ما هي الدروس التي يمكن أن يتعلمها ممداني من تجربة خان في لندن؟
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعده جون هندريكس قال فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتبر عمدة لندن وعمدة نيويورك المنتخب وجهين لعملة واحدةـ، مسلمان زيساريان، ومن السهل إلقاء اللوم عليهما في المشاكل في اثنتين من أغنى مدن العالم.، مهما كانت هذه حقيقية أم متخيلة.
ووصف ترامب صادق خان، عمدة لندن الذي يمضي ولايته الثالثة: "إنه فاشل تماما وعليه التركيز على الجريمة في لندن، لا أنا".
وعلى الرغم من هذا التوصيف إلا أن ترامب ليس وحده من يرى أوجه تشابه بين الرجلين، فكلاهما ابنا مهاجرين بنيا حياتهما المهنية على قيم ومثل تقدمية، نابعة من سياسات التنوع والهوية.
وتفتخر لندن ونيويورك، العاصمتان الثقافية والمالية المترابطتان بأفقهما ومزاجهما، التي يسكنه فيها أعداد من اليهود وسوف يصبح لكل منهما قريبا عمدة مسلم يتنقل بين التيارات المتقاطعة للدين والعرق والطبقة في وقت من الاستقطاب السياسي والغضب.
ولكن المقاربة لا تبعد أكثر من كونهما يشتركان في دين واحد.
فعلى خلاف ممداني، يعتبر خان من "جيل إكس" وعمره 54 عاما، مولود في جنوب لندن، وهو من قدامى المحاربين في مؤسسة حزب العمال البريطاني الحاكم الآن، ومحام ووزير دولة سابق شكلته البراغماتية الحذرة للسياسة الحزبية.
وفي حزيران/ يونيو، منحه الملك تشارلز الثالث لقب السير صادق خان، وهو أول عمدة للندن يكرم بلقب سير أو فارس.
وبالمقارنة، فممداني، البالغ من العمر 34 عاما، اشتراكي ديمقراطي من جيل الألفية من كوينز، وهو ابن لأكاديمي ومخرجة أفلام أوغنديين من أصول هندية، وقد فاز بالإنتخابات لتمرده على التسلسل الهرمي السياسي والشركاتي في نيويورك.
ومع تقارب مساراتهم في الوظائف العليا في المدن المكتظة بالمصرفيين الأثرياء وأحياء المهاجرين من ذوي الدخل المنخفض، والمساجد والمعابد اليهودية، فإن عقدا من الزمان لخان في المنصب يقدم سوابق وتحذيرات لنظيره في نيويورك.
وعلى وجه الخصوص، فحسن النية بين الأديان في وقت مبكر يمكن أن يتراكم بسرعة ويتآكل بنفس السرعة عندما تؤثر عليه صراعات بعيدة.
وقال هندريكس إن كلا الرجلين يواجهان علاقات متوترة مع القطاعات المالية الهائلة في مدينتيهما، وإن كانت أدواتهما في الاستجابة مختلفةً تماما. فمن ناحية، يتمتع خان بسيطرة محدودة على المركز المصرفي العالمي المعروف باسم "المدينة"، والذي تبلغ مساحته ميلا مربعا في قلب لندن القديمة. ويدير خان سياسات النقل وبعض سياسات الشرطة، لكنه لا يستطيع تحديد ضرائب الدخل أو الأعمال، التي تبقى خاضعةً للحكومة الوطنية.
وفي نيويورك، سيتمتع ممداني، الذي أثار ضجةً في "وول ستريت" بدعوته إلى فرض ضريبة إضافية بنسبة 2 بالمئة على الدخول التي تتجاوز مليون دولار، بنفوذ مباشر أكبر من خان على المدارس والشرطة والميزانيات، لكنه سيظل يعتمد على عاصمة ولاية نيويورك، ألباني للموافقة على التحركات المالية الرئيسية، وعلى واشنطن للحصول على بعض التمويل والموافقة التنظيمية.
