOS لا يزال محصورًا في أسواق محددة ويتطلب دعوة خاصة للوصول إليه، إلا أن الحماس العالمي تجاه Sora لم يتوقف، فالمبدعون وصناع المحتوى في مختلف الدول بدأوا بتجربة قدراته الفريدة التي تمكّنهم من إنتاج مقاطع فيديو احترافية بمجرد كتابة نصوص بسيطة، دون الحاجة إلى معدات تصوير أو برامج مونتاج معقدة.
لكن النجاح المذهل لم يمنع التطبيق من مواجهة موجة من الانتقادات خلال أيام قليلة من إطلاقه، فقد تداول مستخدمون على الإنترنت مقاطع فيديو مسيئة تم توليدها باستخدام Sora، تضمنت محتوى غير لائق يتناول شخصيات تاريخية بارزة مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، مما أثار جدلاً واسعًا حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى البصري.
كما واجهت OpenAI انتقادات رسمية من الحكومة اليابانية، التي أعربت عن قلقها من استخدام Sora في إعادة إنتاج مشاهد مستوحاة من المانغا والأنمي الياباني الشهير دون الحصول على تراخيص حقوق النشر.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض المستخدمين أنشأوا مقاطع فيديو تستنسخ شخصيات وأعمالًا معروفة من عوالم الرسوم المتحركة اليابانية، ما اعتبرته الجهات الرسمية انتهاكًا مباشرًا لحقوق الملكية الفكرية.
القضايا المتعلقة بحقوق النشر ليست جديدة على OpenAI، لكنها ازدادت حدة بعد إطلاق Sora. فقد أعلنت شركة Cameo – المعروفة بخدماتها التي تسمح للمشاهير ببيع مقاطع فيديو مخصصة لمعجبيهم – عن رفع دعوى قضائية ضد OpenAI بتهمة انتهاك حقوق النشر واستخدام أسماء وصور شخصيات واقعية دون إذن مسبق.
والمفارقة أن OpenAI كشفت في اليوم التالي مباشرة عن ميزة جديدة داخل Sora تحمل اسم "Cameo"، تسمح بإضافة كيانات وشخصيات واقعية إلى مقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي. وهو ما اعتبره مراقبون خطوة استفزازية أو على الأقل توقيتًا مثيرًا للجدل، خصوصًا أن القضية القانونية بين الشركتين لا تزال في بدايتها.
من جانب آخر، تشير مصادر مقربة من OpenAI إلى أن الشركة تخطط لتحويل ميزة Cameo إلى أداة مدفوعة تتيح ترخيص استخدام صور وأصوات الشخصيات العامة والمشهورة داخل مقاطع الفيديو المنتجة بتقنية Sora، وبذلك، تسعى الشركة إلى فتح باب جديد للإيرادات عبر نموذج ترخيص قانوني يحمي حقوق أصحاب الصور ويمنح المستخدمين القدرة على إنتاج محتوى أكثر واقعية وتفاعلاً.
ويرى خبراء التقنية أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة في صناعة المحتوى، حيث ستصبح مقاطع الفيديو التي يتم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي مزيجًا من الإبداع البشري والمحتوى المرخص قانونيًا، إلا أن البعض حذر من أن هذه التقنيات قد تتحول إلى سلاح خطير إذا لم تخضع لضوابط صارمة تمنع إساءة الاستخدام أو التلاعب بالمحتوى الإعلامي.
نجاح تطبيق Sora خلال أيامه الأولى يؤكد أن العالم متعطش لأدوات تسهّل إنتاج الفيديوهات الاحترافية دون عناء، لكن هذا النجاح يرافقه تحديات أخلاقية وقانونية معقدة، فبينما يعتبر التطبيق خطوة رائدة في تطور الذكاء الاصطناعي المرئي، إلا أن استخدامه غير المنضبط قد يفتح الباب أمام انتهاكات خطيرة تتعلق بالهوية والملكية الفكرية وتشويه السمعة.
