كتّاب وباحثون يؤكدون: الرحلات والروايات التاريخية تكشف أن الحكاية البشرية واحدة مهما تعدد الرواة والأوطان والأزمان
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
الشارقة - الرؤية
أكد كتّاب وباحثون أن السفر والروايات التاريخية وأدب الرحلات تكشف أن الحكاية البشرية واحدة مهما تعدد الرواة والأوطان والأزمان، وتوثق العلاقة الوثيقة بين الماضي والحاضر، وتُبقي الذاكرة حية في وجدان الشعوب ، مجسدة الهوية والتراث الإنساني عبر التاريخ.
جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان "رحلات عبر الزمن" بمشاركة الكاتب والباحث الإماراتي جميِّع سالم الظنحاني، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير خلف، والروائي والمصور والرحالة الدكتور عقيل الموسوي من البحرين، والدكتورة الروائية نغوين فان كوي ماي من فيتنام، وأدارتها تسنيم أبوشاويش، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ44 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" الذي يقام تحت شعار "بينك وبين الكتاب" حتى 16 نوفمبر الجاري في "مركز إكسبو الشارقة".
وأشار الكاتب جميِّع سالم الظنحاني إلى أن التاريخ هو القاعدة والنواة الأساسية للحاضر، مؤكداً أن حاضر الأمم المعاصرة قائم على الحضارات السابقة، إذ لا يمكن فهم الحاضر وضمان استدامته واستمراريته دون دراسة الماضي وتوثيقه، لافتاً إلى أهمية الرموز الثقافية ودورها في تجسيد قيم المجتمع وربط الأجيال ببعضها، فالرمزية ودلالاتها تحمل معاني عميقة وقيمة في الموروث الشعبي، كالمطر والظروف الجوية والطقس المرافق له، والنشاط المصاحب له من جهة التكيف والتعايش والتماشي ومواجهة التحديات والتناغم مع الطبيعة.
من جهته، قال الكاتب والباحث تيسير خلف إن أدب الرحلات من أهم منابع الكتابة والسرد العربي، حيث قدم العرب تاريخياً لأدب الرحلة آلاف النصوص وغطوا جانباً لم تغطه كتب التاريخ التقليدية. وأكد أن أدب الرحلة بدأ عند العرب كنوع من استكشاف الآخر، وتطور إلى رحلات دبلوماسية واستكشافية وثقافية لتوثيق عادات الشعوب. مشيراً إلى أن المصادر الوحيدة لبعض الأمم والشعوب في العالم حالياً هي مصادر عربية مثل الشعب الروسي وشعوب الشمال. وهذا السرد المهم في الذهنية والكتابة والثقافة العربية يشكّل مادة خصبة يستفيد منها الكتّاب والقراء في جميع أنحاء العالم.
بدوره، قال الدكتور عقيل الموسوي إن الرحلة تشكل جسراً بين الأزمنة والثقافات والإنسان، موضحاً أن الروائي يسافر في الجغرافيا وفي التاريخ إلى القرون السابقة. وشدد على أن الرحالة لا يسافر للاستمتاع بالفنادق والمناظر الجميلة وإنما ليتعلم، وفي بعض الأحيان لا يكون الواقع كافياً في بلد معين، مما يدفع الرحالة للبحث في التاريخ لفهم واقع ذلك البلد.
من جانبها قالت الدكتورة نغوين فان كوي ماي إن أعمالها تستكشف العلاقات بين الأجيال، وتأثير الحرب، مشيرة إلى أن فيتنام عانت من الغزو الأجنبي لأراضيها على مدى قرون طويلة، من المغول إلى الإمبراطوريات الصينية واليابانية المتعاقبة، إلى الاستعمار الفرنسي، والحرب الأمريكية.
وأكدت أن مهمتها ككاتبة هي توثيق نجاة الشعب الفيتنامية، مشيرة إلى أن روايتها "أنشودة الجبل"، التي توثق حياة عائلة من ثلاثينيات القرن الماضي إلى تسعينياته، استغرقت سبع سنوات بسبب البحث عن مصادر موثوقة وصعوبة العثور على أشخاص عاشوا في تلك الفترة المعقدة من التاريخ الفيتنامي، إبّان مجاعة عام 1945 التي أودت بحياة مليوني فيتنامي تحت نير الاستعمار الفرنسي والياباني.
