#سواليف

في خضم #الحرب المستمرة على #غزة، تتخذ المعركة أبعاداً تتجاوز الميدان والسلاح، لتصل إلى الفضاء الرقمي وحياة المدنيين اليومية. فقد رُصدت مؤخراً إعلانات ممولة تنتحل هوية « #وحدة_الاستخبارات البشرية 504» التابعة لجيش #الاحتلال_الإسرائيلي، تدعو سكان غزة للانضمام إليها تحت شعارات إنسانية خادعة مثل: «لا طعام، لا أمان، لقد دفعت الثمن الكافي… انضم إلينا الآن».

تعمل وحدة «504» منذ عقود في مجال جمع المعلومات البشرية (HUMINT) من خلال #التجنيد و #الاستقطاب، وتُعرف بأساليبها المعتمدة على بناء الثقة ثم استغلال الحاجة أو الضعف النفسي والمادي لدى المستهدفين.

ما تفعله اليوم عبر إعلانات ممولة على المنصات الاجتماعية ليس سوى نسخة رقمية من التجنيد الكلاسيكي، لكن بثوب جديد يوهم الناس بفرص «النجاة» أو «العمل» أو «الحماية».

مقالات ذات صلة بالمئات.. “يوتيوب” تحذف فيديوهات تفضح انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان بفلسطين 2025/11/06

في واقعٍ أنهكته الحرب والجوع والنزوح، تبدو الرسائل الدعائية شديدة الإغراء، لكنها في جوهرها فخ استخباري منسّق يهدف إلى:

جمع معلومات دقيقة عن سكان القطاع، مواقعهم، أقاربهم، وأحوالهم.
استدراج فئات شابة للتواصل المباشر أو عبر وسطاء مزعومين.
بناء ملفات رقمية تُستخدم لاحقاً في الابتزاز أو الضغط أو الاختراق.
زرع الشك والخوف في المجتمع الفلسطيني عبر بث روايات مُحبطة تشكك في قدرة الناس على الصمود.

كيف تعمل هذه الحملات؟

تبدأ العملية بإنشاء صفحات تبدو محلية، تستخدم لغة الغزيين اليومية، وصوراً من الواقع الميداني، وشعارات تدّعي التعاطف الإنساني. ثمّ تُموَّل هذه الصفحات للوصول إلى مستخدمين داخل القطاع.

بعد التفاعل الأول، تُفتح قنوات مراسلة خاصة عبر فيسبوك، واتساب أو تيليغرام، يُطلب فيها من الشخص تقديم معلومات «ضرورية» أو «استكمال بياناته» للحصول على المساعدة.

في الحقيقة، كل رسالة، صورة، رقم هاتف أو عنوان يُرسَل، يدخل في منظومة تحليل استخباري إسرائيلية متخصصة ببناء خرائط بشرية واجتماعية للقطاع.

مخاطر مضاعفة

الخطورة لا تكمن فقط في تسريب المعلومات، بل في الأثر النفسي والمجتمعي لهذه الحملات. فهي تبث شعوراً بالعجز، وتسوّق لفكرة أن النجاة تمر عبر بوابة الاحتلال، وتخلق انقساماً داخلياً بين من يرفض ومن يستسلم. إنها حرب على الوعي بقدر ما هي حرب على الأرض.

كيف نحمي أنفسنا ومجتمعنا؟

كمجتمع مقاوم ومتعلم، المطلوب اليوم وعي رقمي وأمني متقدم يوازي وعي الميدان.

وإليك أهم القواعد العملية التي ينبغي على كل مواطن اتباعها:

1.⁠ ⁠لا تتفاعل مع أي إعلان مجهول المصدر، ولا تضغط على روابط ممولة تدّعي تقديم مساعدات أو وظائف.

2.⁠ ⁠لا تشارك معلومات شخصية أو صور هوية أو عناوين سكن.

3.⁠ ⁠لا تفتح مراسلات من جهات غير معروفة ولا تسلّم ملفاتك لأي شخص أو جهة تزعم تقديم تسهيلات.

