سواليف:
2025-05-11@22:09:21 GMT

رجل الرصاصة!

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

رجل الرصاصة!

#رجل_الرصاصة!

أ.د #أمل_نصير

استمعت البارحة على قناة رؤيا إلى مقابلة مع رجل قتل طفلا في عرس، وقضى جزءا من الحكم في السجن… كان يتحدث عن تجربته المؤلمة وندمه، والفوضى التي دبت في حياته بعد هذا الفعل، ولكن اللافت في حديثه تركيزه على أن إطلاق #الرصاص في #الأفراح كان من باب التأكيد على الرجولة والقوة واستعراضهما، والحاجة إلى إثباتها أمام الآخرين، وغير ذلك يمكن أن يندرج في باب نقص الرجولة، وكنت أظن أن هذا العادة من باب التعبير عن الفرح حسب!
مفارقة عجيبة في إصرار الإنسان على تحويل #الفرح إلى #حزن، والحياة إلى موت، لأجل اثبات الرجولة أو غير ذلك من الأسباب، والمفارقة الأكثر غرابة تواضع #الإجراءات_القانونية، وتساهل بعض الناس مع هؤلاء!
أتساءل دائما ما هي العلاقة بين إطلاق الأعيرة النارية والفرح، فلا أجد؛ لأنه من غير المنطق أن تكون هناك علاقة بين شعورنا بالسعادة، وإزعاج الآخرين وترويعهم، وقتلهم، بل هي من أسوأ العادات التي ورثناها عن أجدادنا؛ إذ يُعتقد أنهم اعتادوا إطلاق الرصاص لإعلام الآخرين بوجود مناسبة فرح او غيرها لديهم، أما اليوم، فأصبحت لغة الرصاص هي المعبّر عن حالة الفرح ذاتها! مع أنه لدينا وسائل أخرى كثيرة للتعبير عنه أقل قتلا، وصخبا، وإزعاجا للآخرين.


رأيت فيديو قتل فيه شاب طفلا بريئا في مناسبة ما؛ وحاولت فهم سلوك القاتل قبل وأثناء إطلاقه النار، فلاحظت عجبا من عدم اكتراث القاتل بمن حوله، فلو كان يحمل في يده سيجارة لكان عليه أن يكون أكثر حذرا لئلا يصيب أحدا بها، ولكنه كان يحمل سلاحا، ويستخدمه في حشد من الصغار والكبار، وكأنه يحمل باقة من الورد أو صندوقا من الحلوى يريد أن يوزعها عليهم.
تدخلت دائرة الإفتاء قبل زمن، وقالت قولها في هذه العادة بأنها حرام، ولا تجوز شرعا لما فيها من تخويف وأذى للآخرين، وقالوا إذا كان الرسول عليه السلام نهى عن حمل السلاح مكشوفا خشية أن يؤذي الآخرين عن طريق الخطأ، ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى المواطن خشية أن تزّل يداه، فكيف بمن يستعمل السلاح، ويتسبب بقتل الآخرين؟!
ما زلنا بحاجة إلى تشديد الإجراءات مع هكذا نوع من القتل، فالناس يتمادون، بل يخترعون وسائل جديدة في الأفراح من مثل مواكب السيارات المخالفة لكل قواعد السير من سرعة وتزاحم… وتدلي الأجساد من نوافذها، وخروج الرؤوس من سقوفها، وإزعاج الآخرين بزواميرها! إذ أن التلوث السمعي لا يقل خطورة عن أنواع التلوث الأخرى، فنحن لسنا بحاجة إلى ما يصم ّأسماعنا، ويرهق تفكيرنا، ويفزّع أطفالنا.
إذا كان الواحد منا لا يفهم، ولا يريد أن يفهم، وإذا كنا لم نستوعب بعد أخطار هذه العادة السلبية، وإذا وصلت اللامسوؤلية ببعض الأهل إلى تسليم أبنائهم السلاح ليقتلوا به أفراحهم وأفراح غيرهم، ويغتالوا الأمان في بيوتنا، فأين دور الحكومة في ذلك كله؟! لماذا لا تتعامل معهم مثلما تتعامل –مثلا- مثل الجرائم الإلكترونية من تغليظ العقوبات والجمع بين الغرامة الكبيرة، والسجن، وتجعل الامر للحق العام فقط بعيدا عن التدخلات الشخصية لأصحاب العلاقة او للأحكام العشائرية التي قد تتعرض لتأثيرات أو ضغوط كثيرة، وأظن حينها لن نجد من يطلق النار حتى في أحلامه الليلية.
إن عادة إطلاق العيارات النارية هي أسوأ وسيلة للتعبير عن الفرح، وخطر لا مبرر له، وسلوك غير حضاري، ولا بد من إيجاد إجراءات صارمة في التشريع والتطبيق الفعال للتخلص منها.

