بكين ترد على تصريحات طوكيو العسكرية تجاه تايوان بتعليق الاستيراد
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
تتسارع وتيرة التوتر الدبلوماسي بين الصين واليابان على خلفية تصريحات لرئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايشي بشأن تايوان، ما دفع بكين إلى اتخاذ سلسلة إجراءات اقتصادية وثقافية متصاعدة، أبرزها تعليق استيراد المأكولات البحرية من اليابان، ووقف الموافقات على الأفلام اليابانية، إضافة إلى تحذيرات أمنية متبادلة بين البلدين.
وأفادت وسائل إعلام يابانية، بينها شبكة "إن إتش كاي"، الأربعاء، بأن الصين أبلغت طوكيو قرارها تعليق استيراد المأكولات البحرية اليابانية، في خطوة فسرتها بكين بأنها ضرورية لـ"مراقبة المياه المعالجة" التي صرفت من محطة فوكوشيما النووية.
ويأتي القرار بعد أشهر من استئناف الصين وارداتها البحرية من اليابان في حزيران/يونيو الماضي، عقب حظر فرضته عام 2024 إثر بدء محطة فوكوشيما تصريف المياه المعالجة في 2023.
ورغم تأكيدات شركة "تيبكو" بأن المياه خضعت لمعالجة متكررة لإزالة المواد المشعة باستثناء مادة "تريتيوم" ضمن الحدود الآمنة، وتمسك الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسلامة العملية، واصلت بكين انتقاداتها واتهمت طوكيو بـ"معاملة المحيط الهادئ معاملة سيئة".
ولاحقا فرضت روسيا حظرا مشابها على المنتجات البحرية اليابانية.
رد صيني غاضب على تصريحات تاكايشي
يتزامن التصعيد مع توتر حاد أثارته تصريحات لرئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، قالت فيها إن طوكيو "قد تتدخل عسكريا" إذا تعرضت تايوان لهجوم صيني.
وأثارت التصريحات غضب بكين التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، إذ استدعت السفير الياباني، ودعت مواطنيها إلى تجنب السفر إلى اليابان، كما حذرت وزارة الخارجية الصينية من "إجراءات مضادة جادة" إذا لم تتراجع طوكيو عن تصريحات تاكايشي.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، الاثنين الماضي، أن رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ لن يلتقي تاكايشي على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا.
ضربات اقتصادية وثقافية تدريجية
وفي إطار الردود العقابية، نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة أن الهيئة الصينية المنظمة للأفلام أوقفت الموافقات على الأعمال السينمائية اليابانية الجديدة، كما جمدت ستة أفلام كانت مبرمجة للعرض.
وتشير البيانات اليابانية إلى أن صادرات المأكولات البحرية إلى الصين بلغت في 2023 نحو 15.6% من إجمالي 390 مليار ين (2.5 مليار دولار)، منخفضة من 22.5% في 2022. وبلغت صادرات اليابان من المنتجات البحرية إلى هونغ كونغ 26.1% وإلى الولايات المتحدة 15.7%.
ورغم رفع بكين الحظر في حزيران/يونيو الماضي، فإن إجمالي وارداتها من الأسماك والقشريات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام لم يتجاوز 500 ألف دولار، بحسب بيانات الجمارك الصينية.
طوكيو تحذر رعاياها في الصين
في المقابل، دعت اليابان مواطنيها في الصين إلى توخي الحذر، وتجنب الأماكن المزدحمة، في ظل ما وصفته بـ"تزايد المشاعر المناهضة لليابان" داخل الإعلام الصيني. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء مينورو كيهارا إن التحذير يستند إلى "تقييم شامل" للوضع الأمني.
وذكرت السفارة اليابانية في بكين أن على اليابانيين توخي اليقظة، وعدم السفر بمفردهم، والحذر خلال التنقل مع الأطفال.
وزار مسؤول شؤون آسيا وأوقيانوسيا في الخارجية اليابانية ماساكي كاناي الصين لمحاولة خفض التوتر، متوقعا أن يوضح للمسؤولين الصينيين أن تصريحات تاكايشي "لا تعني تغييرا" في موقف اليابان الرسمي الذي يعترف بجمهورية الصين الشعبية حكومة شرعية للصين.
خلاف دبلوماسي يهدد العلاقات الاقتصادية
وتظهر التطورات أن الخلاف الأخير يهدد المكاسب الاقتصادية الأخيرة بين البلدين، رغم لقاء جمع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيسة الوزراء تاكايشي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واتفاقهما على تعزيز العلاقات التجارية والسياحية.
