اختتمت جمعية النور للمكفوفين اليوم برنامجها التدريبي المتخصص في ريادة الأعمال، الذي تم تنظيمه بدعم من بنك ظفار، مستهدفًا الأعضاء من ذوي الإعاقة البصرية ممن يمتلكون مشاريع قائمة أو يسعون لإطلاق أفكارهم الريادية. وامتد البرنامج لمدة أسبوعين متواصلين شمل جميع الجوانب المتعلقة بتأسيس المشروع وإدارته وتطويره، بما في ذلك الابتكار والقيمة المضافة ودراسات الجدوى الاقتصادية وإدارة التسويق والإدارة المالية.

قدّم محتوى البرنامج نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في ريادة الأعمال، إلى جانب محاضرات في التسويق الإلكتروني والتسويق العام، ومحاضرات في الإدارة المالية قدمها مختصون من بنك ظفار. كما حصل المشاركون على شهادة معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وتضمّن البرنامج عددًا من الزيارات الميدانية، من بينها زيارة إلى مشروع سوق العقر بولاية نزوى للاطلاع على النماذج الناجحة للمؤسسات الصغيرة والمشاريع الناشئة وكيفية تطورها، بالإضافة إلى زيارة لمؤسسة ريادة التابعة للهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتعرف على خدماتها وبرامجها الداعمة لرواد الأعمال.

وأكدت ولاء بنت خميس السنانية، عضوة في جمعية النور للمكفوفين وإحدى المشاركات في برنامج ريادة الأعمال، على أن مشاركتها في هذه الدورة لم تكن مجرد تدريب بالنسبة لها، بل خطوة استراتيجية لدعم مشروعها القائم في مجال العطور والبخور، موضحةً أن البرنامج منحها أدوات عملية قيمة ستساعدها على التعامل بشكل أفضل مع العملاء، وفهم أسس التسويق والترويج للمشاريع الصغيرة.

وأضافت أن الدورة شكلت نقطة تحول حقيقية للانتقال من العمل بدافع الشغف فقط إلى العمل وفق أسس واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بإعداد دراسة الجدوى، وتوزيع المصاريف، والتعامل مع رأس المال والرواتب والأجور بطريقة أكثر تنظيمًا، مشيرة إلى أن هذه الجوانب لم تكن في حساباتها عند بدء المشروع.

وأوضحت السنانية أن أبرز المهارات التي اكتسبتها هي التخطيط المالي، وإدارة التكاليف، ووضع خارطة طريق واضحة للمشروع، مبينة أن البرنامج فتح لها آفاقًا جديدة لفهم إدارة الأعمال بشكل عملي ومتوازن.

وأشارت إلى أن الفائدة جاءت من المحتوى الأكاديمي والزيارات الميدانية معًا، مضيفة أن زيارة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كانت محطة مؤثرة في تجربتها، إذ أتاحت التعرف على خدمات لم تكن على دراية بها، خصوصًا ما يتعلق بالاستشارات والدعم الفني.

وقال وليد بن صالح بن علي الهاشمي، صاحب مشروع النحت على الخشب وأحد المشاركين في برنامج ريادة الأعمال: إن تجربته في الدورة كانت بمثابة خطوة تأسيسية أولى في عالم ريادة الأعمال، حيث اكتسب خلالها معارف جديدة لم يكن مطّلعًا عليها من قبل، رغم امتلاكه للموهبة وممارسته لها منذ فترة. موضحاً أن البرنامج ساعده على فهم الجوانب القانونية والتنظيمية للمشاريع، ومنها آلية فتح السجل التجاري وترخيصه، وإجراءات البلدية، والتعامل مع العلامة التجارية، مؤكدًا أن معرفته بهذه التفاصيل منحته ثقة أكبر لإدارة مشروعه بشكل قانوني ومنظم.

وأضاف أن الفائدة جاءت من المحاضرات المتخصصة والزيارات الميدانية معًا، حيث إن الجانب الأكاديمي وفر له فهمًا واضحًا للمفاهيم الأساسية، بينما أتاحت الزيارات رؤية تطبيقية لأفكار يمكن الاستفادة منها، خاصة عند زيارة سوق العقر في نزوى ومؤسسة ريادة. مشيرًا إلى أن الاطلاع على تجارب الحرفيين أعطاه دفعة لتطوير منتجه والوصول به إلى مستويات أعلى.

وأشار الدكتور رائد بن عبدالحافظ الفارسي، رئيس مجلس إدارة جمعية النور للمكفوفين، إلى أن البرنامج جاء منسجمًا مع أهداف الجمعية التي تركز على تأهيل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، باعتبار أن هذا النوع من البرامج يمثل خطوة أساسية لرفد الأعضاء بالمعرفة والمهارات التي تعزز قدراتهم وتفتح أمامهم مسارات جديدة ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع.

وأضاف أن اختيار المحتوى التدريبي والجهة المنفذة خضع لمعايير واضحة، أهمها أن يكون مقدم البرنامج جهة معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ولديه خبرة واسعة في مجالات ريادة الأعمال، بهدف ضمان جودة التدريب واعتماديته، وتمكين المشاركين من الاستفادة من مصادر موثوقة ومتخصصة.

