دراسة: القضاء على التلوث البلاستيكي ممكن في غضون 15 عاما
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
كشفت دراسة بحثية جديدة مهمة أن 66 مليون طن من التلوث الناجم عن العبوات البلاستيكية التي تدخل البيئة العالمية كل عام يمكن القضاء عليها تقريبا بحلول عام 2040 من خلال مخططات إعادة الاستخدام والإرجاع.
وفي أوسع تحليل للنظام البلاستيكي العالمي، قالت مؤسسة بيو الخيرية، بالتعاون مع أكاديميين بما في ذلك من جامعتي إمبريال كوليدج لندن وجامعة أكسفورد، إن البلاستيك الذي اعتبر مادة ثورية وحديثة منذ اكتشافها عام 1907، أصبح الآن خطرا هائلا يعرض الصحة العامة والاقتصادات العالمية ومستقبل الكوكب للخطر.
ويؤكد التحليل الذي حمل عنوان "كسر موجة البلاستيك 2025 إن هذا التوسع من شأنه أن يلحق الضرر بجميع جوانب الحياة، بدءا من الاقتصاد، إلى انهيار المناخ، إلى الصحة العامة، مع زيادة مستويات تلوث الأرض والمياه والهواء، والتعرض للمواد الكيميائية السامة.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج البلاستيك، الذي يصنع من الوقود الأحفوري من 450 مليون طن هذا العام إلى 680 مليون طن في عام 2040، أي بنسبة 52%، وهو ما يمثل ضعف سرعة أنظمة إدارة النفايات في جميع أنحاء العالم، والتي تكافح فعلا للتعامل مع هذه الزيادة.
وحسب الدراسة فإن قطاع التعبئة والتغليف، الذي يُنتج مواد مثل الأغشية الرقيقة والأكياس والزجاجات والعلب الصلبة للخضراوات والسمن النباتي والمشروبات والأسماك واللحوم، استخدم البلاستيك أكثر من أي قطاع آخر في عام 2025، وسيستمر في ذلك حتى عام 2040.
وتُستخدم مواد التغليف مرة واحدة، ومعظمها غير قابل لإعادة التدوير. وفي عام 2025، شكّلت هذه المواد 33% من النفايات البلاستيكية عالميا، مما تسبب في دخول 66 مليون طن من التلوث إلى البيئة سنويا.
ووجدت الدراسة أن حظر بعض البوليمرات واستبدال البلاستيك بمواد أخرى، يُمكنه خفض تلوث البلاستيك بنسبة 97% خلال السنوات الـ15 القادمة.
تشير ويني لاو، مديرة مشروع منع التلوث البلاستيكي في مؤسسة بيو إلى أداتين لتحقيق ذلك، أولهما أنظمة إعادة الاستخدام والإرجاع، التي ستزيل ثلثي التلوث. أما الثانية، فهي تقليل إنتاج البلاستيك للتغليف واستخدام مواد أخرى كالكرتون والزجاج والمعادن، وحظر بعض البوليمرات.
إعلانوتحتوي المنتجات البلاستيكية على أكثر من 16 ألف مادة كيميائية مضافة عمدا، فضلا عن عدد لا يحصى من الملوثات المضافة بشكل غير مقصود، حسب التقرير. وهو ما يسبب مخاطر صحية وبيئية كبيرة.
وتربط الدراسات العديد من هذه المواد الكيميائية بمجموعة من التأثيرات الصحية، مثل اضطراب الهرمونات، وانخفاض الخصوبة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وغيرها من التغيرات التنموية لدى الأطفال، ومرض السكري، وزيادة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
وتتوقع الدراسة أيضا أن ترتفع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية للنظام البلاستيكي العالمي من 2.7 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عام 2025 إلى 4.2 غيغا طن عام 2040، أي بزيادة قدرها 58%.
وعلى سبيل المقارنة، لو كان إنتاج البلاستيك دولة، لكانت انبعاثاته تعادل ثالث أكبر مصدر للانبعاثات بحلول عام 2040، بعد الصين والولايات المتحدة فقط.
