بينما أنت جالس على الأريكة في غرفة المعيشة تتصفح حسابك على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، يطالعك مقطع فيديو مدهش، حيث ترى نمرا ضخما يقفز في الساحة الخلفية لأحد المنازل في طريقه لافتراس طفل صغير لا يتجاوز عمره 3 سنوات، وفجأة يهب قط منزلي للدفاع عن الصغير ويهاجم الوحش الضاري ويدفعه للفرار.

وبينما أنت بصدد إرسال هذا المقطع الرائع إلى أحد أصدقائك، يدهمك شعور عارم بالشك، وتتساءل هل من الممكن أن يكون هذا المشهد حقيقيا بأي شكل من الأشكال؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا يتوجب عليك إعادة التواصل مع أصدقاء المدرسة القدامى؟list 2 of 2ملك فياض.

. طالبة من غزة انتزعت الامتياز من قلب النزوح والجوعend of list

وتبدو بعض مقاطع فيديو الحيوانات المصنوعة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي واقعية لدرجة أنك قد لا تستطيع في بعض الأحيان التمييز بينها وبين المقاطع الحقيقية. ورغم أن هذه الفيديوهات قد تبدو كمزحة بريئة، يدق علماء وخبراء متخصصون ناقوس الخطر من تداعيات مثل هذه المقاطع على جهود حماية الأنواع الحية والعلاقة بين الأطفال والطبيعة، بل الواقع بشكل عام.

View this post on Instagram

وخلال دراسة نشرتها الدورية العلمية "كونسيرفيشن بيولوجي" (Conservation Biology) المعنية بجهود حماية الأنواع الحية، قام فريق من الباحثين بدراسة مدى انتشار وإشكالية الصور ومقاطع فيديو الحيوانات والطيور البرية المصنوعة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، ووجدوا أن هذه الظاهرة ترتبط بـ3 قضايا رئيسية، وهي الفهم الخاطئ لسلوكيات الحيوان، وإضفاء سمات بشرية على الحيوانات، وأخيرا زيادة الانفصال بين المجتمع والطبيعة.

يقول الباحث في مجال علوم الحيوان بجامعة قرطبة الإسبانية خوزيه كاسادو "تشير النتائج إلى أن بعض المقاطع المنشورة على مواقع التواصل مثيرة للقلق، لأنها لا تعكس الواقع، وقد تؤدي إلى تضليل المشاهد"، مضيفا في تصريحات لموقع "بوبيولار ساينس" المتخصص في الأبحاث العلمية "يتعين أن يكون المجتمع مطلعا بشكل جيد من أجل ضمان فعالية جهود حماية التنوع البيولوجي".

إعلان

واستشهد كاسادو بمقاطع فيديو تظهر فيها طيور صغيرة وهي تقتل ثعابين "شريرة" دفاعا عن أفراخها في العش، قائلا إن "تعليقات بعض المستخدمين الذين يشاهدون مثل هذا المقطع تكون متحمسة لنتيجة المعركة، ولكنه يتساءل بشأن تداعيات مثل هذه النوعية من ردود الفعل على جهود حماية الثعابين".

وأوضح أنه إذا تم توجيه الموارد العامة نحو الحفاظ على فصيلة مهددة بالانقراض من الثعابين بدون وجود دعم شعبي كافٍ، فسوف يتم تقويض مثل هذه الجهود.

من جانبها، ذكرت جامعة قرطبة -في بيان بشأن الدراسة- أن مثل هذه الفيديوهات قد تعطي انطباعا خاطئا بشأن وفرة الأنواع الحية المهددة بالانقراض، مما يزيد هوة الانفصال بين البشر والحياة البرية، وقد تعطي هذه المقاطع الأطفال معتقدات خاطئة بشأن بيئة الحياة البرية المحلية، وردود الفعل الحقيقية للحيوانات البرية.

بمعنى آخر، عندما يدرك الأطفال أن الأرانب الصغيرة لا تمرح وتتقافز بصحبة دبة برية سوداء في الساحة الخلفية للمنزل، فإنهم يتعرضون لخلل في عملية الاتصال بالواقع، على حد قول روسيو سيرانو أستاذ علوم التربية بجامعة قرطبة وأحد المشاركين في الدراسة.

وتتزايد حدة هذه المشكلة نظرا لأن البشر، ولا سيما من الشباب، أصبحوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متزايد باعتبارها مصدرا للمعلومات، كما أن رؤية مشاهد مزيفة لصداقات وتآلف بين أشخاص وحيوانات برية غريبة، قد يجعل مزيدا من الناس يريدون اقتناء مثل هذه الحيوانات في المنزل.

