مركز حقوقي فلسطيني: أسرى النقب تجمّدت أطرافهم ومأساتهم تتصاعد
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
الثورة / متابعات
حذّر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل السجون الإسرائيلية في الجنوب، ولا سيما في معتقلات النقب، مع بداية موجة البرد والمطر الأخيرة، حيث يعاني الأسرى من تجمّد أطرافهم وغياب أي وسيلة للتدفئة أو ملابس شتوية منذ ما يزيد على عامين.
وفي بيان صحفي صدر أمس الأول الثلاثاء، أوضح المركز أن المعتقلات المنتشرة في النقب ونفحة وريمون، إضافة إلى السجون الجديدة التي أُنشئت خلال الحرب على غزة، وعلى رأسها سجن “سديه تيمان”، وتضم قرابة نصف مجموع الأسرى، شهدت أوضاعًا وصفها بأنها “بالغة القسوة”.
وانخفضت درجات الحرارة إلى ما يقارب الصفر، فيما تسربت المياه إلى الأقسام، ما أدى إلى تلف القليل من المتعلقات الشخصية التي يمتلكها الأسرى.
معاناة مضاعفة في سجن النقب
مدير المركز، رياض الأشقر، أشار إلى أن سجن النقب هو الأكثر تضررًا، إذ يحتجز داخله أكثر من 2,500 أسير، ويضم أقسامًا مبنية على الخيام تتعرض مباشرةً لتسرب الأمطار. كما أكد أن سلطات الاحتلال تمنع إدخال الأغطية والملابس الشتوية، في حين يصل الأسرى الجدد دون أي بدائل لما كانوا يرتدونه عند اعتقالهم. وزاد من سوء الأوضاع حرمان الأسرى من الماء الساخن، تنفيذًا لقرارات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.
وبيّن الأشقر أن الأسرى يواجهون أصلًا ظروف اعتقال صعبة وإجراءات تنكيل مستمرة، إلا أن موجة البرد الحالية فاقمت مستويات المعاناة، ورفعت احتمالات انتشار الأمراض الشتوية مثل الإنفلونزا والسعال وارتفاع الحرارة، في ظل غياب العلاج الطبي ومنع الأعشاب الطبية التي كانوا يعتمدون عليها سابقًا، كالبابونج والميرمية، منذ عامين كاملين.
سجون غير مهيأة للشتاء
وأكد المركز أن البنية التحتية للسجون غير مجهزة للتعامل مع الطقس البارد، إذ يجري إخراج الأسرى في ساعات الصباح المبكرة بحجة التفتيش الأمني، ما يزيد تدهور أوضاعهم الصحية.
ودعا المؤسسات الحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل، وتشكيل لجان مستقلة لزيارة هذه السجون والوقوف على أحوال الأسرى، والضغط على الاحتلال لإعادة برنامج الزيارات الموقوف منذ أكثر من عامين.
حرب مستمرة وآثار كارثية
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار “إسرائيل” في حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي أوروبي، وهي الحرب التي خلّفت، وفق مصادر فلسطينية رسمية، أكثر من 239 ألفًا بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين. كما أدت المجاعة وسوء التغذية إلى وفاة أعداد كبيرة من المدنيين، معظمهم من الأطفال، في ظل دمار واسع طال معظم مدن ومناطق القطاع.
ويحذر مركز فلسطين وغيره من الجهات الحقوقية من أن الظروف التي يعيشها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية تمثل امتدادًا لسياسة “العقاب الجماعي” التي تُمارس بحق الفلسطينيين، وتستوجب تحركًا دوليًا فاعلًا قبل تفاقم الكارثة الإنسانية داخل المعتقلات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إعلام الأسرى يدعو للتحقيق الفوري بعد الكشف عن استشهاد أسرى بسجون الاحتلال
غزة - صفا قال مكتب إعلام الأسرى إن ما كشفت عنه منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل" عن استشهاد (98) فلسطينيًا أثناء احتجازهم في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، تعتبر معطيات جديدة تؤكد ما خلصت إليه تقارير مؤسسات الأسرى بارتكاب الاحتلال جرائم إعدام منظمة بحق الأسرى ارتكبت في الخفاء بعيدا عن أنظار العالم. واعتبر المركز في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، أن استشهاد هذا العدد من المعتقلين، دون محاكمة عادلة أو معرفة الأهل بمصيرهم، يُشكّل جريمة قتل خارج نطاق القانون، ويُصنّف كـ جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية حسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وأوضح أنه بموجب القانون الدولي الإنساني يعتبر ذلك جريمة جسيمة وانتهاكًا صريحًا لاتفاقيات جنيف، لا سيما المادة (3) المشتركة، والمادة (27) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تُلزم قوة الاحتلال بحماية حياة وكرامة المعتقلين في جميع الظروف. وحمّل المكتب الاحتلال مسؤولية ارتقاء هذا العدد من الأسرى نتيجة التعذيب الوحشي والتجويع والاهمال الطبي. وأكد أن العدد الحقيقي يتجاوز ذلك بكثير، حيث يمارس الاحتلال بحقهم سياسة التكتيم والإخفاء القسري خاصة المعتقلين في السابع من أكتوبر. وطالب المكتب المؤسسات الدولية وخاصة لجنة الصليب الأحمر والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها الكاملة في فتح تحقيق دولي عاجل وضمان الوصول إلى المعتقلين، ووقف الانتهاكات المستمرة بحقهم، ومساءلة المسؤولين عنها أمام الجنائية الدولية. ودعا للعمل على كشف مصير أعداد من الأسرى يفرض عليهم الاحتلال سياسة التكتيم والإخفاء القسري، والعمل على زيارتهم وتفقد حقوقهم والإفراج عنهم. وشدد على ضرورة تفعيل الفعاليات الشعبية المناصرة للأسرى في كافة الميادين اسنادا لهم ولقضيتهم، حتى الإفراج عنهم.