وشهدت الندوة في ختامها حفل توقيع كتب، وقعت خلاله الدكتورة نغوين فان كوي ماي مجموعة مختارة من كتبها لزوار "معرض الشارقة الدولي للكتاب" 2025.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاصفة شمسية تضرب الأرض خلال ساعات.. حالة تأهب عالمية وتحذيرات من اضطرابات تقنية| إيه الحكاية؟
تستعد الأرض لاستقبال عاصفة جيومغناطيسية قوية من الفئة G3 خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد رصد توهج شمسي من الفئة M7.4 انطلق من البقعة النشطة AR4274 على سطح الشمس، وفق ما أعلن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA).
وصول مرتقب خلال 48 ساعةوأشار المركز الأمريكي إلى أن موجة الجسيمات الشمسية المشحونة يتوقع أن تضرب المجال المغناطيسي للأرض ما بين مساء الخميس وصباح الجمعة، ما قد يسبب اضطرابات مؤقتة في الاتصالات اللاسلكية، وأنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، إلى جانب احتمالات تقلبات طفيفة في شبكات الكهرباء عالية الجهد.
كما أفاد خبراء الأرصاد الفضائية بأن هذه العاصفة تعد الأقوى منذ عدة أشهر، نتيجة سلسلة من الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي اندفعت من الشمس باتجاه الأرض بين الثالث والخامس من نوفمبر الجاري، وكان آخرها موجهاً مباشرة نحو كوكبنا.
شفق قطبي في مشهد نادرومن المنتظر أن تصحب هذه الظاهرة مشاهد واسعة للشفق القطبي، يمكن رؤيتها في مناطق تمتد إلى خطوط العرض المتوسطة، وهي فرصة نادرة لهواة التصوير الفلكي حول العالم، رغم أن الإضاءة القمرية القوية قد تحد من وضوحها.
وحذر خبراء الفضاء من أن العاصفة، رغم عدم تشكيلها خطراً مباشراً على البشر أو الطقس الأرضي، فإنها قد تسبب مشكلات تقنية تشمل:
اضطرابات في أنظمة الملاحة والاتصالات الجوية.
زيادة في سحب الأقمار الصناعية واحتمالات انحراف مسارها.
تقلبات في شبكات الكهرباء قد تؤدي إلى أعطال مؤقتة أو انقطاعات محدودة في بعض المناطق.
ودفعت هذه التحذيرات العديد من هيئات الطيران والكهرباء حول العالم إلى رفع مستوى التأهب تحسباً لأي تأثيرات مفاجئة.
دورة شمسية نشطةوتأتي هذه الظاهرة ضمن الدورة الشمسية الـ25 التي بدأت في ديسمبر 2019، وتشهد حالياً ذروة نشاطها المغناطيسي، وهو ما يفسر تزايد التوهجات والانبعاثات الشمسية خلال العام الجاري.
ويحدث هذا النشاط ضمن دورة تستمر نحو 11 عاما، تتبدل خلالها شدة الظواهر الشمسية بين الحد الأدنى والأقصى.
عواصف سابقة وتداعياتهايذكر أن الأرض كانت قد شهدت في مايو 2024 أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ أكثر من عقدين، عُرفت باسم “عاصفة غانون”، حيث شوهد الشفق القطبي في مناطق جنوبية غير معتادة، وتسببت في تأثيرات واسعة على الاتصالات والأقمار الصناعية.
مراقبة مستمرةوأكد مركز الطقس الفضائي الأمريكي أن مراقبة العواصف الشمسية باتت ضرورة متزايدة في ظل اعتماد العالم المتنامي على الأنظمة التقنية الحساسة، مشيراً إلى أن ذروة النشاط الحالي يتوقع أن تحدث صباح الجمعة.
وبينما يتابع العلماء تطورات الحدث لحظة بلحظة، تبقى الأنظار متجهة إلى السماء، ترقباً لواحدة من أبرز الظواهر الكونية لعام 2025، التي تجمع بين الجمال السماوي والتأثير العلمي الدقيق.