السعودية والكيان : “تطبيع” أم ” تطويع” ..؟!
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
كشفت زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن عن حالة من تبعية مفرطة تبديها الرياض لواشنطن، تبعية ليست وليدة المرحلة بل عمرها أكثر من ثمانية عقود، وتعود جذورها الأولى للقاء مؤسس مملكة أل سعود مع الرئيس الأمريكي عام 1945م أمام شاطي الإسكندرية المصرية حيث أبرمت معاهدة استراتيجية بين الرجلين تتكفل بموجبها أمريكا بحماية نظام آل سعود ووحدة أراضيه، مقابل أن يتكفل النظام السعودي بحماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه ونصرته في مواجهة المد الوطني الفلسطيني والمد القومي العربي، معاهدة كاثيوليكية مقدسة أبرمت قبل ميلاد الكيان في فلسطين بثلاث سنوات.
وقد وفي كل طرف بتعهداته، لكن يبدو اليوم ان هناك مرحلة انفتاحية جديدة مطلوب فيها من ” آل سعود” الانتقال من الدعم السري للكيان، إلى الدعم العلني.. مقابل أن يصبح محمد بن سلمان ملكا للبلاد، إذ وصفه اليوم ترامب ب “ملك المستقبل” والحليف الذكي، وقارن ترامب اليوم بين المملكة والكيان واعتبرهما معا حلفاء موثوقين لأمريكا، ولهذا أبدى استعداده لبيع المملكة طائرات مقاتلة من فئة F35 وان كانت لا تتمتع كالعادة بالمواصفات والتقنيات الكاملة وربما سيقودها أيضا طيارون أمريكيون أو إسرائيليون لا فرق عند المملكة على غرار طائرات التجسس “ أواكس العملاقة” التي اشترتها المملكة من أمريكا وتدار لليوم من قبل طواقم أمريكية وممنوع على أي سعودي الصعود عليها..!
ترليون دولار هو المبلغ الذي تعهد به بن سلمان للاستثمار في أمريكا مقابل صفقات وتقنيات لا تجد المملكة من يستطيع التعامل بها من مواطنيها الا نادرا وفي نطاقات محدودة، وأزمة اقتصادية طاحنة تعيشها المملكة وخطط وأحلام بن سلمان ورؤية المملكة 20_30 التي تعثرت وتعثرت مشاريعها وتحولت إلى مجرد أحلام طوباوية..؟!
لكن المهم ان تضخ المملكة أموالها لخزانة أمريكا، وان تبقى أمريكا عهدها على حماية نظام آل سعود خاصة وبن سلمان يحتاج هذه الحماية في المرحلة الراهنة التي بدت فيها نيران الخلافات تتصاعد من داخل أروقة القصور الملكية ..!!
بكلمات عابرة تحدث بن سلمان عن القضية الفلسطينية دون توضيح، فيما أكد ترامب أن الفلسطينيين يحبونه لدرجة “ العشق”..!
تفاخر ترامب أيضا بكونه أول رئيس أمريكي هاجم، إيران وانه لن يسمح بإيران نووية في عهد متجدد عنوانه تجريد كل دول المنطقة من أي قدرات عسكرية سواء كانت نووية أو صاروخية أو أسلحة تقليدية وان كانت بنادق قناصة فقط القدرات العسكرية يجب أن تكون للكيان ويجب أن يكون الكيان وحده من يملك التفوق العسكري، وغير مسموح للبقية بالتسلح أو امتلاك حتى بنادق عادية، ولهذا نراه يهدد إيران بتجريدها من قدراتها النووية والصاروخية، ويطالب بتجريد المقاومة في لبنان والعراق من سلاحها الخفيف، ويهدد اليمن، وحتي مصر لم تسلم من غمزات العدو ويرى أن تحديث الجيش المصري خطرا يهدد وجوده، وربما سيأتي يوم تطالب فيه إسرائيل وأمريكيا تجريد العرب والمسلمين حتى من “سكاكين المطبخ وصواطير الجزارين” خشية من استخدامها ضد الصهاينة خاصة مع تزايد عمليات الطعن داخل الأراضي المحتلة..! وقد يصل الأمر بتجريد العرب من “ المقلاع والأحجار” السلاح الذي استخدمه أطفال الانتفاضة وبجدارة، وقد يعود ويستخدم في الضفة الغربية الموعودة بالانفجار الشامل في وجه العدو قريبا..!
