توتر الأم أثناء الحمل يسرع ظهور أسنان رضيعها

كشفت دراسة جديدة أن أطفال الأمهات المتوترات يكبرون بشكل أسرع، وعادة ما يكون لديهم عدد أكبر من الأسنان بحلول عمر ستة أشهر.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة روتشستر بالولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة فرونتيرز ان أورال هيلث في 18 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يمتلك الأطفال 20 سنا لبنيا، 10 منها في كل فك، هذه الأسنان مهمة للمضغ والكلام، وتساعد على إبقاء مساحة خالية لمجموعة الأسنان الدائمة التالية المكونة من 32 سنا.

تبدأ أسنان الحليب بالنمو في الرحم حوالي الأسبوع السادس من الحمل، وتبدأ بالظهور تدريجيا بين ستة أشهر وثلاث سنوات بعد الولادة مع وجود اختلاف كبير في هذا التوقيت، بسبب العوامل الوراثية والجغرافية والصحة العامة والحالة الغذائية للطفل.

قالت الدكتورة ينغ مينغ، الأستاذة المشاركة في كلية التمريض بجامعة روتشستر بالولايات المتحدة الأميركية، والباحثة المشاركة في الدراسة: "نظهر هنا أن ارتفاع مستويات الهرمونات المرتبطة بالتوتر لدى الأم، وخاصة الكورتيزول، خلال أواخر الحمل يرتبط بظهور الأسنان اللبنية مبكرا لدى رضيعها".

درست ينغ وزملاؤها مجموعة من 142 أما في الولايات المتحدة من خلفيات اجتماعية واقتصادية محرومة، كنّ حوامل بين عامي 2017 و2022، ومسجلات في المركز الطبي بجامعة روتشستر.

الإجهاد قبل الولادة

في أواخر الثلثين الثاني والثالث من الحمل، أعطت كل امرأة عينة من لعابها، حيث تم قياس تركيز هرمونات الكورتيزول، والإستراديول، والبروجيستيرون، والتستوستيرون، وثلاثي يودوثيرونين، والثيروكسين.

ولد جميع الأطفال بعد اكتمال فترة الحمل، بزغ عدد أكبر من الأسنان لدى أطفال النساء اللاتي لديهن مستويات عالية من هرمون التوتر الكورتيزول بحلول عمر ستة أشهر.

كان لدى رضّع الأمهات ذوات المستوى العالي من الكورتيزول، في المتوسط، أربعة أسنان إضافية في هذا العمر مقارنة برضّع الأمهات ذوات المستويات الأقل من الكورتيزول.

إعلان

قالت ينغ: "قد يؤثر ارتفاع مستوى الكورتيزول لدى الأم خلال أواخر الحمل على نمو الجنين واستقلاب المعادن، بما في ذلك تنظيم مستويات الكالسيوم وفيتامين د، وكلاهما ضروري لتمعدن العظام والأسنان. ومن المعروف أيضا أن الكورتيزول يؤثر على نشاط الخلايا البانية للعظم والخلايا الناقضة للعظم، المسؤولة عن بناء العظام وتشكيلها وإعادة تشكيلها".

وتضيف: "هذه النتائج دليل إضافي على أن التوتر قبل الولادة يمكن أن يسرّع الشيخوخة البيولوجية لدى الأطفال. وبالتالي، يمكن أن يكون بزوغ الأسنان المبكر بمثابة علامة تحذير مبكرة على ضعف نمو الفم والصحة العامة لدى الرضيع، المرتبط بالحرمان الاجتماعي والاقتصادي وإجهاد ما قبل الولادة".

المصدر: الجزيرة