4.⁠ ⁠وثّق الإعلان بلقطات شاشة وتاريخ النشر، وابلغ الجهات المحلية الموثوقة أو المؤسسات الحقوقية.

5.⁠ ⁠انشر الوعي في محيطك، ولا تساهم في إعادة نشر الإعلان أو التفاعل معه حتى لا تزيد من انتشاره.

دور المؤسسات الإعلامية والحقوقية

على وسائل الإعلام والمنصات الفلسطينية أن تتعامل مع هذه الحملات كـ تهديد استخباري منظم، لا كخبر عابر.

يتوجب على غرف التحرير:

توثيق هذه الحملات وحفظ نسخ منها كأدلة رقمية.
نشر تحذيرات توعوية للمتابعين دون إعادة نشر الروابط الأصلية.
تدريب الصحفيين والناشطين على أمن المعلومات الشخصي والمؤسسي.
تنسيق الجهود مع منظمات المجتمع المدني لتوحيد خطاب الردع والوعي.

الحرب الحديثة لا تُخاض فقط بالرصاص، بل بالرسائل. والاحتلال يدرك أن السيطرة على الوعي أخطر من السيطرة على الأرض.

إن مواجهة مثل هذه الإعلانات تبدأ من الوعي، والرفض، والتبليغ، والتكاتف المجتمعي.

كل مواطن واعٍ هو «جدار حماية» أمام محاولات الاختراق الناعمة التي تستهدف ذاكرة الناس وإرادتهم قبل بياناتهم.

⁠في زمن الحرب، الوعي هو السلاح الأول.

فاحمِ نفسك، واحمِ مجتمعك، ولا تمنح عدوك ثغرة في شاشة هاتفك.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الحرب غزة وحدة الاستخبارات الاحتلال الإسرائيلي التجنيد الاستقطاب هذه الحملات

إقرأ أيضاً:

استخبارات كوريا الجنوبية تنفي مزاعم حول صحة كيم جونغ أون

صراحة نيوز-نفت وكالة الاستخبارات في كوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، الأنباء التي تحدثت عن مؤشرات صحية تتعلق بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مؤكدة أنها لم تقدم أي تقارير رسمية بهذا الشأن إلى أعضاء البرلمان.

وجاء في بيان الوكالة: “لم نسجل أي معدل لضربات القلب أو ارتفاع في ضغط الدم”، ردًا على ما نشرته وكالة “يونهاب” نقلاً عن سكرتير لجنة الاستخبارات في البرلمان، بارك سونغ وون، الذي قال إن الزعيم الكوري الشمالي لا يعاني من مشاكل صحية خطيرة.

وكانت تقارير إعلامية سابقة قد تحدثت عن أن نبض كيم جونغ أون يبلغ 80 نبضة في الدقيقة، إلا أن الاستخبارات نفت دقة هذه المعلومات.

يُذكر أن صحة كيم جونغ أون كانت موضع تكهنات في أكثر من مناسبة، خاصة بعد غيابه عن بعض الفعاليات الرسمية في عام 2020، قبل أن تعلن الإذاعة الكورية الشمالية آنذاك أنه يواصل أداء مهامه بشكل طبيعي.

مقالات مشابهة

  • استخبارات كوريا الجنوبية تنفي مزاعم حول صحة كيم جونغ أون
  • بالخريطة التفاعلية.. حجم الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة
  • أنا استخبارات ولاك .. عبارة تعيد ذاكرة السوريين إلى زمن الأسد فما القصة؟
  • نتنياهو يدرس انتخابات مبكرة.. حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
  • دراسة:أكثر من 3 ملايين سنة من عمر البشر اختفت في الحرب الإسرائيلية على غزة
  • إصابات إثر حادث تصادم في وادي الغفر/ اربد … صور
  • تقديم عرضنارمر ضمن خطة إحياء الوعي بالتاريخ
  • الخارجية الفلسطينية: قانون إعدام الأسرى استمرار لجرائم الحرب الإسرائيلية
  • الصين تُطلق قمرًا اصطناعيًا لمسح الأراضي وأعمال الإغاثة