ومع تزايد الجدل حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الصور والفيديوهات، يبدو أن OpenAI أمام اختبار حقيقي. فإما أن تثبت أن Sora أداة تمكّن المبدعين بشكل مسؤول، أو أن تتحول إلى نموذج جديد من الجدل المستمر حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وفي كل الأحوال، يبدو أن Sora لن يكون مجرد تطبيق عابر، بل علامة فارقة في مسار تطور المحتوى المرئي، حيث تلتقي فيه قوة التقنية مع مسؤولية الإبداع في عصر لم يعد فيه التمييز بين الواقع والذكاء الاصطناعي مهمة سهلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مقاطع فیدیو حقوق النشر
إقرأ أيضاً:
إنفيديا ملكة رقائق الذكاء الاصطناعي.. هل يمكنها الحفاظ على عرشها؟
منذ أن بدأ الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصدر العناوين الإعلامية في عام 2022، بدأ المستثمرون بضخ الأموال في شركة "إنفيديا" Nvidia، مقتنعين بأن موقعها الريادي في مجال الأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي سيمكنها من جني أرباح ضخمة.
وقد أثبتت الرهانات صحتها بشكل كبير، فقد وصلت شركة إنفيديا إلى تقييم يقدر بـ5 تريليونات دولار في أواخر أكتوبر الماضي، وهي على المسار الصحيح لتحقيق أرباح صافية هذا العام تفوق ما ستجنيه منافساتها الرئيسيات في مبيعاتها مجتمعة.
كما تشير الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات في الأشهر الأخيرة إلى أن "سباق الذهب في الذكاء الاصطناعي" لا يزال يتسارع.
ولكن الارتفاع الضخم في أسعار الأسهم، بالإضافة إلى طبيعة بعض الصفقات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، أثار تساؤلات في الأوساط الصناعية حول ما إذا كان كل هذا يحدث بسرعة كبيرة.
جاء رد الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جينسن هوانج، على تلك المخاوف قاطعا، حيث رفض فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فقاعة ستنفجر في النهاية.
وعوضا عن ذلك، قام بجولة حول العالم لطمأنة السياسيين الذين لا يزالون متشككين في هذه التقنية، ودعا إلى رفع القيود الأمنية الوطنية التي تمنع "إنفيديا" من بيع رقائقها الأكثر قوة وربحية في الصين، أكبر سوق في العالم للشرائح الإلكترونية.
ما هي أشهر رقائق الذكاء الاصطناعي لدى “إنفيديا”؟يعد المنتج الأكثر ربحا لشركة "إنفيديا" حاليا هو مجموعة "بلاكويل" Blackwell الخاصة بمعجلات الذكاء الاصطناعي، والتي سميت على اسم الرياضي الأمريكي ديفيد بلاكويل، أول باحث من أصل إفريقي ينتخب إلى الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وقد تم تكييف "بلاكويل" من وحدات معالجة الرسوميات GPUs، التي كانت تستخدم في الألعاب الإلكترونية، وتتوفر الرقائق في عدة أشكال، بدءا من البطاقات الفردية إلى الشبكات الكبيرة من الحواسيب.
تتضمن كل من "هوبر" و"بلاكويل" تقنية تحول تجمعات من الحواسيب المزودة برقائق "إنفيديا" إلى وحدات واحدة قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات وإجراء العمليات الحسابية بسرعات عالية.
وهذه التقنية تجعلها مثالية لتدريب الشبكات العصبية التي تدعم الجيل الأخير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما طورت "إنفيديا" تقنيتها لتتناسب مع "الاستدلال"، حيث تقوم منصة الذكاء الاصطناعي بتحديد الأشياء بناء على خصائصها المشتركة.
يشهد الطلب على هذه الميزة ارتفاعا كبيرا حيث يزداد استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام.