غير أن الخطاب القومي المتشدد لدى الطرفين يغذي التوتر، إذ توضع تاكايشي ضمن "اليمين المحافظ المتطرف" داخل اليابان، بينما يقود شي جين بينغ توجها قوميا صارما.
وتشير استطلاعات الرأي في اليابان إلى ارتفاع جديد في التأييد الشعبي لتاكايشي بعد تصريحاتها بشأن تايوان، رغم الانقسام الداخلي حول احتمال تدخل طوكيو عسكريا.
زيارات حساسة وخطط دفاعية
وترى تحليلات في "بلومبيرغ" أن التوتر قد يدفع تاكايشي لإعادة طرح زيارة ضريح ياسوكوني الذي يخلد قتلى الحرب اليابانيين، بمن فيهم مدانون بجرائم حرب، وهو ما أثار أزمات سابقة حين زاره رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي عام 2013.
أما على المستوى العسكري، فقد ضاعفت الصين إنفاقها الدفاعي منذ 2013، بينما رفعت اليابان ميزانية دفاعها إلى 43 تريليون ين (273 مليار دولار) ضمن خطة ممتدة لخمس سنوات، ما يرفع الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبينما تتصاعد التصريحات والإجراءات الاقتصادية والثقافية المتبادلة، يخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التوتر إلى إعادة رسم مسار العلاقات بين البلدين في وقت تشهد فيه المنطقة حساسية جيوسياسية غير مسبوقة، خصوصا في ظل ارتباط الملف التايواني بالممرات البحرية الحيوية والأمن الإقليمي الواسع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الصين اليابانية تايوان فوكوشيما اليابان الصين فوكوشيما تايوان الاستيراد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اليابان تحذر مواطنيها في الصين وسط توتر مع بكين
دعت اليابان مواطنيها في الصين إلى توخي الحذر وتجنب الأماكن المزدحمة، وسط تفاقم النزاع بين بكين وطوكيو على خلفية موقف الأخيرة من تايوان.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني مينورو كيهارا إن التحذير الأخير هو دعوة متجددة لاتخاذ تدابير السلامة مع تزايد المشاعر المناهضة لليابان في وسائل الإعلام الصينية بعد الأحداث الدبلوماسية الأخيرة.
وأوضح كيهارا أن الحكومة أصدرت أحكاما تستند إلى دراسة شاملة للوضع الأمني في الصين والمنطقة، فضلا عن الظروف السياسية والاجتماعية، وذلك في تعليق على الإشعار الخاص بالسلامة.
واشتعل الخلاف الدبلوماسي بين الصين واليابان بسبب تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي أمام البرلمان بأن طوكيو قد تردّ عسكريا على أي استخدام للقوة ضد جزيرة تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي وتعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
وتوجّه رئيس إدارة شؤون آسيا وأوقيانوسيا في الخارجية اليابانية ماساكي كاناي أمس الاثنين إلى الصين لخفض التوتر الدبلوماسي الذي نشأ على خلفية تصريحات تاكايتشي.
ووفقا لوسائل إعلام يابانية، من المتوقع أن يوضّح كاناي للمسؤولين الصينيين أن تصريحات تاكايتشي لا تعني أي تغيير في الموقف الرسمي لليابان الذي يعترف بأن "جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين".
وطالبت السفارة اليابانية في الصين مواطنيها أمس الاثنين باحترام العادات المحلية وتوخي الحذر في تعاملهم مع الشعب الصيني، داعية إياهم إلى أن يكونوا على دراية بمحيطهم عندما يكونون في الخارج، وكذلك عدم السفر بمفردهم، والحذر عند السفر مع الأطفال.
وعلق موزعو الأفلام عرض فيلمين يابانيين على الأقل في الصين، وهو إجراء قال تلفزيون الصين المركزي في وقت متأخر أمس إنه "قرار حكيم" يأخذ في الاعتبار المشاعر المتوترة للجمهور المحلي.
إعلانوتطالب بكين بضم تايوان إلى أراضيها، وهي جزيرة يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، باعتبارها مقاطعة انفصالية، في وقت تصر فيه تايوان على استقلالها منذ عام 1949، وهو ما لا تعترف به بكين.
وتبعد تايوان نحو 110 كيلومترات من الأراضي اليابانية، وتوفر المياه المحيطة بالجزيرة طريقا بحريا حيويا للتجارة التي تعتمد عليها طوكيو. وتستضيف اليابان كذلك أكبر وجود عسكري أميركي خارج الولايات المتحدة.