وذكر أن عدد المشاركين بلغ 20 متدربًا تم اختيارهم من بين عدد أكبر من المتقدمين، بعد فرز من تتوافر لديهم الجدية والاستعداد، سواء ممن يمتلكون مشاريع قائمة أو ممن لديهم توجه واضح نحو العمل الريادي، وأفاد بأن الجمعية تتوقع أن يخرج المتدربون بكفاءة في وضع خطط واضحة لمشاريعهم، وتحديد مسارهم الريادي، وفهم أساسيات إنشاء المشروع وإدارة المخاطر المرتبطة به، بحيث يمثل البرنامج بوابة عبور نحو عالم ريادة الأعمال.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جمعیة النور للمکفوفین ریادة الأعمال أن البرنامج إلى أن

إقرأ أيضاً:

2.116 مليون ريال القيمة المضافة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

ارتفع إجمالي عدد المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان ارتفاعا ملحوظا بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، بنسبة 5.6%، ليصل إلى 282,046 مؤسسة مقارنة بـ267,009 مؤسسات نهاية العام الماضي.

كما ارتفع عدد العاملين في هذه المؤسسات إلى 1,369,060 عاملا مقابل 1,254,901 عامل في الفترة ذاتها من العام الماضي، مما يعكس توسعا في سوق العمل ونموا متصاعدا في دور هذا القطاع الحيوي.

كما حققت القيمة المضافة للمؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة نموا بنسبة 2.9%، حيث بلغت 2.116 مليون ريال عُماني حتى الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ2.055 مليون ريال عُماني في الفترة نفسها من العام الماضي.

وأظهرت بيانات هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حتى نهاية أكتوبر تسجيل 128,774 مؤسسة نشطة في قاعدة بياناتها، في حين بلغ عدد المؤسسات الحاصلة على بطاقة ريادة الأعمال نحو 26,142 مؤسسة.

وفي جانب التدريب والتأهيل، استفاد 17,186 مستفيدا من حلقات عمل نشر ثقافة وآليات التمويل البديل حتى نهاية يونيو من العام الجاري، فيما اجتاز 5,950 مستفيدا برنامج "جاهزية رائد الأعمال".

كما بلغ عدد المستفيدين من الاستشارات العامة 8,598 مستفيدا، ومن برامج التسويق والفعاليات 19,565 مؤسسة، إضافة إلى 283 مؤسسة استفادت من المشاركات المحلية والخارجية. وبلغ عدد المستفيدين من البرامج التدريبية 30,112 مستفيدا، وعدد المستفيدين من خدمات إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية 5,880 مستفيدا.

وتسهم أكاديمية ريادة الأعمال بدور فاعل في تمكين رواد الأعمال وبناء قدراتهم من خلال تقديم برامج تدريبية واستشارية متخصصة، ونشر ثقافة الريادة وتعزيز الوعي بأهمية الابتكار، إلى جانب تطوير برامج ريادية معتمدة دوليا وفق المعايير العالمية لرفع جاهزية رواد الأعمال.

وفي مجال التمويل، توفر هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خيارات متعددة تشمل التمويل عبر محفظة "العزم"، إضافة إلى أساليب التمويل المبتكرة غير التقليدية التي تتضمن الاستثمار الجريء، والاستثمار الملائكي، والتمويل الجماعي، بما يعزز قدرة المؤسسات على النمو والتوسع.

كما حققت منظومة الشركات الناشئة سلسلة من الإنجازات النوعية، تمثلت في تنفيذ أكثر من 300 فعالية تدريبية وحلقة عمل لبناء القدرات، ودعم 72 شركة ناشئة عبر مبادرة المنح المالية، إلى جانب 33 مشروعا طلابيا.

واستحدثت الهيئة بورصة للشركات الواعدة لتسهيل إدراج الشركات الناشئة للطرح العام في سوق الأسهم، وأطلقت صندوقا للاستثمار الجريء بقيمة 60 مليون ريال عُماني.

وشملت الجهود كذلك إنشاء 9 مسرّعات أعمال في قطاعات الطاقة واللوجستيات والاتصالات والبيئة والطيران، إلى جانب استحداث 27 حاضنة أعمال حكومية وخاصة وأكاديمية، فضلًا عن دراسة التشريعات والقوانين الداعمة وتقديم الحوافز والتسهيلات والإعفاءات التي تمكّن الشركات الناشئة من النمو في مختلف القطاعات الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • «المالية» تُطلق المرحلة الثانية من البرنامج التدريبي للشراكة بين القطاعين العام والخاص
  • محافظ المنوفية يكرم الطلاب المتفوقين بمدرسة النور للمكفوفين بشبين الكوم
  • اتحاد الغرف التجارية يكرّم الفائز بجائزة برنامج ريادة الأعمال الخضراء للمنشآت الصغيرة والمتوسطة
  • لأول مرة بتجارة عين شمس.. انطلاق مسابقة ريادة الأعمال والابتكار
  • 2.116 مليون ريال القيمة المضافة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • محافظ المنوفية يصرف 100 ألف جنيه دعما لمدرسة النور للمكفوفين في شبين الكوم
  • علوم ذوي الاحتياجات الخاصة ببني سويف تنظم التدريبي الثاني لمبادرة مودة
  • انطلاق أولى محاضرات البرنامج التدريبي لطلاب قسم الاجتماع بمكتبة مصر العامة
  • كاريرها تُطلق النسخة الرابعة من قمة HERizon السنوية لدعم النساء في ريادة الأعمال