لجريدة عمان:
2025-11-20@19:23:32 GMT

سلطنة عمان تاريخ وحضارة ومستقبل زاهر

تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT

سلطنة عمان تاريخ وحضارة ومستقبل زاهر

سلطنة عمان، تاريخ وحضارة ضاربة في عمق الزمن، وأمجاد الوطن ورسوخ مكانته شراع ممتد عبر السنين، وإنجازاته العطيمة ليست شيئًا عاديًا، أو ضوءًا لمع فجأة في كبد السماء سرعان ما انطفأ، بل عُمان سراج وضاء أبهر المؤرخين في كتاباتهم عنها، سطّروا في مؤلفاتهم الحقائق التاريخية التي تعاقبت الأجيال على قراءتها.

لن نتحدث طويلًا عن الموقع الجغرافي الحيوي الذي تقع فيه سلطنة عُمان سواء عن خطوط الطول والعرض، أو دورها الفعال في خط التجارة الدولية ولن نعيد فتح أمجاد الماضي وما قدّمته الحضارة العُمانية للعالم من سبق في مجالات عدة، لكن ثمة شعور وطني يجعلنا نفتخر ونعتز بكل ما شهدته الأرض العُمانية من ملاحم بطولية وتضحيات وفداء، ليظل الوطن حرا مستقلاً ينعم بالامن والامان والاستقرار.

نحن اليوم في خضم الحديث عن المنجزات الوطنية التي حققتها سلطنة عُمان منذ أن بدأ صوت النهضة ينادي وإلى يومنا هذا.. مسيرة ظافرة حافلة بالكثير من المفردات الرائعة، وإنجازات التي تحققت ولم تؤمن يومًا بالمستحيل، ويد عُمانية قوية رفعت بناء الوطن الشامخ،وشيدت الحاضر المشرق، في كل يوم يكتب التاريخ صفحة مضيئة في مسيرة البناء والتنمية والتطور.

إن عملية التمدن والتحضر ليست خروجًا عن المألوف، فمتطلبات العصر الحديث تفرض علينا مواكبة التقدم، ولكن من دون أن ننسلخ من خصوصية الوطن ومن رداء تراثنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا العُمانية البهيّة، وهذا هو النهج الذي تسير عليه سلطنة عُمان في خطاها نحو المستقبل الزاهر، ولذا أصبحت محط أنظار واهتمام من العالم.

أن الصفحات القديمة ما هي إلا شعاع أنار لنا طريق العتمة، وما قدّمه الأجداد عبر الاجيال الماضية من عطاءات وتضحيات ستظل مكانتها راسخة في القلوب "فخرًا واعتزازًا"، ولكن كما يُقال: "لكل زمان دولة ورجال"، بمعنى أن لكل عصر من الأزمنة دولته الخاصة ورجاله الذين يبرزون فيه، فالقدماء كان لهم دورهم الرائد في وجود هذا الوطن والذود عن مكتسباته وحضارته وامنه واستقراره، والأحفاد من سلالاتهم كان لهم دور آخر في تكملة مشوار بناء دولة عصرية متحضرة، إذن الأمور في تغير مستمر سواء في نهج السياسة " الدولية " أو الوسائل والأدوات التي تواكب العصر الحديث من تقنيات العلم الحديث، والتي تضفي على الماضي رونقًا شذيًا وصورة بهية ناطقة بالحياة.

إن من ينظر إلى التراث العُماني يجد نفسه أمام بوابة عظيمة، الداخل إليها يجد وهجًا من البطولات والتضحيات التي لا تُنسى، وما الشواهد الباقية من" القلاع والحصون" إلا نماذج حيّة تحكي براعة الفكر العُماني في "فن العمارة العُمانية" واللمسات الجمالية التي تزخر بها.

الى ذلك كله، تعد القلاع الشامخة شاهد حقيقي على دورها في مواجهة الأعداء، فعُمان منذ تأسيسها دولة ذات سيادة وثقل دولي على امتداد الزمن، وسبّاقة في مجالات العلوم والمعرفة والآداب وغيرها، لذا شهد لها العالم بالكثير من أوجه الريادة والسبق.

واليوم تسطّر سلطنة عُمان لوحة فنية ممتزجة ما بين" تراث الماضي وعبقه الخالد، والتطور والتحول" إلى دولة المؤسسات والحياة العصرية التي تواكب متطلبات التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات والاتجاهات.

قرأت الكثير ممن عبّروا عن حبهم للوطن، ولم أجد في نظري أجمل مما قاله الروائي والأكاديمي الجزائري واسيني الأعرج:"حب الوطن شيء آخر.. مساحة بلا حدود لأنها بلا ثمن.. إمّا أن تكون أو لا تكون.. لا تُكتسب مثل الوطنية.. تكاد تكون غريزة بلا ناظم لها وهم جميل، نشتهيه ولا نطلب منه شيئًا إلا سعادة الألم، عندما تتراجع كل القيم، ينهض هو فينا كمرض لذيذ تصعب مقاومته."