وفي لندن ونيويورك، تصطدم المثل السياسية لإعادة التوزيع مع الواقع الاقتصادي نفسه، حيث يعتمد الرخاء، جزئيا على الأقل، على المراكز المالية المزدهرة.
ونقلت الصحيفة عن سوزان لانغلي، عمدة لندن الشرفية الجديدة، وممثلة الحي المالي في المدينة، علاقة القطاع بخان بأنها "وثيقة وتعاونية وبناءة".
وأضافت لانغلي: "أظهر العمدة استعداده للتفاعل مع القطاع المالي ودعم المبادرات التي تدفع عجلة النمو الشامل"، وقد ازدادت سمعته كقائد مؤيد للتنمية. وقال توني ترافرز، أستاذ علم الحكومة في كلية لندن للاقتصاد، والذي تابع سياسات لندن ونيويورك لعقود: "أصبح [خان] أكثر دعما للأعمال" و "لم يظهر نفس المشاعر التي يظهرها ممداني، لكنه تطور". وأشارت ترافرز إلى أن ممداني سيواجه على الأرجح نفس الضغوط لعدم انتقاده بشدة لأرباح وول ستريت.
وأضاف ترافرز: "سيتعين على ممداني أيضا العمل مع قطاع الأعمال". ذلك أنه يعتمد على عائدات المدينة الضريبية أكثر بكثير من خان، الذي يعتمد في على التمويل الرئيسي للنقل والمدارس وغيرها من الخدمات الأساسية على الحكومة المركزية.
كما أن نيويورك تعتمد أيضا على ألباني وواشنطن للحصول على دعم مالي بمليارات الدولارات.
وفي وقت سابق من هذا العام، جمدت وزارة النقل الفدرالية 18 مليار دولار من مشاريع في المدينة، وهدد ترامب رئيس البلدية المنتخب بمزيد من التخفيضات. وقال: "أنا من يجب أن أوافق على الكثير من الأمور التي تعرض عليه، لذا فهو يبدأ بداية سيئة".
لكن الاختبار الأصعب لكلا الرجلين يكمن في ما هو أبعد من الميزانيات وتقييمات السندات، في سياسات الهوية الأكثر الشائكة والنابعة من معتقداتهما.
فقد اتسمت السنوات الأولى لخان كعمدة بعلاقات وثيقة مع المنظمات اليهودية. وكان أول ظهور رسمي له بعد انتخابه في أيار/مايو 2016 في حفل إحياء ذكرى الهولوكوست. وانضم على الفور إلى حملة لمكافحة معاداة السامية في مدينته، التي يزيد عدد سكانها اليهود عن 145,000 نسمة. وقال مجلس الممثلين اليهود البريطانيين، إن بدايته أعطت "نبرة إيجابية للغاية".
ولن يتولى ممداني منصبه حتى كانون الثاني/ يناير، لكنه مدرك على ما يبدو قيمة هذا التواصل في مدينة يزيد عدد سكانها اليهود عن مليوني نسمة، وهي ثاني أكبر مدينة من ناحية تعداد اليهود بعد تل أبيب. لقد شن حملة قوية في الأحياء اليهودية، ونشر إعلانات في الصحف اليديشية، وتعهد بزيادة الإنفاق لمكافحة العنف القائم على الكراهية بنسبة 800 بالمئة.
وأضافت الصحيفة أن خان بصفته ثالث عمدة لمدينة لندن فقط، وهو منصب استحدث عام 2000 لإلغاء مركزية السلطة عن الحكومة الوطنية، فقد كان، من بعض النواحي، الزعيم الذي ارتاح إليه الكثير من يهود لندن. ولم يكن سلفه في منصب العمدة، السياسي المحافظ بوريس جونسون، محبوبا لدى الناخبين اليهود التقدميين إلى حد كبير. أما أول عمدة، كين ليفينغستون، المناضل العمالي، فقد ترك إرثا غير محبوب في القضايا اليهودية، بما في ذلك إصراره على وجود "تعاون حقيقي" بين اليهود والنازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأمضى خان سنوات في مكافحة تلك السمعة داخل صفوف حزب العمال، ومرة أخرى تحت قيادة زعيم الحزب جيريمي كوربن، عندما تفاقمت مزاعم معاداة السامية من جديد.