وحسب المؤلفين، فإذا ما تم اتخاذ إجراءات في إدارة النفايات، وخفض الإنتاج، وأنظمة إعادة الاستخدام والإرجاع، يُمكن خفض التلوث البلاستيكي بنسبة 83%، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 38%.
كما يمكن خفض الآثار الصحية بنسبة 54%، ومن شأن ذلك أن يوفر للحكومات العالمية 19 مليار دولار سنويا من الإنفاق على جمع البلاستيك والتخلص منه بحلول عام 2040، حسب الدراسة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات تلوث ملیون طن عام 2040
إقرأ أيضاً:
هل سائقو السيارات الكهربائية معرضون لخطر الإشعاع؟ دراسة علمية تجيب
أثار انتشار السيارات الكهربائية ، مخاوف لدى بعض السائقين حول احتمالية تعرضهم لمستويات غير مرئية من الإشعاع أثناء القيادة أو الشحن، لكن دراسة علمية جديدة جاءت لتضع حدًا لهذه الهواجس، بعد اختبار واقعي لعدد من الطرازات في ظروف استخدام فعلية.
مستويات الإشعاع في السيارات الكهربائيةقام فريق من الباحثين الألمان، بإجراء دراسة موسّعة شملت 11 سيارة كهربائية مختلفة. وبدلًا من الاعتماد على حسابات نظرية، استخدم المهندسون دمى متطورة مملوءة بحساسات خاصة لمحاكاة السائقين والركاب داخل السيارة أثناء حركة القيادة وأثناء الشحن.
وهدفت التجربة، إلى قياس أي إشعاعات كهرومغناطيسية محتملة قد تصدر من البطاريات أو المحركات في السيارات الكهربائية أو أنظمة الشحن.
النتيجة الأهم.. السيارات الكهربائية آمنةأظهرت القياسات أن مستويات الإشعاع داخل السيارات الكهربائية تظل ضمن الحدود الآمنة تمامًا، بل إنها منخفضة إلى درجة لا تمثل أي تهديد صحي سواء للسائق أو للركاب.
وأكد الباحثون ، أن القلق من تحول البطارية الضخمة أسفل السيارة إلى مصدر إشعاعي غير مبرر، وأن مكونات السيارة مصممة لتكون معزولة ومحمية بالكامل.
وتشير الدراسة ، إلى أن التعرض داخل السيارات الكهربائية يقل كثيرًا عن الأجهزة المنزلية اليومية مثل الهواتف المحمولة أو أجهزة الواي فاي.
واختبر الفريق، أيضًا سيناريوهات الشحن السريع والبطيء، وهي المرحلة التي يظن البعض أنها قد تزيد من الإشعاع، لكن النتائج أثبتت أن مستويات الانبعاث تبقى منخفضة وثابتة، ولا تختلف بشكل ملحوظ أثناء الشحن مقارنة مع وضع القيادة.
ويعزو الخبراء ذلك إلى أن محولات الطاقة وبنى أنظمة الشحن تخضع لمعايير أمان صارمة داخل الاتحاد الأوروبي.
يرى الباحثون أن الدراسة تمثل واحدة من أكثر الاختبارات واقعية حتى الآن لأنها تعتمد على قياسات ميدانية وليس على نماذج محاكاة فقط. ومع ذلك، يعتزم الفريق توسيع التجارب لتشمل سيارات أحدث، وشواحن مختلفة، وظروف بيئية متعددة لضمان دقة النتائج على المدى الطويل.
تقدم الدراسة رسالة طمأنة واضحة لملايين السائقين حول العالم: الجلوس فوق بطارية كهربائية لا يجعلك مصدرًا لالتقاط الإشعاع.
ومع التطور السريع في تقنيات العزل والتصميم، يبدو أن السيارات الكهربائية ليست فقط صديقة للبيئة، بل آمنة صحيًا أيضًا.