تحول غير مسبوق.. روسيا تطلق أكبر عملية اقتراض باليوان الصيني
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
في خطوة تكشف حجم التحول في العلاقات المالية بين موسكو وبكين، أقدمت وزارة المالية الروسية على إصدار أول سندات حكومية مقومة بالرنمينبي، بقيمة 20 مليار يوان (نحو 2.8 مليار دولار)، في محاولة لتأمين تمويل بديل لحربها مع أوكرانيا وتعزيز ارتباطها بالأسواق الصينية، وفقا لتقرير نشرته فايننشال تايمز.
موسكو تستدين بالعملة الصينية لأول مرةوحسب ما أوردته فايننشال تايمز، باعت وزارة المالية الروسية 12 مليار يوان (نحو 1.
وقال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، كما نقلت عنه فايننشال تايمز، إن بلاده "نجحت في إنشاء معيار سيادي جديد سيُستخدم كمرجع للتسعير في الاقتراضات المستقبلية، وسيسهم في تعميق التعاون المالي بين روسيا والصين".
البنوك الروسية تشتري أكثر من نصف الإصداروأوضحت الوزارة -حسب فايننشال تايمز- أن أكثر من نصف السندات اشتراها القطاع المصرفي الروسي، الذي راكم خلال السنوات الماضية حيازات كبيرة من اليوان نتيجة ارتفاع التبادل التجاري مع الصين بعد العقوبات الغربية.
ويأتي إصدار موسكو ضمن موجة أوسع لتحول دول إلى الاقتراض بالرنمينبي، مع سعي بكين إلى تعزيز تدويل عملتها. فقد أصدرت المجر سندات بقيمة 5 مليارات يوان (نحو 707 ملايين دولار) في سبتمبر/أيلول، كما باعت إمارة الشارقة 2 مليار يوان (نحو 283 مليون دولار) في أكتوبر/تشرين الأول.
اليوان يتحول إلى "عملة احتياطي" لروسياوتؤكد فايننشال تايمز أن اليوان أصبح فعليا العملة الاحتياطية الجديدة لروسيا منذ تجميد الغرب أصول البنك المركزي الروسي عقب اندلاع الحرب الروسية في 2022، ومنع موسكو من الوصول إلى التمويل بالدولار واليورو.
وتأتي خطوة الاقتراض هذه بينما تواجه روسيا ضغوطا مالية شديدة، إذ بلغ التضخم 7%، وتجاوزت الفائدة المحلية 16%، في وقت تتضرر فيه صادرات النفط والغاز من مسار العقوبات الأميركية والأوروبية.
إعلانويرى الخبير الجيواقتصادي ماكسيميليان هِس -حسبما نقل عنه تقرير فايننشال تايمز- أن الإصدار الروسي "يعطي الصين ثقة أكبر بأن موسكو تصطف مع أجندتها لزيادة تدويل اليوان"، مرجحا أن بكين منحت "إشارة موافقة واضحة" على هذه الخطوة.
إقبال دولي ومخاطر مختلفةوتقول فايننشال تايمز إن دولا مثل إندونيسيا وباكستان تدرس إصدار" سندات باندا" (Panda Bonds) داخل السوق الصينية العام المقبل، بينما تفضل دول أخرى -بينها روسيا- إصدار "سندات ديم صَم" (Dim Sum Bonds) خارج الصين.
لكن روسيا اضطرت لدفع عوائد أعلى من تلك التي دفعتها جهات أخرى هذا العام، فمثلا، أصدر بنك التنمية الكازاخي أول سندات "ديم صم" في آسيا الوسطى بعائد 3.3% فقط، وهو أقل بكثير من العوائد الروسية.
كما أن دولا مثل كينيا وأنغولا وسريلانكا أعادت هيكلة قروضها بالدولار عبر تحويلها إلى ديون بالرنمينبي خلال 2025.
تبادل تجاري مختلوتكشف فايننشال تايمز عن أن الصين سجلت عجزا تجاريا غير معتاد مع روسيا هذا العام، بعدما فرضت موسكو رسوما على واردات السيارات الصينية الرخيصة، بينما واصلت ضخ صادرات النفط والفحم والوقود إلى بكين.
