صراحة نيوز-تعكس ثقافة العمل التطوعي المتجذّرة في المجتمع الأردني إحدى أبرز سماته الراسخة، حيث يحرص الأردنيون على دعم هذا النهج وتعزيز قيم التلاحم والتعاضد التي جُبل عليها أبناء الوطن عبر الأجيال.

ساهمت هذه القيم في بناء نسيج اجتماعي متماسك يسوده التكافل والإيثار، ويتجلّى ذلك في سعيهم المستمر لقضاء حوائج الآخرين ونجدة الملهوفين، ولعل أبرز دليل على ذلك ما قدمته المملكة وقيادتها الهاشمية من جهود إنسانية مؤخراً، عبر إيصال المساعدات إلى قطاع غزة وتأسيس الممر الإغاثي الأردني خلال الحرب.

أكد مسؤولون في محافظة معان، خلال أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أنه بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين الذي يأتي هذا العام تحت شعار «كل إسهام يصنع فارقاً» الذي يصادف 5 من كانون الأول من كل عام، يُحتفل به في الأردن مع العالم أجمع، بهدف تعزيز هذه القيمة الإنسانية العظيمة في المجتمع، وإبراز دور المتطوعين وإسهاماتهم في التنمية الشاملة.

قال محافظ معان خالد الحجاج، إن القيادة الهاشمية تحرص على دعم العمل التطوعي وتعزيز دوره في المجتمع، وهو ما يتجلى في المبادرات الملكية السامية والمشاريع الريادية، وفي مقدمتها جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي وهيئة شباب كلنا الأردن، والمنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب “نحن”، إلى جانب برامج ومبادرات أخرى تدعم المتطوعين وتعزز دورهم في المجتمع.

أضاف أن العمل يجري في محافظة معان، انسجاماً مع الرؤية الملكية السامية، على ترسيخ مفهوم العمل التطوعي باعتباره قيمة إنسانية وحضارية جليلة تجسد الثوابت الوطنية، وتسهم في تعزيز حب الوطن والحسّ بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع وتحفيز روح المبادرة لديهم، بما يسهم في استثمار المهارات والخبرات والطاقات الفردية والجماعية، سواء لدى المواطنين أو الموظفين في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية، بما يفعّل دورهم في خدمة مجتمعهم وتطويره.

أشار الحجاج إلى أن التطوع بجميع أشكاله يعدّ من ركائز الرفاه والاستقرار والسعادة في المجتمع، وهو ما يميّز أبناء محافظة معان بما عُرفوا به من عمل الخير والعطاء والتكاتف و”الفزعة” والعمل لأجل خدمة الوطن، مؤكداً استمرار الجهود لدعم العمل التطوعي واستدامته، وتعزيز قيم التطوع والتكافل والتلاحم المجتمعي بين أفراد المجتمع.

وضح مدير أوقاف محافظة معان باسم الخشمان، أن العمل التطوعي مندوبٌ ومرغوبٌ ديني وواجب وطني، والتزام أخلاقي تجاه الإنسانية في كل زمان ومكان، لافتاً إلى أن مفهوم التطوع يحمل مضامين وقيماً أخلاقية رفيعة، ومنهجاً تربوياً تتكامل فيه جهود المتطوعين وتعاونهم مع مختلف فئات المجتمع، بما يعزز قيم البذل والعطاء.

أشار إلى أن للعمل التطوعي أصلاً شرعياً ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، مستشهداً بقوله تعالى: «ومن تطوّع خيراً فإن الله شاكر عليم»، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبُ الناس إلى الله تعالى أنفعُهم للناس»، مضيفًا أن التطوع يشكل روح العمل الإنساني، وأحد العوامل الأساسية في ترسيخ مبادئ الرحمة والتماسك وبناء مجتمع أكثر تضامناً وتعاوناً.

أكد مدير شباب محافظة معان، ممدوح أبو تايه، أن المملكة تولي اهتماماً متزايداً بمنظومة العمل التطوعي، بوصفها وسيلة فعّالة لتعزيز التماسك المجتمعي ودعم مسارات التنمية المستدامة، لدورها في تحفيز مشاركة الأفراد والمؤسسات في المبادرات التطوعية، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية ويعزز الروابط الاجتماعية.

وضح أبو تايه، أن المديرية تعمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والإنساني لدى الشباب من خلال تنفيذ برامج ومبادرات وأنشطة تطوعية بشكل دوري في مختلف مناطق المحافظة، إلى جانب إشراكهم في الفعاليات والحملات التي تنفذها الجهات الأخرى، بهدف استثمار طاقاتهم ومواهبهم وترسيخ حب الوطن في نفوسهم.

شدد على أهمية دور المؤسسات الشبابية والمجتمعية في توفير فرص تطوعية تتيح لأبناء المجتمع المساهمة الفاعلة في خدمة وطنهم ومحيطهم.

