الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين: نشعر بالفخر والسعادة لنجاح الإمارات
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
آمنة الكتبي (الاتحاد)
قال الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين: نشهد في السنوات الأخيرة زيادة في الاهتمام بقطاع الفضاء على المستوى الدولي وذلك لمجموعة من الأسباب، ربما من أهمها الانفتاح التقني غير المسبوق والنمو الاقتصادي المتعاظم لهذا القطاع الحيوي، فكان لا بد للكثير من الدول الطامحة لتحقيق الريادة والتطور من العناية بهذا القطاع من خلال الاستثمار في بناء قدراتها الوطنية والدخول في شراكات لتنفيذ مشاريع علمية تسهم في تعزيز البحث العلمي وتحقق التطور المنشود، وإن من بين أوجه الاستثمار الذكي وجود برامج تعنى بإرسال رواد للفضاء.
وأضاف: أنا كعربي أشعر بالفخر والسعادة لنجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق إنجازات نوعية متتالية من خلال استثماراتها في مجالات الفضاء، فبعد نجاحها في إرسال هزاع المنصوري أول رائد عربي إلى محطة الفضاء الدولية، أكدت للعالم إصرارها على مواصلة المساعي الدؤوبة والمباركة بتتويج تميزها بإرسال أول رائد عربي لمهمة طويلة الأمد (رائد الفضاء سلطان النيادي)، لتكون من الدول القليلة التي حققت مثل هذا الإنجاز التاريخي، ولتحقق للعرب مجداً جديداً تلهم من خلاله الناشئة والشباب العربي، ولتقدم لنا درساً بأنه لا مستحيل مع المثابرة والإصرار.
وحول التجارب العلمية، قال العسيري: لقد أثرى رائد الفضاء سلطان النيادي المكتبة العلمية التطبيقية العربية من خلال تنفيذه ما يزيد على 200 تجربة علمية طيلة فترة وجوده في محطة الفضاء الدولية وفي مجالات عديدة ومتنوعة، وهذه مساهمة علمية مهمة للغاية، فهذه التجارب تتم مشاركتها من العديد من وكالات الفضاء العالمية، كما سيترتب عليها نشر مئات وربما آلاف الأبحاث العلمية، والتي قد يترتب على بعضها نظريات أو ابتكارات علمية تسهم في تطور الحياة على الأرض أو ربما تعزيز جهود البشرية في اكتشاف أعماق الفضاء وبناء مستعمرات بشرية خارج حدود الكرة الأرضية.
وأضاف: لا شك أن حصيلة هذه التجارب تعد ثروة علمية ثمينة تضاف لرصيد العرب ومساهماتهم المتنوعة عبر تاريخهم المشرف، والتي كانت الأساس لتقدم الحضارة البشرية وبلوغها ما نحن عليه اليوم. وكمتابع لما ينشره رائد الفضاء سلطان النيادي على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، فأنا على يقين أن شروحه الذكية والمبسطة للمادة العلمية باللغة العربية بعد كل تجربة كان لها أثر عظيم في نشر العلوم وتقديمها بصورة محببة وسهلة للجميع على مستوى الناطقين باللغة العربية في مختلف بقاع الأرض.
وأكد أن مهمة السير في الفضاء الخارجي لها أهمية بالغة، لكونها من أصعب المهام التي يضطلع بها رواد الفضاء عادة، خصوصاً تلك المتصلة بمهام تتطلب تركيزاً عالياً ولياقة بدنية وحضوراً ذهنياً وقدرة على التحمل مع فهم واضح لنوع المهمة وخطوات تنفيذها في الوقت المسموح به، وقد أتم رائد الفضاء سلطان النيادي ساعات التدريب على هذه المهمة خلال فترة تدريبه على ريادة الفضاء، حيث أثبت تميزه ومقدرته، كان من الطبيعي أن يتم اختياره من بين الرواد المشاركين في هذه المهمة الفضائية لتنفيذ مهمة السير في الفضاء والمشاركة في تنفيذ ما أنيط به بشكل ناجح. هذا النجاح الذي حققه رائد الفضاء سلطان النيادي يعتبر إنجازاً تاريخياً كبيراً للعرب، ويفتح المجال لمزيد من الإنجازات المتميزة والملهمة للشباب العربي، ويؤكد مقدرة أمتنا على تخطي كافة التحديات وتحقيق الأمجاد كما كان أسلافنا.