مقالات ذات صلة المسؤولية الغافية 2023/09/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الرصاص الأفراح الفرح حزن الإجراءات القانونية

إقرأ أيضاً:

صراع الماء بين الهند وباكستان.. إلى أين؟

 

 

رغم توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، السبت، بعد أيام من التصعيد العسكري بين البلدين، إلا أن معاهدة نهر السند لا تزال معلقة، في ظل غياب توافق واضح بشأن مستقبلها، حسب ما أفادت به وكالة "رويترز" نقلًا عن أربعة مصادر حكومية مطلعة.

وتُنظم معاهدة مياه نهر السند، الموقعة عام 1960 بوساطة من البنك الدولي، تقاسم مياه الأنهار الستة المشتركة بين البلدين. لكنها دخلت نفقًا مظلمًا بعد انسحاب الهند رسميًا منها في أبريل الماضي، عقب هجوم دموي استهدف سياحًا في الشطر الهندي من إقليم كشمير.

ويرى خبراء أن انهيار المعاهدة يهدد بمخاطر جسيمة، خاصة على باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفقات نهر السند لأغراض الزراعة وتوفير المياه للسكان.

تفاصيل المعاهدة وجذور الأزمة

تقسم المعاهدة السيطرة على الأنهار، بحيث منحت الهند حق الاستخدام الكامل للأنهار الشرقية (رافي وبيس وسوتليج)، فيما حصلت باكستان على الأنهار الغربية (السند، جيهلوم، شيناب). لكن الخلافات تصاعدت منذ عام 2016، حين طالبت باكستان بتحكيم دولي بسبب مخاوفها من أن مشاريع هندية للطاقة الكهرومائية ستؤثر على حصتها المائية.

الهند، من جهتها، طالبت بوجود خبير محايد بدلًا من التحكيم، مما دفع البنك الدولي إلى تجميد كلا المسارين. وفي عام 2022، أعاد البنك تفعيل الآليتين بالتوازي، لكن نيودلهي طالبت رسميًا بإعادة التفاوض على بنود الاتفاق، وهو ما رفضته إسلام آباد.

ويؤكد مراقبون أن غياب وسيط دولي فاعل ساهم في تعقيد المشهد، وإبقاء الاتفاقية في حالة جمود حتى الآن.

وقف إطلاق النار.. هل يفتح باب التهدئة؟

في تطور لافت، أعلنت الهند وباكستان، يوم السبت، التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، بعد مواجهات عنيفة بدأت الأربعاء الماضي، إثر غارات جوية هندية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ردًا على الهجوم في كشمير.

وأكدت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، بعد تواصل بين القيادتين العسكريتين في البلدين، مع الاتفاق على استئناف المحادثات مجددًا يوم الإثنين.

من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إن بلاده "تسعى إلى السلام دون التفريط في السيادة"، مشيرًا إلى جهود دبلوماسية شاركت فيها أكثر من 30 دولة لإيقاف القتال، وتفعيل الخطوط الساخنة بين الجيشين.

الصراع يتجاوز الجغرافيا

تأتي هذه التطورات في وقت تحذر فيه تقارير دولية من تحول النزاع بين الهند وباكستان إلى ساحة لتنافس تسليحي بين قوى كبرى، وسط تصاعد واردات الأسلحة من الغرب والصين.

وفي حين وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بأنه "كامل وفوري"، لا تزال تساؤلات كبيرة تُطرح حول مصير معاهدة نهر السند، وما إذا كانت التهدئة العسكرية ستُترجم إلى خطوات جدية لإعادة إحيائها، أم أن الأزمة ستبقى حبيسة الخلافات السياسية والمخاوف الأمنية بين الخصمين النوويين.

مقالات مشابهة

  • الحجار دعا إلى عدم إطلاق النار
  • صراع الماء بين الهند وباكستان.. إلى أين؟
  • زيلينسكي يرجح وقف إطلاق النار مع روسيا غداً
  • معنية برعاية الأيتام.. مساع حكومية للوصول الى 100 مدرسة في الأعوام المقبلة
  • قرار جمهوري بتعيين عدد من السفراء والقناصل بالخارج
  • على غير العادة المتنافسون يتحالفون ويكتسحون انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين
  • مسؤول هندي: باكستان خرقت وقف إطلاق النار
  • فوائد حسن معاملة الآخرين في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • علي جمعة: الإسلام يدعو دائما لحسن معاملة الآخرين
  • أحمد داش يعلن ارتباطه: الفرح في الصيف