أشار أبو تايه إلى أن هناك العديد من الشباب والشابات من أبناء معان ممن قدمو نماذج مشرفة في العطاء وتحمل المسؤولية، وأسهموا بصورة مباشرة في تعزيز الجهود التطوعية وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

قال منسق هيئة شباب كلنا الأردن في محافظة معان، أحمد الجرادين، إن من الضروري تشجيع المجتمع بمختلف شرائحه على العمل التطوعي وتعزيز الوعي لدى الأجيال بأهمية المشاركة في المبادرات التطوعية، مع التأكيد على أن يكون للشباب دور ومساهمة تحمل بُعداً إنسانياً في خدمة الوطن.

وضح أن حب الوطن يُترجم من خلال المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، وهو ما يمنح الفرد شعورًا بتحقيق ذاته ويعزز في الوقت نفسه الانتماء والولاء.

أوضح أن مشاركة الشباب في الفرص التطوعية التي توفرها الهيئة باتت أكثر حضورًا كلما أتيحت، في ظل تنامي الوعي لدى الشباب بأهمية العمل التطوعي، بما يعكس الإيمان الراسخ لدى شباب وشابات معان بهذه الثقافة.

حثّ الجرادين الشباب على الانخراط في الأعمال التطوعية، وتوجيه الطاقات الشبابية نحو المبادرات التي تعود بالنفع على المجتمع، لما لذلك من أثر إيجابي يعمّ فائدته على الجميع، ويسهم في استثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع على الفرد، فضلاً عن دوره في تنمية مهارات الشباب وبناء شخصياتهم.

قال أحد المتطوعين في معان، فهد البزايعة، إن العمل التطوعي يعد قيمة مجتمعية راسخة تجسد معاني التكافل والتآخي والتعاون بين أفراد المجتمع، مؤكداً أنه يضيف إلى شخصية المتطوع خبرات واسعة ومعاني عميقة تعزز ثقته بنفسه وشعوره بالانتماء، ويعكس أيضاً ما يحمله من مشاعر البذل والعطاء والرغبة الصادقة في خدمة وطنه ومجتمعه.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن العمل التطوعی محافظة معان فی المجتمع فی خدمة إلى أن

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للتطوع.. دعوة لغرس ثقافة العطاء داخل الأسرة

دعت داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، في اليوم العالمي للتطوع، إلى ضرورة تسليط الضوء على قيمة العمل التطوعي باعتباره «قيمة إنسانية عظيمة» تسهم في بناء الأفراد والمجتمعات.

وقالت داليا الحزاوي، إن غرس ثقافة التطوع لدى الأبناء منذ الصغر يُعد أحد أهم أسس التربية المسؤولة، لما له من دور كبير في تنمية الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع، مؤكدة أن “كل طفل ينشأ على حب عمل الخير سيكون في المستقبل مواطنًا صالحًا.

وأضافت أن إشراك الأبناء في أنشطة تطوعية يمثل استثمارًا إيجابيًا للوقت، ويسهم في حمايتهم من الانشغال بالسلوكيات السلبية مثل الإفراط في استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية، لافتة إلى أن الأسرة تتحمل الدور الأبرز في ترسيخ هذه القيم من خلال الممارسة الفعلية لا الأقوال فقط.

وشددت الخبيرة التربوية، على أن الأبناء يكتسبون القيم بالتقليد والسلوك العملي، وأن مشاهدة الأطفال لآبائهم وهم يشاركون في المبادرات الإنسانية والخيرية كفيلة ببناء جيل فاعل ومؤثر في المجتمع، مؤكدة أن القدوة هي المحرك الأول لصناعة مواطن قادر على العطاء ومساعدة الآخرين.

واختتمت حديثها بقولها: لا يستحق أن يعيش من عاش لنفسه فقط.

ويُعد اليوم الدولي للمتطوعين، الذي يُحتفل به سنويًا في 5 ديسمبر منذ إقراره عام 1985، مناسبة عالمية لتكريم جهود المتطوعين وتعزيز الوعي بدورهم في خدمة المجتمع.

ويشهد هذا اليوم تنظيم فعاليات واسعة من قبل المنظمات غير الحكومية مثل الصليب الأحمر والكشافة، ويحظى بدعم برنامج متطوعي الأمم المتحدة الهادف لتعزيز السلام والتنمية حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الأردن يبرز دوره الريادي في العمل التطوعي بمناسبة اليوم العالمي للتطوع
  • في اليوم العالمي للتطوع.. دعوة لغرس ثقافة العطاء داخل الأسرة
  • فعاليات جرش تؤكد أهمية العمل التطوعي للشباب
  • العمل التطوعي .. عطاء إنساني يصنع الأثر ويبني مجتمعًا متماسكًا
  • فعاليات عجلون تؤكد أهمية العمل التطوعي
  • الطوارئ والأزمات: التطوع في الإمارات نهج إنساني أصيل
  • التطوع في الإمارات.. نهج إنساني وأثر مستدام
  • إثراء" يحصد جائزة العمل التطوعي للمرة الرابعة
  • الجمارك الأردنية تحصد المركز الأول كأفضل مؤسسة حكومية على مستوى الوطن العربي