باكستان تنفي قصف أفغانستان عقب غارات جوية أسفرت عن 10 قتلى
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
نفت باكستان الثلاثاء شن ضربات على أفغانستان، بعدما اتهمتها حكومة طالبان باستهداف مدنيين وقتل عشرة أشخاص بينهم تسعة أطفال.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شودري لقناة "بي في تي" التلفزيونية الباكستانية الرسمية: "في كل مرة ننفذ فيها ضربة، نتحمل المسؤولية"، مضيفا أن اتهامات الحكومة الأفغانية "لا أساس لها من الصحة"، وأن الجيش الباكستاني "لا يهاجم المدنيين".
وتعهدت كابول بالرد، مؤكدة أن الضربات نُفّذت ليل الاثنين الثلاثاء في ثلاث مناطق حدودية.
وأتت الضربات غداة تفجير انتحاري استهدف مقرا لقوات الأمن الباكستانية في مدينة بيشاور، في هجوم لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه، فيما أكد التلفزيون الرسمي الباكستاني أن المعتدين "مواطنون أفغان".
وتدهورت العلاقات الثنائية بشكل حاد مؤخرا إذ تشكو باكستان من تجدد الهجمات ضد قواتها الأمنية، وتقوم بعمليات طرد لأفغان لاجئين أو مقيمين بشكل غير قانوني على أراضيها.
وبلغت العلاقات بين البلدين أدنى مستوياتها منذ سنوات، بعد اشتباكات حدودية الشهر الماضي أسفرت عن أكثر من 70 قتيلا من الجانبين، تلتها هدنة.
لكن هذه الهدنة غير مستقرة، وخطوطها العريضة غير واضحة، ورغم الوساطة التي بذلتها قطر وتركيا، لم تتوصل كابول وإسلام أباد إلى آلية لتثبيتها، وبدا مصيرها غير مؤكد الثلاثاء.
واتهم المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد باكستان بقصف "منزل أحد المدنيين" في ولاية خوست. وكتب عبر منصة "إكس": "قُتل تسعة أطفال وامرأة".
وأفاد المتحدث باسم حاكم خوست، مستغفر غوربوز بأن هذه الهجمات نفّذتها طائرات حربية ومسيّرات. وشارك مئات الأشخاص في خوست في تشييع القتلى العشرة.
وقال ساجد الرحمن، وهو أحد السكان المنطقة لوكالة فرانس برس: "نقول للحكومة الباكستانية: لا تستهدفوا الناس العاديين. المدنيون لا دخل لهم".
وأشار المتحدث باسم حكومة طالبان الأفغانية إلى أن ضربات أخرى طالت منطقتي كونار وبكتيكا الحدوديتين، وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص. وتوعّد ذبيح الله مجاهد الثلاثاء بالردّ "بالطريقة والوقت المناسبين" على الضربات الباكستانية الأخيرة.
وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، أدى تفجير انتحاري قرب محكمة في إسلام أباد إلى مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات وتبنته حركة طالبان باكستان، وهي جماعة تحمل أفكارا قريبة من أفكار حركة طالبان أفغانستان التي عادت إلى السلطة عام 2021.
وقالت إسلام أباد وقتها إن الهجوم نفذته "خلية إرهابية تلقت التوجيه والإرشاد في كل مرحلة من القيادة العليا المتمركزة في أفغانستان". وتتهم إسلام أباد كابول بإيواء جماعات مسلحة خصوصا حركة طالبان الباكستانية التي تنفذ هجمات دامية في باكستان.
وصعدت إسلام آباد من نبرتها تجاه الهند في الأشهر الماضية، متهمة إياها كذلك بدعم جماعات مسلحة مناهضة لها. وتنفي أفغانستان والهند هذه التهم.
وأُغلقت الحدود الطويلة الممتدة على 2600 كيلومتر منذ 12 تشرين الأول/ أكتوبر، ما أدى إلى عرقلة حركة التجارة المهمة بين البلدين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية باكستان القتلى باكستان قتلى قصف افغانستان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المتحدث باسم إسلام أباد
إقرأ أيضاً:
تعتبره كابل ندبة استعمارية.. ما الخط الذي يثير التوتر بين أفغانستان وباكستان؟
يسود توتر دائم بين أفغانستان وباكستان، ويتجدد بين الحين والآخر، وغالبا ما يتحول إلى اشتباكات حدودية بين قوات البلدين الجارين تخلف سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى الاتهامات المتبادلة بينهما، فما مصدر هذا الصراع؟ ولماذا تحول إلى بؤرة توتر دائمة؟
وحسب تقرير لأحمد جرار على قناة الجزيرة، تعود جذور الخلاف إلى الخط الحدودي الذي رسمه البريطانيون بين البلدين عام 1893 حين كانت الإمبراطورية البريطانية تخوض صراعا جيوسياسيا مع روسيا القيصرية في منطقة آسيا الوسطى.
ويُعرف الخط الحدودي باسم "خط دوراند" نسبة إلى وزير خارجية الهند البريطانية آنذاك مورتمير دوراند، وشق الخط مناطق البشتون وترك العائلات والقبائل موزعة على طرفي الحدود.
واعتبرت باكستان منذ تأسيسها عام 1947 الخط حدودا دولية معترفا بها، لكن كل الحكومات الأفغانية منذ ذلك التاريخ لم تعترف به، ورأت فيه ندبة استعمارية فُرضت على الجغرافيا والناس بالقوة، مما جعل خط دوراند مصدر توتر دائم.
وفي عام 2007 ظهرت حركة طالبان باكستان داخل المناطق القبلية في وزيرستان وإقليم خيبر بعد الحملات العسكرية التي بدأ الجيش الباكستاني بشنها منذ العام 2002 داخل مناطق القبائل التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي عقب مرحلة الغزو الأميركي لأفغانستان نهاية 2001.
ملاذات آمنةوبعد عودة حركة طالبان أفغانستان إلى السلطة في كابل عام 2021 زادت وتيرة هجمات طالبان باكستان ضد الجيش الباكستاني، إذ شهدت تصاعدا لافتا منذ ذلك التاريخ، واتهمت إسلام آباد سلطات كابل الجديدة بمنح طالبان باكستان ملاذات آمنة في الأراضي الأفغانية، مما أشعل فصلا جديدا من التوتر تُرجم لاحقا على شكل اشتباكات قرب المعابر الحكومية لأكثر من مرة بين الجيشين الأفغاني والباكستاني.
وتصاعد التوتر مع قيام سلاح الجو الباكستاني في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتنفيذ ضربات متزامنة في كابل وخوست وجلال آباد وبكتيكا لاستهداف قادة في حركة طالبان باكستان، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات حدودية واسعة أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين.
إعلانونجحت جهود دبلوماسية بذلتها أطراف عدة -على رأسها قطر وتركيا- في التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الجارين، لكن الاتفاق -يضيف تقرير الجزيرة- لم ينجح في إعادة الهدوء بشكل كامل في ظل تجدد الاشتباكات وإن بوتيرة أقل.
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قالت السلطات الأفغانية إن مقاتلات باكستانية شنت غارات على ولايات كونر وخوست وبكتيكا شرقي البلاد.
وجاءت الغارات جاءت بعد يوم واحد من هجوم انتحاري في مدينة بيشاور الباكستانية قُتل فيه عدد من أفراد الأمن، واتهمت إسلام آباد حركة طالبان باكستان بالمسؤولية عنه.