عاصفة شمسية تضرب الأرض خلال ساعات.. حالة تأهب عالمية وتحذيرات من اضطرابات تقنية| إيه الحكاية؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
تستعد الأرض لاستقبال عاصفة جيومغناطيسية قوية من الفئة G3 خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد رصد توهج شمسي من الفئة M7.4 انطلق من البقعة النشطة AR4274 على سطح الشمس، وفق ما أعلن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA).
وصول مرتقب خلال 48 ساعةوأشار المركز الأمريكي إلى أن موجة الجسيمات الشمسية المشحونة يتوقع أن تضرب المجال المغناطيسي للأرض ما بين مساء الخميس وصباح الجمعة، ما قد يسبب اضطرابات مؤقتة في الاتصالات اللاسلكية، وأنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، إلى جانب احتمالات تقلبات طفيفة في شبكات الكهرباء عالية الجهد.
كما أفاد خبراء الأرصاد الفضائية بأن هذه العاصفة تعد الأقوى منذ عدة أشهر، نتيجة سلسلة من الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي اندفعت من الشمس باتجاه الأرض بين الثالث والخامس من نوفمبر الجاري، وكان آخرها موجهاً مباشرة نحو كوكبنا.
شفق قطبي في مشهد نادرومن المنتظر أن تصحب هذه الظاهرة مشاهد واسعة للشفق القطبي، يمكن رؤيتها في مناطق تمتد إلى خطوط العرض المتوسطة، وهي فرصة نادرة لهواة التصوير الفلكي حول العالم، رغم أن الإضاءة القمرية القوية قد تحد من وضوحها.
وحذر خبراء الفضاء من أن العاصفة، رغم عدم تشكيلها خطراً مباشراً على البشر أو الطقس الأرضي، فإنها قد تسبب مشكلات تقنية تشمل:
اضطرابات في أنظمة الملاحة والاتصالات الجوية.
زيادة في سحب الأقمار الصناعية واحتمالات انحراف مسارها.
تقلبات في شبكات الكهرباء قد تؤدي إلى أعطال مؤقتة أو انقطاعات محدودة في بعض المناطق.
ودفعت هذه التحذيرات العديد من هيئات الطيران والكهرباء حول العالم إلى رفع مستوى التأهب تحسباً لأي تأثيرات مفاجئة.
دورة شمسية نشطةوتأتي هذه الظاهرة ضمن الدورة الشمسية الـ25 التي بدأت في ديسمبر 2019، وتشهد حالياً ذروة نشاطها المغناطيسي، وهو ما يفسر تزايد التوهجات والانبعاثات الشمسية خلال العام الجاري.
ويحدث هذا النشاط ضمن دورة تستمر نحو 11 عاما، تتبدل خلالها شدة الظواهر الشمسية بين الحد الأدنى والأقصى.
عواصف سابقة وتداعياتهايذكر أن الأرض كانت قد شهدت في مايو 2024 أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ أكثر من عقدين، عُرفت باسم “عاصفة غانون”، حيث شوهد الشفق القطبي في مناطق جنوبية غير معتادة، وتسببت في تأثيرات واسعة على الاتصالات والأقمار الصناعية.
مراقبة مستمرةوأكد مركز الطقس الفضائي الأمريكي أن مراقبة العواصف الشمسية باتت ضرورة متزايدة في ظل اعتماد العالم المتنامي على الأنظمة التقنية الحساسة، مشيراً إلى أن ذروة النشاط الحالي يتوقع أن تحدث صباح الجمعة.
وبينما يتابع العلماء تطورات الحدث لحظة بلحظة، تبقى الأنظار متجهة إلى السماء، ترقباً لواحدة من أبرز الظواهر الكونية لعام 2025، التي تجمع بين الجمال السماوي والتأثير العلمي الدقيق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: توهج شمسي عاصفة جيومغناطيسية الانبعاثات الكتلية الإكليلية عاصفة جیومغناطیسیة
إقرأ أيضاً:
علماء الفضاء يحذرون من عاصفة مغناطيسية تصل إلى الأرض مساء اليوم
أصدر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركي تحذيرا جديدا يتعلق بوصول عاصفة مغناطيسية إلى الأرض مساء اليوم السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
العاصفة المغناطيسية (وتعرف كذلك بالعاصفة الجيومغناطيسية) هي اضطراب كبير في المجال المغناطيسي للأرض يحدث عندما تضرب الأرض رياح شمسية قوية أو سحب من البلازما الشمسية تُسمّى الانبعاثات الكتلية الإكليلية.
A coronal mass ejection (CME) is anticipated to impact Earth as early as Thursday evening, 6 November EST. While most of the CME is anticipated to pass behind Earth’s orbit, potential for strong storm exists and a G3 watch is in effect. Stay aware at https://t.co/TV7Yw6LXRw. pic.twitter.com/dCojkw7h7k
— NOAA Space Weather Prediction Center (@NWSSWPC) November 5, 2025
حقول مغناطيسيةعلى سطح الشمس توجد مناطق نشطة مليئة بالحقول المغناطيسية المتشابكة، وعندما تنفجر هذه الحقول فجأة، تطلق كمية هائلة من الجسيمات المشحونة بالطاقة، مثل البروتونات، والإلكترونات، بسرعة قد تتجاوز ألفي كيلومتر في الثانية.
