عندما نقرأ أو نسمع أو نرى اللون الأخضر فإنه عادة ما يستدعي هذا اللون لدينا صورا تحمل معها معاني النماء والنقاء والحيوية، وتأخذنا إلى عالم الطبيعة والفطرة. ومنذ عقود بات الشغل الشاغل لنشطاء وجمعيات وخبراء ومنظمات البيئة حول العالم هو كيفية الحفاظ على كوكب الأرض طبيعيا وبعيدا عن التغيرات البيئية العالمية التي تهدد وجود الإنسان والنبات والحيوان على سطح الأرض، وأبرزها تلك التغيرات المناخية التي صرنا نلمس توابعها وآثارها السلبية بشكل شخصي عاما بعد الآخر في صورة ارتفاع غير مألوف في درجات الحرارة وفيضانات وحرائق غابات ببعض مناطق العالم.
وتعتبر مصر من الدول التي تتفاعل بشدة مع الملف البيئي العالمي، حيث استضافت مدينة شرم الشيخ العام الماضي مؤتمر المناخ Cop27، وخرجت منه بمكاسب عدة، كما أن الدولة المصرية تضع الممارسات الخضراء ركيزة أساسية لمختلف أنشطة الدولة ضمن رؤية مصر 2030، وبدأنا نلمس مجهودات ومبادرات فعلية تتحقق على أرض الواقع وجميعها تصب في المسار الأخضر كرؤية عامة للدولة المصرية، فاليوم لدينا مثلا مطارات تتجه نحو المسار الأخضر، وتسعى لأن تكون مطارات خضراء ومعتمدة بيئيا كما هو الحال بمطار برج العرب الذي يتم تطويره ليكون صديقا للبيئة في تقليل استهلاك الوقود والطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كذلك الحال مشروعات ترشيد الطاقة والاعتماد على الطاقة الشمسية النظيفة وتدوير المخلفات بطريقة آمنة ببعض المطارات المصرية الأخرى، كما أن الشركة الوطنية مصر للطيران تسير نحو المسار الأخضر ذاته وتسعى للتعاقد على شراء طائرات أقل استهلاكا للوقود، ومحركات أقل إحداثا للضوضاء، وتشغيل رحلات صديقة للبيئة عن طريق تقديم خدمات الضيافة باستخدام أدوات صديقة للبيئة وقابلة للتدوير.
أما على صعيد النقل العام والمواصلات فهناك طفرة كبيرة مؤخرا بالتوجه نحو إحلال أتوبيسات النقل العام التقليدية بأتوبيسات جديدة خضراء شكلا ومضمونا تسير بالطاقة النظيفة الغاز الطبيعي أو الكهرباء بدلا من البنزين أو السولار، وهى لاشك الأفضل من حيث التكلفة والنظافة والحفاظ على العمر الافتراضي للمحركات وقطع الغيار، وكل من استخدمها من الركاب يشيد بوجود فارق كبير بينها وبين تلك التي تستخدم البنزين أو السولار من حيث الراحة ومستوى الضوضاء والنظافة العامة. والحقيقة أن تلك النوعية من الأتوبيسات الخضراء جديرة بتعميمها والتوسع بها بكل المحافظات، خاصة أن مصر تعد من الدول المصنعة لوسائل النقل الجماعي ومنها الأتوبيسات، وتمتلك مصانع وعمالة مؤهلة لذلك، بل وتصدر مصر إنتاجها لدول مثل إنجلترا وهونج كونج وجنوب إفريقيا، ويمثل المكون المحلي بها نسبة تصل ل٦0%، وتسعى الدولة لتوطين تلك الصناعة بالكامل بنسبة ١٠٠%، كما أن الأتوبيسات الخضراء الجديدة وسيلة نقل حضارية ستغير من المنظر العام للشارع المصري أمام ال 30 مليون سائح الذين نسعى لجذبهم خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وذلك بدلا من انتشار وسائل نقل غير حضارية بالمرة مثل التوكتوك والميكروباص، التي تستنزف ملايين الدولارات سنويا من جراء استيرادها واستيراد قطع غيارها، كما أنها تشكل ضغطا على الجهات الأمنية بالإشارة إلى السلوكيات الفردية غير المنضبطة لبعض قائديها، والذين أيضا في الأساس تركوا العمل بالمشروعات الاقتصادية والإنتاجية بالمزارع والمصانع، بل والاخطر هو استنزاف تلك الوسائل غير الحضارية لصورة الشارع المصري أمام السائح.. .فعلينا استكمال ذلك المسار الأخضر خاصة بمجال النقل العام الداخلي، لتظل مصر وجهة حضارية لشعبها وزائريها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: کما أن
إقرأ أيضاً:
جانين فارس بيرو المدعية العامة التي حققت حلم طفولتها في واشنطن
جانين فارس بيرو، مقدمة برامج تلفزيونية أميركية ولدت في نيويورك عام 1951 لوالدين من أصول لبنانية. درست الآداب والقانون وبدأت حياتها المهنية عام 1975 في سلك القضاء بنيويورك.
في عام 2006 ولجت مجال الإعلام ضيفة ومحللة في عدة برامج تلفزيونية، قبل أن تصبح مقدمة لبرامج ذات طبيعة قانونية وقضائية، آخرها "الخمسة" على قناة فوكس نيوز.
وفي مايو/أيار 2025 عينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفدرالي بالعاصمة واشنطن.
