الأسبوع:
2025-08-12@03:21:34 GMT

المسار الأخضر

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

المسار الأخضر

عندما نقرأ أو نسمع أو نرى اللون الأخضر فإنه عادة ما يستدعي هذا اللون لدينا صورا تحمل معها معاني النماء والنقاء والحيوية، وتأخذنا إلى عالم الطبيعة والفطرة. ومنذ عقود بات الشغل الشاغل لنشطاء وجمعيات وخبراء ومنظمات البيئة حول العالم هو كيفية الحفاظ على كوكب الأرض طبيعيا وبعيدا عن التغيرات البيئية العالمية التي تهدد وجود الإنسان والنبات والحيوان على سطح الأرض، وأبرزها تلك التغيرات المناخية التي صرنا نلمس توابعها وآثارها السلبية بشكل شخصي عاما بعد الآخر في صورة ارتفاع غير مألوف في درجات الحرارة وفيضانات وحرائق غابات ببعض مناطق العالم.

بل وصارت لغة الممارسات الخضراء لغة عالمية ينطق بها جميع العالم عند الحديث عن كوكب الأرض.

وتعتبر مصر من الدول التي تتفاعل بشدة مع الملف البيئي العالمي، حيث استضافت مدينة شرم الشيخ العام الماضي مؤتمر المناخ Cop27، وخرجت منه بمكاسب عدة، كما أن الدولة المصرية تضع الممارسات الخضراء ركيزة أساسية لمختلف أنشطة الدولة ضمن رؤية مصر 2030، وبدأنا نلمس مجهودات ومبادرات فعلية تتحقق على أرض الواقع وجميعها تصب في المسار الأخضر كرؤية عامة للدولة المصرية، فاليوم لدينا مثلا مطارات تتجه نحو المسار الأخضر، وتسعى لأن تكون مطارات خضراء ومعتمدة بيئيا كما هو الحال بمطار برج العرب الذي يتم تطويره ليكون صديقا للبيئة في تقليل استهلاك الوقود والطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كذلك الحال مشروعات ترشيد الطاقة والاعتماد على الطاقة الشمسية النظيفة وتدوير المخلفات بطريقة آمنة ببعض المطارات المصرية الأخرى، كما أن الشركة الوطنية مصر للطيران تسير نحو المسار الأخضر ذاته وتسعى للتعاقد على شراء طائرات أقل استهلاكا للوقود، ومحركات أقل إحداثا للضوضاء، وتشغيل رحلات صديقة للبيئة عن طريق تقديم خدمات الضيافة باستخدام أدوات صديقة للبيئة وقابلة للتدوير.

أما على صعيد النقل العام والمواصلات فهناك طفرة كبيرة مؤخرا بالتوجه نحو إحلال أتوبيسات النقل العام التقليدية بأتوبيسات جديدة خضراء شكلا ومضمونا تسير بالطاقة النظيفة الغاز الطبيعي أو الكهرباء بدلا من البنزين أو السولار، وهى لاشك الأفضل من حيث التكلفة والنظافة والحفاظ على العمر الافتراضي للمحركات وقطع الغيار، وكل من استخدمها من الركاب يشيد بوجود فارق كبير بينها وبين تلك التي تستخدم البنزين أو السولار من حيث الراحة ومستوى الضوضاء والنظافة العامة. والحقيقة أن تلك النوعية من الأتوبيسات الخضراء جديرة بتعميمها والتوسع بها بكل المحافظات، خاصة أن مصر تعد من الدول المصنعة لوسائل النقل الجماعي ومنها الأتوبيسات، وتمتلك مصانع وعمالة مؤهلة لذلك، بل وتصدر مصر إنتاجها لدول مثل إنجلترا وهونج كونج وجنوب إفريقيا، ويمثل المكون المحلي بها نسبة تصل ل٦0%، وتسعى الدولة لتوطين تلك الصناعة بالكامل بنسبة ١٠٠%، كما أن الأتوبيسات الخضراء الجديدة وسيلة نقل حضارية ستغير من المنظر العام للشارع المصري أمام ال 30 مليون سائح الذين نسعى لجذبهم خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وذلك بدلا من انتشار وسائل نقل غير حضارية بالمرة مثل التوكتوك والميكروباص، التي تستنزف ملايين الدولارات سنويا من جراء استيرادها واستيراد قطع غيارها، كما أنها تشكل ضغطا على الجهات الأمنية بالإشارة إلى السلوكيات الفردية غير المنضبطة لبعض قائديها، والذين أيضا في الأساس تركوا العمل بالمشروعات الاقتصادية والإنتاجية بالمزارع والمصانع، بل والاخطر هو استنزاف تلك الوسائل غير الحضارية لصورة الشارع المصري أمام السائح.. .فعلينا استكمال ذلك المسار الأخضر خاصة بمجال النقل العام الداخلي، لتظل مصر وجهة حضارية لشعبها وزائريها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: کما أن