قد نعتقد بأننا ننسى الحديث عن الوطن عندما تتشابك من حولنا عقد الحياة، لكن ما أن نبتعد عن أرضه وسمائه يزداد الحنين إليه، وعندما نسمع اسمه، شيئًا عجيبًا يستنفر في عقولنا وقلوبنا، استنفارًا مفزوعًا وكأن شيئًا غير عادي قد ذُكر أمامنا، إنه الحب الذي يختلط مع دمائنا فيجعلنا نعيش حياتنا في حبه إلى الأبد.

الوطن هو الذي علّمنا الانتماء، وعرفنا بأنه ليس شيئا عاديا يمكن أن يمر مر الكرام، بل هو أسمى وأرفع من أي شيء في الوجود، فالأوطان لا تُباع أو تُشترى من أجل المال، الأوطان جزء من التكوين الانساني سواء "الجسدي والروحي" فهما لا ننفصل عنها أبدًا، لذا عندما نُخيّر في المكان الذي نُوارى فيه أجسادنا بعد الموت، لا نرتضي سوى أرض الوطن الطاهر مسكنًا لأجسادنا وأرواحنا التي تحلق في فضاءاته.

الوطنية لا تُكتسب بالجواز الذي نحمله بين أيدينا، الوطنية أكبر من ذلك بكثير، وحب الوطن ليس مجرد لفظ لغوي أو تشدق به، بل هو الكيان الذي لا ينفصل عن ذواتنا الانسانية..فعلى أرض هذا الوطن عاش آباؤنا وأجدادنا، وفي عمقه تنام أجساد الأحبة حتى تقوم الساعة.

لقد حققت سلطنة عُمان نهضة عملاقة في شتى ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فكل مجال ما هو الا نبراس وضاء ينطق بالتطور والتمدن والتحضر، وأصبح العُماني شريكًا أساسيًا في عملية البناء والتطور. فتحية حب وتقدير واعتزاز لرجال هذا الوطن الغالي وقائده المفدى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة ع مانیة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك سلطنة عمان احتفالاتها بيومها الوطني الـ 55

تشارك دولة الإمارات، سلطنة عمان الشقيقة، احتفالاتها بمناسبة يومها الوطني الخامس والخمسين الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام. 
وتحتفي الإمارات بهذه المناسبة، تجسيدا لعلاقات الأخوة التاريخية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما التي تزداد رسوخا بالحوار والتنسيق القائم واللقاءات على أعلى المستويات بشكل دائم، فضلا عن الاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة، ما يعكس حجم الاهتمام الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية بينهما.

وتمضي العلاقات بين البلدين قدماً، بفضل دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة.
وتشهد الإمارات سنوياً، مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة، احتفاءً باليوم الوطني لسلطنة عمان، التي تتضمن إضاءة العديد من معالم الدولة بالعلم العماني، واستقبال الزوّار العمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، إلى جانب تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في أبرز مراكز التسوق والترفيه في الدولة.
وتتسم العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان بالشمولية والتنوع الذي يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغيرها، وقد أسهمت اللجنة العليا المشتركة التي تشكلت عام 1991 في المضي قدما بمسارات التعاون والتكامل بين البلدين.
وتمثل العلاقات بين البلدين أحد أهم ركائز التكامل الخليجي والعربي، وتسهم في تعزيز وحدة وتماسك مجلس التعاون لدول الخليـج العربية، ودعم العمل العربي المشترك، كما يحرص البلدان على التنسيق والتشاور الدائم حول القضايا الاقليمية والدولية، وتجمعهما رؤية مشتركة لترسيخ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وتبرز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، مستوى الشراكة الراسخة بينهما، وآفاق نموها في المستقبل، إذ بلغ حجم التجارة الإماراتية العمانية غير النفطية في عام 2024 نحو 54.3 مليار درهم، بنمو نسبته 7 % مقارنة مع عام 2023 وبما يصل لنحو 12% مقارنة مع عام 2022.

