يمانيون|تقرير
تتصاعد موجة الغضب في أوساط جرحى الخونة والعملاء المنضوين تحت راية العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في محافظتي مأرب وتعز، بعد أن تُركوا لستة أشهر بلا رواتب، وليواجهوا مصيرهم مع جراح متعفنة وإهمال طبي فاضح يكشف الجانب الأكثر سواداً في تعامل الغزاة مع أدواتهم، أولئك الذين استخدموهم وقوداً لعدوانهم الغاشم ثم رموهم على الأرصفة ينهشهم الألم والمرض.


ففي مدينة مأرب، تتواصل الاعتصامات المفتوحة لجرحى المرتزقة، مكتسبةً زخماً واسعاً بانضمام عائلات القتلى وشخصيات قبلية غاضبة، بينما تمنع الميليشيات التابعة لتحالف العدوان نصب خيام جديدة خشية توسّع الاحتجاج وتحوله إلى ثورة تهدد مقاعد تجار الحروب ولصوص المال العام، وكبار الخونة للوطن.
الجرحى الخونة يؤكدون أنهم يتعرضون للتضييق والمنع من التجمع، بالتزامن مع حظر شامل على وسائل الإعلام لمنعها من تغطية فعالياتهم، ومع تزايد الاحتقان، يلوّح المعتصمون بخطوات تصعيدية واسعة ما لم تُستجب مطالبهم.

أما تعز، فالمشهد فيها يكرر الصورة ذاتها، اعتصام مفتوح أمام مبنى السلطة المحلية، وتهديدات بإغلاق المكاتب الإيرادية وشلّ العمل الحكومي رداً على تجاهل سلطات العملاء لمعاناتهم، فمن أرسلهم إلى ساحات القتال، لا يطيق اليوم حتى سماع صوتهم.

وتكتمل الصورة القاتمة بمشهد المستشفيات الخاصة والحكومية التي تقف على شفا الانهيار، بعدما امتنعت السعودية عن سداد مستحقات علاج جرحى عدوانها، فيتراكم الدين عاماً بعد آخر، فيما لا يسمع المحتجون أمام مقرات التحالف سوى صمت بارد يليق بمن لا يرى اليمنيين إلا أرقاماً تُستهلك ثم تُنسى في لجان القتل.

ولا يتوقّف الانهيار عند الإهمال، بل تبرز روائح الفساد التي تغطي المشهد: مخصصات منهوبة، وقوائم سفر تُباع بالمحسوبية، وفواتير علاج مضخّمة، وصفقات مشبوهة تُدار في المكاتب المغلقة.

جرحى يُرمى بهم في مستشفيات لا يعرفون إن كانت ستعالجهم أم ستضيف أطرافهم المبتورة إلى قائمة الفواتير.

أما الذين سُفّروا للعلاج في الخارج، فهم يعيشون مأساة أشدّ قسوة: “مخصصات توقفت، وتهديدات بإعادتهم قبل استكمال العلاج، وضغوط تُمارس عليهم كأن الهدف لم يكن إنقاذهم، بل التخلص منهم نهائياً” ، فمن استخدمهم وقوداً لاحتلال شعبهم واستباحة أرضهم وانتهاك سيادتهم،، يستخدم اليوم الإهمال لقتلهم ببطء.

الحقيقة التي تتكشف اليوم بلا رتوش: “تحالف العدوان لم يرَ في هؤلاء المقاتلين بشراً، بل وظيفة مؤقتة تُستغل عند الحاجة، ويُتخلّى عنها عند أول منعطف، أن يقاتلوا حيث يريد الغزاة، وأن يموتوا حين يشاؤون، وأن يواجه من بقي منهم جراحه بلا دواء ولا كرامة”.

وفي ساحات الاعتصام اليوم، يدرك جرحى العدوان الخونة لبلادهم وشعبهم الحقيقة التي طالما جرى إخفاؤها: لقد استُخدموا سلماً ليصعد عليه حفنة من العملاء المشغولين بمراكمة الثروة وتوسيع النفوذ، واليوم، يرتفع صوت الجرحى لا لأن الألم جاء متأخراً، بل لأن الخديعة باتت أوضح من أن تُطمس، وأكبر من أن تُغتفر.