واقترح فريق الدراسة ضرورة مواجهة الضرر المحتمل الذي قد يترتب على هذه النوعية من الفيديوهات عن طريق وضع إستراتيجيات للتوعية، وبرامج لمكافحة ما يصفونه بالأمية الإعلامية، ونشر التعليم البيئي في المدارس، وذلك "للتأكد من أن الأطفال يفهمون في مرحلة مبكرة من العمر أن الأسود لا تعيش بيننا" على حد قول فرانسيسكو سانشيز الباحث في مجال علوم الحيوان بجامعة قرطبة.

ولعل المغزى من هذه الدراسة هو ضرورة تحري الحقيقة بشأن مقاطع الفيديو التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم أن بعض الفيديوهات المصنوعة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يكون من السهل اكتشاف زيفها، من خلال ملاحظة تدني جودة هذه الفيديوهات وطولها وبعض السمات التي تجعلها تبدو غير حقيقية، فإن هناك مقاطع أخرى يصعب اكتشافها وقد تبدو للوهلة الأولى طبيعية وحقيقية رغم غرابة أحداثها.

ويوضح مهندس الحاسوب بجامعة بافالو الأميركية، سوي ليو، أن "مقاطع الفيديو المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تبدو مقنعة، ولكن هناك بعض المؤشرات التي تكشف حقيقتها".

وينصح المشاهدين بضرورة "الالتفات إلى أي حركات تبدو غير طبيعية في هذه المقاطع، حيث قد ترى الحيوانات تتحرك بسلاسة غير معتادة أو طبيعية، أو بشكل يخالف قوانين الفيزياء على سبيل المثال، مضيفا أن عدم اتساق الإضاءة في تلك المقاطع قد يكون من المؤشرات التي تكشف زيفها، حيث يكتشف المشاهد أن حركة الضوء والظلال لا تتماشى مع طبيعة المشهد وخلفيته.

وأخيرا يقول ليو إنه "يتعين على المشاهد النظر عن كثب إلى بعض التفاصيل الدقيقة مثل فرو الحيوان أو ريش الطائر، حيث إن برامج الذكاء الاصطناعي تقوم في بعض الأحيان بتظليل تلك التفاصيل أو تكرار الأنماط بشكل غير طبيعي".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الذکاء الاصطناعی مواقع التواصل مثل هذه

إقرأ أيضاً:

مفبركة بالذكاء الاصطناعي.. الداخلية تنفي وجود انتهاكات انتخابية في سوهاج وأسيوط

نفى مصدر أمني، صحة ما تم تداوله بمقطع فيديو بأحد المنابر الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن تجميع لعدد من الوقائع خلال المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب باستخدام خاصية الذكاء الاصطناعي، والزعم بكونها انتهاكات انتخابية لم يتم اتخاذ إجراءات حيالها بمحافظتي سوهاج وأسيوط.

وأكد المصدر أن كافة تلك الوقائع المحدودة تم رصدها وفحصها في حينه واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وتبين أن مصدرها عدد من أنصار مرشحين أخفقوا في الانتخابات في إطار التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية.

ويأتي ذلك في إطار المحاولات اليائسة للجماعة الإرهابية للنيل من حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد من خلال نشر الشائعات واختلاق الأكاذيب وتزييف الحقائق وهو ما يعيه الشعب المصري، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجي تلك الادعاءات.

اقرأ أيضاًضبط سيدتين بتهمة الاعتداء بالسب على أخرى وتكسير زجاج سيارتها بالقاهرة

تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية داعش زايد لجلسة 18 يناير 2026

مقالات مشابهة

  • «ماستركارد» تُطلق أول حلول دفع مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الإمارات بالتعاون مع «ماجد الفطيم»
  • جامعة المنيا الأولى في الهندسة والطاقة والثانية بالذكاء الاصطناعي
  • إطلاق أول مستحضر تجميلي روسي تم تطويره بالذكاء الاصطناعي
  • كيف تؤثر الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي على المحتوى بالإنترنت؟
  • جوجل تعزّز قدراتها في مجال السفر بالذكاء الاصطناعي
  • لماذا تُحِسُّ كلُّ الحيوانات ولن تُحِسَّ الآلةُ أبدًا؟
  • لماذا يتوجب عليك إعادة التواصل مع أصدقاء المدرسة القدامى؟
  • تصريح صادم من مصطفى سليمان: لماذا يجب الهروب من الذكاء الاصطناعي الخارق؟
  • مفبركة بالذكاء الاصطناعي.. الداخلية تنفي وجود انتهاكات انتخابية في سوهاج وأسيوط