المولد والنشأةولدت جانين فارس بيرو في 2 يونيو/حزيران 1951 بمدينة إلميرا في ولاية نيويورك لوالدين أميركيين من أصل لبناني، تعود جذورهما إلى بلدة بصاليم في جبل لبنان.
كان والدها ناصر فارس بائعا للمنازل المتنقلة، أما والدتها إشتر عوض فارس -التي قضت جزءا من طفولتها في بيروت– فكانت عارضة أزياء في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك.
نشأت جانين فارس بيرو في مسقط رأسها بمدينة إلميرا، وبدأت مسارها الدراسي هناك، ومنذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مدعية عامة.
حصلت بيرو على شهادة الثانوية العامة في إحدى مدارس مدينة إلميرا، وتدربت في مكتب المدعي العام لمقاطعة تشيمونغ بولاية نيويورك في فترة دراستها الثانوية، ثم حصلت على البكالوريوس في الآداب من جامعة بافالو.
نالت الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة ألباني بولاية نيويورك عام 1975، وفي هذه المرحلة الأكاديمية تولت منصب رئيسة تحرير مجلة القانون الصادرة عن الجامعة.
إعلان الحياة المهنيةفي عام 1975، تم تعيين بيرو في منصب مساعد المدعي العام لمقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. وفي السنة نفسها تزوجت من ألبرت بيرو، ذي الأصول الإيطالية، وأنجبت منه طفلين (ولد وبنت أصبحت محامية) قبل أن ينفصلا عام 2013 بعد حياة زوجية اتسمت في معظم مراحلها بالاضطراب.
وفي عام 1978، أصبحت بيرو أول من يرأس مكتب العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال، الذي تم إنشاؤه في ذلك العام.
غادرت بيرو مكتب المدعي العام بعد انتخابها في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 قاضية في محكمة مقاطعة ويستتشستر، وكانت بذلك أول امرأة تعمل قاضية في تلك المحكمة.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1993 انتُخبت بيرو مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب، وأعيد انتخابها في عامي 1997 و2001.
وفي 23 مايو/أيار 2005، قررت بيرو عدم الترشح لولاية رابعة مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر.
في 10 أغسطس/آب 2005، سعت بيرو للترشح باسم الحزب الجمهوري لتحدي السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2006 لمنصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن نيويورك، لكنها تراجعت في آخر لحظة بعد عدة إخفاقات في الحملة الانتخابية، وبسبب محدودية الموارد المالية، كما أن استطلاعات الرأي أظهرت أنها كانت تتجه نحو هزيمة بفارق كبير أمام هيلاري.
ألّفت بيرو 6 كتب، اثنان منها روايات جريمة، ورواية مستوحاة من تجاربها الخاصة عندما تولت وهي في سن الـ25 منصب مساعدة المدعي العام في مقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك.
في عام 2006 دخلت بيرو مجال الإعلام وظهرت ضيفة ومحللة في عدة قنوات تلفزيونية وشاركت في برامج مختلفة على قناتي "فوكس نيوز" و"سي إن إن" وغيرهما.
إعلانفي عام 2008 أعلنت شبكة تلفزيون "سي دبليو" أن جانين بيرو ستقدم برنامجا تلفزيونيا طيلة أيام الأسبوع يُطلق عليه اسم "القاضية جانين بيرو"، وظلت بيرو تقدم ذلك البرنامج إلى أن ألغته الشبكة عام 2011 بسبب تراجع نسبة المشاهدة.
بعد ذلك مباشرة بدأت بيرو تقديم برنامج "العدالة مع القاضية جانين"، الذي كان يبث على قناة "فوكس نيوز" في عطلة نهاية الأسبوع، ويركز على القضايا القانونية الكبرى التي تفرض نفسها أثناء الأسبوع.
وأثارت بيرو الجدل عام 2019 في برنامجها التلفزيوني عندما انتقدت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر بشأن ارتداء الحجاب، وحول مدى ولائها للدستور الأميركي، وهو ما تسبب في توقيف بث البرنامج مدة أسبوع.
بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، التي انهزم فيها ترامب، كانت بيرو من الأصوات التي تروج لفكرة أن "الانتخابات سرقت منه".
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2022، أصبحت بيرو تقدم برنامج "The Five" (الخمسة) على قناة "فوكس نيوز"، وفي مايو/أيار 2025 غادرت تلك المحطة بعد أن عاد ترامب للرئاسة مرة أخرى واختارها لتولي منصب المدعية العامة الفدرالية في واشنطن العاصمة.
في مسيرتها التلفزيونية الطويلة كانت بيرو من الوجوه الجمهورية البارزة إعلاميا، وفي عام 2016 كانت من أبرز داعمي ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه أصبحت من المتحمسين لسياساته واستخدمت حضورها التلفزيوني لمهاجمة منتقديه.
وفي تجربتها المهنية الجديدة ستكون جانين بيرو على رأس إدارة كانت مشرفة على بعض المحاكمات المثيرة للجدل بعد هزيمة ترامب في انتخابات 2020، ومنها متابعات قضائية لبعض الشخصيات المحسوبة عليه.
وتولت جانين هذا المنصب -الذي يخضع لرقابة شديدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين- بعد أن تم سحب ترشيح سلفها إد مارتن لتعثر المصادقة عليه في الكونغرس بسبب مواقفه من أعمال الشغب التي وقعت أثناء هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 بعد انتخاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
إعلان