ما الذي يجعل رقائق "إنفيديا" الخاصة بالذكاء الاصطناعي مميزة؟تأسست "إنفيديا" في عام 1993، وكانت بالفعل رائدة في مجال رقائق معالجة الرسوميات GPUs، وهي المكونات التي تنتج الصور التي تظهر على شاشة الكمبيوتر.
وتعتبر أقوى هذه الرقاقات مبنية باستخدام الآلاف من الأنوية المعالجة التي تقوم بتنفيذ مهام متعددة في وقت واحد، مما يسمح لها بإنتاج الرسومات ثلاثية الأبعاد المعقدة مثل الظلال والانعكاسات التي تميز الألعاب السريعة.
في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، أدرك مهندسو "إنفيديا" أنهم يمكنهم إعادة تصميم هذه المكونات لتناسب تطبيقات أخرى، في ذات الوقت، اكتشف الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي أن استخدام هذه النوعية من الرقائق يمكن أن يجعل أعمالهم أكثر فعالية وقابلية للتطبيق.
تتعلم منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ترجمة النصوص، وتلخيص التقارير، ودمج الصور عن طريق استيعاب كميات ضخمة من المواد الموجودة مسبقا.
وكلما زاد ما تم استيعابه، تحسنت قدراتها، تتطور هذه الأنظمة عبر المحاولة والخطأ، حيث تقوم بإجراء مليارات المحاولات لتحسين أدائها، مما يستهلك كميات ضخمة من الطاقة الحاسوبية.
كيف تتفوق "إنفيديا" على منافسيها؟تسعى شركات مثل "إيه إم دي" AMD و"إنتل" Intel لمواكبة قدرات رقائق الذكاء الاصطناعي من “إنفيديا”، لكن في الوقت الحالي، تسيطر "إنفيديا" على حوالي 90% من سوق وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بمراكز البيانات، وفقا لشركة أبحاث السوق "IDC".
يمثل هذا النقص في المنافسة قلقا لعملاء "إنفيديا" في مجال الحوسبة السحابية مثل "أمازون" و"جوجل" و"مايكروسوفت"، الذين يردون على هذا الوضع بمحاولة تطوير رقائقهم الخاصة.
على الرغم من ذلك، لا تزال "إنفيديا" تسجل تقدما ملحوظا بفضل التحديثات السنوية المستمرة على منتجاتها، بما في ذلك الدعم البرمجي القوي والبنية التحتية التي تساعد العملاء في شراء رقائقهم بكميات كبيرة وتوزيعها بسرعة.
هل يستمر الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي؟تؤكد "إنفيديا" أن لديها طلبات أكثر مما يمكنها تلبية حتى من الطرز القديمة، ففي أواخر أكتوبر، توقعت "إنفيديا" إيرادات تصل إلى حوالي 500 مليار دولار من وحدة مراكز البيانات خلال الربعين المقبلين، ما دفع المحللين إلى رفع تقديراتهم للربحية.
كما أعلنت شركات مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"ميتا" و"جوجل" عن خطط لإنفاق مئات المليارات على الذكاء الاصطناعي والمراكز التي تدعمه، في وقت يستمر فيه "سباق بناء الذكاء الاصطناعي".
كيف تتفوق "إنفيديا" على "إيه إم دي" و"إنتل" في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي؟أعلنت "إيه إم دي" عن إصدار جديد من رقائقها في 2023 لمنافسة "نفيديا" في السوق، بينما تتعاون "إنتل" مع "إنفيديا" في بعض الأسواق بدلا من منافستها، مما يفتح أسواقًا جديدة أمام منتجات "إنفيديا".
وواجهت "إنفيديا" أيضا تأثيرات سياسية من الحكومات الأمريكية والصينية، حيث فرضت الولايات المتحدة قيودا على تصدير بعض من منتجاتها إلى الصين، مما أثر في إيراداتها، ولكن "إنفيديا" تعمل على الضغط لتحسين وضعها من خلال العلاقات السياسية.