أكد ترامب ان بن سلمان طلب منه رفع العقوبات والحصار عن سوريا واصفا الرئيس السوري الذي كان مطلوبا لأمريكا كإرهابي بأنه رجل قوي وشريك نافع..؟!
ما تناقلته وسائل الإعلام اليوم عن لقاء ترامب مع ولي العهد السعودي لم يكن لقاء قادة بل كان لقاء “ العبد _ بسيده” فطيلة اللقاء كان بن سلمان يخاطب ترامب بـ”سيدي الرئيس” لم يقل أبدا فخامة الرئيس، وان كانت وسائل الإعلام السعودية قد ترجمت اللقاء بعكس نصه الأصلي، وبالتالي فإن اللقاء كان لقاء “ التطويع” على طريق “التطبيع” وإن المملكة تسير على منهج وخطة أمريكية إسرائيلية مرسومة بعناية بما يحافظ على ماء وجه المملكة التي وصفها ترامب بزعيمة الوطن العربي والعالم الإسلامي..!
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بن سلمان
إقرأ أيضاً:
خوف إسرائيلي من السعودية.. المملكة تهدد قوة الاحتلال بصفقة إف-35
أفادت تقارير بأن إسرائيل تدرس طلب ضمانات أمنية من الولايات المتحدة إذا مضت واشنطن قدماً في بيع طائرات إف-35 المقاتلة للسعودية، وربطت الصفقة بالتطبيع المحتمل، وفق ما أفاد موقع أكسيوس الصحفي الأمريكي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين.
بحسب التقرير، أبلغ نظام الاحتلال إدارة ترامب أن مثل هذه الصفقة يجب أن تكون مشروطة بتطبيع العلاقات بين الرياض والاحتلال الإسرائيلي.
"إسرائيل" تريد مقايضة "إف-35" بالتطبيعونقلت المنصة الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله "أبلغنا إدارة ترامب أن توريد طائرات إف-35 للسعودية يجب أن يكون خاضعا للتطبيع السعودي مع إسرائيل".
وذكرت تقارير أن كيان الاحتلال أبدى قلقه إزاء القرب الاستراتيجي للأراضي السعودية، مشيرا إلى أن طائرات إف-35 يمكنها الوصول إلى المجال الجوي الإسرائيلي في غضون دقائق إذا تم نشرها في الجزء الغربي من المملكة.
ترامب يعلن عزمه بيع مقاتلات إف-35 للسعودية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أن الولايات المتحدة تنوي بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-35 للسعودية، وذلك قبل يوم واحد فقط من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات رفيعة المستوى.
قال ترامب للصحفيين ردًا على سؤال حول الموافقة المحتملة على الصفقة: "سنفعل ذلك. سنبيع طائرات إف-35 ". ووصف الرياض بالشريك الاستراتيجي، وأضاف: "لقد كانوا حليفًا رائعًا".
تُشير هذه الخطوة إلى تعميق التعاون الدفاعي الأمريكي السعودي بشكل كبير، وتأتي في ظل تصاعد النشاط العسكري الإقليمي والتوترات الجيوسياسية.
ومن شأن بيع طائرات إف-35 أن يعزز القدرات الجوية للمملكة بشكل كبير، مما قد يُحدث تغييرًا في التوازن العسكري في الخليج العربي.
أبلغت إسرائيل إدارة ترامب بشكل خاص أنها لا تعارض بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-35 للسعودية، طالما أن الصفقة مرتبطة بشكل مباشر بالتطبيع الدبلوماسي الكامل بين الرياض وإسرائيل.
وستركز مناقشات البيت الأبيض على اتفاق أمني محتمل بين الولايات المتحدة والسعودية، وحزمة طائرات إف-35 التي نوقشت منذ فترة طويلة، وجهود واشنطن لتحقيق اختراق في التطبيع الإسرائيلي السعودي.
وتسعى إسرائيل بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إلى الحفاظ على تفوّقها العسكري النوعي في المنطقة من خلال امتلاك أكثر الطائرات تطورًا، وعملت في السابق على منع بيع إف-35 لدول من بينها تركيا والإمارات.