وفي عام 2018، قال خان في حفل عشاء لمجلس النواب: "يؤلمني بشدة عندما أسمع أن العديد من اليهود يشعرون الآن أن الحزب الذي كان من المفترض أن يكون موطنهم الطبيعي لا يضع مصالحهم في المقام الأول". بعد عام، عندما قاد كوربن حزب العمال إلى هزيمة ساحقة، قال خان إن الناخبين البريطانيين "أصابوا في اختيارهم".
وقال ترافرز: "لا شك أن صادق خان تنفس الصعداء عندما أصبح عمدة لندن بين السكان اليهود على نطاق أوسع". وقالت الحاخام لورا جانر كلاوسنر من معبد بروملي الإصلاحي، وهي الحاخام السابق لليهودية الإصلاحية في بريطانيا: "يجده الأشخاص الذين لديهم خبرة معه دقيقا للغاية وصديقا مخلصا لليهود من جميع الأطياف".
ثم جاء هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل في والحرب في غزة. وخلال الحرب، شهدت لندن بعضًا من أكبر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا. وامتلأ وايتهول وساحة الطرف الأغر بالآلاف أسبوعيا تقريبا والمطالبين بوقف إطلاق النار. وظلت الاحتجاجات سلمية إلى حد كبير، لكن التقارير عن الهتافات المعادية للسامية والمضايقات بالقرب من الأحياء اليهودية أزعجت العديد من يهود لندن. واتهم قادة المجتمع خان وشرطة العاصمة بالفشل في جعل السكان اليهود يشعرون بالأمان، حتى مع إدانة خان المتكررة لمعاداة السامية وحث الشرطة على التحرك ضد جرائم الكراهية.
وذكرت الصحيفة اعتذار خان عن حادثة جدعون فولتر من مجموعة مكافحة معاداة السامية الذي حاول في ربيع 2024 قطع شارع نحو تظاهرة مؤيدة لفلسطين وهو يرتدي قبعته اليهودية، فأوقفته الشرطة قائلة إن وجوده كيهودي بشكل واضح قد يستفز الطرف الآخر.
ووصف خان الحادثة بأنها "غير مقبولة أبدا" واعتذر لفولتر، قائلا: "لا ينبغي لأحد في لندن أن يشعر أبدا بعدم الأمان أو عدم الترحيب بسبب هويته".
لم يرض هذا فولتر، وقال إن خان فشل دائما في مواءمة خطابه المعارض لمعاداة السامية مع إجراءات لمكافحتها. كما وزاد خان انتقاداته لإسرائيل لعرقلتها إيصال المساعدات إلى غزة. وكان من أوائل الأصوات في حزب العمال الداعية إلى اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية، وهو ما فعله رئيس الوزراء كير ستارمر في أيلول/ سبتمبر.
وفي ذلك الشهر، ذهب خان إلى أبعد من ذلك، حيث خالف حكومة حزب العمال متهما إياها بـ"العنصرية".
وقال في منتدى عام بغرب لندن: "أعتقد أنه لا مفر من استنتاج أن ما نراه في غزة إبادة جماعية". وقد قوبل كلامه بتصفيق حار من الجمهور، لكنه قوبل بإدانة سريعة من العديد من حلفائه اليهود السابقين.
وقال مجلس الممثلين اليهود إن خان "يخاطر بتفاقم الانقسامات في مجتمعاتنا" وإن موقفه "سينفر شرائح كبيرة من سكان لندن". كما انتقد المجلس "خطاب خان التحريضي"، قائلاًإن "العديد من يهود لندن لم يعودوا يشعرون بأن رئيس بلديتهم يمثلهم". ومع ذلك لا يلقي جميع القادة اليهود باللوم على خان في موقفه.