وتندفع هذه السحب العملاقة عبر الفضاء، وإذا صادف أنها في اتجاه الأرض، تصل بعد نحو 1 إلى 3 أيام. وفي حالتنا هذه، انطلقت 4 انبعاثات كتلية إكليلية من منطقة النشاط الشمسي 4274 بين الثالث والخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2025. ووصف آخر هذه الانبعاثات، الذي كان في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، بأنه الأكثر توجيها نحو الأرض.
ولذلك، تنبأ العلماء أن تصل الصدمة الناتجة عنه إلى الأرض في وقت متأخر من السادس من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى الساعات الأولى من اليوم الذي يليه.
وتُصنف هذه العاصفة المغناطيسية في الفئة "جي 3″، ويعني ذلك أنها "قوية" على مقياس الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، الذي يتراوح بين "جي 1" (طفيفة) إلى "جي 5" (شديدة جدا).
إعلانوعندما يتجه الانبعاث الكتلي الإكليلي نحو الأرض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى رؤية الأضواء الشمالية أو الجنوبية (الشفق القطبي)، التي تنتج من تفاعل الجسيمات المشحونة مع الغلاف المغناطيسي للأرض، ولذلك فإن هواة التصوير الفلكي عادة ما ينتظرون أحداثا كهذه، لالتقاط صور للشفق القطبي.
هذا النوع من الأحداث يمكن أن يؤثر على عدة نطاقات أساسية توجه لها هذه التحذيرات المبكرة:
قطاع الطيران: حيث تكون هناك اضطرابات محتملة في أنظمة الاتصالات والملاحة. الأقمار الصناعية: زيادة في سحب الأقمار الصناعية واضطراب مسارها واحتمالية حدوث مشاكل في التوجيه. شبكات الكهرباء: عدم انتظام الجهد واحتمالات تلف المحولات، الأمر الذي قد يحدث انقطاعا في الكهرباء في بعض الأحيان، لكن ذلك عادة ما يرتبط بالعواصف في نطاق "جي 4" أو أقوى.ولذلك تعمل منصات طقس الفضاء على إطلاق تحذيرات دورية، حتى تحتاط الجهات المسؤولة عن تلك النطاقات، وتتبع خططا أخرى جانبية في حال حدوث اضطرابات، ومن ثم لا تحدث أي توقفات في خط سير العمل المعتاد.
جدير بالذكر أن العواصف الجيومغناطيسية لا تُغيِّر ملامح الطقس اليومي، مثل درجات الحرارة أو هطول الأمطار، ولا تُشكِّل خطرا مباشرا على صحة البشر، وهي حوادث طبيعية تماما تتكرر من حين لآخر.
دورة الشمس وأثرهاهذه الظواهر طبيعية تماما، وترتبط بدورة النشاط الشمسي، التي تعرف بأنها فترة تتكرر كل 11 عاما تقريبا، تتغير خلالها مستويات النشاط الشمسي من أدنى حالاته إلى أقصى حالاته، وحاليا نمر بفترة أقصى نشاط في الدورة الشمسية الـ25، التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وخلال الحد الأقصى للنشاط الشمسي يزداد عدد البقع الشمسية والنشاط المغناطيسي، مما يؤدي إلى زيادة في الانبعاثات الكتلية الإكليلية والتوهجات الشمسية، ويتكرر ذلك تقريبا كل 11 سنة، ومن ثم يتوقع أن تُضرب الأرض بمثل هذه العواصف خلال العام الحالي.
وفي العاشر من مايو/أيار 2024، شهدت الأرض أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ أكثر من 20 عاما، عُرفت باسم "عاصفة غانون"، وتُعد هذه العاصفة من بين الأفضل توثيقا في التاريخ، وقد قدّمت لوكالة ناسا رؤى جديدة عن تأثيرات الشمس على الأرض والتكنولوجيا.
خلال العاصفة، شوهدت أضواء الشفق القطبي في مناطق جنوبية، مما يدل على قوة العاصفة وتأثيرها الواسع، وقد تسببت في تغييرات غير مسبوقة في طبقة الأيونوسفير، بما في ذلك تشكل فجوة مؤقتة بالقرب من خط الاستواء، مما أثر على الاتصالات والملاحة وقتها.
أدت العاصفة كذلك إلى زيادة سحب الأقمار الصناعية، مما أثر على مداراتها، وتأثرت شبكات الكهرباء وأنظمة الملاحة، ورصدت ناسا تشكل حزامين إشعاعيين مؤقتين بين أحزمة فان ألين، ويعتقد أن ذلك يشكل خطرا على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، لكن جاء كل ذلك من دون تأثير على الطقس أو صحة البشر على الأرض.