#جرحى_المرتزقة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بيان هام لمجلس الشورى حول قرار “مجلس أمن المستكبرين” بشأن اليمن

صنعاء|يمانيون
أكد مجلس الشورى أن الشعب اليمني لن يخضع لسياسات العقاب الجماعي والكيل بمكيالين، وسيواصل الدفاع عن سيادته وحقوقه المشروعة بكافة الوسائل القانونية والسياسية والدبلوماسية.

جاء ذلك في بيان أصدره المجلس عصر اليوم الإثنين لإدانة قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد العقوبات “الأمريكية” على اليمن.

ووصف بيان الشورى القرار بالمجحف، كونه يفتقر للعدالة والموضوعية، ويعكس الانحياز الواضح لدول العدوان التي تشن حرباً عسكرية واقتصادية شاملة على الشعب اليمني منذ أكثر من عشر سنوات.

وجدد مجلس الشورى التأكيد على ثبات موقف اليمن الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مبينًا أن معاقبة اليمن بسبب مواقفه الإنسانية والدينية تجاه غزة يمثل استخفافاً بالعدالة الدولية.

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى إعادة تقييم شامل لملف العقوبات بصورة موضوعية، والابتعاد عن الضغوط السياسية التي تمارسها دول العدوان على مؤسسات الأمم المتحدة، وإنهاء العدوان ورفع الحصار وفتح الممرات الإنسانية بصورة كاملة وغير مشروطة.

ولفت إلى أن الجمهورية اليمنية تواجه حرباً خارجية وعدوانًا منظمًا، وأن تصوير ما يجري بنزاع بين أطراف داخلية هو تضليل سياسي يهدف للهروب والتنصل من محاسبة دول العدوان عن جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة بحق الشعب اليمني.

كما أكد البيان رفض المجلس قرار التمديد رفضاً قاطعاً، ويعتبره تقويضًا للسلام الشامل والعادل في اليمن وإطالة أمد العدوان على اليمن، محملاً دول العدوان والحصار المسؤولية المباشرة عن تدهور الوضع الإنساني نتيجة فرضها حصاراً خانقاً على الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.

وأوضح أن القرار يخدم بصورة مباشرة دول العدوان ويسهم في تضييق الخناق الاقتصادي والسياسي على اليمن، وتعجيز قدرة الدولة اليمنية عن الاضطلاع بواجباتها تجاه مواطنيها، في وقت تتجاهل فيه الأمم المتحدة آثار العدوان الذي دمّر البنية التحتية وأدى لأكبر كارثة إنسانية على الشعب اليمني.

واعتبر الإبقاء على العقوبات واستمرارها دون مراجعة حقيقية للوقائع الميدانية وتحديد مسؤوليات الأطراف المتورطة في العدوان والحصار، إخلالاً خطيراً بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويُثبت ازدواجية المعايير في تعاطي مجلس الأمن تجاه العدوان على اليمن.

وأكد المجلس أن قرار مجلس الأمن تجاهل الوضع الإنساني الكارثي في اليمن وتماهى مع مصالح تحالف العدوان التي تقوده أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك تحول مجلس الأمن من جهة مكلفة بحفظ السلم والأمن الدوليين إلى أداة تضفي غطاءً سياسياً للانتهاكات المستمرة على اليمن أرضاً وشعباً.

مقالات مشابهة

  • تأمُّلات في دلالات سقوط شبكة التجسّس ضد اليمن
  • رئيس مجلس النواب: اليمن يمتلك ما يكفي لمواجهة كافة المؤامرات والتحديات
  • نافذة- أبرز المؤشرات التي تكشف حجم الأزمة الغذائية في اليمن
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على اليمن
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على الشعب اليمني
  • بيان هام لمجلس الشورى حول قرار “مجلس أمن المستكبرين” بشأن اليمن
  • مجلس الشورى يُدين قرار مجلس الأمن تمديد العقوبات على اليمن
  • مجلس الشورى يُدين قرار مجلس الأمن تمديد نظام العقوبات المفروضة على اليمن
  • الممثل الجعدبي يكشف تفاصيل الرسالة التي وصلته من السيد القائد؟