إقرأ أيضاً:

متنزهات منطقة نجران.. وجهة سياحية وترفيهية بارزة

تُشكل المتنزهات والحدائق العامة في منطقة نجران بمساحاتها الخضراء، متنفسًا حيويًا، ووجهة ترفيهية وسياحية بارزة، تستقطب أهالي المنطقة وزوارها على حدٍ سواء، فبفضل تنوعها الجغرافي الفريد، ومساحاتها الخضراء النابضة بالحياة، ومرافقها العصرية المتكاملة، رسّخت متنزهات منطقة نجران مكانتها واحةً خضراءَ تنبض بالحياة، لتقدم تجربة فريدة تجمع بين سحر الطبيعة والرفاهية.

وعملت أمانة منطقة نجران وبلدياتها، على تهيئة وتجهيز المتنزهات والحدائق والميادين العامة والمماشي الرياضية، لاستقبال الزوار والمتنزهين من المواطنين والمقيمين، خلال الإجازات الرسمية والعطلات الموسمية، ومنها متنزه الملك فهد، ومتنزه الأمير جلوي بن عبدالعزيز، ومتنزه الصفا، ومتنزه الحبابة بمحافظة حبونا، إضافة إلى 110 حدائق، و36 ممشى رياضي، و 5 ساحات.

وشهدت متنزهات وحدائق منطقة نجران، إقبالًا ملحوظًا من الشباب والعائلات، للتنزه، وقضاء أوقاتهم وسط الطبيعة الخلابة، في ظل الخدمات المتكاملة التي تقدمها أمانة المنطقة، للزوار من خلال تكثيف أعمال الرقابة الصحية والنظافة، وزراعة الأشجار والزهور وقصّ المسطحات الخضراء، وصيانة الممرات والأرصفة، وأعمدة الإنارة، وألعاب الأطفال، والمرافق الخدمية، وتكامل مرافقها الترفيهية والحيوية، إضافةً إلى ما تميزت به من نوافير وشلالات مياه صناعية، أسهمت في تلطيف الأجواء وتحسين المنظر الحضري.

كما تميزت هذه المتنزهات بمساحاتها الشاسعة الممتدة، وانتشارها الجغرافي، وتنوعها الطبيعي والإحيائي الفريد، بما اكتنفته جنباتها من أشجار وأزهار وورود وطيور متنوعة، عززته طبيعية المكان، وجودة الهواء والأجواء المعتدلة معظم فترات العام، وغيرها من عوامل الجذب السياحي، بما يلبي رغبات الزوار والمتنزهين.

نجرانالسياحةمتنزهاتقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • المسار القانوني لحل المسألة الكردية في تركيا
  • خريطة العام الدراسي الجديد 2026 والمصروفات المقررة لطلاب النقل
  • هل بات المسار واحدًا؟
  • أمانة الشرقية تنجز صيانة 60 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء لمدينة مليجة
  • عبيدات يكتب ( توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل العام )
  • متنزهات منطقة نجران.. وجهة سياحية وترفيهية بارزة
  • بلدية دبي تشرف على 220 حديقة
  • الشعبة العامة للأدوية تعقد اجتماعا لمناقشة التحديات التي تواجه صادرات مصر الدوائية
  • الصين وأوروبا تقودان التحول نحو الطاقة الخضراء مع التراجع الأميركي
  • نقلة نوعية في قطاع النقل العام.. قريباً في شوارع بيروت تاكسي بـ 50 ألف ليرة فقط! (صور)