وقالت الحاخام جانر كلاوسنر: "لديه الكثير من المشاكل مع الحرب في غزة. حسنا، انضم إلى النادي" و"هل أسميها إبادة جماعية؟ لا. لكنني لا أعتقد أن استخدام هذه الكلمة يجعله معاد للسامية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية لندن نيويورك خان ممداني الولايات المتحدة لندن نيويورك خان ممداني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال عمدة لندن العدید من فی لندن خان فی
إقرأ أيضاً:
فضيحة ملكة العملات المشفرة التي هربت من الصين إلى لندن
بعد سنوات من التحقيقات، أصدرت المحاكم البريطانية حكما بالسجن لمدة 11 عاما و8 أشهر بحق تشيان تشيمين، المعروفة بلقب ملكة العملات المشفرة، بعد إدانتها بقيادة شبكة احتيالية جمعت عشرات الآلاف من عملات البيتكوين المسروقة. ويعد هذا الحكم تتويجا لتحقيق امتد 7 سنوات منذ اعتقالها الأول عام 2017.
وبحسب شرطة العاصمة البريطانية، فإن المتهمة كانت تحتفظ بحوالي 61 ألف بيتكوين، بلغت قيمتها نحو 7.3 مليارات دولار، لتصبح هذه العملية أكبر مصادرة لعملات مشفرة في تاريخ المملكة المتحدة، متجاوزة عمليات مماثلة شهدتها دول أخرى في السنوات الماضية.
بداية القصة: من وعود الثراء إلى انهيار الآمالوبدأت القصة في الصين عام 2013 حين أسّست تشيمين شركتها "لانتيان غيروي" (السماء الزرقاء)، التي ادعت أنها تعمل في مجال التعدين الإلكتروني وتطوير الأجهزة الطبية عالية التقنية. لكن السلطات أكدت لاحقا أن الشركة كانت واجهة للاحتيال على أكثر من 100 ألف مستثمر، معظمهم من المتقاعدين، جمعت منهم ما يزيد على 40 مليار يوان (5.6 مليارات دولار).
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أحد الضحايا، ويدعى السيد يو، قوله: "كانوا يدفعون لنا أرباحا يومية صغيرة جدا، نحو 100 يوان (14 دولارا)، وهذا جعلنا نصدق أننا نربح فعلا، فاستمررنا بالاستثمار أكثر وأكثر حتى فقدنا كل شيء"، وأضاف أن خسارته أدت إلى انهيار زواجه وابتعاده عن ابنه.
التحقيقات الصينية كشفت لاحقا أن الأرباح التي كانت تُوزع على المستثمرين لم تكن نتيجة التعدين، بل كانت تُموّل من أموال الوافدين الجدد إلى المنصة، في مخطط احتيالي كلاسيكي أشبه بـ"الهرمي".
وهربت تشيمين (47 عاما) إلى المملكة المتحدة بجواز سفر مزور في سبتمبر/أيلول 2017 بعد بدء التحقيقات ضدها في الصين. وبحسب الشرطة البريطانية، استأجرت قصرا فخما على أطراف هامبستد هايث مقابل 17 ألف جنيه إسترليني شهريا (22 ألف دولار)، مقدّمة نفسها كسيدة أعمال ثرية متخصصة في تجارة الألماس والتحف.
إعلانوأوضحت بي بي سي أن المتهمة جنّدت مساعدة شخصية -كانت تعمل سابقا في مطعم صغير- لتتولى تحويل عملات البيتكوين إلى أصول سائلة من خلال شراء العقارات والمجوهرات والسيارات. وقد حكم على المساعدة العام الماضي بالسجن 6 سنوات بتهمة غسل الأموال.
وفي مذكّراتها التي عثرت عليها الشرطة، كانت تشيمين تضع "خطة طموحة لست سنوات" تشمل تأسيس بنك دولي وشراء قلعة في السويد والتقرب من أحد النبلاء البريطانيين. كما دونت هدفا مثيرا تمثل في أن تصبح "ملكة ليبرلاند"، وهي منطقة صغيرة غير معترف بها بين كرواتيا وصربيا.