وأضاف: هنيئاً لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً عودة ابنها البار رائد الفضاء سلطان النيادي إلى أرض الوطن سالماً غانماً، وقد حقق الإنجازات التاريخية ورفع اسم بلده ورايتها في الفضاء، وساهم في إلهام ملايين الشباب العربي ومنحهم شعور الفخر والعزة والأمل نحو مستقبل عربي مليء بالإنجازات والأمجاد.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البحرين سلطان النيادي رائد فضاء الإمارات محطة الفضاء الدولية رائد الفضاء سلطان النیادی من خلال
إقرأ أيضاً:
النموذج الترامبي.. استنزاف للثروات العربية وخزيٌ للسيادة الوطنية
لا يُمكن النظر إلى النموذج الذي قدَّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدول العربية إلا على أنه نموذجٌ فاشل بل ومهينٌ لكرامة الشعوب العربية وسيادتها. فما فعله ترامب خلال زيارته لدول الخليج وما تبعه من سياساتٍ ينتهجها منذ وصوله للحكم في ولايته الثانية لم يكن سوى استغلالٍ فجٍّ للموارد العربية لصالح الشركات الأمريكية والمجتمع الأمريكي، تحت شعاراتٍ زائفة مثل “الصفقات التاريخية” و”محاربة الإرهاب”.
لقد ركز ترامب على تعزيز العلاقات مع الدول العربية، وخاصة الخليجية، ليس فقط من منطلق الشراكة الاستراتيجية المتوازنة، بل يعتبرها كفرصةٍ لاستنزاف ثرواتها من خلال اشهار ورقة “التبعية الأمنية” لبيع أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات، والتي لم تكن في حقيقتها سوى ضخٍّ لأموال الخزائن العربية في الاقتصاد الأمريكي.
بل الأكثر إهانةً أن ترامب لم يُخفِ طموحه الاقتصادي الأناني، حين صرَّح بأن هذه الصفقات “ستوفر فرص عملٍ للأمريكيين”، وكأن الدول العربية ليست سوى سوقاً استهلاكيةً لتصريف منتجات الولايات المتحدة، دون أي اعتبارٍ لتنميتها الذاتية أو مصالح شعوبها.
كما ان ترامب لم يكتف باستغلال الدول العربية اقتصادياً، بل عمل على تفكيك أي محاولةٍ للتعاون العربي المستقل فسياسته شهدت دعم الانقسامات الخليجية.. كما أن اصطفافه مع الصهاينة تعد ضربةً قاصمةً لوحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، حيث حوَّل القضية من قضيةٍ عادلةٍ إلى مجرد سلعةٍ قابلةٍ للمساومة.
وقد يعتبر الأمر الأكثر إذلالاً هو كيف تعامل ترامب مع الحلفاء العرب كـ”عملاء” يُمكن إذلالهم علناً. فتصريحاته المُهينة سابقا وحاليا عن أن دول الخليج “لن تكون قائمةً دون الحماية الأمريكية”، أو تهديداته المتكررة بقطع المساعدات ما لم تُنفِّذ الدول العربية أجندته، كشفت أن النموذج الترامبي قائمٌ على التبعية المطلقة وليس على التعاون المتبادل وحتى الزيارة الخليجية لترامب التي تمَّ الترويج لها إعلامياً كـ”قمم تاريخية”، تحوَّلت إلى مناسبةٍ لإظهار الدول العربية وكأنها مجرد ممولين للهيمنة الأمريكية، دون أي مقابلٍ استراتيجي حقيقي.
إن التجربة مع ترامب أثبتت أن الاعتماد على الولايات المتحدة، خاصةً تحت قيادةٍ عنصريةٍ واستغلاليةٍ مثل قيادته، هو طريقٌ مسدود. فبدلاً من أن تكون الدول العربية شريكاً يُحترم، جعلها ترامب مجرد حلقة ضعيفة في النظام الإمبريالي الأمريكي وقد يكون الدرس الأهم هو أن العرب بحاجةٍ إلى استراتيجية تعاونيةٍ مستقلة، تقوم على التكامل الاقتصادي العربي بدلاً من التبعية للأسواق الخارجية إلى جانب صناعة قرارٍ سيادي لا يخضع للابتزاز الأمريكي والعمل على إعادة بناء التحالفات العربية على أساس المصالح المشتركة، وليس وفق الأجندات الأجنبية فقط بذلك يُمكن تجنُّب إهاناتٍ مثل “النموذج الترامبي”، الذي لم يكن سوى فصلٍ جديدٍ من فصول استغلال القوة الأمريكية للعالم العربي.