ويأتي ذلك في وقت اشترت فيه الصين قرابة نصف صادرات النفط الروسية منذ نهاية 2022، بما في ذلك ما قيمته نحو 7 مليارات دولار في أكتوبر/تشرين الأول وحده، وفق بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
وتشير فايننشال تايمز إلى أن 50 مليار دولار من الأصول السائلة في "صندوق الثروة الوطني" الروسي باتت الآن مقومة بالرنمينبي.
آفاق الاقتراض باليوان أمام الشركات الروسيةويفتح الإصدار الجديد الباب أمام الشركات الروسية للاقتراض باليوان بتكاليف أقل من القروض بالروبل، التي أصبحت باهظة التكاليف بسبب الفائدة المرتفعة.
وتذكّر فايننشال تايمز بأن شركة الألمنيوم الروسية "روسال" كانت أول من أصدر سندات "باندا" عام 2017، قبل أن تعود للاقتراض باليوان داخل روسيا بعد 2022، لكن عمليات إصدار سندات "ديم صم" الروسية تبقى محدودة.
ويرى هِس أن "الاقتراض باليوان في روسيا قد يصبح يوما ما بحجم الاقتراض بالدولار سابقا" إذا استمر المسار الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فایننشال تایمز ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
فورد تحول رانجر Super Duty إلى سيارة فاخرة بسعر 65 ألف دولار
في خطوة استراتيجية ، تهدف إلى كسر الصورة النمطية للشاحنات المخصصة للأعمال الشاقة، أعلنت شركة فورد عن توسيع تشكيلة طرازها المنتظر "رينجر سوبر ديوتي" (Ranger Super Duty).
وقررت الشركة الأمريكية ، تحويل هذه الشاحنة القوية إلى مركبة فاخرة عبر إضافة فئة "XLT" الجديدة، التي تمزج ببراعة بين القدرات الميكانيكية الجبارة ورفاهية سيارات الركاب العصرية.
لم تكتفِ فورد بتقديم شاحنة قوية فحسب، بل عملت من خلال فئة XLT الجديدة على الارتقاء بمستوى الراحة داخل المقصورة بشكل جذري.
ستتخلي هذه النسخة عن الطابع التقشفي المعتاد في شاحنات العمل لصالح مقصورة فاخرة تضم مقاعد مكسوة بالجلد عالي الجودة، والمزودة بتقنيات التدفئة والتهوية لضمان أقصى درجات الراحة في مختلف الظروف الجوية.
وتكتمل لمسات الفخامة الداخلية بإضافة السجاد الأرضي بدلاً من الأسطح البلاستيكية أو المطاطية، بينما يتميز الهيكل الخارجي بعجلات معدنية أنيقة بقياس 18 بوصة، مما يمنح الشاحنة مظهرًا يجمع بين الهيبة والأناقة العصرية.
تأتي هذه الخطوة الجريئة من فورد في وقت مثير للاهتمام، حيث لم تصل نسخ "رينجر سوبر ديوتي" الأساسية بعد إلى صالات العرض في السوق الأسترالية.
ورغم ذلك، قرر الصانع الأمريكي توسيع نطاق الخيارات المتاحة للعملاء قبل التسليم الفعلي، مؤكدًا توفر الشاحنة بنمط الهيكل الجديد "Pick-Up style".
وتهدف فورد من خلال هذا التحرك المبكر إلى جذب شريحة أوسع من العملاء الذين يبحثون عن مركبة "حصان عمل" قادرة على أداء المهام الصعبة دون التنازل عن المظهر الراقي والمواصفات المتميزة.
حددت فورد سعر النسخة الرائدة من طراز Pick-Up XLT عند حاجز 99,990 دولاراً أستراليًا، وهو ما يعادل تقريباً 65,600 دولار أمريكي.
يعكس هذا التسعير ثقة الشركة في القيمة التي تقدمها هذه المركبة الهجينة في مفهومها، حيث توفر لمالكها القوة الهائلة اللازمة للجر والتحميل، مع تقديم تجربة قيادة ومستوى رفاهية يوازي السيارات العائلية الفاخرة، لتصبح بذلك خيارًا مثالياً يجمع بين متطلبات العمل واحتياجات الحياة اليومية.