من قصيدة إلى كابوس.. كيف خدعت آلاف الصينيين؟وكشف تقرير بي بي سي أن شركة تشيمين استغلت مشاعر الوطنية لدى كبار السن في الصين، فكانت تعقد مؤتمرات ضخمة وتكتب قصائد عن "حب الوطن" و"العناية بالمسنين كأول حب"، مما أكسبها ثقة الناس. كما شارك في الترويج للشركة شخصيات عامة، من بينهم صهر الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، ما عزز المصداقية الزائفة.
وقال أحد المستثمرين ويدعى لي إن "تشيمين كانت بالنسبة إلينا إلهة الثراء. وعدتنا بأن نعيش الرخاء لثلاثة أجيال خلال ثلاث سنوات فقط"، مضيفا أنه وعائلته استثمروا أكثر من 10 ملايين يوان (1.3 مليون دولار) قبل أن تنهار الشركة فجأة.
مصادرة تاريخية وتحقيقات متشعبةوبعد محاولتها شراء قصر ضخم في منطقة توترِدج كومون شمال لندن، بدأت الشرطة البريطانية تحقيقا موسعا حول مصدر أموالها. وعند مداهمة منزلها في هامبستد، عُثر على أجهزة تخزين رقمية تحتوي على عشرات الآلاف من عملات البيتكوين، قُدّرت قيمتها آنذاك بأكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني.
وقالت الشرطة البريطانية إن الأدلة أظهرت أن تشيمين كانت "العقل المدبر" للشبكة، وإنها استغلت ضعف ضحاياها وقدرتهم المحدودة على فهم التكنولوجيا المالية الحديثة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أُلقي القبض عليها في مدينة يورك شمال إنجلترا، حيث كانت تقيم مع 4 أشخاص أحضرتهم من الخارج بشكل غير قانوني للعمل في مهام منزلية وأمنية.
وتقول هيئة الادعاء الملكية البريطانية إن هناك أكثر من 120 ألف متضرر من القضية، وإنه سيتم فتح دعوى مدنية مطلع العام المقبل لتحديد أحقية الضحايا في استعادة أموالهم.
لكن المحامين الذين يمثلون بعض المستثمرين أبلغوا بي بي سي أن المهمة "ستكون معقدة للغاية"، لأن كثيرا من الضحايا لم يحولوا أموالهم مباشرة إلى حسابات تشيمين، بل إلى وسطاء محليين كانوا يمررونها لاحقا إلى الشركة الأم.
ولم يُحسم بعد ما إذا كان التعويض سيُحتسب بناء على المبالغ الأصلية أو وفق القيمة الحالية لعملة البيتكوين التي ارتفعت أكثر من 20 ضعفا منذ هروب المتهمة إلى بريطانيا.
وفي حال تعذر تحديد المطالبين أو إثبات ملكيتهم، فإن الأموال المصادرة ستؤول إلى الخزانة البريطانية، وفق ما ذكر التقرير، مشيرا إلى أن وزارة الخزانة لم تعلق بعد على كيفية التصرف بهذه المبالغ.
مأساة إنسانية خلف الأرقامومن بين ضحايا الاحتيال قصص مؤلمة، إذ يقول السيد يو إن إحدى المستثمرات من مدينة تيانجين الصينية توفيت جراء إصابتها بالسرطان بعد أن عجزت عن تحمل تكاليف العلاج، مضيفا "طلبت مني قبل وفاتها أن أكتب لها مرثية. كتبتها بالفعل وقلت فيها: فلنكن أعمدة ترفع السماء، لا خرافا تُقاد وتُضلَّل."
إعلانوبينما ينتظر الضحايا في الصين وبريطانيا نتائج المحاكمة، فإن القضية أصبحت رمزا لتحوّل العملات الرقمية من أداة تكنولوجية واعدة إلى وسيلة احتيال عابرة للقارات، تتجاوز حدود الرقابة وتكشف هشاشة النظم القانونية أمام عالم المال الجديد.