ووصل حجم التجارة غير النفطية بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري 30 مليار درهم، بنمو نسبته 14.5 % مقارنة مع النصـف الأول من عام 2024 على أساس سنوي، وبنسبة 5.4 % مقارنة مع النصف الثانـي من عام 2024.
وبلغت قيمة الصادرات غير النفطية بين الجانبين في العام 2024 ما يزيد عن 17.8 مليار درهم، كما بلغت قيمة إعادة التصدير 22.7 مليار درهـم، فيما بلغت قيمة الواردات 13.8 مليار درهم.
وتعد سلطنة عمان من أهم الأسواق الخليجية للإمارات تجاريا، وفي المرتبة الثانية خليجيا، بما نسبته 16.3% من تجارة الإمارات الخارجية غيـر النفطية مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحتل سلطنة عمان المرتبة الثالثة خليجيا والرابعة عربيا في استقبال الواردات من دولة الإمارات، حيث تستأثر بما نسبته 17% من واردات الإمارات من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعتبر الإمارات الوجهة الأهم والأولى عالميا للاستثمارات العمانية في الخارج نهاية العام 2024، حيث استحوذت على نحو 42% من إجمالي الاستثمارات العمانية الخارجية، بقيمة 945.4 مليون ريال عماني أي ما يعادل (2.45 مليار دولا أميركي).
وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الثالثة ضمن أكبر الدول المستثمـرةُ في سلطنة عمان نهاية عــام 2024 بإجمالـي استثمارات بلغ 638.4 مليون ريال عماني (1.66 مليار دولار أميركي).
وشهد شهر مايو الماضي توقيع اتفاقية تطويـر وتشغيل المرحلة الأولى من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة محافظة البريمي، وذلك بين الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة في سلطنة عمان وشركة محضة للتطوير الإماراتية العمانية المشتركة، بالشراكة مع مجموعة موانئ دبي العالمية.

 

وفي أبريل 2024 وقع البلدان اتفاقيات ومذكرات تفاهم استثمارية بقيمة 129 مليار درهم، شملت مشاريع للطاقة المتجددة والمعادن الخضراء، والربط بالسكك الحديدية والبنية التحتية الرقمية، ومنها مشروع للطاقة والصناعة بقيمة 117 مليار درهم، ومشروع ربط السكك الحديدية بقيمة 11 مليار درهم، واتفاقية صندوق استثماري تكنولوجي بقيمة 660 مليون درهم.

 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة ونائباه يهنئون أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده إيدج وجنرال أتوميكس يتعاونان لتصنيع أنظمة التحكم الإلكترونية بالفرامل في الإمارات

وتتقاسم الإمارات وسلطنة عمان، موروثاً ثقافياً مشتركاً من الفنون والآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما، فيما تزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بينهما تداخلاً وعمقاً لتصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون.

وتواصل السلطنة في يومها الوطني الخامس والخمسين نهضتها الشاملة، ومسيرة التنمية والتطوير الحافلة بالإنجازات والإصلاحات، وفي مقدمتها تحديث مسيرة العمل الوطني وتسريع عملية تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية "عُمان 2040”، التي تنفذ على مدى 4 خطط تنموية متتالية، وتهدف إلى تنويع وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام بمعدل 5% سنوياً، مع زيادة متوسط دخل الفرد بنسبة تصل إلى 90%، بالإضافة إلى وضع نظام تعليمي يتسم بالجودة العالية، وإنشاء منظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة، وإيجاد بيئة جاذبة لسوق العمل العماني.

 

وكشف تقرير رؤية عُمان 2040 للأعوام 2024-2025، أن إجمالي الاستثمارات الأجنبية في قطاع الصناعات التحويلية بلغ 2.489 مليار ريال عماني بحلول نهاية عام 2024، مما يؤكد ثقة المستثمرين المستدامة والتزام الوزارة بتعزيز اقتصاد تنافسي ومتنوع.

وأوضح أن وزارة الاستثمار والتعاون الدولي في سلطنة عمان سهلت حتى منتصف العام الجاري 43 مشروعا استثماريا من خلال صالة الاستثمار في عُمان، بقيمة إجمالية تتجاوز 2.251 مليار ريال عماني، كما طورت الوزارة خريطة فرص الاستثمار على منصة استثمر في عُمان، مما يوفر للمستثمرين نظرة عامة مفصلة على الفرص الواعدة في القطاعات الاقتصادية الرئيسية.

وأشار التقرير إلى صدر المرسوم السلطاني (25/2025) بإنشاء محكمة الاستثمار والتجارة، وإطلاق الهوية الترويجية الموحدة، بهدف تعزيز الأطر القانونية والترويجية اللازمة لنمو الأعمال.

 

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • عمان.. وطن السلام عبر الزمان
  • هيئه الاستثمار: 112 شركة عُمانية في مصر باستثمارات 52 مليون دولار
  • أحمد صبور: مصر تفتح ذراعيها للاستثمارات العُمانية وتوفر كل أوجه التعاون والتسهيلات
  • عرض أزياء للملابس العُمانية التقليدية في واشنطن
  • سلطنة عُمان.. احتفال الدولة والإنسان
  • العلاقات البحرينية العُمانية.. نموذج خليجي راسخ للأخوة والمحبة
  • الإمارات تشارك سلطنة عمان احتفالاتها بيومها الوطني الـ 55
  • اليوم الوطني .. التحول التاريخي للدولة البوسعيدية
  • جلسة حوارية بنزوى تستعرض المكتسبات والممكنات الوطنية للمرأة العُمانية